الأربعاء، 1 يونيو 2016

أعداء الخليفة ( علماء الدين )

الفهرست
مدخـــل
تمـهيد
المقــــدمة
(جـماعة المسلمين وإمـامهم)
رفـع عيسى ابن مـريم
(رفع إدريس عليه السلام)
(تلاشى جسد عيسى ابن مريم بالوفاة)
(نزول المسيح في


بسم الله الرحمن الرحيم
مدخـــل
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه ) قلنا يا رسول الله، اليهود، والنصارى ؟ قال: (فمن ؟!) وشاهد هذا الحديث من القرآن ﴿ سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً﴾ (77) سورة الإسراء.
هذا الحديث يؤكد ان الأمة  تضل على الرغم من انها تتلوا كتاب الله آناء الليل والنهار وبين يديها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاءهم المهدي بما لا تهوى أنفسهم كذبوه على الرغم من إيمانهم بظهور المهدي فهم على انتظار له واتبعوا أهواءهم على شاكلة قوله تعالى  ﴿وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (89) سورة البقرة.

تمـهيد
بيان القصد من هذا المنشور الرد على عبد الكريم بن صالح في كتابه (الرد الصارم) على المتنبئ سليمان أبي القاسم، وهذا يتطلب شيء أساسي وهو معرفة الإمام الراشد في هذا الزمان وفق الكتاب والسنة. فهناك إمام واحد في كل زمان أوجب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث البخاري (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) وهو المهدي الذي جاء ذكره في القرآن ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد﴾ (7) سورة الرعد. وإمام الجماعة هذا هو هادي القوم في آية الرعد وهو خليفة الله في الحديث الصحيح (إن لقيت لله يومئذ خليفة في الأرض فالزمه) وفي مقابل هذا هناك دعاة ضلالة جاء وصفهم في القرآن في عدد من الآيات منها قوله عز وجل ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ﴿3﴾ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ سورة الحـج 3-4.
فالشيطان المريد هنا هو من الإنس كما هو من الجن وهؤلاء الأئمة المضلون ذكرتهم السنة الصحيحة في أكثر من حديث مثل (وان من أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين) ومنها (هداة بغير هدي تعرف منهم وتنكر) ومنها (دعاة على أبواب جهنم تعرف منهم وتنكر).
فالإمام الراشد  وهو احد الأئمة المهديين الوارد ذكرهم في الحديث (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين من بعدي) وهو الذي يتم اختياره وبعثه من قبل الله ومن الأحاديث الواردة في ذكره (إن الله يبعث لهذه الأمة على راس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) ومنها (فان الله سائلهم عما استرعاهم) فالنص صريح في أن بعثهم يتم بتعيين الله وفي مقابل هذا هناك أئمة الضلال الذين يدّعون الإمامة إما من تلقاء أنفسهم أو يورثه السلطان وراثة من سلفه أو باختيار الجماعة له ويبيّن الله عز وجل فساد هذا الملك لقوله ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (21) سورة الشورى. وقال أيضاً ﴿وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾ (37) سورة الزخرف. فالأمر أصبح واضحاً والمحجة بيضاء ليلها كنهارها متمثلة في (خليفة) الله الذي يبعثه من عنده باختياره وهو معنى قوله عز وجل ﴿وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾ (55) سورة الأنعام. أي كل السبل غير إتباع هذا الخليفة هي سبل أئمة الضلال ومن يتبع خليفة الله فقد هدي إلى سراط مستقيم ومن خالفه أو اتبع إماماً غيره كما تفعل الجماعات الإسلامية ـ أنصار السنة، حزب التحرير، الأخوان المسلمون، والجماعة السلفية الوسطية (الأمة الوسط) ومن جرى على شاكلتهم فهم دعاة على أبواب جهنم والحق بيِّن والباطل بيِّن قال عز وجل ﴿مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (179) سورة آل عمران. فكل  من اعرض عن خليفة الله في الأرض وهو الآن موجود فهو حجة الله على الخلق ـ واتبع غيره من الأئمة فهو من الخوارج.
هذا هو حكم تشريع الدين الإسلامي قضت و حكمت به النصوص المحكمة من الكتاب والسنة.
فالقصد من هذا المنشور (27) هو تنزل النص المحكم (خليفة الله) إلى ارض الواقع لمعرفة الشخص الذي يتحقق فيه هذا النص ثم إتباعه فيكون الرد على عبد الكريم بن صالح بصورة ضمنية لان قصدي هداية البشرية جمعاء وليس عبد الكريم وحده كما يقول المثل (إياك اعني واسمعي يا جارة).
إما في ما يخص الشيعة فإذا جازت إمامة الإمام وهو غائب فإن عيسى ابن مريم أحق بالإمامة في غيبته لان النصوص فيه صحيحة وصريحة سواء كان في شان غيبته أو إمامته وقد ثبتت عودته ليلة الإسراء وإتباعه لدين الإسلام بالصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشاهده الصحابة وهو يطوف بالكعبة. فعيسى ابن مريم يتبع لذاته لقوله تعالى ﴿ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ (55) سورة آل عمران فالأمة بهذه الآية المحكمة والصريحة مطالبة بالمنهج الذي يتبعه عند عودته.
ومادام قد صح عند الشيعة وغيرهم في أن المهدي عند ظهوره يتنازل عن الإمامة لعيسى عند ظهوره فانه أولى أن يتنازل المهدي في غيبته عن الإمامة لعيسى في غيبته.
فأما المهدي عند السنة الذي يخرج من المدينة ويبايع في مكة بين الركن والمقام الذي جاء فيه: (يخرج سبعة علماء من أفق شتى على غير ميعاد يبايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً)... وفيه (جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه الفتن) وفيه (قد عرفناه باسمه واسم أبيه، وأمه، و...فيتفق السبعة على ذلك فيصيبونه بمكة فيقولون له: أنت فلان ابن فلان ؟ فيقول: بل أنا رجل من الأنصار فيفلت منهم... فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلى مكة فيطلبونه بمكة فيصيبونه فيقولون أنت فلان ابن فلان، وأمك فلانة بنت فلان... فمد يدك نبايعك فيقول (لست بصاحبكم )) المصدر: البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للمتقى الهندي الباب  السادس.
هذا هو المهدي المعتمد عند السنة فلا تصح مهديته للأسباب الآتية:
أولاً: الحديث ضعيف والحديث الذي رواه معاوية في خروج المهدي الفاطمي يخرج من المغرب الأقصى أقوى منه سنداً فهو حجة عليه.
ثانياً: أن هذا الرجل ذكر  صراحة وقال (لست بصاحبكم) وهذا كلام نهائي وقاطع فالاعتراف سيد الأدلة فهذا الرجل سماه الناس مهدياً من عند أنفسهم ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ﴾(23) سورة النجم قال الشريف محمد بن رسول الحسيني البرزنجي في كتابه (الإشاعة لأشراط الساعة)
في المقام الثالث:
(تنبْيه لم أقف على أمَّ المهدي بعد الفحص والتتبع فلعلهم يعرفون اسمها من طريق الكشف لا من طريق النقل والله اعلم فيتفق السبعة على ذلك فيطلبونه بمكة فيقولون: أنت فلان ابن فلان فيقول بل أنا رجل من الأنصار...) اهـ.
فالحديث ضعيف في سنده ومردود في متنه فلا يصح ولا تقام به حجة فلا تنبني عليه عقيدة صحيحة عند أهل السلف. واخطر مافي هذا الحديث انه يؤكد ان الشخص المعني فيه هو (عيسى ابن مريم) وان له أب وأم كما جاء في نص الحديث (أنت فلان ابن فلان وأمك فلانة بنت فلان) ولم يجدوا له اسماً ولا لأبيه أو أمه. فهذا الحديث يجبر بالقرآن المحكم وبالحديث الصحيح ويقيدان معناه ـ الوارد في الحديث (جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي ان تهدأ عليه الفتن).
أقـول في الشـرح:
المهدي عهده يبدأ في الفتن وينتهي في الفتن لان الفتن لا تنتهي الا على يد عيسى ابن مريم.
وفي زمن المهدي تخرج اكبر فتنة في الأرض ولا تسكن الا على يد عيسى ابن مريم.
ان المهدي الذي يخرج قبل عيسى ابن مريم يخرج في زمن الفتن وينتهي سلطانه فيها فالدجال يحاصره أما الذي تهدأ على يديه الفتن هو عيسى ابن مريم ليس غير.
قال ابن كثير في تفسيره: وقوله عز وجل: ﴿حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾ (4) سورة محمد.  
قال مجاهد (حتى ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام) اهـ.
وجاء في حديث أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه:
(فيكون عيسى ابن مريم في أمتي حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً يدق الصليب ويذبح الخنزير... وتضع الحرب أوزارها ) رواه ابن ماجة وإسناده قوي.
فيكون الحديث الذي يعتمد عليه علماء السنة على المهدي الذي من آل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي يؤكد ميلاد عيسى ابن مريم في هذه الأمة ويكون له أب وأم من آل فاطمة ـ وهذا على قاعدة جبر الضعيف بالقوي وتقييد المتشابه بالمحكم ـ فالمحكم هنا ان الفتن لا تهدأ إلا على يد عيسى ابن مريم فيكون هو ـ عيسى ابن مريم ـ مطلب النفر السبعة  في الحديث
روى ابن ماجة في سننه عن أبي أمامة الباهلي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان  أكثر خطبته حديثاً حدثناه عن الدجال وحذرناه فكان من قوله ان قال: انه لم تكن في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال... وان من فتنته ان يسلط على نفس واحدة فيقتلها... وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح... قال عيسى ـ عليه السلام ـ افتحوا الباب... ففتح ووراءه الدجال... وينطلق هارباً ويقول عيسى ان لي فيك ضربة لن تسبقني بها فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله).
فالمهدي غير عيسى تخرج في زمانه أعظم فتنة متمثلة في خروج  الدجال وحصاره للمهدي ـ أما الرجل الذي تسكن عنده الفتن  هو عيسى ابن مريم بقتله الدجال.
إذاً فالرجل مطلوب البيعة في الحديث المعلوم الأب والأم هو عيسى ابن مريم وليس غيره.

المقــــدمة
هذا المنشور أفردته لتفنيد ما جاء في كتاب (الرد الصارم على المتنبئ سليمان أبي القاسم) تأليف عبد الكريم بن صالح الحميد تقديم أبي عبد الله صادق بن عبد الله طبعة دار الصفوة للنشر والتوزيع مصر ـ القاهرة ـ الطبعة الأولى 1427هـ 2006م.
معلوم أن الدين الإسلامي دين إتباع لتشريع ما انزل الله على رسوله وبينه النبي الكريم وبلغه للأمة وهو يتمثل في تسمية القرآن الكريم والسنة الشريفة وهما يعرفان بالفقه وأصول الدين أما الفهم الذي يجتهد العلماء في استنباطه واستنتاجه لمعرفة مدلول القرآن والسنة يعرف بـ(فقه الدين).
لقد اختلف العلماء كثيراً في كثير من فهم مدلولات هذه النصوص مما أدى إلى اختلاف المذاهب وافتراق الطوائف التي يدعي كل منها انه على الدين الحق. ولا يزالون مختلفين، لذلك تجدوني في دعوتي لهذه الطوائف اجمع في المنشور الواحد أقوال هذه الطوائف والفرق فأستدل في ذلك بما يخص النصارى واليهود لأني أخاطب الكل فدعوتي للجميع.
ولكن من الخطأ أن يعترض عليّ السني إذا استشهدت بقول الشيعة و العكس وذلك لأني أخاطب كل فرقة بمذهبها الذي تدين به وعلى هذا المنهاج فاني أرد على (عبد الكريم بن صالح الحميد) بالمنهج الذي يدين به وأورده بتأليفه (الرد الصارم) واستخدم القواعد المستخدمة فيه لتكون الحجة على أكرم من (الرد الصارم) لأنني أتيت بيته من بابه ولم أتسلق أسواره فآتيه من ظهر بيته لأحجه بحجته حتى ترتد إليه سهامه.
لقد اعتمد (عبد الكريم بن صالح) على المنهج الذي جاء في كتابه المذكور سواء في المقدمة أو في معرض الكتاب.
جاء في المقدمة صفحة 15 (ولهذا كان من العقائد المستقرة عند أئمة الدين ان ديننا إنما نأخذه من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة) اهـ.
وفي نفس المقدمة صفحة 16 (أين نجد فهم هذا الحديث الملحد لهذه النصوص التي أوردها في فهوم وعلوم الصحابة والتابعين والأئمة المهديين ؟) اهـ.
اني اعتمد على هذه القاعدة التي جاءت في مقدمة هذا الكتاب الآتية على شرط واحد هو:
الاّ تخالف فهوم الصحابة والتابعين والأئمة المهديين نصوص الكتاب والسنة لأنهم غير معصومين فالمرجعية  في حال الإختلاف معهم للقرآن والسنة بنص صريح الآية ﴿ْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ (59) سورة النساء. فماذا بعد الحق إلا الضلال.

الفـصل الأول
(جـماعة المسلمين وإمـامهم)
في مقدمة الرد الصارم صفحة 5 ـ 6.
(...سبحانه وتعالى ان أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بالهدى دين الحق...البشير النذير القائل في معرض التحذير)
(ومن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين) ـ وقال أخرجه البيهقي وابن حبان في (صحيحه) بسند جيد من حديث ثوبان رضي الله عنه وأخرجه أحمد والدارمي من حديث أبي الدرداء، ولا يصح إلا مرسلاً ـ وسئل عنهم فحكى أوصافهم...كما في الصحيحين من حديث حذيفة بن اليمان يقول: (كان الناس يسالون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة ان يدركني فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال (نعم) قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: (نعم) وفيه دخن قلت: وما دخنه؟ قال: (قوم يهدون بغير هدي، تعرف منهم وتنكر) قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟  قال (نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت يا رسول: صفهم لنا؟ فقال: (هم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا) قلت: فما تأمرني أن أدركني ذلك ؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) قلت: فان لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
أقول في الشرح والتعليق:
وصف حذيفة مرحلة ما قبل الإسلام بصفتين (جاهلية وشر)، وفي الحديث المذكور ذكر الشر بعد الإسلام وفي حديث مسلم جاء بالجاهلية في عدم بيعة إمام كل زمان الذي لا يخلو منه زمان.
قال الدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي في كتابه (المهدي المنتظر) على ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة صفحة 286:
(قال الحافظ ابن حجر: وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال ان الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة) اهـ.
هذا الحجة هو الآن قائم بنص هذا الحديث وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتزامه في حديث حذيفة ابن اليمان فهو إمام الجماعة المعنية ومن لم يبايعه عدَّ من الجاهلية بنص قوله صلى الله عليه وسلم:
(ومن مات ليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهلية) رواه مسلم. وبالتالي تجمع صفات الجاهلية ما قبل الإسلام (جاهلية وشر) في أي إنسان يدعي الإسلام ولم تكن اليوم في عنقه بيعة لأحد الذين يدعون الإمامة وان واحداً من كثرة الأئمة هو الإمام الهادي، والسؤال موجه هنا إلى (عبد الكريم بن صالح) من إمامك الذي بايعته؟ أم أنت الإمام المطلوب البيعة له فهل أعلنت ذلك للناس حتى تتم البيعة لك بصفتك إمام الجماعة المقصودة في حديث حذيفة المشترطة البيعة له في حديث مسلم؟ فان يكن لا هذا ولا ذاك فانه ينطبق عليك ما ينطبق على الجاهلية قبل الإسلام ولا يحق ان تجادل في أمر سليمان أبي القاسم موسى لأنه لا يحق لأهل الجاهلية الخوض في الإسلام.
فأي إنسان يريد أن يجادلني لابد أن يحدد إمامه الذي تمت بيعته له وعند ذلك انتقل إلى مرحلة أخرى وأقول:
إن لم يكن إمامك هو عيسى فانه رأى إمامك من الأئمة المضلين الذين ورد ذكرهم في مقدمة (الرد الصارم) وذلك لان إمام هذا الزمان هو عيسى ابن مريم بدليل القرآن ودليل السنة.
في القرآن عيسى ابن مريم علامة الساعة ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ﴾ (61) سورة الزخرف. وفي الحديث علامة الساعة (وان ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاء يتطاولون في البنيان) رواه مسلم. والساعة واحدة في الزمان والمكان وإذا اشتبه الناس في عيسى ابن مريم  فان تطاول البنيان يقيد التشابه في دعوة سليمان فإمام المسلمين في هذا الزمان الذي تطاول فيه عرب الجزيرة وأعرابهم في البنيان هو عيسى ابن مريم فان لم يكن سليمان أبي القاسم فمن هو؟

الفصل الثاني
رفـع عيسى ابن مـريم
جاء في كتاب (الر د الصارم):
(في الصحيحين من طريق عبد الله بن مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولى الألباب﴾ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم).
قال العماد ابن كثير في تفسيره لهذه الآية:
(يخبر الله تعالى أن في القرآن آيات محكمات هنَّ أمَّ الكتاب أي بينات واضحات الدلالة لا التباس فيها على احد، ومنه آيات آخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم، فمن ردَّ ما اشتبه إلى الواضح منه وحَكَّمَ مُحْكَمهُ على متشابهه عنده، فقد اهتدى، ومن عكس انعكس) اهـ.
ولهذا كان من العقائد المستقرة عند أئمة الدين ان ديننا إنما نأخذه  من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة لا على فهوم المبطلين والزنادقة والمنحرفين وأصحاب الأهواء الضالين المضلين ) اهـ.
واستشهد عبد الكريم في رفع عيسى ابن مريم بقول ابن تيمية فقال صفحة 31:
(قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله تعالى ﴿بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ (158) سورة النساء، بيان ان الله رفعه حياً، وسلمه من القتل وبين أنهم يؤمنون به قبل أن يموت... ثم قال ابن تيمية: صفحة 31:
(ولفظ التوفي في لغة العرب معناه الاستيفاء والقبض، وذلك ثلاثة أنواع أحدهما: توفي النوم، والثاني توفي الموت، والثالث: توفي الروح والبدن جميعاً ).
أقول في التعليق والرد:
لقد بنى عبد الكريم عقيدته في رفع المسيح بجسده وروحه باعتبار أن الوفاة في آية رفع عيسى ابن مريم معناها النوم في الوقت الذي بنى حكمه على متشابه القرآن فآية الرفع من متشابه القرآن بشهادة ابن تيمية لأنه ذكر لها ثلاثة أنواع، ومادام ابن تيمية اعترف بأنّ آية رفع عيسى من متشابه آيات القرآن فلابد من الإتيان بآية محكمة من القرآن لتقيد معنى الوفاة في الآية (الموت أم النوم) وهذا ما لم يفعله ابن تيمية فانعكس عبد الكريم بن صالح الحميد.
وأما العبد لله (سليمان أبي القاسم) فقد قيد متشابه الوفاة بمعنى الموت في الآية بالآية المحكمة ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ (34) سورة الأنبياء. فالآية جاءت بصيغة النكرة لتفيد جنس البشر وقيد الزمن فترة زمنية محددة ﴿ قَبْلِكَ﴾ فعيسى بشر وليس إلهاً وكان قبل الرسول صلى الله عليه وسلم فالآية تنفي بقائه بشراً وفي هذا تكون هذه الآية قيدت التشابه في وفاة عيسى (بالموت) على قاعدة شرح ابن كثير الذي استدل بها عبد الكريم. وبهذا الحكم فان سليمان أبا القاسم (رد ما اشتبه إلى الواضح منه وحكَّم مُحْكَمَه على متشابهه فاهتدى سليمان وانعكس عبد الكريم بقياس الميزان الذي أتى به عبد الكريم بن صالح.

الفصل الثالث
(رفع إدريس عليه السلام)
استشهد عبد الكريم بن صالح على رفع إدريس عليه السلام للاستدلال بان عيسى رفع بروحه وجسده فقال في صفحة 32 في كتابه (الرد الصارم):
(وقال ابن تيمية أيضاً: وصعود الآدمي ببدنه إلى السماء قد ثبت في أمر المسيح عيسى ابن مريم ـ عليه السلام ـ فانه صعد إلى السماء وسوف ينزل إلى الأرض... وقال أيضاً: وكذلك إدريس صعد إلى السماء ببدنه) انتهي.
وقد قال تعالى عن إدريس: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ (57) سورة مريم. وعند أهل الكتاب كذلك ان اليأس ـ وهو إدريس ـ صعد إلى السماء ببدنه )
التعليق والشرح:
استشهد في الرد بمقال كتبه البروفيسور شوقي البشير عبد المجيد في صحيفة ألوان تحت عنوان (الترابي والتصريح بما تواتر في نزول المسيح عليه السلام) يقول فيه:
(ذكرت في المقال السادس ان الجمهور يرى ان عيسى عليه السلام رفع بجسده وروحه وقد خالف هذا الرأي عدد من علماء المسلمين في الماضي والحاضر. ومن الذين وقفوا خلف الرأي القائل برفع روحه فقط من العصر الحاضر: الدكتور أحمد شلبي، محمد رشيد رضا ومحمد عبده والشيخ شلتوت وابن عز العرب ومحمد أبو زهرة الشيخ المراغي وعبد الوهاب النجار ومحمد الغزالي صاحب كتاب (الإسلام في وجه الزحف) الأحمر وعقيدة المسلم والسنة بين الفقهاء والمحدثين)...والذي يعتقده عدد من العلماء المسلمين ان عيسى عليه السلام بعد ان نجا من اليهود عاش حتى استوفى رزقه وأجله ثم توفاه الله ـ مات ميتة طبيعية ـ ورفعت روحه إلى السماء مع أرواح النبيين...    
وقد استدل المخالفون للجمهور في هذه المسألة بآيات القرآن الكريم وقالوا:
(إن المقصود بالرفع المكانة وقد جاء الرفع في القرآن بهذا المعنى في آيات كثيرة منها قوله تعالى ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ﴾ (36) سورة النــور. ومنها قوله تعالى ﴿ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾ (83) سورة الأنعام. ومنها قوله تعالى ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ (4) سورة الشرح. ومنها قوله تعالى ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ (57) سورة مريم. كما ان هنالك آيات أخرى تؤكد صحة مذهبهم ـ في رأيهم ـ منها قوله تعالى ﴿إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾} (55) سورة آل عمران. وقوله تعالى ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (117) سورة المائدة. وقوله حكاية عن عيسى عليه السلام ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴿33﴾ ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿34﴾ ﴾ سورة مريم 33-34. وقوله ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ وقوله تعالى ﴿وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾.
وقال القائلون برفعه عليه السلام بروحه في ردهم على استدلال القائلين برفعه بجسمه وروحه كلاماً كثيراً وفسّروا الآيات التي استدلوا بها تفسيراً يتفق مع مذهبهم في هذه المسالة بل فسَّر بعضهم آيات القرآن تفسيراً يتفق مع صحيح المنقول ـ من الحديث ـ وصريح المعقول بينما اتجه آخرون إلى تفسير آيات القرآن الكريم تفسيراً يتفق مع مذهبهم المبني على حديث موضوع فمن الباطنية من استدل بقوله تعالى﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ﴿56﴾ وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ سورة مريم 56 ـ 57.
على حياة إدريس عليه السلام خاصة وان بعضهم روى حديثا يقول:
(نبيان في السماء ونبيان في الأرض، في السماء المسيح عليه السلام وإدريس عليه السلام وفي الأرض الخضر عليه السلام واليأس) وهو حديث موضوع وهو من الأحاديث التي رويت في اجتماع الخضر واليأس وجبريل وميكائيل واسرافيل وكلها أحاديث موضوعة باطلة، في سندها من هو متروك الحديث، ومن حديثه ليس بشيء ولا يكتب، ومن هو منكر الإسناد سقيم المتن. وفي هذه الأحاديث التي أشرنا إليها عدة مجاهيل لا يعرفون مما جعل كثير من السلفيين لا يعتمدون عليها في بناء عقائدهم الخاصة إلا إذا وجدوا دليلاً قطعي الدلالة من القرآن الكريم) اهـ.
المصدر: الحلقة السابعة (في كلام الدكتور الترابي...موافقات واختلافات) صحيفة ألوان عدد الأربعاء 9 أغسطس 2006م الصفحة (7)
أقـول:
لقد اثبت مقال البروفيسور شوقي تشابه آية وفاة عيسى وأيضاً آية رفعه، وانه استخدم قاعدة عبد الكريم برد متشابه القرآن إلى محكم السنة الصحيحة في حين ظل عبد الكريم يستدل على رفع عيسى ببدنه اعتماداً على آية متشابهة هي رفع إدريس عليه السلام الذي قال عنه البروفيسور شوقي انه مبني على أحاديث موضوعة في هذه الحالة يغلب حكم الحديث الصحيح الذي يثبت الرفع بأنه رفع درجة ومكانة إدريس لان الأحاديث التي استندوا عليها في كونه رفع ببدنه لا تصح فالمتشابه لا يقوى معناه حديث موضوع.
وخلاصة ذلك ان عبد الكريم استدل بالآية المتشابهة في رفع عيسى بآية متشابهة في رفع إدريس وهذا يخالف القاعدة التي اعتمدها في (وحكم محكمه على متشابه) فانعكس عبد الكريم لأنه (حكم متشابه على متشابه).
والى هنا تكون انتكاسة عبد الكريم (انعكاسته) أصبحت مركبة فصارت نكبة له في عقيدته.

الفصل الـرابع
(تلاشى جسد عيسى ابن مريم بالوفاة)
يقول عبد الكريم بن صالح (الرد الصارم) صفحة 32/23 باب (الكلام في عيسى عليه السلام حياً بروحه وجسده)
يقول في هذا الباب: (يزعم المتنبئ أن الذي رفع هو روح عيسى فقط أما جسده فزعم انه تلاشى في الهواء وماله دليل على ذلك، وإنما يمهد بذلك لتصحيح فريته على الجهّّال وليلتبس عليهم شأن رفع عيسى عليه السلام، وليقرر انه كما رفع روحاً فكذلك نزل وتكوّن وتخلق بدنه في رحم أم هذا المتنبئ) اهـ.
أقول في الرد على عبد الكريم:
(وماله دليل على ذلك) أقول لقد أتاني المذكور بالدليل فقد أورد في كتابه (الرد الصارم) مستشهداً بقول ابن تيمية صفحة 31 جاء فيه: (ثم قال ابن تيمية :ولفظ توفى في لغة العرب معناه الاستيفاء أو القبض، وذلك ثلاثة أنواع:
أحدها: توفي النوم، والثاني: توفي الموت، والثالث: توفي الروح والبدن جميعاً. فانه (يعني عيسى عليه السلام بذلك خرج عن حال أهل الأرض الذين يحتاجون إلى الأكل والشرب واللباس والنوم ويخرج منهم الغائض والبول، والمسيح عليه السلام توفاه الله وهو في السماء الثانية إلى أن ينزل إلى الأرض، وليست حاله كحالة أهل الأرض في الأكل والشرب واللباس والنوم والغائض، ونحو ذلك ) ص32 اهـ.
أقـول:
(وفاة النوم تعني عدم مفارقة الروح للبدن ولكن يحصل تعطيل مؤقت (تخدير) للحواس وتوفي الموت: معناه مفارقة الروح للبدن وانفصالها عنه كوفاة فرعون الذي خرجت روحه من بدنه وبقي البدن مجسّماً يراه الناس بأعينهم المجردة كما في القرآن ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ﴾ (92) سورة يونس.
وأما توفي الروح والبدن جميعاً معناه تلاشي الجسد. وهذه الوفاة التي صنّفها ابن تيمية هي التي تمت لعيسى ابن مريم قبل رفعه كما جاء قال عز وجل: ﴿إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ (55) سورة آل عمران.
واستشهد في قولي بتلاشي جسد عيسى ابن مريم بالوفاة لما أورده عبد الكريم نقلاً عن الشيخ ابن تيمية (وليست حاله كحالة أهل الأرض في الأكل والشرب واللباس والنوم...).
وفي قول ابن تيمية هذا آكد دلالة على فناء جسده للاتي:
1/ لو بقي عيسى ابن مريم ببدنه لاحتاج إلى اللباس لستر عورته حياءً من ربه.
2/ ولو بقي ببدنه لاحتاج لأكل الطعام فالآيتان ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴿7﴾ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ﴾ سورة الأنبياء 7 ـ 8.
قيدتا حكم كل نبي بقى بروحه وبدنه انه يأكل الطعام. وكون عيسى لا يأكل الطعام على حد قول ابن تيمية فإن الآية قضت قضاءً محكماً بتلاشي (جسده) أي بدنه، وقيدت الآيتان الوفاة بمعنى تلاشي البدن إذ لو بقيت الروح في البدن لكان عيسى حياً خلافًا لحكم الآية ﴿وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ﴾ في الفترة المحددة بـ﴿ قَبْلَك﴾ أي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، هذا ومن ناحية  أخرى فان ابن تيمية نفى عن عيسى ابن مريم (النوم) في السماء وبالتالي فلوا كان بدنه موجوداً لانتفت عنه وفاة النوم ولكان عيسى ابن مريم خالداً في الفترة المحددة بـ ﴿قبلك﴾ وهذا ما نفته الآيتان بقول محكم فالآيتان أطلقتا المكان لادخال عيسى ابن مريم في حكمهما أينما كان فأكون ـ اعني شخصي (سليمان) ـ قد قيدت  تشابه الوفاة في الآية بآية محكمة تنفي حياة أي رسول قبل رسول الله صلى الله عليه ببدنه وروحه وأكون بذلك قد التزمت بالقاعدة التي أوردها الشيخ صادق عبد الله في التقديم (فمن ردّ ما اشتبه إلى الواضح منه وحكّم مُحْكَمَهُ على متشابه عنده فقد اهتدى ومن عكس انعكس ).
فأكون بنص القاعدة قد اهتديت، أما عبد الكريم حكم بالمتشابه ولم يُحَكِّم محكمه على متشابهه عنده فعكس وانعكس ).
قال الدكتور شوقي بشير عبد المجيد تحت عنوان الجمهور والتصريح بما تواتر في نزول المسيح عدد ألوان بتاريخ 31 أغسطس 2006م: قال الشيخ محمد أبو زهرة: (والقضية الثانية هي قضية العودة الى الأرض ولعلي أميل الى ما قاله الأستاذ الغزالي من ان العودة قد ثبتت بأحاديث ولو انها أحاديث آحاد الا انها قد تلقاها العلماء بالقبول ولا أحب ان اجعل ما تلقاه العلماء بالقبول موضع شك.
يرى ابن حزم صاحب الفصل في الملل والأهواء والنحل ان عودة المسيح عليه السلام تعني إحياءً جديداً وقد مال الى هذا الرأي الشيخ محمد الغزالي في مرحلة تردده بين الرأيين بل ان الشيخ شلتوت نفسه القائل بان الرفع رفع مكانة يقول في فتاويه (فالرفع رفع مكان والأحاديث لا تقرر الرفع بل تقرر النزول في آخر الزمان في حياة جديدة).
يقول الدكتور شوقي في نفس المقال (ويعتمد القائلون بان عيسى عليه السلام لم يمت على أثر مرسل أخرجه الإمام السيوطي في الدر المنثور ونسبه الى ابن جرير وابن أبي حاتم وساقه الشيخ ابن كثير في تفسيره)اهـ.
أقــول:
لقد اعتمد السلفيون على عودة عيسى ابن مريم بروحه وجسده من السماء على متشابه الآية (متوفيك ورافعك) وعلى اثر مرسل والأثر المرسل لا يقوي حكم المتشابه في الآية فلا تقم به حجة ولا تنبني عليه عقيدة. والصحيح عكس ذلك لان الوفاة كانت وفاة بدنه وهو احد الأقوال في متشابه الآية على حد قول ابن تيمية ووفاة بدنه، الآية المحكمة ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ﴾ (34) سورة الأنبياء.  تؤكد وفاة بدنه. ومن قول العلماء (ابن حزم ومحمود شلتوت) ان العودة تعني إحياءً جديداً وهذا يعني بالتأكيد ميلاد عيسى للمرة الثانية.
والقول الفصل تلاشي بدن عيسى بوفاة البدن في الرفع وهو جوهر هذه الدعوة وأي عودة للمسيح لا تكون الا بميلاد جديد. وهذا دليل بطلان عقيدة السلفيين جملة وتفصيلاً. لمخالفة عقيدتهم لمحكم القرآن في شان رفع عيسى وعودته وتمسكهم بالمتشابه منه فحق عليهم حكم الآية ﴿ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ﴾.

الفصل الخامس
(نزول المسيح في المنارة البيضاء)
جاء في كتاب (الرد الصارم) صفحة 37:
ففي حديث النواس بن سمعان الكلابي ـ رضي الله عنه ـ الصحيح الذي رواه مسلم ـ رحمه الله ـ وغيره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال ذات غداة وفيه:
(فبينما هو كذلك ـ يعني الدجال ـ إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسَهُ إلا مات، ونَفَسَهُ ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه ـ يعني يطلب الدجال ـ حتى يدركه بباب لد فيقتله...).
الشرح والتعليق:
أقول: هذا هو الحديث الذي يعتمد عليه عبد الكريم في نزول عيسى من السماء فأين السماء في هذا الحديث؟
أم انه تشابه عليه الأمر في قوله (على أجنحة ملكين) فظنه من السماء وبنى عقيدته على الظنون ؟
أقول: ان الملائكة تحمل التابوت من مكان في الأرض إلى مكان آخر فيها قال تعالى ﴿وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ﴾ (248) سورة البقرة. ولكي ينزل عيسى ابن مريم من السماء لابد من وجود نص برجوعه إليها بعد نزوله ليلة الإسراء من الرفع الوارد في آيتي الرفع الذي تم في بني إسرائيل.
قال ابن كثير في تفسيره لآية المعراج:
(ثم هبط إلى بيت المقدس وهبط معه الأنبياء فصلى بهم لما حانت الصلاة) اهـ.
وقد شوهد بعد ذلك وهو يطوف بالكعبة مما يدلل على بقائه في الأرض بعد نزوله في ليلة الإسراء للصلاة في بيت المقدس.
اخرج ابن عساكر عن انس قال: كنت اطوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ رايته صافح شيئاً لا نراه: قلنا يا رسول الله رايناك صافحت ولا نراه ؟: ذاك اخي عيسى ابن مريم انتظرته حتى قضى من طوافه فسلمت عليه).
أرجو ملاحظة الزمن المتطاول بين ليلة الإسراء وبين طوافه صلى الله عليه وسلم بالكعبة في فتح مكة.
تخريج الحديث (ضعيف) ولكن الشاهد فيه ان فيه إثبات بقاء عيسى روحاً لا جسداً لأنه لو كان بكامل بشريته كما يظن عبد الكريم لقالوا رأيناك صافحت رجلاً لا نعرفه.
الناحية الثانية أن هذا الحديث لا يرده إلا حديث مضاد له في معناه ـ أي يثبت بقاء عيسى بروحه وجسده معاً ـ وأقوى منه سنداً وان لم يكن هذا أو ذاك فان عيسى ابن مريم بقى في الأرض روحاً ولا يتوقع نزوله من السماء ومن انتظر نزوله من السماء فعليه ان يأتي بآية أو حديث يثبت عودته إلى السماء بعد نزوله إلى بيت المقدس وصلاته خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وطوافه بالكعبة.  
أعـود لحديث النواس بن سمعان فأقول:
ان النزول في المنارة البيضاء قد لا يعني من السماء إذا كان قد استوحى معناه من عبد الكريم لان كلمة (النزول) قد تعني من السماء أو قد تعني الترجل من الدابة في السفر بالتنقل على ظهر الأرض ـ وبيت الإنسان يسمى (منزل) فلا يعني ذلك انه هبط إليه من السماء فمعنى النزول في هذا الحديث المتشابه من المتشابه وعلى قاعدة القرآن عند ابن كثير وغيره لابد من تقييد معنى هذا الحديث بحديث محكم الدلالة لبيان النزول المذكور فيه هل هو نزول من السماء أو انتقال على ظهر الأرض كنقل الملائكة للتابوت وإنزاله في مكان آخر من الأرض.
ولما كانت مهمة عيسى الأساسية في النزول في المنارة البيضاء هي قتل الدجال فان حديث أحمد بن حنبل الصحيح بيّّّن الجهة التي يجيء منها المسيح ابن مريم لقتله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(...ثم يجيء عيسى من قبل المغرب مصدقا بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ) اهـ.
فالقرينة الجامعة بين الحديثين هي (قتل الدجال) وحديث مسلم سكت عن الجهة التي يجئ منها المسيح ابن مريم وبينها حديث أحمد (من قبل المغرب).
فالحمد لله لقد قيدت متشابه الحديث بمحكمه فاهتديت وتشبث عبد الكريم بالمتشابه ولم يقيده بالمحكم فانعكس، فانتكس.
الفصل السادس
المنارة البيضاء شرقي دمشق
عبد الكريم بن صالح الحميد اعترض على قولي بان المنارة البيضاء شرقي دمشق هي بغداد واحتج على انها بدمشق وأورد النصوص التالية في فصل (نزول عيسى عليه السلام من السماء) في كتابه (الرد الصارم).
الأول من حديث النواس بن سمعان:
(فبينما هو كذلك ـ يعني الدجال ـ إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسَهِ الا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه ـ يعني الدجال ـ حتى يدركه بباب لد فيقتله) اهـ. رواه مسلم
واحتج عبد الكريم بقول ابن كثير فقال:
قال ابن كثير رحمه الله ـ (قَوِىَ الرجاء حين بُنيت المنارة الشرقية بدمشق التي هي من حجارة بيض، وقد بُنِيت أيضاً من أموال النصارى حين حَرَّفُوا التي هدمت وما حولها، فينزل عليها المسيح ابن مريم ) البداية والنهاية 2/99.أهـ
أقول في التعليق والرد:
اولاً: في حديث النواس بن سمعان الذي استشهد به عبد الكريم: نجد ان الدجال يتلاعب بصاحب المنارة البيضاء، فقد جاء في نصه: (... ثم يدعو ـ أي الدجال ـ رجلاً ممتلئاً شباباً، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه، يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله عيسى ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين... الى آخر الحديث )
فأين المهدي محمد بن عبد الله الذي يقصده عبد الكريم في هذه المنارة البيضاء بشرقي دمشق؟. بكل تأكيد لا وجود لهذا المهدي بهذا الاسم في حديث المنارة البيضاء فمن أين أتى به عبد الكريم بن صالح؟ وأما انا فأجد في الشاب الذي يقتله الدجال ثم يقبل وجهه يتهلل صدام: وهو الآن في قبضة الأمريكان وقد يحكم عليه بالإعدام. فقد ينفذ أو ينقذه الله.
ثانياً: هنالك اختلاف في صياغة اللغة بين ما جاء في الحديث (شرقي دمشق)
وما جاء في كلام ابن كثير (الشرقية بدمشق)، فالمعنى اللغوي في الحديث (شرقي دمشق) يعني خارج حدود مدينة دمشق وقد تبعد عن دمشق ما بلغ المشرق.
وما جاء في كلام ابن كثير (الشرقية بدمشق) يعني داخل حدود دمشق ولا يعني بحال من الأحوال انها تقع في أحيائها الشرقية وإنما تعني وجود أكثر من منارة بدمشق وواحدة منها تقع شرق الأخرى في داخل دمشق. واللغة خير حكم في فهم نصوص التشريع قال تعالى ﴿لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾ الشعراء 194 ـ 195.
ثالثاً: ومبني بهذه الأهمية عند النصارى ـ وهم أكثر عراقة في مدينة دمشق من المسلمين ـ لا يمكن ان يكون في الضاحية الشرقية من مدينة دمشق بل لابد ان يبنى في مركز المدينة وليس ضواحيها.
رابعاً: إذا كانت هذه المنارة قد بنيت من أموال النصارى فعيسى عند عودته ينزل في معسكر المسلمين وليس في كنائس النصارى التي تؤله المسيح وأمه فمن المستحيل شرعاً ان ينزل عيسى ابن مريم في منارة النصارى بدمشق بنص الآية ﴿لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ﴾ (108) سورة التوبة.
فعيسى ابن مريم عند عودته يجدد الدين الإسلامي وليس النصرانية. فهو ينزل في مساجد المسلمين وليس في كنائس الصليبيين.
ان مشكلة الأمة هي عدم مقدرتها على تطوير الفقه الإسلامي وتطويره لا يعني تغيير أصوله (الكتاب والسنة) وإنما المقصود تحليل المعلومات وما وصل إلينا من إخبار.
والدور الذي يقوم به العلماء اليوم هو دور الرواة وليس دور الفقهاء فهم يعتمدون على فقه السلف وينقلونه بنصه ومتنه ويعتبرون كل من خالف فهم السلف مبتدعاً. وهذا سر جمود الفقه الإسلامي ومن ثَمَّ يجئ دور المجدد في كسر هذا الجمود وهنا يكون سبب معاناته وتعرضه للأذى من فقهاء ودهماء عصره. فالمجدد يخالف الفقه ـ أعني به فهم العلماء لنصوص الكتاب والسنة. ويوافق أصول الدين واعني بها (كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم).
فاخص ما يميز المجدد في الأمة تفرده بفقهٍ في معاني القرآن والسنة غير مسبوق فهو مبتدع عند الفقهاء لأنه يأتي بما لم يأتوا به ومتبع لأنه يؤصِّل لفقهه بالكتاب والسنة.
وهذا ما أشار إليه عبد المجيد البيانوني في كتابه (وجوب وحدة المسلمين)
البحث الأول: الأدلة من السنة النبوية، جاء فيه:
(والمراد بالبدعة ما أحدث مما  لا اصل له في الشريعة يدل عليه، وأما ما كان له اصل من الشرع فليس ببدعة شرعاً وان كان بدعة لغةً.
وفي الحديث عن عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه، فهو ردّ ). 5/221، مسلم 1718/17 اهـ.
وفي رواية لمسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ) رواه البخاري 5/221 ومسلم 1718/7.
وأضيف الى هذين الشاهدين من السنة شاهدين من القرآن، قال عز وجل: ﴿وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ﴾ (5) سورة الشعراء. وقوله عز وجل ﴿ومَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ﴾ (2) سورة الأنبياء.
فالذكر المحدث هو الفهم الجديد الذي جاء به سليمان أبي القاسم موسى للأصل القديم (الكتاب والسنة) والذي اعتبره عبد الكريم بن صالح نبوة جديدة طبعها في عنوان كتابه (الرد الصارم) على المتنبي سليمان أبي القاسم.

الفصل السابع
صدام حسين هو الإمام بفقه علماء السنة
قال عبد الكريم بن صالح الحميد في (الرد الصارم) فصل نزول عيسى عليه السلام من السماء:
(وركّب ـ يقصد سليمان أبا القاسم ـ على صدام أحاديث الرافضة التي وضعوها لمنتظرهم الخيالي الذي يزعمون انه في سرداب سامراء …وهكذا ألجأتك الحيلة الى موضوعات الرافضة تستشهد بها على مهديك﴿تشابهت قلوبهم﴾ البقرة 118.
أقول في التعليق والشرح:
لقد أنكر عليّ  عبد الكريم عندما استشهدت بآية الجمعة فقال تحت فصل (دعوى المتنبئ الكذاب انه هو عيسى ابن مريم)
قال في قوله تعالى ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾  (3) سورة الجمعة.
قال: تقيد الفاصل الزمني بين أول الأمة واخرها  فان ﴿آخرين﴾ في سورة الجمعة هم الجماعة وإمامهم عيسى ابن مريم، فأنا سليمان أبي القاسم (عيسى ابن مريم...وإمام الجماعة...فليست الآية الوحيدة التي فسرها برأيه بما يوافق ـ بزعمه ـ فريته ـ...فقوله تعالى: ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ﴾ (3) سورة الجمعة. تفسيرها ورد في صحيح البخاري رحمه الله فقد ذكره ابن كثير في تفسيره وغيره: عن  أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ﴾ (3) سورة الجمعة قالوا من هم يا رسول الله ؟ فلم يراجعهم حتى سئل ثلاثاً، وفينا سلمان الفارسي، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان الفارسي ثم قال: (لو الإيمان عند الثريا لناله رجال أو رجل من هؤلاء) رواه مسلم وغيره ) اهـ .
أقول في التعليق:
هذا الحديث يؤكد ان أهل فارس هم المؤمنون حقاً وهم الشيعة الرافضة وليس رجال من أهل أبي هريرة أهل السنة الذين اعتمد أكثر رواتها على أحاديث أبي هريرة ولما كان أبو هريرة حاضراً في المجلس واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان وأهله بالإيمان وترك أبا هريرة هي أكبر دلالة في هذا الحديث الشارح للآية ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾ (3) سورة الجمعة. على ان الإيمان في مذهب الشيعة الرافضة وليس السنة السلفية وغيره وهذا بناءً على معطيات آية الجمعة وحديث البخاري.
إذن فلماذا يعيب عليّ عبد الكريم إذا استشهدت بحديث الرافضة ؟! ولكن لي فهم آخر لهذا الحديث فقد أورد صاحب كتاب (كشف الإلباس) في تصنيفه للأحاديث الصحيحة بترتيبها الأبجدي فقد أورد في المجلد الأول الحديث الصحيح، (ان في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب) أو كما قال.
فانا افهم حديث إيمان فارس بأوجه كثيرة وكلها في اعتقادي لا تخالف مضمون الحديث الأول: ان أهل فارس وهم الشيعة الرافضة منهجهم في الإمامة ان الخليفة يتم باختيار الله له وهذا هو الصحيح والخطأ هو اعتقاد أهل السنة أهل أبي هريرة في ان الخليفة يتم اختياره بالشورى.
قال الدكتور عصمت محمود في الورقة التي أعدها للسمنار: حول فكرة المخلِّص والمهدي في الفكر الديني والإنساني المقام في 13 شعبان 1427هـ الموافق 6سبتمبر2006م في قاعة الشهيد الزبير بالخرطوم تحت عنوان: المهدي والمهدية في الفكر السني:
(فالإمام أو الخليفة عند أهل السنة هو واحد من المسلمين لا يتميز عنهم بسلطة روحية ولا يتلقى وحياً وطاعته مقيدة بحدود الشرع، وهذا ما نجده في مؤلفاتهم في السياسة الشرعية... ومفهوم الإمامة السني لا يجعل لمسالة الإمامة أبعاداً عقدية عميقة كتلك التي نجدها لدى الشيعة، إذ لا تتجاوز مسألة الإمامة هنا اختيار المسلمين لأحدهم ليقوم في مقام الخلافة ليؤمن القيام بموجبات الدين وشعائره فليس هو سوى ممثل للقوى الشرعية والإدارية والعسكرية في الدولة).
أقــول:
هذا اعتراف صريح ان الخليفة عند السنة يستمد سلطانه من الناس كما نص على ذلك القرآن ﴿ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى ﴾ (23) سورة النجم. وتؤكد الآية ان الإمام أو الخليفة يستمد سلطانه من الله بالمدد الروحي بنص الآية ﴿وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى﴾ وليس باختيار الناس.
والثاني: هو ان الشيعة الرافضة سيدفعون في نهاية المطاف الخلافة لقائم أهل البيت وسيعلمون في النهاية انه سليمان أبي القاسم موسى.
فلا خلاف عندي في كون الحديث يعني سلمان وأهله فارس (إيران الشيعة) الرافضة كما يحب عبد الكريم ان يسميها.
ولآية الجمعة دلالة على ما أقول في ان المقصود بها أصحاب المسيح المهدي سليمان أبي القاسم موسى ولا أقول ذلك تخريصاً بل استند في فهمي لشرح آية الجمعة 3 ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾ بالأحاديث التي تدل على ان الآخرين من هذه الأمة هم أصحاب عيسى ابن مريم منها:
قوله صلى الله عليه وسلم (ليدركن ابن مريم رجال من أمتي هم مثلكم أو خير) الفتن لنعيم بن حماد الحديث 1207، 1590 وقوله صلى الله عليه وسلم (خير هذه الأمة أولها وآخرها، أولها فيهم رسول الله وآخرها فيهم عيسى ابن مريم) التصريح حديث رقم 64 ،وقوله صلى الله عليه وسلم (كيف تهلك امة انا  في أولها وعيسى ابن مريم في آخرها) أخرجه ابن جرير بسند صحيح، وقوله صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى وينزل عيسى ابن مريم) رواه أحمد ورجاله ثقاة التصريح حديث رقم 32.
بالرجوع الى مسالة إمامة صدام حسين ـ  فقد قال عبد الكريم الخطيب في كتابه (الخلافة والإمامة) ديانة وسياسة. دراسة مقارنة للحكم والحكومة في الإسلام (الباب الثالث ـ الخلافة والدين)
(ان الخلافة لم تبد للناس في صورة واحدة، ولن تأخذ مظهراً واحداً بل كانت تختلف صورها، وتتبدل مظاهرها من خليفة إلي خليفة... فإنها قد ظهرت من خلال سيرة عمر وسياسته مدة خلافته... كما ظهرت من خلال سيرة يزيد بن معاوية وسياسته مدة خلافته.. وكثير من الناس رأى صورة الخلافة ومظهرها بعينيه في الحالتين ) اهـ.
أقـول:
إذا اعتمد السنة منهج الشورى التي تمت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه كخليفة للمسلمين وفي نفس الوقت اعتمدت خلافة معاوية بن أبي سفيان الذي خرج عن طاعة الخليفة الراشد على بن أبي طالب ـ فان خلافة صدام حسين جمعت بين شورى عمر ابن الخطاب وشق معاوية لعصي الطاعة واغتصابه الحكم.
والأسباب التي بموجبها نال صدام حسين الخلافة على قياس أهل السنة الآتية:
1/ لقد اجتمع علماء العالم الإسلامي من بقاع شتى في العالم وبايعوه على ان يحمل راية الإسلام في مواجهة الصليبيين عام 1991م في حرب الخليج الثانية.
2/ هذه البيعة أصبحت ملزمة للمسلين بدلالة الأحاديث الآتية:
قال صلى الله عليه وسلم (من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه  فليطعه ان استطاع، فإذا جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر) رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم (من خلع يداً من طاعة لقِيَ الله يوم القيامة لا حجة له. ومن مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) رواه مسلم.
فكيف ترى اعتراضك ـ يا عبد الكريم ـ على حكمي على ان من خالف صداماً يقاتل حرابة ـ أم أنت مع أصحاب المبررات المضحكة والمبكية الذين يقفون في صف اليهود ضد المسلمين في لبنان بحجة انهم شيعة في حين انهم هم أنفسهم الذين وقفوا مع الشيعة بقيادة الأمريكان ضد السنة في العراق بإسقاط نظام صدام السني !!

الفصل الثامن
المسيح عيسى ابن مريم سوداني بالميلاد (عند الجمهوريين)
قال الأخوان الجمهوريين:
(الحديث النبوي القائل: لولم يبق من عمر الدنيا الا مقدار ساعة لمد الله فيه حتى يبعث رجلاً من آل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً )... فالحديث إنما يعني في المقام الأول المسيح...وذلك لان المسيح إنما هو رجل من أمة محمد يجتبيه الله إليه... ومقام المسيح (عيسى) إنما هو مقام خليفة الله على العوالم، والقرينة التي جمعت بين عيسى وآدم في قوله تعالى ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ﴾ إنما قرينة هذه الخلافة، فعيسى الأخير إنما هو آدم في أكمل صورة لأنه هو الخليفة في نهاية السلِّم في حين كان آدم هو الخليفة في بداية السلِّم... وعيسى المقصود هنا إنما هو المسيح المحمدي...وهذا ما أشارت إليه في لطف بالغ أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قال: (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) وحين قال (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين) فعيسى المنتظر إنما هو الحقيقة المحمدية مجسّدة في اللحم والدم وهو صاحب مقام الخلافة التي من اجلها خُلِقَ الإنسان...)اهـ. المصدر: الأخوان الجمهوريون كتاب (المسيح)  طبعة ديسمبر 1981م صفر 1402هـ.
وقد أشار الدكتور / البروفيسور / شوقي بشير عبد الحميد الأستاذ بجامعة أمدرمان الإسلامية في سلسلة مقالاته (10 ـ 15) تحت عنوان المسيح المنتظر عند الجمهوريين:
(...ومن الكتب التي صنفها الجمهوريون كتيِّباً تحت عنوان (عودة المسيح) في صفر 1401هـ ديسمبر1980م . وأصدر الجمهوريون كتيبا ثانياً تحت عنوان (المسيح) في ديسمبر 1981م وأصدر الجمهوريون أتباع ـ محمود محمد طه ـ كتيِّبا تحت عنوان (الموالد الثلاث) مولد محمد، مولد المسيح، مولد السودان الجديد...) وان السودان الجديد.. هو موطن آدم الثاني أو مثل آدم الذي سيبدأ دورة جديدة من دورات الحياة... وقد أعلن الجمهوريون وصول المسيح
قال شاعرهم:
يا ماجايبين  خبر *** المسيح ظهر
وقال في قصيدة طويلة:
هذه أيام الظهور   ***    من يعش فيها يذق للنار نور
وهم يفسرون هذه القصيدة بقولهم:
ظهور ماذا ؟ ظهور الموعود عليه السلام ) المصدر: صحيفة ألوان عدد الأحد 20 أغسطس 2006م العدد   (3609).
أقول في الشرح والتعليق:
هذا كلام واضح وصريح على ان المسيح ابن مريم سوداني بالميلاد وانه ظهر منذ 1981م وكل الذي أود ان أضيفه هو وضع النقط فوق الحروف بتحديد شخصه فأقول هو (سليمان أبي القاسم موسى) فقد امرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعلان دعوتي في شوال 1401هـ بقوله (اخرج بالأمر) وامرني الحق عز وجل بإعلانها بقوله عز وجل (فاصدع بما تؤمر) في ذي الحجة 1401هـ الموافق 1981م.
ارجوا ان لا يتشبث عبد الكريم بهذه الحجة في إبطال دعوتي فهي حجة على الأخوان الجمهوريين وليست حجة عليه فإنما أُحاجَّ كل طائفة بما تعتقد.

الفصل التاسع
الدجـال
قال عبد الكريم في كتابه (الرد الصارم) في وصف الدجال صفحة  81 ـ 82
(...ان النبي صلى الله عليه وسلم وصف الدجال بصفات منطبقة على شخص لا دولة، ففي أحاديث الدجال الصحيحة منها: حديث فاطمة بنت قيس وهو في (صحيح مسلم) وهو حديث تميم الداري وفيه:
(فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط واشد وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه، مابين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد) هذا الحديث وفيه (إني أنا المسيح).
وقال في شان الدجال في نفس المصدر صفحة 58:
(نعم الدجال اسم جنس، فيقال: فلان دجال ونحو ذلك. أما الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فهو شخص معّّرف بالألف واللام، ولا ينصرف هذا الاسم لغيره، لأنه إذا وصف انه دجال فيكون هناك قرينة تميزه لابد منها، وهذا المذكور يطلق عليه هذا الاسم بلا قرينة، بل بأوصاف تميز شخصه عن غيره ) اهـ.
أقـول في الشرح والتعليق:
إن الإنسان بالأوصاف المميزة الذي وجده تميم الداري محبوساً في الجزيرة الذي ذكره قد خرج وقضى نحبه ولا يتوقع ان يحي ويعيش للمرة الثانية بعد موته بنص الحديثين الآتيين :
روى مسلم بسنده إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:  صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة العشاء في آخر حياته فلما سلَّم قام فقال: (أرايتكم ليلتكم هذه، فان على راس مئة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهرها احد).
وروى مسلم أيضا في صحيحه بسنده إلى جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بشهر: (تسألوني عن الساعة ؟ وإنما علمها عند الله، واقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مئة سنة وهي حية يومئذ).
هذان الحديثان الصحيحان لمسلم حسما حياة ذلك الدجال ذي الأوصاف المميزة له كانسان في المئة سنة تلك. ولم يبق من الدجال إلا الأوصاف والصفات العامة التي أحسن الوصف فيها عبد الكريم (نعم الدجال اسم جنس فيقال فلان دجال ونحو ذلك) وأقول وعلى هذا الوصف يكون الدجالون كثيرون كما جاء في كتاب (الرد الصارم) صفحة 10:
(لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم انه رسول الله).
أقــول:
معلوم أن المسيح ابن مريم يعود ولكنه بصفته مهدياً لا نبياًً وهذا ما أقوله واكتبه في نشراتي ولم اقل (إني نبيٌٌ من عند الله برسالة مستقلة حتى أوصف ويقال عني إني ادعيت النبوة كما يزعم كاتب (الرد الصارم).
وأقــول: أنا لا أقاتل المسلمين بل أقاتل عنهم ومهمتي القضاء على الدجال الذي قهر المسلمين وحمى اليهود وتدمير الدولة اليهودية. وإقامة دولة الإسلام مكانها ومع كل ذلك يصفني مقدم كتاب (الرد الصارم) صادق عبد الله باني احد الدجاجلة صفحة 11:
قال: (ولقد ظهر في بلادنا اعني السودان احد هؤلاء الدجاجلة المدعين للنبوة).
وقال كاتب (الرد الصارم) صفحة 24:
(...وان سليمان أبا القاسم موسى دجال من الدجاجلة).
وفي ذات الوقت يدافعون عن جورج بوش الذي ادعى في أكثر من مرة ان الله كلمه وأمره بقتال المسلمين. وقد دمر دولة أفغانستان التي كانت تقيم الشريعة الإسلامية وإعادتها إلى القوانين الوضعية العلمانية وكذاب مشهور على مستوى العالم عندما أعلن عن وجود أسلحة دمار شامل بالعراق ودمر دولة العراق والشعب المسلم نتيجة كذبه.
والآن هو يجاهر بحماية إسرائيل ويمدها بالسلاح لقتل المسلمين ويقاتل بجنوده إلى جانبهم ومع كل ذلك يدافع عبد الكريم عن جورج بوش وأمريكا وبريطانيا وينفي عنهم صفة الدجل علماً بان الدجال صاحب الأوصاف المميزة قد قضى في المئة سنة من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبق من الدجال إلا خلفاؤه وآثاره المتمثلة في كل رئيس أمريكي طاغية قبل وبعد بوش يناصر اليهود على المسلمين لان الدجال هو حامي اليهود وناصرهم على المسلمين.
ان الدجال بعد موته في المائة سنة المذكورة في حديثي مسلم لم يبق إلا مظهره في الحضارة الغربية وان قتل الدجال يعني تفكيك مؤسساته وإنهاء سيطرة نظامه فلا يعني قتله إلا ذلك، لأنك لو قتلت رئيس دولة فهذا لا يعني انهيار تلك الدولة. وإنما المقصود القضاء على سلطانه ونفوذه المتمثل في مؤسساته.
فإذا مات بوش أو رحل عن السلطة فسيأتي دجال آخر وإذا رحل ايهود الومرت فسيأتي دجال آخر لأنهم قريب من ثلاثين

الفصل العاشر
المباهلة
قال عبد الكريم في كتابه (الرد الصارم) صفحة (92):
وحيث انه يتعذر اللقاء بيني وبينه فسوف اكتب صورة المباهلة وعليه ان يؤمن عليها:
فأقول: اللهم ان كان عبدك سليمان أبو القاسم هو نبيك عيسى ابن مريم الذي أرسلته  إلى بني إسرائيل ثم رفعته إليك واخبر عنه نبيك محمد انه ينزل آخر الزمان فامسخني قرداً لأكون آية لمن كذبه، آمين يا رب العالمين.
وان كان كاذباً في دعواه وليس نبيك عيسى ابن مريم فسود وجهه واعم بصره ليكون عبرة لمن افترى، المطلوب منه ان يؤمن على هذا الدعاء والله الموفق وله الحمد).
أقول في التعليق:
اولاً: لقد تشابه قلب عبد الكريم مع قلوب الذين حكى القرآن قولهم ﴿وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (32) سورة الأنفال.
ثانياً: إصراره على الكفر في حالة كوني أنا المسيح حقاً فقد يئس من رحمة الله.
ثالثاً: ان هنالك شعوراً دفيناً فيه يؤكد له ان سليمان هو المسيح ابن مريم، يظهر ذلك من ميله إلى الشتم في رده مما يدل على انه يكابد صراعاً نفسياً داخلياً يعارض به ما يجهر به للناس من عداوتي. فصيغة هذه المباهلة هي البرهان على ذلك، لان المباهلة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتضمن أي مداهنة على كون المسيح اله أو ابن اله انظروا إلى آية المباهلة ومقدماتها ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ (60 ) فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ آل عمران 59 ـ 61.
لم يساوم الرسول صلى الله عليه وسلم في المباهلة بان يضع الحق متشابهاً معه أو مع غيره. وفي هذا دليل على ان عبد الكريم اعتمد في تكذيبه على المتشابه (ان كان عبدك سليمان هو نبيك...(أو) وان كان كاذباً في دعواه وليس بنبيك عيسى..) فالمباهلة هي أقصى درجات التحدي فلا يجوز فيها المراء ولو ظاهراً. والمباهلة لا تكون الا بالاذن المباشر من الله لتحقيق المعجزة.
رابعاً: الرسول صلى الله عليه وسلم باهل النصارى لأنهم لم يؤمنوا بالنصوص التي أنزلت معه في شان عيسى ابن مريم كما ان الإنجيل الذي مع النصارى حرّف بعضه ـ فلم تكن هنالك أصول مشتركة يقنع بها النصارى عن طريق الحوار فكانت المباهلة. ولذلك نجد الحال قد اختلف مع اليهود عندما جادلوه في الرجم فحجهم بما عندهم من الكتاب لأنه يعلم ان آية الرجم لم تحرف في كتابهم فقال لهم كما جاء في القرآن بتوجيه الله ﴿قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ (93) سورة آل عمران.
ولما كانت نصوص الكتاب والسنة مشتركة بيني وبينك فان كنت مؤمناً بصدقيتها وصلاحيتها للتحاكم فان لجوءك للمباهلة في غير محله ودليل على عجزك وقناعتك بان نصوص الكتاب والسنة تكذبك وتصدقني فلجأت للمتشابه (ان كان هو عيسى) وفيه دلالة خطيرة جداً وهو انك تخضع الدين لرغبتك وهواك، فإذا خالف هواك ترفضه والله يقول في هذا الموقف ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ﴾ (71) سورة المؤمنون. خلافاً لقوله تعالى ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾ (65) سورة النساء.
وكان الاحرى بك ان تدعوا بالدعاء المشهور (اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلا ً وارزقنا اجتنابه) فعكست وانعكست فانتكست في الدين فمرقت من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية.
إن لجوء / عبد الكريم بن صالح للمباهلة هو أيضاً إلغاء منه لكتابه (الرد الصارم) لقناعته ان الحجج التي أوردها فيه لا ترد دعوتي رداً صارماً  أو غير صارم وكذلك لجأ إلى المباهلة بدلاً عن مقارعتي بالحجة.
والسؤال المطروح هنا:
فإذا كنت غير مقتنع (بردك الصارم) فكيف ترجو أن يكون مقنعاً لغيرك ؟!

الفصل الحادي عشر
(يختم الدين المهدي السوداني سليمان أبي القاسم)
قال عبد الكريم في خاتمة كتاب (الرد الصارم) بقصيدة جاء فيها:
ما شأن سودان بعيسى إنما *** هذا زمان أمره مقلوب
أقـول في الرد والتعليق:
لقد جاء في (كتاب الرد الصارم ) في بيان المهديين صفحة 15:
(عند الأربعة من حديث العرباض بن سارمة رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم اقبل علينا... فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان عبداً حبشياً فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة).
أقـول:
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يذكر هذا الحبشي تهكماً واستخفافاً بالأحباش، حاشا وكلا، وإنما يكون هنالك مهدياً مميزاً عن كل المهديين لذلك ميزه بان قدمه وخصه بالسمع والطاعة مفرداً وثم جاء بالمهديين جمعاً فتقديمه وتأخيرهم لمكانته لا لزمانه فهو آخرهم زمناً وأعلاهم مرتبة جرياً مع سنة الله في الذين خلو من قبل فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخرهم زماناً وأعلاهم مقاماً.
فالسودان الحالي هو الذي يضم ارض الحبشة عند علماء التاريخ والجغرافيا.
وهذا المهدي الحبشي السوداني هو الذي يحمل لواء تجديد الدين في آخر الزمان ويغزو جزيرة العرب وهو ذاته المسيح ابن مريم لأنه تحت قيادته يقتل السودانيون أهل المغرب الدجال.
جاء في أسباب نزول سورة الواقعة:
قال عروة بن رويم: لما انزل الله تعالى ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ﴾ بكى عمر وقال: يا رسول الله آمنا بك وصدقناك، ومع هذا كله من ينجونا قليل! فانزل الله تعالى ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ﴾ فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر فقال: يا عمر بن الخطاب قد انزل الله فيما قلت، فجعل ثلة من الأولين وثلة من الآخرين، فقال عمر: رضينا عن ربنا وصدقنا نبينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من آدم إلينا ثلة ومني إلى يوم القيامة ثلة، ولا يستتمها إلا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا اله إلا الله)
المصدر: أسباب النزول للإمام الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري.
نحن نعيش آخر الزمان بعلامة التطاول في البنيان فلا مجال لعبد الكريم إلا إتباع سليمان أبي القاسم موسى المهدي السوداني طوعاً قبل خروجه من السودان وفتحه للجزيرة العربية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا خرجت السودان طلبت العرب ينكشفون حتى ينزلوا ببطن الأردن) عقد الدرر حديث رقم 148.
قوله (العرب ينكشفون) أي ينهزمون أمام السودان.
وأوردت صحيفة سودانية في نبوءة للطبري (يجدد هذا الدين آخر الزمان السود الجعد أهل الجلابيب من وراء البحر) وعلق الصحفي على هذا بقوله (كأنه يصف السودانيين) أو نحو ذلك.
ومجدد الدين آخر الزمان بلا خلاف هو عيسى ابن مريم
عن عبد الله ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كيف تهلك أمة أنا أولها وعيسى ابن مريم آخرها) رواه الحاكم كما في كنز العمال وصححه السيوطي في الدر المنثور وحسنه ابن حجر في فتح الباري  ورواه النسائي.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان الله يبعث لهذه الأمة على راس كل مائة سنه من يجدد لها دينها) صحيح رواه أبو داود. ولما كان التطاول في البنيان علامة كبرى للساعة فان مجدد هذا القرن الخامس عشر الهجري هو عيسى ابن مريم.
اخرج ابن حبان بسنده عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: سالت نافع بن عقبة بن أبي وقاص قلت حدثني: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الدجال؟ فقال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده طائفة من أهل المغرب أتوه يسلمون عليه وعليهم الصوف فلما دنوت منه سمعته يقول: (تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم، ثم تغزون فارس فيفتحها الله عليكم، ثم تغزون الروم فيفتحها الله عليكم، ثم تغزون الدجال فيفتحها الله عليكم) 8/66370.
وفي الأثر عن عمار بن ياسر قال: ان لأهل البيت بينكم امارات فالزموا الأرض حتى ينساب الترك في خلافة رجل ضعيف فيخلع بعد سنتين من بيعته فيخالف الترك الروم ويخسف بغربي مسجد دمشق يخرج ثلاثة نفر من الشام، يأتي هلاك ملكهم من حيث بدأ، ويكون  بدء الترك بالجزيرة والروم وقسطنطين فيتبع عبد الله عبد الله فيلتقي جنودهما بقرقيسياء على النهر فيكون قتال عظيم ويسير صاحب المغرب فيقتل الدجال...) كنز العمال ج 11 رقم 31497.
أقـول: الرجل الضعيف ويخلع بعد سنتين من بيعته هو نجم الدين أربكان أما عبد الله وعبد الله هما الملك عبد الله ملك الأردن والملك عبد الله ملك السعودية وصاحب المغرب في الحديثين هو عيسى ابن مريم لأنه هو وليس غيره صاحب المغرب الذي يقتل الدجال. وكونه صاحب المغرب لان عيسى ابن مريم يجيء من قبل المغرب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثم يجيء عيسى ابن مريم عليه السلام من قبل المغرب مصدقاً بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة ) رواه أحمد وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لم يسلط على قتل الدجال إلا عيسى ابن مريم) رواه أبو داود التصريح حديث رقم 28. وروي من حديث معاوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (...ويكون في المغرب الهرج والخوف ويستولى على الناس الجوع والبلاء وتكثر الفتنة وتأكل الناس بعضهم بعضاً فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى  من أهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القائم آخر الزمان وأول أشراط الساعة ). المصدر: تذكرة القرطبي فصل: من أين يخرج المهدي.
وقائم أهل البيت هذا هو عيسى ابن مريم كما قال الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه: الإنسان الكامل في الإسلام صفحة 125.
أما فيما يتصل (بالقائم) فقد اجمع أهل السنة أولا أن يروا فيه انه هو عيسى الذي سيعود ظافراً لا متحملاً للعذاب والآلام ـ أو زعيماً لا يقهر تهبط عليه روح عيسى ويهتدي بهدايته ان لم يكن هو عيسى نفسه ) المصدر: الإنسان الكامل للدكتور عبد الرحمن بدوي الطبعة الثانية مايو 1976م ـ الكويت.
قوله تهبط روح عيسى لأنه سبق ان أثبتنا انه رفع روحاً وهذه الروح هي التي تنزل في الأرحام فيولد منها مهدي آل البيت ويكون هذا المهدي الفاطمي هو عيسى ابن مريم في ميلاده الثاني وقد أكد القرآن على الميلاد الثاني في الآية ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِين﴾ (46) سورة آل عمران. وجاء في التصريح عن الحسن البصري في قوله تعالى ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ﴾ قال: نزول عيسى: قوله، أخرجه عبدُ بن حميدو ابن جرير كما في الدر المنثور الأثر 18/93.    
وجاء في نفس المصدر عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) قال: نزول عيسى عليه السلام. أخرجه ابن جرير من كما في عقد الدر المنثور الأثر 20/95.
وجاء أيضا في نفس المصدر في الأثر عن ابن زيد في قوله تعالى ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (46) سورة آل عمران قال  كلمهم عيسى عليه السلام في المهد وسيكلمهم إذا قتل الدجال وهو يومئذ كهل. أخرجه ابن جرير كما في الدر المنثور  الأثر 22/9
لقد أثبتت الآثار ان عيسى علامة الساعة في الآية ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ ﴾(61) سورة الزخرف.
وانه يكلم الناس كهلاً في الآية ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً﴾ (46) سورة آل عمران. عندما يقتل الدجال وهنا يأتي حكم الآية المحكم (بميلاد عيسى للمرة الثانية في هذه الأمة) لان الكهولة هي السن مابين (40 ـ 60) سنة وذلك لان عمره لا يتوقف في فترة لأنه لو توقف فإنه سيقتل الدجال شاباً في سن رفعه (33) سنة كما هو مشهور ـ ولو لم يتوقف ميلاده لعاد في سن ما بعد 2006م وفي كلا الحالتين لا يمكن ان يقتل الدجال وهو يومئذ كهل ولم يكن هنالك بدّ من ان يولد مرة ثانية فيكون حكم الآية ﴿وكهلاً﴾ يحمل حكماً واحداً وهو ميلاد عيسى للمرة الثانية.
فهل يستطيع عبد الكريم وأنصاره من تبديل حكم هذه الآية بميلاد عيسى للمرة الثانية ؟
أقـول:
لقد أحكمت الآية ميلاد عيسى في هذه الأمة. وأحكمت الأحاديث الصحيحة بأنه يولد في الغرب بحديث  أحمد السابق (يجيء عيسى ابن مريم من قبل المغرب) وحديث مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة) هذا الحديث وارد في حق أصحاب عيسى ابن مريم خاصة لأنه شرح للآية ﴿وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾  (55) سورة آل عمران. بقرينة الساعة في الحديث والقيامة في الآية وقوله  (فوق الذين كفروا) دلالة على أن من كذب عيسى في ميلاده الثاني كفر بنص الآية. وفي هذا تحذير لعبد الكريم ومن شايعه. فعيسى ابن مريم في عودته ـ سوداني بالميلاد لا بالتجنس وهو الذي يغزو بالسودانيين جزيرة العرب وهو صاحب المغرب الذي يقتل الدجال.
ولما كان حديث (مئة سنة) قد قضى على الدجال المميز فان عيسى ابن مريم أثبتت النصوص ـ من الكتاب والسنة ـ انه سليمان أبي القاسم وسيقتل ـ جنس دجال ـ في الشام وفي اللد.
تنبيه:
اعتقد أهل القرن الاول من التابعين (في سليمان بن عبد الملك) بأنه المهدي من غير أن يدعي سليمان ذلك وهو أول رجل اعتقدت فيه الأمة بأنه المهدي المقصود في الإسلام وعلى قاعدة الحديث الذي رواه البخاري (خير أمتي قرني) وهو القاعدة المعتمدة عند السلف فان اسم (سليمان بن عبد القاسم) هو اقرب الأسماء لاسم (سليمان بن عبد الملك) مما يؤكد ان مهدي هذه الأمة اسمه (سليمان) وليس (محمد بن عبد الله) وذلك لتطابق اسم (سليمان بن عبد القاسم) مع أول رجل اعتقد فيه أهل القرن الأول ـ وهم اعلم من أهل القرون التالية ـ بالشرع فيكون اسم (سليمان بن عبد القاسم)  هو الاسم المعتمد عند السلف وليس (محمد بن عبد الله).

الفصل الثاني عشر
المسيح ابن مريم اسمه سليمان
قال عبد الكريم في كتابه (الرد الصارم) صفحة 45:
(فانا سليمان أبو القاسم عيسى ابن مريم) كذب ظاهر لان عيسى ـ عليه السلام ـ واسمه واحد في القرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم) اهـ
أقول في التعليق والرد:
لقد كان اسم عيسى ابن مريم في التوراة اسمه يكون (سليمان)
وجاء في كتاب (النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام للمهندس أحمد عبد الوهاب) تحت عنوان (أسماء عيسى وألقابه) ـ (اسمه يكون سليمان) المرجع / أخبار الأيام الأول الإصحاح 22 الآيات (7 ـ10) اهـ.
ولما جاء باسم / عيسى كذبوه لأنه حمل اسماً مخالفاً للاسم (سليمان) وبشر الإنجيل النصارى بان النبي بعده اسمه (أحمد) كما جاء صريحاًُ في قوله عز وجل ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾  (6) سورة الصف. فلما جاءهم (محمد) صلى الله عليه وسلم كذبوا لأنه جاء باسم يخالف ما عندهم بشهادة القرآن نفسه لان(أحمد) يخالف في ظاهره (محمد) واخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ان عيسى ابن مريم اسمه (سليمان) بالحديث الذي رواه الشعبي عن تميم الداري قال: قلت يا رسول الله: ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها إنطاكية، ما رأيت أكثر منها مطراً فقال صلى الله عليه وسلم: (نعم وذلك لان فيها التوراة وعصى موسى ورضاض الألواح ومائدة سليمان)
المصدر: كتاب المهدي الموعود حديث رقم (9) للكاتب عبد الحسين دستغيب ترجمة أحمد القبابنجي.
وقال ابن عربي في تفسيره: (وشياطين الجن وهم الأوهام والخيالات والمتخيلات المحجوبة عن نور القلب العاصية لأمر العقل، المتمردة عن طاعة القلب على عهد ملك سليمان النبي  أو سليمان الروح ) اهـ.
لقد فصل بين سليمان النبي، وسليمان الروح.
و(سليمان الروح) بلا شك هو المسيح ابن مريم بقرينتين الأولى كونه ذكر إلى جانب سليمان النبي مما يدل على انه شخص غيره والثانية اقترانه بالروح مما يؤكد انه عيسى ابن مريم. أما فيما يخص اعتراضك على ابن عربي ـ  فانا لا ألزمك به ولكني أخاطب الذين يؤمنون بمعارف ابن عربي وكشوفاته فالسني أقيم عليه الحجة بالنصوص التي يعتمدها والشيعي أحجه بالنصوص المعتمدة لديه، والقرآني أقيم عليه الحجة بالقرآن فقط واليهودي أحجه بكتابه المقدس والنصارى أقيم عليهم الحجة بالإنجيل على قاعدة رسول الله عليه وسلم فانه ناظر اليهود بالتوراة لا بالقرآن لما جاء أمر الله له بذلك ﴿ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ (93) سورة آل عمران.
فان هروب عبد الكريم من آيات القرآن المحكمة والأحاديث الصحيحة التي استشهد بها لإقامة الدليل والبرهان وفقده للأدلة التي استشهد بها والتي لا تتناسب مع مذهبه ليأخذها كذريعة لإضعاف حجتي، أقول أن ذلك هروب من مواجهة الحجة وتطاول على الآخرين الذين يرون ما يزدريه عبد الكريم عقيدة راسخة عندهم وما يعتمده هو من نصوص لا تقيم لي بها حجة على الشيعة ولا على االنصارى ولا حتى على الأخوان المسلمين الذين يعتقدون بان عيسى مات ولن يعود.
فانا جئت داعية إلى كل شعوب الأرض باختلاف عقائدهم فمتطلبات الدعوة أن أدعو كل ملة وطائفة بما تعتقد.
وأقول لعبد الكريم: إذا وجدت أي منشور لي فاشطب واسقط كل شيء غير القرآن والسنة فانا على يقين تام بأنك ستجد ما يقيم عليك الحجة وبصورة دامغة من الأحاديث الصحيحة والآيات المحكمة.  

الفصل الثالث عشر
اسم أم المسيح الثانية
قال عبد الكريم في (الرد الصارم) صفحة 45 (فإقراره ـ أي سليمان أبو القاسم ـ باسمه واسم أمه دار السلام شهادة منه على نفسه بالكذب، فالأمة انما تعرف نبي الله عيسى ابن مريم.)
أقول في الرد على الرد:
الأسماء عادة لا تعطي دلالة كافية على الشخص المقصود عينه فالأشخاص كثيراً ما يشتركون في الأسماء وليس كل من كان اسمه محمد واسم أبيه عبد الله وكان اسم أمه آمنة هو ذلك النبي الذي أرسل بالقرآن صلى الله عليه وسلم وليس كل من كان اسمه عيسى واسم أمه مريم هو نبي الله عيسى وإنما يعرف الشخص المطلوب لذاته بصفة لا يمكن ان يشركه فيها احد من الخلف مثل (بصمة اليد) التي لا يشترك فيها اثنان فاعتمد القرآن في تعريفه بصفاتهم قال تعالى ﴿ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ ﴾ البقرة 273. وقال تعالى ﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾ (30) سورة محمد.
وجاء اسم النبي الخاتم (محمد) مغايراً لما صرح به في الإنجيل (أحمد) ولكنه اعتمد في تحديد صفتهم الخاصة التي كانت بمثابة كلمة السر ﴿النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ﴾ (157) سورة الأعراف. فالنبي (محمد) صلى الله عليه وسلم هو النبي الأمي الوحيد في الملة الإبراهيمية فصفة (أمي) هي كلمة السر التي تعرف شخصيته وليس اسم (محمد) أو (أحمد) وقد اثبت النبي صلى الله عليه وسلم ان له أسماء غير ذلك مثل (الماحي) و(العاقب) و(الحاشر) وكذلك نجد لعيسى ابن مريم صفة خاصة به لا يشركه فيها احد من الخلف هي (يزعم انه مني وليس مني) وهي كلمة السر حتى لا ينتحل شخصيته احد كما جاء في حديث فتنة الاحلاس.
عن عمر بن هاني العنسي سمعت عبد الله بن عمر يقول: كنا قعوداً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الاحلاس فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الاحلاس ؟ فقال: (هي حَرَبٌ وهَرَبٌ) ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم انه مني وليس مني إنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة حتى إذا قيل انقضت عادت يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده) رواه أبو داود وأحمد وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
المفتاح لمعرفة هوية الرجلين المشار اليهما في الحديث هو (فانتظروا الدجال من يومه أو غده) فيكون الرجلان (أحدهما المهدي الذي يحاصره الدجال والآخر عيسى ابن مريم الذي يقتل الدجال. ولما كان المهدي يحاصره الدجال فانه. أي المهدي ـ هو الذي لا يستقيم له أمر الدين بمحاصرة الدجال فقد أورد صاحب (الرد الصارم) صفحة 74ـ75 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج الدجال في خفة من الدين وإدبار من العلم )... وفيه (ثم ينزل عيسى ابن مريم فينادي منادٍِ من السَّحر فيقول: ياأيها الناس ما يمنعكم ان تخرجوا إلى هذا الكذاب ؟... وفيه (فحين يراه الكذاب ـ يعني الدجال ـ ينماث كما ينماث الملح في الماء فيمشي إليه فيقتله) اهـ. هذا الحديث يفسر لنا أشخاص الحديث السابق وهم الدجال والمهدي وهو الرجل الذي يصطلح إليه الناس (كورك على ضلع) وجاء في شرح هذه العبارة (تضرب مثلاً للأمر الذي لا يستقيم) مما يدل على انه هو المهدي لأنه لا يستقيم له (أمر الدين) لان زمنه يكون فيه (خفة من الدين وإدبار من العلم) لان الدجال يخرج له في زمانه ولا يستقيم له (أمر الملك) لان الدجال يحاصره. فيكون الشخص الثالث في الحديث الأول (رجل من أهل بيتي يزعم انه مني وليس مني) هو عيسى ابن مريم لأنه جاء صريحاً في حديث جابر رضي الله عنه وكلمة السر هنا (يزعم انه مني وليس مني) لان هذه العبارة هي التي ارددها عندما يسألني الناس.  (أنت تقول انك عيسى ابن مريم ونحن نعرف أباك وأمك وعيسى ليس له أب ؟ فأقول: أن أبا القاسم هو  أبي في ظاهر التشريع إلا أنني ليس بضعة منه فان مثلي كمثل آدم. وهو معنى (يزعم انه مني وليس مني) وقول الحديث (رجل من أهل بيتي) دليل على ميلادي في هذه الأمة في آل البيت. نعم أمي الثانية هي مريم أيضا ومريم هنا اسم جنس وأيما امرأة ولدت سليمان أبي القاسم موسى هي مريم سواء كان اسمها (دار السلام) أو (كاكا) (أدوت) أو (تاجوج) أو (زنُّوبا).

الفصل الرابع عشر
(سورة البلد)
قال عبد الكريم بن صالح في (الرد الصارم) تحت عنوان (تفسيره القران على مراده: أما قوله تعالى ﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ﴾ (3) سورة البلد. فكذب المتنبئ، ليس ذلك في شان عيسى ـ عليه السلام ـ وإنما المراد كما قال ابن كثير، وقال مجاهد وأبو صالح، وقتادة، والضحاك، وسفيان الثوري، وسعيد بن جبير، والسدي، والحسن البصري، وخصيف، وشرحبيل بن سعد وغيرهم: يعني بالوالد آدم، وما ولد: ولده..) اهـ.
الشرح والتعليق:
أقـول:
لا علاقة لآدم بهذه الآية، فالآية تشير الى مكة بحرف الإشارة (هذا) البلد وتشير الى الرسول صلى الله عليه وسلم بضمير المخاطب الحاضر الذي أنزلت إليه السورة ومكان نزولها (وأنت حل بهذا البلد) وصح ذلك على أكثر من وجه سواء كان المقصود بـ(حل) إقامة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة أو (حل) بمعني إهدار أهل مكة لدمه فأمره الله تعالى بمغادرتها والهجرة الى المدينة أو (حل) باستحلال القتال له في مكة كما كان له ذلك يوم الفتح.
وان الله سبحانه وتعالى سيحل لابنه المهدي من بعده القتال في مكة.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله عليه وسلم: (يبايع لرجل بين الركن والمقام ولن يستحل هذا البيت الا أهله...) رواه احمد وأبو داود وابن حبان وصححه الحاكم في المستدرك 4/452.
وهذا الرجل هو المهدي، وجاءت صلة نسبه بالرسول صلى الله عليه وسلم في حديث فتنة الاحلاس (رجل من أهل بيتي يزعم انه مني وليس مني) رواه أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
ومعنى الحديث تطابق مع معني الآية (ووالد وما ولد).فأكون بذلك قد شرحت الآية بالحديث وهو ما يعرف عند الفقهاء (الشرح بالمأثور) وهو أوثق شرح عندهم للقرآن.
فأكون بذلك قد شرحت الآية بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس وفق مرادي كما فعل أولئك الذين استشهد عبد الكريم بن صالح بشرحهم. فالقرآن لا يفهمه الا المهدي على وجهه الأصح والسنة كذلك. وهذا المهدي الموصوف في الحديث (رجل من أهل بيتي يزعم انه مني وليس مني) والذي بين القرآن نسبه في الآية (ووالد وما ولد) هو سليمان أبي القاسم موسى ولا ينطبق هذا النسب في القران (ووالد وما ولد) وفي الحديث (رجل من أهل بيتي...  وليس مني ) على رجل من أهل البيت الا ان يكون هو عيسى ابن مريم لاستحالة انطباق هذا النسب على مهدي غيره ومن خالفه فقد خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ).

الفصل الخامس عشر
الخــــوارج
أورد الدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدم في اعتراض الألباني على حديث (ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم): فصل: (الشبهة الرابعة)
وقال الألباني في الحديث: (منكر) ومما يدل على إنكاره معارضته لأحاديث صحيحة ثبتت صفة لا مهدي لغيره ـ عليه السلام ـ فمنها: ما رواه العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم، انه قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجز).
والمهدي الذي هداه الله إلى الحق، قال ابن الأثير: (ويريد بالخلفاء المهديين أبابكر وعمر وعثمان وعلياً وان كان عاماً في كل من سار سيرتهم) اهـ. وقال التويجري: (اجمع العلماء قاطبة على انه ـ أي عمر بن عبد العزيز ـ من أئمة العدل ـ  واحد الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين ) اهـ.
وأفضل مهدي بعد نبينا صلى الله عليه وسلم ـ نبي الله عيسى عليه السلام ـ وأفضل المهديين بعده الخلفاء الراشدون الأربعة.
وقال ابن القيم ـ رحمه الله (وعيسى أعظم مهدي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وبين الساعة، وقد دلت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على نزوله على المنارة البيضاء شرقي دمشق...) المصدر: المهدي وفقه أشراط الساعة للدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدم.
أقـول في التعليق والشرح:
أثبتت أصول الدين التي أوردتها في هذا المنشور ان سليمان أبا القاسم موسى هو المسيح حقا ومهدي أهل البيت حقاً وانه إمام هذا الزمان حقاً وولي أمر المسلمين اليوم حقاً وعليه الزم الله تعالى الأمة بإتباعي وطاعتي في الآية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ﴾ (59) سورة النساء. ومن لم يبايعني فقد خرج من دين الإسلام إلى دين الجاهلية الأولى فقد ذكر الدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدم في المصدر السابق (المهدي وفقه أشراط الساعة) الفصل الثالث (ضوابط الحكم على مدعي المهدية) يقول وفيه:
(ونحن هنا لا نناقش الإخلاص، لأننا لا نطِّلع عليه، وإنما نناقش الصواب بان نحاكم السلوك الظاهر إلى كتاب الله عز وجل ـ وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ان (المُخْلِِصَ) غير معصوم ان يخطئ أو يضل، وكم اصطاد الشيطان كثيراً من الضحايا (بشبكة) الإخلاص. وليس أدل على ذلك من سيرة الخوارج الذين اجتهدوا في العبادة بصورة مبهرة  حتى قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: ( يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرءون القرآن يحسبون انه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما  يمرق السهم من الرمية، لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا تكلوا عن العمل...) رواه مسلم (1066) وأبو داود (4768).
وهم الذين قال فيهم ابن عباس رضي الله عنهما (فدخلت على قوم لم أر قط اشد منهم اجتهاداً، جباههم قرحة من السجود، وأياديهم كأنها ثفن الإبل، وعليهم قُمُص مُرَخَّصَة مشمرين، مُسًهّمَة وجوههم من السهر) ومع ذلك كله وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّميَّة) وقال صلى الله عليه وسلم: (لئن أدركتهم لا قتلنهم قتل ثمود) رواه مسلم (1064) اهـ.
أقـول في الشرح والتعليق:
قال تعالى ﴿قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (95) سورة آل عمران. فان أئمة الملة الإبراهيمية باختيار الله قال تعالى ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ (124) سورة البقرة.
عهد موضعه من الإعراب فاعل و﴿الظالمين﴾ أي الخليفة مفعول به أي ان عهد الله لا يُنال بالاغتصاب أو الانتخاب أو بوصية العهد فيكون الوارث فاعل وعهد الله مفعول به ومن فعل هذا فقد أشرك كما جاء في قوله تعالى ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ﴾ الشورى 21.
فإبراهيم لم يكن من المشركين لأنه ترك تعيين الإمام لله ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ (40) سورة يوسف. لقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كانت الخلافة على الملة الإبراهيمية وكيف تكون الخلافة في أمته على الملة الإبراهيمية.
عن أبي هريرة يرفعه: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وانه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال: ( فو ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فان الله سائلهم عما استرعاهم) متفق عليه.
فالتشريع الذي انزله الله هو ان الخليفة الذي أمر الله إتباعه ورد به نص صريح عن حذيفة بن اليمان قال: قلت: يا رسول الله ما العصمة من ذلك وقد ذكر دعاة الضلالة ؟ فقال: (ان لقيت لله يومئذ خليفة في الأرض فالزمه وان ضرب ظهرك واخذ مالك وإلا فاهرب في الأرض حتى يدركك الموت وأنت عاض على اصل شجرة) الفتن نعيم بن حماد حديث رقم 356. هذا الحديث يؤكد لنا ان إمام الجماعة الوارد في حديث حذيفة السابق (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) ان إمام هذه الجماعة الصفة المميزة له من (دعاة الضلالة) في حديث نعيم وهم (هداة بغير هدى تعرف منهم وتنكر) في حديث حذيفة السابق هو ان إمام الجماعة تميزه عن أئمة الضلالة انه (خليفة لله) وليس خليفة لأبيه بالوراثة أو  بالتعيين أو بالغلبة والقهر وهو ما نص عليه القرآن.
قال تعالى ﴿قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ﴾ (71) سورة الأعراف.
فالخليفة المطلوب بيعته هو الذي أتاه سلطان من الله  بالقيام بأعباء إرشاد الخلق بتكليف مباشر من الله بنص الآية ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ (7) سورة الرعد. وهو المهدي لا يخلو منه زمن ولا يوجد زمن كلالة والإمام الآن وخليفة الله في الأرض هو سليمان أبي القاسم ومن أنكر عليه وبايع غيره ممن تصدى للإمامة وهم الخوارج الذين عناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت أوصافهم بأحاديث صحيحة في صيغ مختلفة. وخلاصة البيان في هذا المقام ومحكم القول فيه ان الذين خالفوني من أهل هذا الزمان هم (الخوارج) الذين قصدهم حديث الخوارج وانه ـ أي لقب الخوارج ـ ينطبق على كل من خالف إمام زمانه ممن سبقني من أئمة الزمان السابق لزماني. وممن خالفني اليوم.
لقد جعل الدين الإسلامي الإمامة مسالة جوهرية في أصول التشريع وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم واله :
(من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية). أخرج  البخاري بمعناه حديث رقم 7054 ومسلم بمعناه 1849.
(1)   مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري ج2/ص343
(2)  مسند أحمد ج4/ص96.
المصدر: فصل: دواعي التعيين للكاتب محمد حسين الأنصاري، كتاب الإمامة والحكومة في الإسلام )
وإذا أضفنا هذا الحديث إلى الأحاديث السابقة (ومن مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) رواه مسلم. (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ـ (وإلا) ـ فاهرب في الأرض) رواه البخاري وقوله تعالى ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ (7) سورة الرعد. يفسرها حديث المهديين السابق وان هذا المهدي الهادي ليس واحداً كما نص عليه حديث المهديين فهم كثيرون وآخرهم عيسى ابن مريم.
وانه ما بين الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بعثة عيسى ابن مريم مهدياً خاتماً لهذه الأمة لا تخلوا الأرض من إمام كما أورد الدكتور البستوي في كتابه المهدي المنتظر في تخريجه للحديث رقم (27) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كيف انتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم) أخرجه البخاري.
جاء في التعليق على هذا الحديث: (وقال الحافظ ابن حجر: وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال ان الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة ) اهـ.
وإذا علمنا من حديث مسلم ان سبب خروج القوم من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية مع كون قراءتنا للقرآن وصلاتنا وصيامنا لا يساوي شيئاً بالنسبة إلى قراءتهم وصلاتهم وصيامهم نجد ان السبب هو مخالفة الإمام علي رضي الله عنه احد الأئمة المهديين.
وهذا الحكم ينطبق على كل من خالف إمام زمانه الذي لا يخلوا منه زمن وهو معنى الحديث (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) وميتة الجاهلية في هذا الحديث يطابق (يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ) في حديث الخوارج وصيغة الحديث (من مات ولم يعرف إمام زمانه) تفيد ان الإمام إمام مخصوص والجماعة جماعة مخصوصة وليست كل جماعة وإمامهم وذلك لان الخوارج (قوم) كما ينص بذلك الحديث (يخرج قوم) وكان لهم إمام أي زعيم تجتمع عليه كلمتهم. وان هذا الإمام لا يختاره الناس وإلا لعرفوه وكونهم قد لا يعرفونه دليل على انه لا يتم باختيارهم  بل بتعيين الله واصطفائه على منهاج ملة إبراهيم التي أمرت الأمة بإتباعها.

خلاصـــة الخـــاتمة
نخلص من العرض السابق إلى حكم نصوص الكتاب والسنة بالاتي:
1/ إن الذين يجددون الدين آخر الزمان هم السودان (السود الجعد أهل الجلابيب من وراء البحر ).
2/ وانهم يهزمون العرب (إذا خرجت السودان طلبت العرب ينكشفون).
3/ وان الذي يقودهم في ذلك هو مهدي الدين آخر الزمان الفاطمي من المغرب (يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القائم آخر الزمان).
4/ وانه سليمان أبي القاسم موسى (رجل من أهل بيتي يزعم انه مني وليس مني).
5/  وانه ـ أي سليمان أبي القاسم موسى ـ هو المسيح ابن مريم بكلامه للناس كهلاً في هذه الأمة (ويكلم الناس في المهد (في بني إسرائيل) و (كهلاً) الآن.
6/ وانه إمام الناس في زمان يتطاول فيه الناس بالبنيان بما فيهم (الحفاة العراة رعاة الشاء يتطاولون في البنيان).
ومن خالفني وكذبني ولم يبايعني ينطبق عليه حكم الدين الآتي:
1/ الخروج عن ملة الإسلام (يخرج قوم من أمتي...).
2/ المروق من الإسلام (يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية) حتى لو كانت قراءتي وصلاتي وصلاة أصحابي لا تساوي شيئاً بالنسبة لقراءة وصلاة وصيام السلفية.
3/ الوصم بالكفر (يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافراً ).
4/ الوصم بالنفاق (وفسطاط نفاق لا إيمان فيه).
5/ الردة إلى الجاهلية (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) وإمام هذا الزمان هو سليمان أبي القاسم وان اعتقدتم في إمام غيري فهاتوا برهانكم ان كنتم صادقين؟.
ويرتد إلى حكم الجاهلية كل من بايع إمام جماعة غيري (فو ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم) و (ومن مات ليس في عنقه بيعه مات ميتة جاهلية).
ومن لم يحكم على من خالفني انه من (الخوارج) أو (الكفرة) أو (المنافقين) أو (المارقين) عن الإسلام تنطبق عليه أحكام أخرى هي:
1/ الكفر ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ المائدة 44.
2/ الظلم ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) المائدة 45.
3/ الفسوق عن أمر الله ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ المائدة 47.
وذلك لان هذا الحكم الذي أوردته فيمن كذبني وخالفني ليس حكمي من تلقاء نفسي وإنما هو حكم الله ورسوله الذي نص عليه الكتاب والسنة ولا يفوتني في هذا المقام ان أقول لعبد الكريم بن صالح الحميد ان علماء السودان يكابدون ضغوطاً رسمية وشعبية للرد اعتراضاً على دعوتي ولكن أبت عليهم أمانتهم العلمية لأنهم يعلمون أكثر من غيرهم ان دعوتي تؤيدها نصوص من الكتاب والسنة لا ترد ولولا هيبة السلطان من ان يقول لهم ﴿أمنتم له قبل أن آذن لكم﴾ لآمنوا بي وأعلنوا ذلك على رؤوس الأشهاد ـ وقد سبق أن كتبت إلى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عندما كان مفتياً للديار السعودية التي تمثل من الناحية الأدبية العاصمة الإسلامية على مستوى العالم ـ كتبت إلى الشيخ ابن باز وقلت له فيما معناه (ان المسيح ابن مريم الذي تقرأون عنه في القرآن وتعتقدون انه الآن في السماء بروحه وبدنه إنما هو سليمان أبي القاسم موسى ـ بذاته وروحه وجسمه بلا حلول أو تناسخ أرواح ) وقد أوردت صحيفة ألوان رده على رسالتي في عدد الجمعة 7/2/2003م بقوله (لا تعادوا صاحبها ولا تضروه) موجهاً الخطاب للأمة وأخيرا استشهد بقوله عز وجلّ ﴿الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ (35) سورة غافر . وان عدتم عدنا ولا حول لي ولا قوة إلا بالله إليه أدعو واليه أنيب.
ملاحظة جديرة بالانتباه:
عقيدة الأخوان المسلمين تتعارض مع عقيدة السلفيين فالأخوان المسلمون يعتقدون بموت عيسى ابن مريم وعدم عودته. في حين يعتقد السلفيون في عدم موته وعودته بروحه وجسده.
مع ملاحظة ان العقيدة الصحيحة وسط بين الاثنين هي:
موت عيسى كما يعتقد الأخوان وعودته كما يعتقد السلفيون فقط الخلاف يكون بالميلاد الثاني لعيسى.     
يقول عبد الكريم بن صالح في فصل (تكفير المتنبئ) في شرحه لقوله تعالى ﴿ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة﴾ (55) سورة آل عمران. ويقول في شرحها:
(هذه الآية في أتباع المسيح الحق وهم الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم)
أقول: هذا تحريف واضح للآية ومعناها الصريح الفصيح أن المقصود إتباع شخص عيسى الى يوم القيامة فلو كان المراد به الرسول صلى الله عليه وسلم لذكر القرآن بنص صريح ان الذين اتبعوا عيسى ثم اتبعوا محمد صلى الله عليه وسلم فوق الذين كفروا الى يوم القيامة.
أقول: ان الذي يحرف الكلم عن مواضعه هو عبد الكريم بن صالح وشيوخه وليس سليمان أبي القاسم، فالله تعالى يقول لعيسى ﴿ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة﴾ وأنت تقول وجاعل الذين اتبعوا محمد من أنصار المسيح فوق الذين كفروا الى يوم القيامة. فهل يحق للناس أن تترك النص الصريح في القرآن من كلام الله وتستمع إليك أنت ؟!.
أما الشيعة فيعتمدون أساساً في الإمامة في حديث الثقلين المعتمد في مصادر الشيعة والسنة معاً ونصه :
عن النبي صلى الله عليه وسلم: (اني تارك فيكم الثَقَلَين، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً، كتاب الله وعِتْرَتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).
هذا الحديث حجة على الشيعة في الاتي:
1/ كون عيسى ابن مريم احد هذه الأمة فان نص الحديث يؤكد انه ـ أي عيسى ابن مريم ـ من أهل البيت.
2/ ان الإمام لا يغيب كما يعتقد الشيعة وإلا لغاب القرآن معه بدلالة ( لا يفترقا ) ـ ويؤكد على هذا المعنى قول الإمام علي بن أبي طالب (ان الأرض لا تخلوا من قائم لله بالحجة).
وقيام الحجة لا يكون الا بتواجده بين الناس ولإدارة شئونهم ـ وهنا تبطل عقيدة الشيعة في الإمام الغائب بل الصحيح لا تخلو الأرض منه أبداً الى قيام عيسى ابن مريم.
فالسؤال المطلوب الإجابة عليه من كل الأمة أفراداً وجماعات من هو حجة الله اليوم في الأرض؟
فان لم يكن هو سليمان أبي القاسم فمن غيره؟ فإن لم تجدوا إماماً غيري فاعلموا ان من خالفني فهو من الخوارج الذين يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية.
المسيح المهدي المحمدي/
سليمان أبو القاسم موسى
شعبان/1427هـ ـ سبتمبر2006م
بحري ـ طيبة الأحامدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق