الخميس، 2 يونيو 2016

علاقة الرئيس حسني مبارك بالمهدي المنتظر

بسم الله الرحمن الرحيم
المقـدمة:
الأمة الإسلامية موعودة في القرآن بأنها ستنتصر على اليهود والنصارى المتهودين الذين يناصرونهم على المسلمين في دعوتهم للعودة لأرض فلسطين المقدسة والقدس على اعتبار أنها أرض ميعادهم للجنة ولكتها سوف تكون عليهم جحيماً يصلونه بسبب فسادهم عند عودتهم واستكبارهم في قوله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا *فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً *ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا *إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)سورة الإسراء(4-7).
ويرى كثير من المحللين إن حالة الأمة الراهنة من الفرقة والتشرذم والاختلاف ما هي إلاّ مقدمات لظهور المهدي المنتظر.
ودعم هذا التحليل تصدي جماعات مقدرة من هذه الأمة  الإذعان للأمر الواقع وتولوت مسئولية الجهاد والدفاع عن حرمات الإسلام والمسلمين بعد أن تقاعس عن هذه المهمة أصحاب الشوكة والقوة من ملوك وأمراء ورؤساء العالم الإسلامي وكثير من مفكري هذه الأمة يرون أن هذا الوضع نذير بخروج المهدي لتوحيد صفوف المجاهدين في العالم الإسلامي لمواجهة قوى الدجل والطغيان والتكبر ممثلة في الولايات المتحدة وإسرائيل والعالم الغربي الصليبي الذي يقتل المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال. إنهم يرون إن هذه المحنة هي مفتاح الفرج بالوعد الحق (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) وقوله عز وجل (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ)البقرة 214 صدق الله العظيم.
الفصـل الأول
الـواقع يفـرض على الأمة البحـث عن المهـدي المنتظر

جاء في الإصدار الثاني (محور) بتأريخ 2003م الشاهد (215 - 216) مقتطفات من كتاب: (الإسلام السياسي في الدولة.. إشكاليات الحاضر والمستقبل) للدكتورة إيمان يحى:
مأزق الإسلام السياسي:
ويبدو مأزق الإسلام السياسي في جانبين أولها وصول أصحاب منهج الانتشار والتغلغل إلى حائط مسدود فبرغم استيلاء الإسلاميين على المؤسسات التربوية وبعض المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية وبناء مراكز القوة من أسفل، بل وبناء مجتمع بديل، لم يستطع هؤلاء النفاذ إلى مؤسسات القوة في الدولة الوطنية المتمثلة في الجيش والشرطة والإعلام وفي الوقت نفسه لم يستطيعوا إقناع القوى السياسية الأخرى في المجتمع بجديتهم في تبني الطريق الديمقراطي البرلماني للوصول إلى الحكم بممارساتهم الإقصائية للآخرين في النقابات وفي الحركة الجماهيرية.
وإذا كان الإسلاميون قد وصلوا إلى مقاعد البرلمان في بعض البلدان بأعداد مقبولة وكبيرة إلاّ أن وثوبهم إلى السلطة أصبح مستعصياً عليهم. الآخرون يطلبون منهم ضمانات لاستمرار النظام الديمقراطي في حالة وصولهم إلى سدة الحكم. بينما لا يجد الإسلاميون في أنفسهم الشجاعة الكافية لتقديم تنازلات جديرة بالوصول إلى (حل وسط تأريخي) بينهم وبين فكرة الدولة الوطنية- القومية التي ترجع السلطات إلى الأمة وليس إلى حاكمية وأراء فقهية شبه مقدسة.
والجانب الثاني في مأزق الإسلام السياسي يتمثل في وصول أصحاب منهج (العنف والانقلاب) إلى طريق مسدود، فاستخدام العنف في مواجهة الدولة المعاصرة ذات القوة الباطشة كان مغامرة محتماً، فيها الفشل. لم يكتف أصحاب هذا المنهج باستخدام العنف ضد مؤسسات الدولة، بل ضد المسلمين في المجتمع وضد أصحاب العقائد المغايرة فوضعوا أنفسهم في دائرة مغلقة من العنف، ناهيك عن فكر المجانبة والمفاصلة والعزلة، لقد بنوا الحصون والقلاع من حولهم فتحولوا إلى (جيتو) معزول يتعرض للفناء بشكل دوري.
وتحت عنوان: مأزق الدولة الوطنية قالت الدكتورة إيمان:
(في الوقت نفسه تبدو الدولة الوطنية المعاصرة في مأزق حقيقي بعد انهيار مشروعاتها للنهضة القومية. لقد كانت (الديمقراطية) بمثابة (كعب أخيل) ونقطة الضعف التي نفذت منها سهام قوى (الثورة المضادة) لتقضي على طموحاتها.
رغم النجاح (الأمني) في بعض البلدان في مواجهة (الإسلام السياسي) من قبل السلطة في تلك البلدان إلاّ أنها عاجزة تماماً على المستوى السياسي والفكري والثقافي عن مواجهة تيارات (الإسلام السياسي). لقد ساد فكر الإقصاء (ونفي الآخر) على منهج النخب الحاكمة وأدت الوسائل القمعية من استخدام المحاكم العسكرية وقوانين الطوارئ والتشريعات الاستثنائية المقيدة للحريات إلى جمود وموت للحركة السياسية داخل تلك المجتمعات، تقلص (الجسد الحي) للأمة بفعل تلك السياسات وضمرت القوى القادرة على انجاز المشروع الوطني. إن هذا المنهج الاستئصالي قد أدى فعلياً إلى الإجهاز، ليس على الإسلام السياسي وحسب، بل على قوى المجتمع الفاعلة، وتحولت الدولة الوطنية- القومية إلى إطار لنظم (مملوكية) يرتع فيها الفساد والمحسوبية، نظم غير قادرة على مواجهة الظروف الإقليمية والدولية المغايرة فارتضت التبعية الكاملة للقوة الوحيدة المهيمنة عالمياً).
وعن المستقبل قالت الدكتورة إيمان:
(ويبدو مستقبل تيارات الإسلام السياسي و(الدولة الوطنية- القومية) مرتبطاً بعضه ببعض، يتوقف مستقبل الإسلام السياسي على قدرة قياداته ومنظريه على التطور وملائمة الواقع المعاش، على عودة منهج الاجتهاد والابتعاد عن السلفية التي وضعته في خانة الجمود والتحجر. إن الرجوع إلى (الأصول) في القرآن والسنة يعني التمسك بالجوهر الحقيقي لرسالة الإسلام في مبادئها وليس التعلق الحرفي بممارسات زمنية في عصر أو آخر. وتبدو عودة مفهوم (الجهاد) إلى أصلها عند الأفغاني في الظروف الحالية ضرورية. فالجهاد موجه أساساً ضد الاستعمار والتبعية والنفوذ الأجنبي وليس ضد المسلمين وقوى المجتمع في داخله....
ويبدو الإقرار الفعلي بالواقع القومي- الوطني مدخلاً موضوعياً لقوى الإسلام السياسي للتعامل مع مفهوم الدولة الوطنية- القومية، بينما تحتاج فكرة (الأممية الإسلامية) إلى محتوى جديد متطور يجعلها أكثر تواصلاً مع العالم وقوى التغيير السياسي والاجتماعي الممثلة لطموحات شعوبه وليس انعزالاً وتمترساً وراء أسوار حصون قد انهارت بفعل التطورات الدولية من (عولمة) و (ثورة للمعلومات)).
