الأربعاء، 1 يونيو 2016

سليمان صاحب الحق الأذل

جاء بكتاب تفسير القرآن الكريم لشهاب الدين محمد الألوسي "دار إحياء التراث العربي – باب الإشارة.  قال تعالى: " {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ} (102) سورة البقرة. "واتبعوا ماتتلو"وهم اليهود: وهي القوى الروحانية والشياطين هم من الإنس المتمردون الأشرار ومن الأشرار ومن الجن الأوهام والتخيلات المحجوبة عن نور الروح. المتمردة عن طاعة القلب العاصية لأمر العقل والشرع والنفوس الأرضية المظلمة على عهد مُلك سليمان الروح الذي هو خليفة الله تعالى في أرضه".
"سلمان الروح" هو ذات عيسى ابن مريم روح الله شخصي المسيح سليمان خليفة الله بإطلاق. يقول ابن عربي في عنقاء مغرب صفحة (62-63) الآتي نصه. " فقد يبايع شخص على الإمامة وفي غيره تكون العلامة فتصبح المبايعة على الصفات المعقولة لا على هذه النشأة المجهولة، فيمد عند تلك المبايعة للخليفة الناقص في ظاهر الجنس، الخليفة المطلوب يده من حضرة القدس، فتقع المبايعة عليها من غير أن ينظر ببصره إليها، ولذلك يقع الإختلاف في الإمام المعين لا في الوصف المتبيّن، فقلّ خليفة تجمع القلوب عليه ولا سيما إن إختل ما بين يديه فقد صحّت المبايعة للخليفة وفاز بالرتبة الشريفة، وإن توجه إعتراض فلا سبيل إلى القلوب المنعوتة بالمراض، ولما كان الحق تعالى الإمام الأعلى والمتبع الأولي قال:"إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ" ولا ينال هذا المقام الأجسم بعد النبي المصطفى الأعظم إلا ختم الأولياء الأطول والأكرم وإن لم يكن من بيت النبي فقد شاركه في النسب العلوي فهو راجع إلي بيته الأعلى لا إلى بيته الأدنى" عنقاء 62-63.
أقول: قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) } سورة الحجر.
فالسجود لآدم ليس إلا لسره وجوهره (النفخة الربانية) المودعة فيه. فالبيعة في التحقيق هي للروح (صاحب النشأة المجهولة) أي لعيسى ابن مريم "وهو المتعين بالصفات المعقولة "المحسوسة" في كل خليفة ناب عنه واستتر به "دون ينظر ببصره إليها" والمراد بالمبايع في إشارة لواقعة حديث أنس أنه قال: "بينما نحن مع رسول الله إذ رأينا برداً ويداً. فقلنا: يا رسول الله ما هذا البرد الذي رأينا واليد؟ قال: قد رأيتموه؟ قلنا: نعم: قال: ذاك عيسى ابن مريم سلم علي" مسلم في مسنده.
أخرج ابن عساكر عن أنس قال: "كنت أطوف مع الرسول صلى الله عليه وسلم حول الكعبة إذ رأيته صافح شيئا لا نراه قلنا يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيناك صافحت شيئا لا نراه؟ قال: ذاك أخي عيسى ابن مريم انتظرته حتى قضى طوافه فسلمت عليه" وقول أنس هو المعنى الذي أشار إليه ابن عربي في قوله "لا ينظر إليها ببصره" أي شيئاً لا نراه".
"فيمد الخليفة الناقص من ظاهر الحس" هو عيسى ابن مريم الناقص إذ ليس له أب فهو ناقص من شق أبيه. "ويمد يده" الخليفة المطلوب من حضرة القدس" وهو النبي صلى الله عليه وسلم "فسلمت عليه" وأما الفقرة ولا سيما إن إختل ما بين يديه "ظهور يد عيسى ابن مريم والإحساس بآثار الروح "البرد" على أنس رضي عنه.
يقول الشيخ أحمد التجاني في كتاب جواهر المعاني صفحة 150: " تَسَتَّرْتُ من دَهْرِي بِظلِّ جَنَاحِه فَصِرْتُ أرَى دَهْرِي وليس يَرَانِي فَلَوْ تَسَلِ الأَيَّامُ ما اسْمِيَ لما دَرَتْ وأين مكاني ما عَرَفْنَ مكانِي" يقول شارحاً الأبيات: "هي مرتبة الخليفة الأعظم إذ لا اسم له يختص به فإن اسماء الوجود كلها اسماء له لتحققه بمراتبها ولكونه هو الروح في جميع الموجودات فما في الكون ذات إلا وهو الروح المدبر لها والمحرك والقائم فيها ولا في كورة العالم مكان إلا وهو حال فيه متمكن منه "جواهر المعاني ج2 ص 150.
أقول: أن هذا الروح له وجهاً كاملاً في كل ذات "روحانيته" وهذا الوجه هو اسم من اسماءه (صفاته) لتحققه بحقيقة كل اسم "مراتبها" وأما عينه فهو سليمان. ومن باب الإيضاح أورد واقعة تدور حول هذه الحقيقة ففي عام (1960م أو 1961م) ذات يوم ذهبت لمحفل أًسري (حفل زفاف) بمدينة المجلد. فشاهدت (رقصة العروس) فنفرت نفسي من منظر الرقص فخرجت باكياً ومتحسراً على ما رأته عينيّ وكنت أقول في نفسي "كيف تسمح نفس هذا الزوج أن يكشف مفاتن زوجته للناس. وكنت أقول لو كنت أباً لتلك العروس لفسخت عقد القران" وكانت الدموع تتساقط على صدري إلى أن وصلت سريري وبمجرد جلوسي عليه رايت أن الوجود إنمحى تماماً لا سماء ولا أرض ولا شيء مما خلق الله حتى لم أكن أدري من أنا وأين أنا. وفي أثناء تلك الحال تدلى نور الحق عز وجل وتجلى قوله تعالى: "الله نور السموات والأرض" رغم أني في تلك الأيام لم أطّلع على تلك الآية لأنني كنت في المرحلة الأولية في مرحلة جزء تبارك "فتحرك نور الله حركة فبدت من نور الله الأرض جرداء لا معالم عليها، ثم حدثت حركة اخرى للنور فبدت كل المخلوقات ما أعرف منها وما لا أعرف فكانت في صورة دمى لا حياة فيها ولا حركة. حتى الشجر والحيوانات والطيور والحشرات والطحالب. ثم حدث تجلي للحق لهذه الكائنات باسم من اسماءه عرفت فيما بعد أنه اسم الله الأعظم. فسرت الحياة في الكائنات. فتحركت الحيوانات والطحالب وإهتزت الحشائش والأشجار وطارت الطيور وتحركت المياه في البحار بالأمواج وجرت مياه الأنهار. وعند ذلك شعرت أنني لازلت جالساً على سريري وقد جفت مني الدموع  وتملكني الخوف والرعب ولم أخبر بهذا المشهد لهوله وخشيت ألا يصدقني أحد في تلك الفترة".
قال الشيخ عبد الكريم الجيلي في كتابه (الإنسان الكامل) يصف حقيقة المهدي (الخاتم الولي) "فقد سبق ان قلنا أن الحق إذا تجلى على عبده وأفناه عن نفسه قام فيه لطيفة قد تكون ذاتية وقد تكون صفاتية، فذا كانت ذاتية كان ذلك الهيكل الإنساني هو الفرد الكامل والغوث الجامع عليه يدور الوجود  وله يكون الركوع والسجود وبه يحفظ الله العالم وهو المعبّر عنه بالمهدي والخاتم وهو الخليفة". الإنسان الكامل للجيلي ص81.
أقول: قوله "قام فيه الحق لطيفة إلهية" أن اللطيفة هي ذات العبد وذاته هو وجه تجلى به الروح باسمه فتفنى ذات العبد في صفة الاسم فيكون متحققاً بالوصف لا بالاسم. كما في الحديث النبوي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالي قال: من عادي لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه وما زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لاعيذنَّه) رواه البخاري. وظهور أثار صفة الاسم في العبد في قوله "إذا أحببته أكون" فهو يسمع بسمع الله ويبصر ببصر الله" وأما إن كانت اللطيفة ذاتية فالذي يبطش هو الله بذاته وذاته هي روحه وروحه هي عين الروح المتجلي بالاسم الأعظم لا بأثره "الصفة" والإشارة في قوله "ذلك الهيكل الإنساني" أي أن الهيكل الجثماني لهذا الفرد هو صورة للروح وهي الصورة التي خلق الله عليها آدم "خلق الله آدم على صورته" فيكون جسده هو روح تجسدت بدناً. وقوله "وهو المعبر عنه بالمهدي والخاتم" أي لم يقع التعريف بحقيقته التي لم تقتصر على اسم عيسى ابن مريم فلا يعرف له اسم واحد وأما من حيث مرتبته فهو الخليفة عن الله سبحانه. قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) } سورة الحجر. ويقول الجيلي في نفس المصدر: "أعلم حفظك الله أن الإنسان الكامل هو القطب الذي تدور عليه أفلاك الوجود من أوله إلى آخره وهو واحد منذ كان الوجود إلى أبد الآبدين ثم يتنوع في ملابس ويظهر في كنائس فيسمى به في اعتبار لباس ولا يسمى به باعتبار لباس آخر" الإنسان الكامل صفحة 229.
أقول: سليمان الروح هو قطب العالم الدنيوي والأخروي الذي قام الوجود به لو زالت روحانيته وإنسلخ عن الدنيا لإنهدمت قواعدها. وقوله "يتنوع في الملابس ويظهر في كنائس" أن أول ما ظهر به هذا الروح كان بلباس مثالي ببني إسرائيل باسم "عيسى". قال تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ} (59) سورة الزخرف. وقول "يسمى به باعتبار" الاعتبار هو أن الخلق لا تعرف هذا الروح إلا باسم "عيسى" مع أنه في الأصل المثال المعتبر لهم أي أنه العبد الذاتي المضروب لبني إسرائيل قبل أن يكون ابن مريم. وقوله "ولا يسمى به باعتبار لباس آخر" كما كان له اسم ببني إسرائيل فله اعتبار آخر "{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} (57) سورة الزخرف. أي أن هذا الروح في لباسه الأخير "ميلاده الأخير" لا يسمى بلباس المثال "المقام العيسوي وإنما بذاته "سليمان".



جاء بمقال على العنوان الإلكتروني: http://voila.ahlamontada.com/t449-topic
"... ومن أقدم المخطوطات التي جاء بها ذكر للمهدي (المسيا المنتظر) سفر النبي أخنوخ وهو إدريس عليه السلام،  وقد أفاض النبي إدريس في الحديث عن هذا الرجل وحروبه في نهاية الزمان،  فأطلق عليه اسم مُبدأ الأيام وفي بعض التراجم رأس الأيام وفي أخري الرجل الذي يحمل اسم الأزلي وفي تراجم أخري قديم الأيام. وذكر النبي دانيال عليه السلام هذا الرجل وسماه قديم الأيام وفي بعض التراجم الأزلي.
كما تحدث النبي إشعيا عليه السلام باستفاضة عنه وسماه المشيا (ماشيه أو ماشيحوهو المخلص أو المنقذ وسماه في موضع آخر من سفره الرجل الغصن،  وأكد بالإصحاح 19 انه مصري الجنسية (سيخرج من مصر(.
كما سماه النبي زكريا بن برخيا عليه السلام بالرجل الغصن،  ويعد سفره ثاني سفر في العهد القديم يتحدث باستفاضة عن هذا الرجل بعد سفر إشعيا.
وأشار إليه النبي يعقوب وهو يعظ أبنائه عند موته وحذرهم أن نهاية بني إسرائيل ونهاية شريعتهم وملكهم ستتم على يديه وسماه شيلوه أو شيلُه.
وفي العهد الجديد (الإنجيل) جاء ذكر المسيا علي لسان عيسى بمعظم الأناجيل،  وأختص سفر الرؤيا وهو أخر سفر بالعهد الجديد بالحديث باستفاضة عن هذا الرجل وحروبه مع الدجال وقوى الشر،  وأُطلق عليه في السفر اسم الخروف وفي الترجمة السبعينية اسم الحمل ( أي الرجل المسالم أو الوديع ) وجاء بإصحاحات هذا السفر الاثنين والعشرون ما سيقع على الأرض من أزمات ونكبات يضرب بها الله أمم الأرض كلها قبل مجيء هذا الرجل نتيجة لخطاياهم ومعاصيهم والقوى العظمى التي ستظهر على الأرض في القرن الذي سيولد فيه والقرن اللاحق له والذي سيخرج فيه الدجال وينزل فيه إبليس على الأرض وتدور فيه المعارك بين هذا الرجل والقديسون المؤمنون معه وبين الدجال والقوى العظمى التي يحركها إبليس إلى الوقت الذي يأتي فيه عيسي (ابن الإنسان) من السماء لنصرة هذا الرجل وجنوده والقضاء على كل قوى الشر.
ويمكننا من خلال ما جاء بسفر الرؤيا وسفر إشعيا وسفر زكريا وسفر دانيال عن هذا الرجل الذي سيخوض معارك نهاية الزمان أن نرسم صورة واقعية لشخصيته، نلخص أهم ملامحها في الآتي:
1- لهذا الرجل مكانة عظيمة عند الله فهو عصا الله الحديدية التي سيضرب بها كل العصاة والجبابرة والأشرار والظلمة،  وقد افتتحت أول رؤيا في سفر الرؤيا بمشهد كان هذا الرجل يجلس فيه بجوار الله وعلي يمينه في عرشه مما يدل على قربه من الله وعظم مكانته عنده.
2-  سيفك هذا الرجل طلاسم وأسرار وختوم سفر الرؤيا ويكشف هوية وحقيقة القوى العظمى المذكورة به واهم الختوم والنكبات التي ستقع على الأرض (علامات الساعة)،  ويمكن مراجعة بعضاً من هذه النصوص والتفسير الصحيح لها بكتبنا "الحرب العالمية القادمة في الشرق الأوسط" و "هلاك ودمار أمريكا المنتظر" و "يأجوج ومأجوج قادمون" و "أسرار سورة الكهف ومشروع ناسا للشعاع الأزرق" و "اقترب خروج المسيح الدجال".
3-  لهذا الرجل اسم كما ذكر بسفر الرؤيا لن يعرف أحد سواه أسراره وألغازه ويدعى اسمه كلمة الله،  وسوف يهديه الله لفك طلاسم وألغاز وأسرار هذا الاسم في جميع نبوءات الأنبياء فيشرحها للناس وتكون هذه العلامة من أهم العلامات الدالة علي صدقه وأنه الرجل المقصود في هذه النبوءات.
4- رجل عادل وحكيم ومسالم ووديع (يتسم بصفات الخروف أو الحمل) ولكنه في نفس الوقت رجل صارم ومقاتل ودكتاتور في بعض قراراته وجبار في الانتصار للحق،  فهو رجل يجمع في شخصيته الكثير من المتناقضات، ولهذا فهو الرجل الكامل الذي سيجد فيه الضعفاء والمساكين والمظلومين الرحمة والعدل والمساواة،  ويلقى منه الجبابرة والفاسدين والأشرار أشد أنواع القسوة والعذاب والانتقام والتنكيل بهم،  فهو لا يتصرف كما قال إشعيا عليه السلام بحسب أهوائه بل بحسب الحق والعدل وبما يرضى الله وهو لا ينتقم لنفسه بل لله وللمظلومين.
5- يمتلك هذا الرجل ذكاء شديد ودهاء عظيم وذو علم واسع وغزير لذا ستلتف حوله معظم شعوب الأرض وترضى بحكمه وأحكامه،  وسيركز في بداية دعوته على محاربة المتاجرين بالدين والانتهازيين السياسيين ومثيري الفتن في كل الأديان والمذاهب المختلفة، وسينجح في توحيد كل الأديان في ديانة واحدة هي دين الله الحق.
6- يتصف هذا الرجل بالأمانة والصدق كما جاء بسفر الرؤيا فهو صادق وأمين.
7- سيستخدم هذا الرجل في البداية فمه أو لسانه وعقله للاحتجاج والتحاور مع خصومه وكل أهل الأرض ثم سيلجأ مع العصاة والمتمردين على الله والمفسدين في الأرض للعنف والقتال واستخدام اقسى واعتى آلات وأدوات الحرب ضدهم وسينكل بالجميع،  فهو رجل سلام ورجل حروب ودموي في نفس الوقت فعندما يغضب للحق يضرب بمنتهى القسوة والعنف.
8- تكمن أهم أسلحة هذا الرجل في لسانه كما ذكر بالإصحاح 19 من سفر الرؤيا،  فمن فمه يخرج سيف ماضي يضرب به كل الأمم،  وهو ما يدل على أن هذا الرجل له حجج وبراهين سيقحم بها كل أمم الأرض في الكثير من القضايا التاريخية والدينية المزيفة أو المعتم عليها التي يفجرها بقلمه أو لسانه،  أي أنه سيكون خطيب أو صحفي أو كاتب أو باحث أو رجل مفكر ومجدد يصحح المفاهيم الخاطئة والمعتقدات التي أسيئ فهمها في الإسلام والأديان السماوية.
9- سيقوم هذا الرجل بإعادة بناء هيكل الرب كما جاء بالإصحاح السادس من سفر زكريا (أي سيقوم بإعادة بناء بيت الله الحرام بمكة بعد تدنيسه كما شرحت بكتاب مشروع تجديد الحرم المكي).
10- سيعم الخير والسلام والنعيم على كل أهل الأرض في فترة حكمه مع عيسى عليه السلام.
وقد قام بعض الباحثين المسلمين بإسقاط النصوص الواردة في المسيا المنتظر وشيلوه وقديم الأيام على سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم،  بحجج وبراهين واهية لا تستقيم مع سياق النصوص أو الأحداث التاريخية الثابتة والموثقة ( ولا شك أن هناك الكثير من النصوص في التوراة والإنجيل تخص سيدنا محمد وتنطبق عليه ولا مجال لذكرها هنا(
وقد وقع هؤلاء الباحثين في هذه الأخطاء لأنهم لم يلاحظوا أن هذه النصوص الخاصة بشيلوه وقديم الأيام والمسيا تصرح بأن هذا الرجل سيبيد بني إسرائيل ويحارب الدجال ودول أوربا وأمريكا ويبطل العمل بشريعة التوراة،  ويحرر بيت الله الحرام من رجسة الخراب التي يقيمها الدجال به،  ويحرر فلسطين من الاحتلال اليهودي لها،  ويلتقي بعيسي عند عودته من السماء ويحاربا معاً قوم يأجوج ومأجوج.
وهذه الأحداث لم يقع أي حدث منها مع سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لأن اليهود في زمانه كانوا مشتتين في الأرض ولم يكن لهم تواجد بأرض فلسطين،  ولم يحارب النبي الدجال ودول أوربا والزانية العظيمة (أمريكا)،  ولم يقم النبي محمد بإعادة بناء بيت الله الحرام بمكة بعد تدنيسه برجسة الخراب (الهيكل الوثني الذي سيبنيه الدجال بمكة)،  ولم يبطل العمل بالشريعة اليهودية بل طالبهم بالالتزام بها كما صرح القرءان بذلك في قوله تعالي:"وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ "المائدة: 43.
أقول: أن هذا الرجل وإن إختلفت أسماءه وتعددت ألقابه فذاته واحدة. وكل اسم أطلق عليه له دلالة ومعنى تعتقد به كل ملة وطائفة. وسوف أفصل كل فقرة بالنقاط التالية:
·                   "لهذا الرجل اسم لن يعرفه أحد سواه ويدعى كلمة الله". فلفظ "كلمة الله" لم يدع به سوى عيسى ابن مريم فقد جاء في رؤيا يوحنا (12-13-15): " له اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو، وهو متسربل بثوب مغموس بدم، ويدعى اسمه كلمة الله... ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم"
"ويلاحظ أن له اسم خاص به وهو ذات الاسم الذي جاءت الأخبار النبوية بالنهي عن التصريح به.    وفي سفر أشعياء " 49: 1-13: " أنصتي إليّ أيّتها الجزائر،  وأصغوا يا شعوب الأرض البعيدة: قد دعاني ( سمّاني ) الربّ وأنا ما زلت جنينا،  وذكر اسمي وأنا ما برحت في رحم أُمّي،  جعل فمي كسيف قاطع،  وواراني في ظل يديه،  فصنع مني سهما مسنونا،  وأخفاني في جعبته".
إن كلمات السفر صريحة أن المقصود هو عيسى ابن مريم إذ سماه الله باسمه قبل نزوله روحاً في بطن أمه. قال تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} (45) سورة آل عمران. و "وواراني في ظل يديه" وهو معنى قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} و "أخفاني في جعبته" وهي فترة غيبته الكبرى في عالمه الأعلى بعد واقعة الوفاة "روحاً وجسداً" ببني إسرائيل وهذا هو المعنى الحقيقي لمفهوم الرجعة أو الظهور بعد الغيبة لدى الشيعة في شخص الإمام الغائب. وأما الإسم الذي لا يعرفه إلا هو فهو الاسم سليمان الذي له شاهداً من السنة. عن تميم الداري قال: "قلت يا رسول الله: ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها أنطاكية ما رأيت أكثر منها مطراً فقال صلى الله عليه وسلم: نعم وذلك لأن فيها التوراة وعصى موسى ورضاض الألواح ومائدة سليمان في غار. فلا تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من عترتي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي خلقه خلقي وخلقه خلقي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً" المهدي الموعود حديث رقم 9 عبد الحسين. ان المائدة لم ترد بلفظ صريح في حق شخص إلا عيسى ليؤكد أنه المهدي البيتي الذي تجمع عليه كل الديانات "أهل التوراة وأهل الإنجيل" في ميلاده الثاني باسم سليمان والذي يهلك الله في زمانه كل الملل ولا يبقى إلا الإسلام.
·                   "يستخدم هذا الرجل فمه في البداية للإحتجاج والتحاور". ولما كان جوهر الخلاف والإختلاف في شخص هذا الرجل الوحيد الذي يعرّف بنفسه واسمه ووقائع ميلاده الثاني فيبيّن معاني الألفاظ الدالة عليه من النصوص فيحاجج بها الناس "ومن فمه يخرج سيف ماضي" فسليمان هو صاحب القلم الذي يبرز الحقائق في سابقة هي الأولى على جميع الديانات والمعتقدات بتفرد تام وأسلوب معجز لفهم صريح لم تعقل علماء الأمة ولا أحبار اليهود ولا رهبان النصارة مقاصده ومعناه. جاء بكتاب (اليماني) للكاتب عبدالله حسين القحطاني في فصل (ملامح دعوة اليماني) الآتي:
"أما كيفية يبدأ اليماني في دعوته والظاهر والله أعلم أنه سيقوم بالدعوى أولاً بشكل سري حيث يقوم بدعوة بعض الناس مشافهة أو عن طريق إصدار بعض المنشورات تحت عناوين ثانوية. يظهر من خلالها أعلميته  على غيره من العلماء في عدة مجالات وخاصة في العلوم الإلهية الغير تحصيلة" المصدر سلسلة منشورات المسيح المهدي (المنشور سليمان لا أب له). وأختم شرح المقالة بفقـرتان جوهريتان وهما سياق هذا المقال وترتبط بدلالة الاسم "فقديم الأيام أو الرجل الأزلي أو الرجل الذي يحمل اسمه الأزلي" فهو الاسم الخاص بذات الله والذي لا يتحقق به في الدهر إلا واحد "أي الروح الرباني مُحدث الحوادث والأكوان". قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء. فالآية تبيّن أن أصل الخلق الآدمي هي نفخة إلهية "روح الله" وهو ذات واحدة نُفخت في آدم. قال تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) } سورة ص. فهو جوهر آدم وقوام بشريته الأرضية بلطافته السماوية النورانية فإرتفع عن الخلق فمحله غير محلهم وهو عيسى ابن مريم بهويته الروحية بشقيها (زوجها) أي الزوجين وهما أول الجنس البشري وبث منهما رجالاً كثير ونساء" وهذا لا ينفي أن يكون هناك ذرية لعيسى مقابل ذرية آدم وحواء.
وأما في الفقرة التي جاء فيها: "وأشار إليه النبي يعقوب عليه السلام وهو يعظ ابناءه عند موته وحذرهم أن نهاية بني إسرائيل ونهاية شريعتهم وملكهم ستتم على يديه وسماه (شيلو أو شالوه) كونه يبطل الشريعة اليهودية وينسخ توراتهم بالإسلام دين الله الحق هو ذات عيسى ابن مريم فلم يرد أي دليل أن أحداً غيره تكون على يده نهاية بني إسرائيل. فقد روى الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لينزلن ابن مريم حكما عدلا فليقتلن الدجال وليقتلن الخنزير وليكسرن الصليب وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين،  ثم قال أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته قال أبو هريرة: قبل موت عيسى ؛ يعيدها ثلاث مرات " أحمد بمسنده. ومن ثم فشالوه هو عيسى ابن مريم فالترجمة الحرفية للاسم شالوه تعني "السليم- الكامل" وهو من مشتقات "شليم وشالوم" وهي تعني السلام ومن العبرية إلى العربية تنطق سليمان ومعناه "الخالي من العيوب والآفات". فالمسيح هو شالو وهو ذات شخص سليمان. وقد ورد في التوراة بسفر التكوين الآية "49-10": " لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ". أي عند مجيء شيلون (سليمان) تزول دولة إسرائيل (يهوذا) والنص النبوي السابق بيّن تطابق العبارات في قول الرسول صلى الله عليه وسلم "لآن فيها... ومائدة سليمان ولاتذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من عترتي". وقد أشار الكتاب المقدس إلى عودة المسيح عيسى ابن مريم بالاسم (سليمان) ففي أخبار الأيام الأول (الإصحاح 22-9-11): "هو ذا يولد لك ابن يكون صاحب راحة وأريحية من جميع أعدائه حواليه لأن اسمه يكون سليمان فإجعل سلاماً وسكينة في إسرائيل في أيامه هو يبني بيتاً لاسمي وهو يكون لي ابناً وأنا له أبا وأثبت كرسي ملكه على إسرائيل إلى الأبد". وفي إنجيل لوقا "11-31": مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ رِجَالِ هذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُمْ، لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ ههُنَا! "
وقوله "سليمان ههنا" يراد به سليمان بن داؤود وأما سليمان الأعظم هو سليمان الروح شخصي المسيح وهذا المعنى هو الذي أشار إليه الشيخ ابن عربي في تفسيره للآية (102) من سورة البقرة :"هم الأوهام والخيالات والمتخيلات المحجوبة عن نور القلب العصية لأمر العقل المتردة عن طاعة القلب على عهد ملك سليمان النبي أو سليمان الروح". تفسير ابن عربي ج1 وقد أورد الكاتب محمد عيسى داؤود في كتابه المفاجأة ص378 نقلاً عن ابن عربي: "... وتستمر الكنانة في حصن الصيانة وتقوى شوكة قطانها حتى لا يدخلها دخيل ولا يتصرف فيها بديل رجالها الأعيان عدة الغين الجامدة غير المتحركة إذ آن أوانهم وتهيأت أعيانهم شيدوا أركانها وكشفوا أعوانها بالفرد القائم اذ ذاك هو الميم بن الميم الاول وابن الحاء الأول والحاء الآخر، فيه سليمان من الأحرار لا من العبيد رجاله رجال النجدة"﴿المفاجأة ـ صفحة 5- 378﴾.
" وقد ورد بالكتاب المقدس أن المسيح اسمه "سليمان الحقيقي".
·                   "سيقوم هذا الرجل ببناء هيكل الرب أي أنه سيقوم بإعادة بناء بيت الله الحرام بمكة".
أقول: هيكل الرب أو هيكل سليمان هو مصطلح هو مصطلح توراتي يعني به عرش المسيح الملك الآتي في نسل داؤود ليتحقق الحلم اليهودي بإقامة المملكة الأبدية وهو ما تؤمن به الطائفة المسيحية الإنجيلية في أنها الخطوة الأولى للعودة الثانية ليسوع المسيح ومن ثم المعركة الكبرى (هرمجدون). ولما كانت العقيدة اليهودية تؤمن أن الهيكل هو الأقدس في الأرض. فإن المراد هو الهيئة الجسدية لعيسى ابن مريم في ميلاده الثاني وبهيكله البدني شخصي سليمان. فقد جاء في الإنجيل (الإصحاح متى 16): "ويل لكم أيها القادة العميان القائلون: من حلف بالهيكل يلتزم، أيها الجهال والعميان أيما أعظم، الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب فمن حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه هو ذا دينكم يترك لكم خرابا لأنكم لا ترونني أبداً " إنجيل متى الاصحاح 38-16.  فما كانت قدسية وعظمة هيكل المسيح "بدنه في عالم الكثافة" إلا لأنه صورة لجوهره المقدس. فهو ذهب الهيكل بلطافة الساكن فيه (الروح الرباني) وقوله "وهو ذا دينكم يترك لكم خراباً لأنكم لا ترونني أبداً" والوقائع تشير لعودته الثانية. بهيكل شخصي سليمـان. والمعنى المشار إليه هو ما جاء بحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "ثم تجيئ الحبشة فيخربونه خراباً لا يعمر بعد أبدا" وقد جاء في رواية الترمذي قول الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: "لا حياة بعد المسيح" ولفظ ورواية أخرى أي بعد إنهدام هيكل الروح (البيت الحرام) يقع الخراب على أهل الأرض فلا إمام بعد سليمان. يقول مجدي صابر في كتابة (هل ولد المسيح): "المسيح هو الهيكل الأعظم والأكمل الأخير ولن يقوم بعده هيكل آخر في أورشليم" الإنتباهة عدد  38.
فالهيكل الأعظم الذي لا يُقام بعده هيكل للعبادة هو البيت الحرام بالوصف النبوي والذي يخرب خراباً لا يعمر بعده أبداً أي بموت المسيح شخصي سليمان. فبيت الرب أو الأرض المقدسة هي قلب الخليفة أي أنه الروح (العبد الذاتي) الذي وسع التجلي الذاتي للحق "ما وسعني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن" فذات الحق لا تسعها السماء (الاسماء) ولا الأرض (الصفات) فكان الروح هو الحق المتجلي بذاته (سليمان) وهو القلب.
أورد محي الدين ابن عربي في كتابه الفتوحات المكية (1-6-10) "أعلم أيدنا الله. أن لله خليفة يخرج وقد إمتلأت الأرض جوراً وظلماً فيملأها قسطاً وعدلاً ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله من ولد فاطمة يواطئ اسم رسول الله صلى الله عليه وآله يشهد الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكا يبيد الظلم وأهله يقيم الدين فينفخ الروح في الإسلام بعد موته يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله لحكم به يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم ويبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي له رجال إلهيون يقيمون دولته وينصرونه. هم الوزراء يحملون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلده الله. شهداؤه خير الشهداء وأمناءه أفضل الأوصياء وإن الله يستوزر له طائفة خبأهم له في مكنون غيبة أطلعهم كشفاً وشهوداً على الحقائق وما هو أمر الله عليه في عباده. وأما هو نفسه "فيعرف من الله قدر ما تحتاج إليه مرتبته ومنزلته. لأنه خليفة مسدد يفهم منطق الحيوان يسري عدله في الإنس والجان".
أقول: فجملة "فينفخ الروح في الإسلام بعد موته" أي بإعادة الدين على ما كان عليه في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإعادة غربة الإسلام وهذا هو ظاهر المعنى وأما باطنه فاراد به عيسى ابن مريم بإشارة دقيقة وقرينة دلت عليه "فينفخ الروح" وما إستخدمت كلفظ قرآني لا لسياق دال لحاله وأحواله، قال تعالى: "{وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي} (110) سورة المائدة.
وقوله "يرفع المذاهب في الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص لله" والفقرة يفسرها حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، عن أبي هريرة عن النبي صلى  الله عليه وسلم  قال: "... حتى يهلك الله في زمنه الملل كلها غير الإسلام  ).  رواه أحمد.التصريح حديث رقم 15. وبحديث آخر جاء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى ابن مريم إماماً مهدياً وحكماً عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية وتضع الحرب أوزارها”رواه احمد. فيكون عيسى ابن مريم هو الخليفة البيتي الذي يقصده ابن عربي والذي يملأ الأرض عدلاً (حكماً عدلاً) بعدما ملئت ظلماً وجوراً (الهيمنة الصليبية الغربية الجائرة على الإسلام). قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (9) سورة الصف. فالرسول في ذكر الآية هو ذات الخليفة البيتي (عيسى ابن مريم) الذي أرسل بالهدى (مهدياً) لا نبياً بميلادٍ ثانِ له في البيت النبوي بإسم سليمان بدين الحق أي بالإسلام لا بالإنجيل "ليظهره على الدين كله" برفعه لجميع المذاهب في الأرض فلا يبقى إلا الإسلام "يهلك الله في زمانه كل الملل إلا الإسلام". ووقائع الآية لا يراد في وصفها في قوله تعالى: "أرسل رسوله" أن يكون المقصود هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم. بدلالة أن اليهودية والنصرانية هما المهيمنتان وأنما هي الوقائع تتجلى أحداثها في الزمان المتأخر "ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد" وعلى يد المسيح عيسى ابن مريم رسول الهدى.
وقوله "يفهم منطق الحيوان ويسري عدله في الإنس والجان" وللوقوف على المعنى أنبه لمسألة هامة بالفقرة ألغزها ابن عربي وقد أشار إليها الباحث والكاتب. تقوم على فلسفة مذهبه لفكرة تخصيص مسمى الخليفة وحصره بين "سليمان النبي أو سليمان الروح" كما أوضحت في مواضع أخرى فكون هذا الخليفة الذي يخرج بآخر الزمان يفهم منطق الحيوان ويسري سلطانه على الثقلين هذا تأكيد على أن اسمه سليمان والروح تحديداً والمعنى تجلى بحادثة أوردها كالآتي:
في نوفمبر 1979م أيام إحتفال العالم الإسلامي بالقرن الخامس عشر الهجري كنت مع صديقي وأخي عيسى آدم حمدان في مسكنه (شمبات الأراضي) الخرطوم بحري وفي حوالي الساعة التاسعة والنصف مساءاً سقط عليّ نور من السماء شمل جزءاً من السرير الذي كنت أحمله في تلك اللحظة مع عيسى لندخله في الغرفة فإندهشت لذلك النور النازل من السماء كما إندهش عيسى أيضاً. لأنه شاهد النور وهو نازل من السماء ولم يكن نوراً لطائرة في الجو فعلمنا أن هذا أمر غير عادي، وفي تلك الليلة خاطبني الحق عز وجل بقوله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} فعلمت يقيناً أني مهدي هذه الأمة ومنذ لحظة الخطاب وإلى مدة أسبوع تلي ذلك كنت أعرف لغة الطير والحيوان والجماد وكل المخلوقات وأفهم لغتها حتى صدى صافرات السيارات ووقع أقدام الناس.


هناك تعليقان (2):

  1. المهديين كثروا اصبحوا اكثر منا نحن المواطنين

    ردحذف
  2. اتقوا الله ولا تتمهدوا بدون فائدة ان العزة لله جميعا

    ردحذف