وقالت الدكتورة إيمان تحت عنوان: ما بعد الأخوان؟
(لا شك في أن مستقبل العلاقة بين الدولة الوطنية- القومية وتيارات الإسلام السياسي يتوقف على كثير من العوامل، منها إقرار تيارات الإسلام السياسي لحق الآخرين بالوجود، بل وبعدم قدرة تيار سياسي في المجتمع على انجاز المشروع النهضوي بمفرده، ويتوقف أيضاً على أخذ موقف واضح من مبدأ المواطنة لأصحاب العقائد والديانات الأخرى في المجتمع الذي تظله الدولة الوطنية- القومية، موقف يضع في اعتباره واقع العصر ومقتضياته واختلافه عن عصور أخرى بائدة لا يمكن الرجوع إليها ويبقى التساؤل ملحاً: هل تتطور الأوضاع في مجتمعاتنا باتجاه حل وسط تأريخي تتعايش فيه الدولة- الوطنية- القومية وتيارات الإسلام السياسي؟
هل نحن بصدد مرحلة جديدة من تيارات الإسلام السياسي لتتجاوز مدرسة (الأخوان المسلمين) إلى (ما بعد الأخوان)؟ تلك المرحلة قد تكون إرهاصاتها متمثلة في ظهور اجتهادات بعض التيارات الإسلامية الجديدة في تركيا ومصر عبر تجارب أحزاب (العدالة والتنمية) و (الحركة التقدمية الإسلامية) و (حزب النهضة) وحزب (الوسط). المستقبل وحده يستطيع الإجابة على هذا السؤال) أهـ.
الإجابة على هذا السؤال نجدها في كتاب (المفأجاة- بشراك يا قدس) للكاتب محمد عيسى داود الطبعة الثالثة محور هذا المنشور الذي أفردته خصيصاً كملخص لما جاء في هذا الكتاب الفريد القيم الذي خصصه الأستاذ محمد عيسى داود في تعريف شخص المهدي وموعد ظهوره وفتوحاته ودوره العلمي والعملي في حل مشكلات الأمة وإخراجها من دوامة التيه والصراعات ألا متناهية دأخلياً فيما بينها وبين حكامها وشعوبها وطوائفها وخارجياً في دحر العدو المستعمر الغازي عابر القارات.
فأصبح البحث عن المهدي واجب فرضه الظرف فرض عين على الأمة أفراداً وشعوباً وقبائلاً.
الفصل الثاني
علاقة الرئيس حسني مبارك بالمهدي المنتظر
جملة: (البحث عن المهدي المنتظر) في العنوان السابق يوحي بأن المهدي المنتظر يعيش بين ظهراني الناس ولم يعد غائباً بل هو موجود ويستطيع الناس التعرف عليه بالبحث عنه والدليل على ذلك ما أورده الأستاذ محمد عيسى داود من جفر الإمام على كرم الله وجهه في كتابه المذكور سابقاً (المفاجأة) جاء فيه صفحة (412):
(جند مصر يكسرون رقبة إسرائيل الكذاب، ويثقبون السد في الأرض المباركة لمّا قادهم أحمد وصدق محمد وجرب النعجة أن يكون أسداً فوضع يده في يد سادات أنور سنوات وأظلم سنوات ويقضي الله أمراً كان مفعولاً وتنفصم عُرى بيوت العرب، ويبصق بعضهم في وجوه بعض وألسنتهم تكون ناراً على بعض في رق منشور يفرح له قلب إسرائيل ورأسها)أهـ.
الجفر يتكلم عن حرب رمضان 1973م وثقب الجيوش المصرية لسد بارليف الرملي ومعاهدة السادات للإسرائيليين في كامبديفد ومقاطعة العرب لمصر بعد توقيع تلك المعاهدة وفرحت إسرائيل بوثيقة (رق منشور) مقاطعة العالم العربي لمصر لأن فيها تفريق كلمة العرب الذي يخدم مصلحة إسرائيل.
وهذا المشهد صوره الجفر في نفس الصفحة السابقة من (المفاجأة) (تكون بيوت العرب قبل المهدي غرفاً ممزقة والملابس مهتكة) كلهم يتكلمون في آن واحد، يكذب فيهم الكذاب... في عهد هدنه وليس ليهودي عهد، زمانه أمر المسجد الأقصى يشتد... وتكون القدس ناراً...)أهـ.
وجاء في الجفر عن اغتيال السادات وتولي حسني مبارك السلطة (المفاجأة) صفحة (376 -377):
(ويمحو الله الخاسر بالظافر خلط صالحاً وسيئاً يقتله قاتل وهو على كرسي جيشه وتروح المفاتيح لحسن...)
وتظهر علاقة حسني مبارك بالمهدي المنتظر في جفر (المفاجأة) صفحة (412):
(صاحب مصر علامة العلامات وآية عجب لها أمارات قلبه حسن ورأسه محمد يغير اسم الجد، إن خرج فأعلم أن المهدي سيطرق أبوابكم فقبل أن يقرعها طيروا إليه في قباب السحاب أو ائتوه زحفاً وحبواً علي الثلج)أهـ.
واسم الرئيس محمد حسني وهو معنى رأسه محمد وقلبه حسن أي حسني واقع بين محمد ومبارك ليعطي الاسم كاملاً محمد حسني مبارك وجاء في الجفر في أوصاف الرئيس حسني مبارك (المفاجأة) صفحة (372 - 373):
(وإذا فاضت اللئام بأرضها غارت السماء لكنانتها، بعدما غار الصدق وفاض الكذب وصار العفاف عجباً فزلزل زلزالها، وبعد دهر قام قائمها صاحب لا هرج له ولا حس بعدما كان ملء السمع والبصر اسمه معروف وبالحسن موصوف ينشل مصر من شجرة الحنظل ومن عين عين له نداء مبغوض كرائحة الثوم، يخرج وسيده بهوان بعد ما صال يهود على الكنانة صيال كلب عقور، فيوقظ الصحابي أهلها من سبات ويبعثهم الله بعث أموات، فلكل أجل كتاب ولكل غيبة إياب يفلق صحابي مصر الأمر فلق الخرزة ليصدق رائد أهله وليجمع شمله وليقوم بقدره.
مصر مدد وسند ممسوكة بيد المؤمن وتغدو للمهدي جناحه الأيمن بعدما تقوم جموع....
مصر سند المهدي، ويعضهم البلاء حتى يقولوا ما أطول هذا العناء يسميها اليهود عدوهم الذي بالجنوب.. لهم البشرى بدخول القدس بعدما يَسرِّج الله فيها السراج المنير صحابياً يغدو فيها على مثال الصالحين ليحل فيها ربقاً ويعتق فيها عتقاً ويصدع شعباً ويشعب صدعاً لا يبصره أحد وهو معهم، يلبس للحكمة جُنّتها، وهي عند نفسه ضالته التي يطلبها يصبر صبر الأولياء، ويرفع الراية السوداء والذي فلق الحبة وبرأ النسم انه للممهد للمهدي)أهـ.
وجاء في دور حسني مبارك التمهيدي للمهدي في الجفر (المفاجأة) صفحة (411):
(فطوبي يومئذ لذي قلب سليم أطاع من يهديه وتجنب ما يرديه حتى يخرج صحابي مصر يريد القدس، يمهد للمهدي، قد سبقه ظهور المهدي على الأفواه، برجال علم يعلمون الناس مالم يعلموا يظهرون خبى العلامات لمن جهلوا، يقيم الله بهم الحجة على من قرأوا وكان لهم أذان تسمع وما سمعوا)أهـ.
هذه الفقرة السابقة تتحدث عن إعلاني وجهري للدعوة عام 1981م في الأيام التي قتل فيها أنور السادات وتسلم الحكم خلفاً له حسني المبارك وهو ظاهر قوله:
(قد سبقه ظهور المهدي على الأفواه) أن أصحابي الذين آمنوا بي هم المشار إليهم (برجال علم يعلمون الناس مالم يعلموا يظهرون خبى العلامات لمن جهلوا، يقيم الله بهم الحجة على من قرأوا) _ منشوراتي البالغ عددها قبل هذا المنشور(39) منشوراً_ وكان لهم أذان تسمع وما سمعوا).
ودور مصر وتمهيده للمهدي ومناصرة الفلسطينين والقدس جاء جفره (المفاجأة) صفحة (252):
(ألا وبشروا أهل مصر بأنهم يدخلون القدس، ولهم مع القدس موعد، وصاحب مصر يمهد للمهدي سلطانه، ألاّ ستكون ثارات عظيمة وعصابات يقتل بعضهم بعضاً، وتكون فتن يخرب منازل وديار وتتحرك عروش عن مواطنها عجباً لكم يا أهل مصر يجبر الله كسركم وينجز مواعيدكم ويغني عائلكم ويقضي مغرمكم ويرتق فتقكم مادمتم في سبيل الله مرابطين ألاّ أنها ستكون فتنة في فلسطين تتردد في البلاد تردد الماء في القربة ويكون قلب مصر مع المظلوم وأياديها موثقة بأغلال حتى يخرج صاحب مصر فيمهد للمهدي سلطانه في القدس)أهـ.
قوله قلب مصر مع المظلوم- إشارة إلى الغضبة الفلسطينية التي تتردد في البلاد بنشرات الأخبار وتتردد في البلاد بالثورات المناصرة للقضية الفلسطينية وما استهداف أمريكا والعالم الغربي لأفغانستان والقاعدة وإيران والعراق وسوريا ولبنان والصومال والسودان إلاّ لمناصرة هذه البلاد للقضية الفلسطينية ولكن مصر أياديها موثقة بأغلال اتفاقية السلام مع إسرائيل ولكن أهم ما في هذا الفصل قوله (صاحب مصر....) وهو الرئيس حسني مبارك- (إن خرج)- أي للناس بتوليه رئاسة مصر وقد تم ذلك عام 1981م (فأعلم أن المهدي سيطرق أبوابكم) وقد طرقت أبوابكم في نفس الفترة التي تولى فيها حسني مبارك الرئاسة بإعلاني لدعوتي عام 1981م أمرني الرسول صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة بقوله (أخرج بالأمر) بعد عيد الفطر وتكرر الأمر وبعد عيد الأضحى في نفس العام أمرني الحق عز وجل قائلاً (أصدع بما تؤمر) في عام 1401هـ وهي كما قال: (علامة العلامات) ومن علامات ظهور المهدي ثورة أطفال الحجارة في القدس.
الفصل الثالث
ثورة أطفال الحجارة في ثمانينيات القرن المنصرم

جاء في جفر (المفاجأة) صفحة (313 - 314):
(ويل للعرب من رجال بحر الخزر يوم يحرقون المسجد، يأخذ ماءه من بحر الروم ويبغضهم الروم لولا صخب البوق يملأ آذان الناس وصور بالسحاب تهبط إلى الناس في بيوتهم فيصدقون فتنتها ويعلو علم الدجال ويبنون من أجله الهيكل، فويل للعرب من أهوال واجتماع للقوم عليهم- وليظهرن هؤلاء على العرب باجتماعهم على باطلهم وتخاذل العرب عن حقهم حتى يستعبدونهم كما يستعبد الرجل عبداً، والقوى فيهم يخاف حرباً حتى يقوم الباكيان في كل شعاب أراضى العرب، الباكي لدينه والباكي لدنياه.
وأيم والله لو فرقوكم تحت كل حجر لجمعكم الله لهم بشر حجر عليهم يشدخ رؤوس اليهود صبيان يحملهم الله عليهم كيف يشاء ينبعون من كل جبل عند المسجد الأقصى... فوالذي خلق الحبة وبرأ النسم لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يملك الأرض رجل من آل خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم وهو محمد العمل يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً... ألا فأعلموا أن قبله صبر وأمر مر ودماء تسيل بالمسجد الأقصى وصغار شعب بأيديهم الحجر يضربون به كالمطر ويفهر أولاد آدم يشخبون بالدم رؤوس الخزر ويهود العرب ناعقي الضلال، فيتحول الحال، ويدنو التمحيص للجزاء وكشف الغطاء. ويبدو النجم من قبل المشرق ويشرق قمركم كمل شهره وليلة تمام ألاّ فأعلموا أن قبله بثق في الفرات وخوف في النيل الرحيب وتبدأ حرب أو فتنة في صفر وموت وقتل ومساجدكم يومئذ مزخرفة وقلوبكم من الإيمان خربه إلاّ من رحم الله وشر من تحت ظل السماء قليل فقهاء منهم تبدو فتن وفيهم تعود. فإذا استبان ذلك فراجعوا التوبة وأعلموا أنكم ان اطعتم طالع أصحاب الرايات السوداء سلك بكم منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتداويتم من الصمم واستشفيتم من البكم وكفيتم مؤنة التعسف والطلب ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق ولا يبعد الله إلاّ من أبى الرحمة وفارق العصمة (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)أهـ.
بحر الخزر هو بحر قزوين- إشارة إلى اليهود القادمون من الإتحاد السوفيتي السابق إلى فلسطين واحتلالهم لها بالسلاح السوفيتي وقوله يأخذ من بحر الروم أي الدعم الذي يمدهم به الروم أي العالم الغربي النصراني لحرق وهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان مكانه وقوله يبغضهم الروم أي أن النصارى في الحقيقة يبغضون اليهود أعداء المسيح إلاّ أن وسائل الإعلام المشار إليها بالبوق كالإذاعات المسموعة وصور القنوات الفضائية (التلفزيونية) المشار إليها بـ (وصور بالسحاب تهبط إلى الناس في بيوتهم) التي يسيطر عليها اليهود هي التي تؤثر على الرأي العام عند النصارى وتجعلهم يناصرون اليهود على المسلمين. وقوله فيصدقون فتنتها ويعلو علم الدجال أي أن علم التكنلوجيا الحالي المتمثل في القنوات الفضائية إنما هي علوم الدجال مما يعني أن الحضارة الحالية هي حضارته وأنه موجود بين ظهراني الناس جهله من جهله وعلمه من علمه.
وذكر إلى جانب ثورة أطفال الحجارة علامة النجم المذنب ويعتقد كثير من علماء المسلمين أنه المذنب هالي وقد تحقق ذلك في ظهوره عام 1986م كعلامة على خروج المهدي وذلك الظهور هو المقصود لأنه تزامن مع حكم حسني مبارك لأن حسني لن يشهد ظهوره الآخر لأن دورته تستغرق (76) سنة.
ولكنه ذكر أن حرب جنوب السودان تبدأ قبل ظهور هذا النجم بنص الجفر (فأعلموا أن قبله بثق في الفرات وخوف في النيل الرحيب وتبدأ خرب أو فتنة في صفر..).
الفصل الرابع
من علامات خروج المهدي حرب جنوب السودان عام 1983م

جاء في (المفاجأة) صفحة (313):
(وخوف في النيل الرحيب وتبدأ حرب أو فتنة في صفر)
إن وصف النيل الرحيب (لا ينطبق إلاّ على وصف النيل في مناطق السدود والبحيرات في جنوب السودان مما أدى إلى المشروع المصري المسمى بـ(قناة جنقلي) وكان هذا المشروع هو من الأسباب الرئيسية لقيام حركة التمرد في جنوب السودان بقيادة الدكتور جون قرنق عام 1983م- أما قوله في (صفر) يشير إلى الإعداد للتمرد الذي سبق بداية الحرب المعلنة وهو قوله (أو فتنة)).
ويعزز هذا المعنى جفر (المفاجأة) صفحة (428 - 429)
(أصحاب بلال أصحاب آدم، فيهم سر الإيمان خبئ حتى يوقظه المهدي من أرض السودان تخرج له رايات البيعة بالحب والطاعة، ما ذاع له إذاعة وتجد عنده الحكمة شعوب الحطمة، وتدعوه الأحباش فيلبي، وعند جبل جونا المخيف، وشجر كثيف اسمه من جروف، ويسلم لله شعوب عند الأخدود العظيم، وأرض جبال البركان، وبلد سماه الفرس (بار) ويسالمه بلد الأربع ممالك وبعضهم لا يسالم، ويشرق الدين من جديد على بلد بساحل يمشى مع بحر العرب ألف ميل، وتؤمن بالله الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد بلاد لا شواطئ لها، عيون ترى من عيون يحيط بها يابس بلا ماء من كل الجهات عندهم ذبابة تصرع الناس كأنها أكذوبة وهي من جند الله يسلطه على من يشاء كيف يشاء، وتؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد بلاد الأحجار الكريمة، وبلاد تجلس عليها الأسود، وبلاد تجار العاج وبنين المسلمين يسلمون لله بإحسان الجدال، وجزائر عجيبة القمر، علم على واحده وامرأة على أخرى، ولا يفلت من يدي المهدي. بلاد بحر العرب ولا كل من يعطي وجهه للبحر المحيط يأتيه المهدي من البحر ومن السماء في مثل الفضة، مراكب تسبح في السماء وتمر مرَّ السحاب، يعلم الله الإنسان ما لم يعلم، فمنهم من يؤمن قلبه ومنهم من يجحد، ومهما تعلم لا يفهم، يعيش في غضب الله، ويموت دائماً إلى عذاب الله، والمهدي يملك ولا يقسو فكل من ترونه مثل بلال بن رباح إلى عدله يهفو)أهـ.
الجفر تعرض إلى ذكر كثير من دول القارة الأفريقية إما تصريحاً أو تلميحاً ولكن أركز على الجزء الخاص بجنوب السودان في الجفر وهو:
(فيهم سر الإيمان خبئ يوقظه المهدي من أرض السودان) فالنص هنا صريح بأن (المهدي سوداني) الجنسية.
(وعندهم جبل جونا المخيف) جونا هي (جوبا) الجبل المخيف هو جبل الرجاف بالمديرية الاستوائية وعاصمتها (جوبا) وأشار إلى الذبابة التي تسبب مرض النوم القاتل في الجنوب (وشجر كثيف اسمه من جروف) (والجرف) هو تسمية الحمر لبحر العرب وقد جاء صريحاً في الجفر (ولا يفلت من يدي المهدي بلاد بحر العرب) وفيه إشارة واضحة إلى تنازع الشريكين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) حول تقرير الخبراء في (بروتوكول) أبيي وفيه دلالة أن بحر العرب تابع للحمر وأن المهدي من الحمر فلا يفلت بحر العرب من يده لأنه في الأصل ممسك به أي وطنه الأصلي ومحاولة الجنوبيين  نزع أبيي من يد الحمر وتسليمه لدينكا نقوك لسلخ بحر العرب من الشمال وإلحاقه بدولة الجنوب عندما تنفصل وهو ما يعرف في مصطلح الجنوبيين (السودان الجديد) وهذا ما عبرَّ عنه جفر الإمام علي بوضوح شديد كما رواه رزق أبو بطة في كتابه (المهدي المنتظر يطرق الأبواب) صفحة (36) طبعة دار القلم بدون تأريخ جاء في الجفر: (فيخرج صاحب مصر من خفاء وصمت طويل ويفتح كهف الأسرار وينادي بالثار الثأر، يمهد للمهدي، وإنما الناس مع الملوك والدنيا والدين مع الغرباء، فطوبى لهم حتى يخرج مهدي آل البيت بعدما يزلزل الله أرض الحمر المسروقة ويتمنى الناس العدل)أهـ.
تزلزلت أرض الحمر المسروقة بتقرير الخبراء وأرض الحمر المسروقة هي أرض دائرية تبدأ من الرقبة الزرقاء شرق بحر العرب. وبحر العرب ثم رقبة الزراف جنوب بحر العرب وشمال نهر كير، ثم نهر (جور) ومعناه بلغة الدينكا (بحر العرب) ثم بحيرة (نو) ثم بحر الجبل وبحر الزراف وجزيرة الزراف المحصورة بينهما ثم بحر الغزال إلى مشارف التقائه ببحر السوباط هي أرض الحمر المسروقة سرقها الإنجليز من قبل فترة الاستعمار وسرقها الخبراء الآن في تقريرهم الذي أدى إلى الأزمة بين الشريكين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) الحالية. فأرض الحمر المسروقة ليست هي التي شمال بحر العرب- فإن المسيرية لا يهتمون بشمال بحر العرب مطلقاً لأن شماله لا يساوي عندهم شيئاً وإنه موطنهم الأصلي هو شرق مديرية بحر الغزال وغرب مديرية أعالي النيل فإنهم يمكثون في بحر الغزال وأعالي النيل تسعة أشهر تقريباً سنوياً من شهر نوفمبر حتى شهر يونيو- ومن يونيو يزحفون شمال بحر العرب حتى منتصف أكتوبر فبحر العرب في الحقيقة هو منطقة المسيرية التي تضم الأنهار السابقة الواقعة في مديريات أعالي النيل وبحر الغزال ودارفور وكردفان. هذه هي أرض الحمر التي شملتها الزلزلة المذكورة في الجفر.
وفي الجفر إشارة إلى تكذيب الناس للمهدي لظهوره في أرض الحمر في قوله (وإنما الناس مع الملوك والدنيا) وأن أصحاب المهدي الذين آمنوا به عاشوا غرباء بسبب قلة عددهم وأن زلزلة أرض الحمر هذه ممثلة في تقرير الخبراء هي بشارة لأصحاب المهدي لأنها مقدمة لنصر المهدي وعلامة دالة عليه فطوبى لأصحاب المهدي بنصر الله عندما يتمنى الناس العدل من الظلم الذي وقع على المسيرية وسرقة الخبراء لأرضهم- وهنا يربط الجفر بين المسيح والمهدي في أرض الحمر المسروقة المزعزعة بالتنازع بين الشمال والجنوب وحق تقرير المصير المؤذن بتفرق أرض السودان باسم السودان الجديد. يقول الجفر كما جاء في كتاب رزق أبو بطة السابق (المهدي المنتظر يطرق الأبواب) صفحة (36): والمفاجأة صفحة (509)
يقول الجفر: (ولا تتفرق الأرض الجديدة وما هي بجديدة، إنما تعتصم بالمسيح ابن مريم لتنتظره، ويكذبون على الله فما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله ولكن الدجال يدجل تدجيلاً ويزين القواطع الخمسين بزهرة الحياة الدنيا ويربط المدائن الخمسين بجبل بني إسرائيل الآتي من جبل صهيون).
يلاحظ هنا دور أمريكا في زعزعة أرض الحمر (بروتوكول أبيي) وصلة أمريكا بالدجال والصهاينة.
ويلاحظ الإشارة الى الرئيس حسني مبارك بوصفه في بعض الجفر بـ(صحابي مصر) فهذا الوصف لا ينطبق الا على عيسى ابن مريم لأنه صحب  الرسول صلى الله عليه وسلم بالصلاة خلفه ليلة المعراج . وكونه يطلق على حسني مبارك دليل على أن هذا المهدي الذي يمهد له هو المسيح ابن مريم اذ لا يتصف أحد من أهل هذا الزمان بوصف (صحابي) الاّ اذا كان من أصحاب المسيح للحديث الذي رواه مسلم في حصار يأجوج ومأجوج للمسيح وأصحابه بنص الحديث (ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه .... فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه الى الله ....) .
وجاء في كتاب ( نهاية إسرائيل المعاصرة ومعركة الخلاص) للدكتور عايد ناصف تحت عنوان أصدق النبوءات التوراتية حول نهاية إسرائيل نبوءة دانيال : دانيال (2 : 1 ـ 48) جاء في قصة الحجر الذي ضرب التمثال الذي رآه نبوخذنصر : ( كنت تنتظر الى أن قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال ...)
أقول : معظم المفكرين يرون ان المراد بهذا الحجر هو الرسول صلى الله عليه وسلم والحقيقة ان المراد به المسيح عند ميلاده الثاني وعودته مهدياً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم تنقل في الأرحام من لدن آدم لقوله تعالى ( وتقلبك في الساجدين) ولقد صدق البوصيري في تفسير هذه الآية في قوله : لم تزل في ضمائر الكون تختار لك الأمهات والآباء.
أما عيسى ابن مريم في نشأته الأولى والثانية يمثله قوله عز وجل ( ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)
فهو الحجر الذي يبيد دولة إسرائيل ودول التكبر التي تساندها  من العالم  الغربي .
الفصل الخامس
تقـرير لجـنة خـبراء أبيي عـلامة على خـروج المهدي المنتـظر

كتبت صحيفة الحياة بتأريخ الأحد 18نوفمبر 2007م العدد 1607 على الصفحة (5)
(1-             مبادئ دانفورث:
1-1           في التاسع عشر من مارس 2004م عندما شكلت قضية أبيي تهديداً كاد أن يؤدي إلى جمود في مسيرة محادثات السلام، قدم السناتور جون دانفورث الممثل الخاص لرئيس الولايات المتحدة مقترحاً للأستاذ علي عثمان محمد طه رئيس وفد السودان، والدكتور جون قرنق دي مبيور رئيس وفد حركة جيش تحرير السودان بعنوان: (مبادئ للاتفاق حول أبيي)
1-2           ينص المبدأ رقم (1) على الآتي:
(تعرف رقعة الأرض موضوع البحث بأنها منطقة عموديات دينكا نقوك التسع والتي نقلت لكردفان في 1905م.
3- تشكيل مفوضية حدود أبيي ومهامها:
3-1 تم تشكيل مفوضية حدود أبيي بموجب ملحق أبيي الموقع بالتزامن مع اتفاقية السلام الشامل في التاسع من يناير 2005م ووفقاً لذلك الملحق يقوم الطرفان بإنشاء مفوضية أبيي بغرض تعيين وترسيم منطقة عموديات دينكا نقوك التسع والتي نقلت لكردفان في 1905م ويشار إليها هنا (أي في اتفاقية السلام الشامل) منطقة أبيي).
3-2 تتكون مفوضية حدود أبيي من خمسة عشر عضواً، خمسة من كل طرف وخمسة خبراء وتم الاتفاق على أن تقرير الخبراء الذي يتم التوصل إليه وفق القواعد الإجرائية للمفوضية يكون نهائياً وملزماً للطرفين.
4 - قرار خبراء مفوضية حدود أبيي
4-1 في عام 1905م لم يكن هناك حدود واضحة المعالم للمنطقة التي نقلت من بحر الغزال لكردفان ولا توجد خارطة توضح المنطقة التي أقام فيها دينكا نقوك في 1905م).
أقـول: لقد صدق الخبراء في هذا إذ لا توجد خارطة توضح المنطقة التي أقام فيها دينكا نقوك في 1905م- يعني في منطقة أبيي موضوع البحث والنزاع فالخرطة في الحقيقة باعتراف الخبراء تحدد وجود دينكا نقوك إلى الجنوب من رقبة الزراف الواقعة بين بحر العرب في الشمال ونهر كير في الجنوب وأن مناطق دينكا نقوك تبدأ بعد أكثر من مسافة (15) ميلاً جنوب رقبة الزراف كما جاء في تقرير ويلكنسون فقد جاء في صحيفة الصحافة العدد (4360) بتأريخ 25يوليو 2005م بقلم أمير عبد الماجد:
(الخبراء بعد اطلاعهم على خارطة أعدتها إدارة المخابرات عام 1904م استناداً إلى ما أورده الميجور ويلكنسون عن رحلته عام 1902م من الأبيض إلى دار (جانق)كما يقول الخبراء يصبح من المنطقي استخلاص أن العرب الحمر كانوا يعيشون بجوار بحر العرب وأن ويلكنسون لم يمر في رحلته تلك بقرى دينكا نقوك إلاّ بعد أن قطع مسافة (15) ميلاً بعد نهر العرب. ويقول التقرير أنه إذا حاول المرء تحديد الأميال التي ذكرها ويلكنسون لكل مرحلة من مراحل رحلته فسيتوصل إلى أن النهر الذي أطلق عليه نهر العرب في الحقيقة هو الزراف (نول)).
أقـول: هذا هو قرار لجنة الخبراء الملزم للأطراف فقد أثبت أن تواجد دينكا نقوك تحدد بحدود واضحة المعالم (15) ميلاً جنوب رقبة الزراف فكل الأرض الواقعة جنوب بحر العرب وإلى الجنوب من رقبة الزراف هي أرض العرب الحمر وأن الحد بينهم وبين دينكا نقوك يقع بعد (15) ميلاً جنوب رقبة الزراف بعد أن ثبت للجنة الخبراء أن لا حدود لدينكا نقوك شمال هذه المنطقة وأن المسيرية لن يقبلوا بحدود 1956م كحد فاصل بين الشمال والجنوب لأن أهم أراضيهم تقع جنوبه فحدود دينكا نقوك بعد خمسة عشر ميلاً جنوب رقبة الزراف إذا أرادوا الانفصال أو الوضع الخاص ولا يتعدوا هذا الخط شمالاً إلاّ بحق المواطنة مع المسيرية في السودان الواحد. ولما كانت الحكومة هي التي قدمت وثيقة ويلكنسون كدليل على أحقية المسيرية لأرض منطقة أبيي المتنازع عليها واعترف الخبراء بوجهة نظر الحكومة هذه فلا يحق للحكومة بعد هذا الاعتراف إعطاء أي شبر من هذه الأرض لدينكا نقوك.
فالحكومة مسئولة عن حفظ حقوق المواطنين ولا يحق لها أن تمنحها هدية لاسترضاء الآخرين. وإذا كان اعتبار أن المنطقة التي أضيفت إلى كردفان من بحر الغزال عام 1905م هي ملك لمشيخات دينكا نقوك في (بروتوكول) أبيي خطأ في الأساس فالآن بعد مراجعة الوثائق والخرط تبين أن مساكن دينكا نقوك في عام 1905م  كانت تقع خمسة عشر ميلاً جنوب رقبة الزراف وهو معلم بارز لا تخطئه العين ولا يتيه عنه الباحث. وبالرغم من ذلك جاء تقرير الخبراء كالآتي:
4-2 (للنقوك مطلب سائد ومشروع في رقعة الأرض من حدود كردفان- بحر الغزال لعام 1956م إلى خط عرض 10:10 شمالاً وتمتد من الحدود مع دارفور حتى الحدود مع أعالي النيل مثل ما كانت في عام 1956م).
هذا الخط هو الذي وضح أرض الحمر المسروقة لأنه يحول دون وصول الحمر لأرضهم في بحر الغزال وأعالي النيل وبحيرة نو ونهر الجبل وجزيرة الزراف. فالسياسيون شغلوا المسيرية بمنطقة أبيي وصرفوهم عن أرضهم الحقيقة التي تقع جنوب منطقة أبيي المتنازع عليها.
كتب عبد الجليل ريفا في الإنتباهة 28أكتوبر 2007م يقول:
(أبيي لا علاقة لها بالجنوب فإذا رجعنا إلى السودان غازيته نجد أن حدود المسيرية هي بحر الغزال وبحر العرب وبحيرة نو وتم تحديد ذلك 1701م. وفي فترة الاحتلال البريطاني حدود كردفان الكبرى هي بحر العرب وبحر الغزال وحفرة النحاس. وفي مارس 1905م أن وينجت باشا الحاكم البريطاني في السودان نقل دينكا نقوك إلى كردفان والمرجعية قبيلة التوج وزعيمها شيخ ريحان، هذه القبيلة تشهد على ترحيل نقوك في عام 1905م فإن بحث بروتوكول أبيي والقاضي لمعرفة المنطقة التي كان فيها دينكا نقوك في 1902- 1904م هذا الالتواء لطمس حدود 1905م والتي سعى تقرير الخبراء وعن قصد لخلق وضع جديد لم يرد من قبل لا في إعلان المبادئ على حدود المديريات 1956م ولا في تحديد حدود 1905م الموجود أصلاً في الدستور)أهـ.
أقول: إذا فكر الجنوبيون في الانفصال بمناطق نهر بحر الغزال وبحر الزراف وبحر الجبل وجزيرة الزراف المحصورة بينهما وبحيرة نو ونهر الجور ورقبة الزراف والرقبة الزرقاء فإنهم لن ينعموا بالانفصال لأن ذلك سيكون سبباً ضرورياً لإعادة توحيد السودان من جديد.
إن أرض الحمر المسروقة والمزلزلة هي منطقة النزاع الحالية والأرض التي تقع خلفها في مديرية أعالي النيل إلى جزيرة الزراف وفي بحر الغزال إلى منطقة ديم بشير على نهر الجور وإن خط العرض 10:10 سيكون عازلاً- إذا ما انفصل الجنوب- يمنع المسيرية من الوصول إلى مواطنهم الأصلية في بحر الغزال وأعالي النيل والتي تشهد عليها معالم الأرض الطبيعية الموثقة بالحروف الإنجليزية الغير قابلة للتحريف أو التزوير لأنها تحمل لغة العرب التي لا يعرفها الدينكا ولا النوير وهي:
Ragaba ezzaraga              رقبة أزرقا
Lake no                         بحيرة نو
Bahr El Ghazal                 بحر الغزال
Zaraf Island                    جزيرة الزراف
Jur River                        جور رفر ومعناها بحر العرب
Hofrel Nahas                  حفرة النحاس
Bahr El Arab                  بحر العرب
هذه المعالم البارزة في الأرض هي أرض الحمر المسروقة بتقرير خبراء بروتوكول أبيي وهي أرض خالصة للمسيرية فلا تحول ملكيتها إلى الدينكا أو النوير أي اتفاقية وهي أبرز علامة لخروج مهدي آل البيت إلى جانب علامات رئاسة حسني مبارك في مصر وثورة أطفال الحجارة في القدس وظهور المذنب هالي وحرب الجنوب. وقد يتساءل البعض عن الفترات المتباعدة في علامات الظهور من رئاسة حسني مبارك عام 1981م إلى تقرير الخبراء عام 2005م أقول إن ذلك راجع إلى مراحل الظهور المختلفة والتي تستغرق زمناً طويلاً وتأخذ أطواراً مختلفة.
فقد جاء في (المفاجأة) صفحة 108- 111 قال محمد عيسى داود
(في مدة ملكه واستقرار عرشه العالمي أرى أن أقرب الروايات للصحة والمنظور العقلي هي التي تقول.. (المهدي يملك أربعين سنة).
يقول العلامة ابن حجر المكيِّ (يملك سبع سنين هذه أكثر الروايات وأشهرها).
ووردت روايات أخرى تخالف هذه منها: تسع عشرة سنة وأشهر ومنها عشرون سنة، وفي أثر أربع وعشرون سنة. وفي أخرى ثلاثون ويمكن الجمع على صحة الكل بأن ملكه متفاوت الظهور والقوة ... وظني أن المهدي عليه السلام يعيش منذ مولده فوق السبعين عاماً أو فوق الثمانين ثم يطيب الأرض بجسده الطيب)أهـ.
أقول: هذا المهدي هو المسيح ويأتي من الجنوب فقد جاء في كتاب الجفر للإمام علي بن أبي طالب بقلم محمد عبد الحليم عبد الفتاح تحت عنوان: المهدي في الديانة المسيحية: جاء فيه:
(ففي الفصل السادس من إنجيل برنابا المترجم من الإنجليزية يسأل الكاهن السيد المسيح عليه السلام: هل أنت المسيح الذي ننتظره؟...بأي كيفية سيأتي مّسيا؟ أجاب يسوع: لعمر الله الذي تقف بحضرته نفسي إني لست (مّسيا) الذي تنتظره كل قبائل الأرض... الذي سيأتي من الجنوب بقوة وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام وسينزع من الشيطان سلطته على البشر)أهـ.
والشيطان صاحب السلطة على البشر هو الدجال والذي ينزع سلطته من البشر هو المسيح وهو الذي يتنقل من مكان إلى مكان بالطائرات كما جاء في الجفر في الفصل السابق (يأتيه المهدي من البحر ومن السماء). وكون المهدي يأتي من السماء آكد دليل على انه هو المسيح الذي تدل الآثار على نزوله من السماء. ولكنه يجئ من جنوب السودان ويتنقل في باقي الأرض.
الفصـل السـادس
المهـدي يأتي مـن السـماء

المهدي يأتي من السماء بنص صريح الجفر (يأتيه المهدي من البحر ومن السماء في مثل الفضة، مراكب تسبح في السماء وتمر مر السحاب)
هذا وصف دقيق لسفر المهدي على الطائرة لأن لون الطائرات فضي وتسبح في السماء وتسير فيه وتمر مر السحاب.
وجاء في (المفاجأة) صفحة 436
وفي مخطوطة(حرب آخر الزمان) لصاحبها (محمد بن كريم الدين الأشهب المغربي) رواية لأبي هريرة: (وقد علمت أن المهدي يصعد في السحاب ويركب الطير ويهبط في كل بلاد الثلج خلف البلاد التي زحف منها أصحاب الرايات السود، يضع الله محبته في القلوب...)
وفي (المفاجأة) صفحة 471
(ورد في جفر مولانا وسيدنا علي كرم الله وجهه: (يركب المهدي الهواء لا بسحر ولا بفتنة عين، بل بعلم يعرفه من سبقوه فيعمل منه أمثال الجبال تسبح في بحر السماء، ويرقى في أسباب السموات والأرضين ويعرف من الله ما لم يعلم أحد من كل أهل الأرض أيامه...)أهـ.
وهذا كلام واضح إلى درجة الصراحة في أن المهدي يركب الطائرات التي صنعتها عقلية الحضارة الغربية وأنه يتنقل بها في السماء ويهبط وينزل من السماء وهذا يفسر لنا نزول عيسى ابن مريم من السماء الذي أساء فهمه علماء الأمة واعتبروه نزولاً من السماء الثالثة أو الثانية على حسب اختلاف الروايات من المكان الذي قابل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، فتلك السماء نزل منها ليلة المعراج وصلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما عاد إلى الأرض بالصلاة المكتوبة من فوق السموات أول صلاة مكتوبة له في المسجد الأقصى. ولا يوجد نص من الكتاب أو السنة يثبت عودة المسيح إلى السماء بعد تلك الصلاة حتى برهن الدليل على أن نزوله من السماء في آخر الزمان غير نزوله من السماء بالطائرات التي يستقلها مهدي آل البيت في سفره فمهدي آل البيت عندهم بالطبع لا ينزل من السموات ذات الحبك.
فمهدي آل البيت الذي ينزل من السماء هو نفس وذات المسيح ابن مريم الذي ينزل من السماء ولكن بالسفر بالطائرات من مكان على ظهر الأرض إلى آخر.
والمطلوب الآن معرفة اسمه الذي يظهر به آخر الزمان.
الفصل السابع
اسـم المسيح مهـدي آل البيت

قال محمد عيسى داود في (المفاجأة) صفحة 163- 166
(والمهدي عليه السلام في القرآن الكريم هو (أمر الله))
كنت أطالع متدبراً في وجوه الآية العظيمة (أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ) سورة النحل (1-2) فتداعى أمامي الحديث الشريف الذي أنبأ به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
(لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون على الناس) صحيح الجامع الصغير الحديث رقم (7287) وما يليه حتى (7296)... وإن الآية كما تريد الساعة وبعث الناس فهي تلمح بوضوح تام إلى شي آخر غير الساعة، لأن سياق الآيات يتحدث عن تأييد الله بالروح لمن يشاء من عباده لمهمة لا تزال في الدنيا بدليل قوله عز وجل في عقب كل ذلك: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) سورة النحل الآية 3
قال الألوسي: (فسر بما يعمه وغيره من نزول العذاب الموعود للكفرة وعن ابن جريح تفسيره بنزول العذاب فقط فقال: المراد بالأمر هذا ما وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم من النصر والظفر على الأعداء والانتقام منهم بالقتل والسبي والاستيلاء على المنازل والديار... على أية حال هذا الكلام لا يمنع بحال من الأحوال الإشارة الباطنة للإمام المهدي إذ يرسله الله عز وجل بالويلات والنقمة على ظلمة اليهود غير المسالمين منهم.... والروح هنا ليس جبريل كما قال كثير من المفسرين... وقد قرأت فيما لا أذكر موضعه للضبط أنه أتى رجل أمير المؤمنين علياً كرم الله وجهه يسأله عن الروح في هذه الآية: أليس هو جبريل؟ فقال له سيدنا علي: جبريل من الملائكة والروح غير جبريل...
وقال مخطوط (أربعين سنة): أوقد بلغنا عن مشايخنا إن أول من يبايع المهدي هو جبريل عليه السلام بالروح والتأييد، ينزل في صورة طير أبيض...)أهـ.
أقول: الكلام هنا واضح أن مهدي آل البيت هو الروح الذي نزل به جبريل عليه السلام وهذا بلا شك يؤكد أنه هو المسيح ابن مريم بدلالة قوله عز وجل لمريم (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) سورة التحريم (12) وأي فهم لمهدي آل البيت في آخر الزمان بأنه روح ينزل به جبريل يكون أصله في القرآن قوله عز وجل: (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) سورة الأنبياء (91) فالإحصان لمريم في قولها (وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) وقد يكون بالزواج الشرعي لهذه المحصنة التي لم يصرح باسمها في آية الأنبياء فتدخل في المتشابه ويفتح الباب واسعاً أمام التأويل ليجوز الاعتقاد بأنها أم المهدي آخر الزمان وهو الذي يؤكده ميلاده الثاني في آل البيت وهو أمر الله في آية النحل السابقة وآيات أخرى في القرآن ومما يؤكد ميلاد المهدي من الروح ما جاء في (المفاجأة) صفحة 378 نقلاً عن ابن عربي:
(والأرياح تختلف على اليمين والشمال، يا لها من غنيمة ما أكثرها ونعمة ما أغزرها ونقمة على الأعداء الذين يتبعون الهوى ولا يسمعون النداء تلك الواقعة بسبب تخريب بلاد الصليب وقيام الأطراف على جزيرة القليب... هول وهول إلاّ في قطر الكنانة فإن طالعها قد خص بالصيانة لا يقرها قاهر ولا يظهر عليها فاجر فهي محفوظة الأركان بالأمن والإيمان حتى تشرق الشمس من عين الروح...). 
(وتستمر الكنانة في حصن الصيانة وتقوى شوكة قاطنها حتى لا يدخلها دخيل ولا يتصرف فيها بديل، رجالها الأعيان عدة الغين الجامدة غير المتحركة إذ آن أوانهم وتعينت أعيانهم شيدوا أركانها وكشفوا أعوانها بالفرد القائم إذ ذاك، هو الميم بن الميم الأول، وابن الحاء الأول والحاء الآخر، فيه سليمان، من الأحرار لا من العبيد.. رجاله رجال النجدة)اهـ.
فتكرار البنوة (ابن الحاء الأول والحاء الآخر) دليل على تكرار الميلاد ورمز إلى اسم الابن في الميلاد الأول (الميم) واستغنى في الميلاد الآخر بالاسم الصريح (سليمان) عن اللغز والتلميح فقال (فيه سليمان) أي في الميلاد الآخر. وهو الفرد الجامع وغوث هذا الزمان اسمه (سليمان).
والكلام هنا واضح فالفرد الجامع هو (الميم بن الميم) إشارة إلى الميم الأولى في (المسيح) وابن الميم الأولى (مريم) أي المسيح ابن مريم.
وقوله الحاء الأول إشارة إلى ميلاد المسيح الأول من الروح وابن الحاء الآخر إشارة إلى ميلاده الثاني من الروح أيضاً فالمسيح هو ابن الروح الأول لأن ميلاده من نفخة الملك وابن الروح الثاني وقد أشار إلى ميلاده الثاني من الروح قوله (تشرق الشمس من عين الروح) الشمس هنا هو المسيح وهي الشمس التي تقرب في عين حمئة في سورة الكهف وهي الشمس التي تطلع من المغرب في حديث علامات الساعة ولا مجال للتفصيل للاختصار ولكن المهم إن فيه (سليمان) وهو اسم المسيح مهدي آل البيت جاء صريحاً.
الكنانة هنا هم أصحاب المسيح المهدي الذين سبقوا غيرهم بالإيمان وحصن الصيانة حفظ الله لهم إلى حين تقوى شوكتهم ويؤيدهم الله بنصره وبالمؤمنين المشار إليه بقوله (إذ آن أوانهم) وأن رجاله رجال النجدة راجعوا المنشور رقم (7) من سلسلة المنشورات الذي يحمل اسم (نجدة الأمة في طائفة أهل المغرب) وجاء اسم (سليمان) تلميحاً في (المفاجأة) صفحة 473: (وينقذ المهدي من القتل والظلم مستضعفين آخرين يوحدون الله ولكنهم فقراء كأهل الصفة في بلاد عندها جبل كبير مثل حرف (شين) ومن ظلم عباد الوثن والكاذبين على الله يحرفون سليمان عن موضعه)أهـ.
أي اليهود والنصارى بدلاً من أن يقولوا المسيح ينزل في شخص سليمان يقولوا ينزل في هيكل سليمان الحجري ولذلك قال (يحرفون سليمان عن موضعه) ولم يقل (هيكل سليمان عن موضعه).
وظهور المسيح يكون بالميلاد الثاني وليس نزولاً من السماء يخالف عقيدة العلماء المورثة من علماء السلف لاعتقادهم أنه موجود في السماء بروحه وجسده بشراً سوياً كما كان يعيش في الأرض في زمن رسالته وأنه سينزل بشراً من السماء وهذا سر اختلاف العلماء مع المهدي المسيح.
الفصل الثامن
اختلاف العلماء مع المهدي المسيح
وأسباب اختلاف العلماء كثيرة منها:
 أن العلماء يعتقدون أن المهدي يختاره الناس وأن هدايته مجرد أنه رجل صالح كغيره من الصالحين وبعد بيعتهم له يهديه الله ويبارك في أعماله والحقيقة غير ذلك فالمهدي يلهمه الله رشده ويعلمه بأنه المهدي ويأمره بأن يصدع بدعوته فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر يوحي بذلك كون أمر الله في الآية (أَتَى أَمْرُ اللّهِ) في آية النحل (1) هو المهدي فالمهدي يخرج بأمر الله وليس بأمر الناس وقوله تعالى (يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ) النحل 2 يؤكد ذلك.
ومن الأسباب أن المهدي يبعث مجدداً للدين أي يأتي بفهم عصري مستحدث للدين لم يألفه العلماء ولم يسمعوا به من قبل
فقد أورد الأستاذ محمد عيسى داود في (المفاجأة) صفحة 398- 400
(وسيأتي المهدي باقتراحات وحلول لمشاكل الدنيا لا تستحيلها العقول بل تجيزها بكل حب لبساطتها وسهولتها... فإنه يأتي دائماً بالجديد المستغرب والذي لم يكن ليخطر من قبل على بال أحد من خلق الله عز وجل ومع هذا فكل ما يأتي به لا يهدم ركناً من أركان الشريعة ولا يخالف أصلاً من أصول الدين).
ولا غرو إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلاّ العلماء بالله، فإذا نطقوا به لم ينكره إلاّ أهل الغرة بالله).
ولا غرو مرة أخرى أن ينالها المهدي ففي الحديث القدسي: (فإذا أحببته كنت سمعه وبصره)
وفي الفتوحات لأبن عربي: (له ملك يسدده من حيث لا يراه)أهـ.
أقول: فقوله في الحديث: العلماء بالله: الذين يأخذون علمهم من الله وقوله له ملك يسدده: دليل على الإلهام الرباني وأهل الغرة بالله هم علماء هذه الأمة الذين يعتقدون أن كلام الله لعباده انقطع بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرغم من علمهم بحديث المحدثين الصحيح عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
(قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم) رواه مسلم (4/1864).
قالمهدي أولى بالحديث لأنه مبعوث من الله لهداية الناس جميعاً بالتكليف المباشر(أتى أمر الله) وإليهم جاء في الجفر (المفاجأة) صفحة 412:
(تزحف أمم العرب لبيعة المهدي بالرضا والرضوان، إلاّ تجار الدين يرون منه مواقع أقدامهم، منعهم الله من البصر في كتابه، يخالفه بعض أمراء يكنزون من هذا الذهب والدنانير أمثال جبال تهامة لا ينفعهم في دينهم وفي أخرتهم... والويل يومئذ من المهدي وجنده لرجال قبضوا على كراسي الحكم وعضوا عليها حتى الموت، وعند الخليج لقاء العجم أمراء الويل لهم إن لم يدفعوها للمهدي)أهـ.
وقوله في العلماء (يرون منه مواقع أقدامهم) يوضح استخفاف العلماء بالمهدي ومن ذلك قول الدكتور حسن حامد عندما أقمت عليه الحجة في عام 1995م فقد كتبت صحيفة الوطن بتأريخ 7يوليو2007م:
(قال البروفيسور حسن أحمد حامد المفتي بمسجد الخرطوم الكبير في رسالة للوطن أمس أن الرجل الذي يدعيِّ أنه المسيح عيسى ابن مريم ليس سليم العقل وأن المدعي إما يكون مجنوناً ولا يجري عليه القلم وأما أن يكون جاهلاً فهو في هذه الحالة مرتد واعترف الشيخ حسن بعدم تمكنه من مناقشة المدعيِّ مناقشة علمية لأنه لا يجد قاسم مشترك بينهما على حد زعم الشيخ)أهـ.
وموقف العلماء هذا جاء في (المفاجأة) صفحة 97- 98 عن الفتوحات الجزء 3 صفحة 327:
(إذا خرج المهدي فليس له عدو مبين إلاّ مقلدة الفقهاء والمتفيهقين خاصة فإنهم لا تبقى لهم رياسة ولا تمييز عن العامة، ولا يبقى علم بحكم إلاّ قليل، ويرتع الخلاف من العالم في الأحكام بوجود هذا الإمام ولولا أن السيف بيد المهدي لأفتى الفقهاء بقتله ولكن الله يظهره بالسيف والكرم فيطعمون ويخافون فيقبلون حكمه من غير إيمان إلاّ من رحم الله... فمثل هؤلاء لولا قهر الإمام المهدي لهم ما سمعوا له ولا أطاعوا بظواهرهم...كما أنهم لا يطيعون بقلوبهم بل يعتقدون فيه إذا حكم فيهم بغير مذهبهم أنه على ضلالة في ذلك الحكم... وأما من يدعي عندهم التعريف الإلهي بالأحكام الشرعية فهو عندهم مجنون مفسود الخيال لا يلتفتون إليه...)أهـ.
فالمهدي المنتظر -من صريح كلام ابن عربي- هو الذي يكذبه العلماء ويصفونه بالجنون فانتبهوا لهذه الحقيقة الجديرة بالملاحظة والتوقف عندها وهي (المهدي هو من يكذبه العلماء ويصفونه بالجنون).
وكلام ابن عربي هذا تحقق في فتوى الدكتور حسن أحمد حامد خاصة وموقف العلماء بصورة عامة من دعوتي إلاّ من رحم الله.
وأهم أسباب اختلاف العلماء معي هي الجملة التي أوردها ابن عربي: (فإنهم لا يبقى لهم رياسة ولا تمييز عن العامة) وهو الوجه الآخر لتفسير الجفر (إلاَّ تجار الدين يرون منه مواقع أقدامهم) أي إن المهدي يحتل المكانة المرموقة التي يحتلها العلماء اليوم من قلوب المسلمين إعجاباً بتفقههم وعندما يأتي المهدي بعلمه التجديدي يظهر للناس للمرة الأولى جهل العلماء بمسائل جوهرية في هذا الدين فتنقلب نظرة الأمة للعلماء رأساً على عقب.
الخـاتـــــمة
جفر الإمام علي الذي جاء في كتاب (المفاجأة- بشراك يا قدس)
يأخذ توثيقه وصحته من كونه خبر الماضي تنبأ بالمستقبل وقد تحقق في الحاضر في أسماء أشخاص وأحداث بعينها يعيشها الناس وغاية التأكد من صحتها تجسدها في أرض الواقع ولكن مع ذلك نجد أصولها في عدد من الأحاديث الصحيحة في إخباره صلى الله عليه وسلم بأحداث المستقبل وذكر وقائعه وذكر قوادها إلى قيام الساعة وأذكر منها للاختصار.
جاء في (المفاجأة) صفحة 32 – 33
(وفي صحيح البخاري: قال حذيفة رضي الله عنه- لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئاً إلى يوم القيامة إلاّ ذكره علمه من علمه وجهله من جهله إن كنت لأرى الشيء قد نسيته فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه عرفه).
وقد أخرج حديث حذيفة هذا القاضي عياض في (الشفاء) من طريق أبي داود بسنده إلى قوله (ثم إذا رآه عرفه) ثم قال حذيفة (ما أدري أنسىِّ أصحابي أم تناسوه والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ معه ثلاثمائة إلاّ قد سماه لنا)
ويكون بهذا التوثيق أن مهدي آل البيت يبدأ إعلانه بمهديته مع تسلم الرئيس حسني مبارك مفاتيح السلطة في مصر بعد مقتل السادات وسط جيشه عام 1981م.
وأن ظهور المهدي استمر حتى قامت ثورة أطفال الحجارة في القدس وظهور المذنب هالي في ثمانينات القرن الماضي وانقضائها دليل على أن المهدي هو سليمان أبو القاسم لأنه عاصرها وهو يدعو الناس لمهديته ولم يعد غائباً ينتظر لانقضاء ثورة أطفال الحجارة في القدس واختفاء المذنب هالي بعد ظهوره عام 1986م.
وما صدق من نبوءات الجفر حتى الآن يكفي وما هو مأمول هو دور الرئيس حسني مبارك وآخرين في مناصرة دعوة المسيح المهدي/ سليمان أبي القاسم موسى الذي جاء في (المفاجأة) صفحة 410 قـول محمد عيسى داود:
(ولعلّ الأمة العربية لم تشهد في الخمسين سنة الأخيرة قائداً مسئولاً يعلن عن رفضه للمفاهيم الأمريكية والغربية في كثير من مناحي الحياة لأنها لا تعبر عن واقعنا ولا تعكس متطلبات المجتمع الذي نعيشه اللهم إلاّ بعض قادة إيران والأمير عبد الله ابن عبد العزيز آل سعود في بعض تصريحاته التي أعجبتني وكانت معبرة عن الحقائق بصراحة...  فهل يسلم الأمير عبد الله البلاد للمهدي أم تقتل أمريكا عبد الله لتقع المملكة في مأزق؟!... وهل سيبحث الرئيس محمد حسني مبارك عن صاحب مصر ليسلمه مقاليد مصر؟ وهل سيبحث القذافي بحثاً حقيقياً عن الإمام المهدي ليقبل يده كما صرح لمن أثق فيهم)أهـ.
أقول: (وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) صدق الله العظيم.
   



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق