الأربعاء، 1 يونيو 2016

أشراط الساعة وفتن آخر الزمان

إن الله سبحانه وتعالى لا يؤرخ للأحداث في العادة ولكن يحدد المواقيت باشراطها قال تعالى :
"فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُــهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ".محمد(18).
 وفي رواية متفق على صحتها  واللفظ للبخاري عن حذيفة قـال: "لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه، وجهله من جهله، إن كنت لأرى الشيئ قد نسيت فاعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فراه عرفه” .
وروى أبو داؤد عن حذيفة قال : “والله ما ادري أنسى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم تناسوا، والله ما ترك رسول الله من قائد فتنةٍ إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعداً إلا قد سماه  لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه واسم أبيه واسم قبيلته “.
فإذا كنا قد ورثنا هذا التراث  من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سطر في مدونات كتب الحديث وأخبار القرآن الكريم فكيف نقرأ حاضرنا  اليوم من ذاكرة تراثنا الديني ؟
إن الأمير جابر الأحمد الصباح (حاكم الكويت) هو أحد أهم قواد فتن آخر الزمان يقول أمين محمد جمال الدين: روى نُعيم بن حماد في كتاب (الفتن) بسنده عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “سيكون في بني أمية رجل أخنس بمصر ( أي ببلد) يلي سلطاناً يغلب على سلطانه أو ينزع منه فيفر إلى الروم فيأتي بالروم إلى أهل الإسلام فذلك أول الملاحم” الفتن لنعيم بن حماد حديث رقم 1350.وروى بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:" إذا رأيت أو سمعت برجل من أبناء الجبابرة بمصر له سلطان يغلب على سلطانه ثم يفر إلى الروم فذلك أول الملاحم يأتي بالروم إلى أهل الإسلام " المصدر أخر بيان ص 23. وسوف أفصل ذلك لاحقاً.
أشراط الساعة الكبرى
قال القرطبي في التذكرة في الطبعة الأولى 1420هـ  1999م عن الآيات العشرة قبل الساعة ص 543 قال :
ُروي عن حذيفة انه قال: كنا جلوساً بالمدينة في ظل حائط، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة فاشرف علينا وقال : “ما يجلسكم؟ فقلنا: نتحدث. فقال: في ماذا ؟ فقلنا: عن الساعة. فقال: إنكم لا ترون  الساعة حتى تروا  قبلها عشر آيات: أولها طلوع الشمس من مغربها، ثم الدخان، ثم الدابة، ثم ثلاث  خسوف خسف بالمشرق،وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب ،وخروج عيسى، وخروج يأجوج ومأجوج، ويكون آخر الزمان ناراً تخرج من اليمن من حفرة عدن، لا تدع أحداً خلفها إلا تسوقه إلى المحشر”.ذكره القرطبي في كتاب عيون الأخبار له، وخرجه مسلم بمعناه عن حذيفة .
وذكر القرطبي أيضاً:عن مسلم عن عبد الله بن عمر قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى علـى أثرها قريباً منها”.
وذكر بن كثير في نهاية بداية النهاية الطبعة الثالثة 1419هـ  1998م المجلد العاشر صفحة 156 قال: وقال أحمد: حدثنا وكيع عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم سليمان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها ان لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض “.ورواه أيضا مسلم عن أبي هريرة بلفظه في التذكرة ص 582.
 التعليق :-
إن هذه الآيات أكثرها من المتشابه الذي يحتمل التأويل على عدة أوجه، ولذلك يجب أن نقيدها بالمحكم منها، لتضييق شقة الخلاف فمن أشراط الساعة ما ورد في القرآن في قوله تعالى: “ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً “ الإسراء 104. فقولـه: “  فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخِرَةِ “ يعنى آخر الزمان فقد عاد بنو إسرائيل من أرض الشتات إلى الأرض المقدسة لفيفاً، أي في هجرات جماعية كما نشاهده الآن فهذه قضية ماثلة لا ينكرها أحد .
 ومن محكم أشراط الساعة في الحديث:
ما رواه مسلم عن عمر بن الخطاب عندما جاءهم جبريل ليعلمهم دينهم قال جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “  قال: فأخبرني عن الساعة. قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن أماراتها. قال: أن تلد الأمة ربتهـا: وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان”.
ذكر في هذا الحديث أمارتين للساعة :
(1) أن تلد الأمة ربتها: وهذا ممكن الآن بالاستنساخ، بأن تلد البنت أمها، وهذا ما لم يكن ممكنا من قبل، وإن ميلاد الآمة لربتها بالتسري ليس هو المقصود وذلك لسببين :
أولاً: إن عادة التسري كانت سائدة منذ القدم وبذلك لم تكن علامة من علامات آخر الزمان .
ثانياً: أنها انقضت الآن ولم تعد علامة .
(2)التطاول في البنيان: هي سمة فن المعمار الحديث وسمة مباني سكان دول البترول في جزيرة العرب الذين كانوا قبل استكشاف البترول رعاة شياه.
فهذه دلائل قطعية بأننا الآن نعيش آخر الزمان، وعليه فان المتشابه من الآيات يقيد بالمحكم منها لأنه إذا تعارض المحكم مع المتشابه، فإن الحكم الفيصل والرأي القاطع للمحكم، ويجب إنزال المتشابه منزلة الإيمان مادام من عند الله ورسوله.
تفـسير الآيات العشر على هدى الكتاب و السنة
وعلى هدى الكتاب والسنة يمكن تفسير الآيات العشر كالأتي:
1- طلوع الشمس من مغربها:
هناك تشابه بين خروج عيسى من بطن أمه طفلاً وخروجه ببعثته مهديا، وخروج روحه بموته وبين خروج الشمس من مغربها، وكل تلك معاني تستوعبها لغة العرب البيانية في لحن القول أو بالسيما التي تدل على ذلك بقرائن تجمع بين خروج عيسى وطلوع الشمس من مغربها منها:
(أ)  ما جاء في حديث احمد السابق “إذا طلعت الشمس من مغربها والدجال والدابة لا ينفع نفسا ايمانها” ولم يذكر عيسى في هذا الحديث وهذه الصفة تنطبق على عيسى ابن مريـم في قوله تعـالى: “وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ “ النساء الآية159. فأي تقدم أو تخلف لعيسى عن هذه الآيات يحدث تعارض للحديث مع الآية .لأن الحديث يؤكد قفل باب الإيمان بطلوع الشمس وخروج الدابة والدجال، وإذا نزل عيسى بعد ذلك، فلا معنى للإيمان به بعد نزوله، فضلاً عن قبل موته ؟.
(ب) وجاء في حديث مسلم عن بن عمر أن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها والدابة وانهما متلازمتان في الخروج وفي الحديث دلالة على أن المقصود بهذه الشمس هو عيسى نفسه، وما يقال عن الشمس يقال عن الدابة.القرينة الدالة علي ذلك (قفل باب الإيمان) متعلق بموت عيسي لا يتقدمه ولا يتأخر عنه.
 ( ج)  روى احمد عن أبي هريرة أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلــم: “ تخرج دابة الأرض ومعها عصى موسى وخاتم سليمان فتخطم انف الكافر وتجلو وجه المؤمن بالعصا حتى أن أهل الخوان الواحد ليجتمعون فيقـول  هذا يـا مؤمن ويقول هذا يا كافر” ومثل ذلك يفعل عيسى فقد جاء في حديث النواس بن سمعان لمسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”... ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه  أي من الدجال  فيمسح عن وجوههم و يحدثهم بدرجاتهم في الجنة”.
 وجاء ذكر الدابة في قوله تعالى :
 وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ. النمل 82.
فإذا أخذنا سنة الله التي لا تتبدل في الاعتبار، فإن وصف الدابة لا ينطبق إلا على عيسى ابن مريم لأن الله لم يرسل حيوانا من قبل ليعظ الناس بدليل قوله تعالى :” يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ “. الأعراف 35.
قال القرطبى في هذا الصدد ص 577 في التذكرة : “هذه الأحاديث و ما تقدم من ذكر العلماء في الدابة وما يأتي يرد قول من قال من المفسرين المتاخرين: أن الدابة إنما هي إنسان متكلم يناظر أهل البدع و الكفر ويجادلهم بالقول القاطـع فيهلك مـن هلك عن بينه ويحي من حي عن بينه” انتهى
أقول: إن قول العلماء المتأخرين هو الصواب لموافقته سنة الله في الخلق للآتي: لقد ناظرت أهل البدع وأقمت الحجة القاطعة على العلماء وقوَّمت عقيدتهم المخالفة لنصوص الكتاب والسنة وأقر العلماء بذلك، وهذا ما لم يفعله أحد قبلي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والتشابه في أحاديث الدابة واضح وبين للتعارض الظاهر فيها.فيرد المتشابه إلى المحكم وهو الفيصل.
2- خـروج الدابة :
ذكر القرطبي في التذكرة ص 578. قال عبد الله بن عمر:”تخرج الدابة من جبل بالصفا بمكة يتصدع فتخرج منه. وقال عبد الله بن عمرو ونحوه وقال لو شئت أن أضع قدمي على موضع خروجها لفعلت. وروي عن قتادة أنها تخرج من تهامة وروى أنها تخرج من مسجد في الكوفة من حيث فار التنور وقيل من ارض الطائف، وروى عن ابن عمر أنها على خلقـة الآدميين وهي في السحاب وقوائمها على الأرض “ انتهى .
أقول : وقوله على خلقة الآدميين دليل على أنها عيسى ومما يؤكد ذلك ما رواه بن كثير في نهاية بداية النهاية ص153.قال: قال صلى الله عليه وسلم “ تخرج دابة الأرض من أجياد فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها”.
وذكر بن كثير في نفس المصدر ص151 قال وحديث طلحه أتم وأحسن قال : ذكر الرسول صلي الله عليه وسلم الدابة فقال: “لها ثلاث خرجات من الدهر فتخرج خرجه من أقصى البادية ولا يدخل  ذكرها القرية،(يعنى مكة) ثم تكمن زمنا طويلاً ثم تخرج خرجه أخرى دون تلك فيعلوا ذكرها في أهل البادية ويدخل ذكرها القرية (يعنى مكة) “.وذكر القرطبى في التذكرة ص 577 عن أبي داؤد الطيالسى في مسنده عن حذيفة مثله .
أقول: هذا ما تحقق لي بالفعل فقد خرجت في أقصى البادية جنوب بحر العرب عام 1994م وتم اعتقالي، وقضيت زمنا كامنا حتى خرجت مرة أخرى في منطقة (الحريكة) عام 1997م ودخلت القرية (الميرم) في الخرجة الثانية ولم ادخلها في الخرجة الأولى، وفيه تحقيق لنصوص الحديث إذ لا يمكن أن يكون المقصود بالقرية (مكة). إذ كيف لا تدخلها في الخرجة الأولى إذا كانت الدابة تخرج أصلاً من مكة ويبلغ  صدرها الركن ولم يخرج ذنبها؟. قال القرطبي في التذكرة ص577: وذكر الميانشي عن ابي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم:(دابة الأرض تخرج من جياد فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها بعد وهي ذات وبر وقوائم).
وعلى ضوء ذلك يكون عيسى هو الذي يخرج من الأرض بالميلاد الثاني أيضا ،فتجتمع في عيسى مجموعة من الآيات وهى:
(1)       نزوله من السماء في الأرحام: وهو غروب الشمس في عين حمئه آية. حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ” الكهف الآية 86.
(2)       وميلاده الثاني: وهو خروج دابة الأرض وهى طلوع الشمس من مغربها آية أخرى. حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا” الكهف الآية 90.
(3)       إبلاغ دعوته مهدياً: وهو الدابة التي تكـلم الــناس “ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ “آية ثالثة. وهذا ما حدث بالفعل لأن الناس ظلوا في تكذبيهم لي حتى وقع عليهم القول في تدمير العراق، و لنا عودة لهذا الموضوع .
(4) موت عيسى وطلوع روحه من جسده: وهو طلوع الشمس من مغربها،فمغربها جسده  الطينى، ويكون طلوعها بمفارقة روحه لجسده وذلك عند موته. هذا ما يؤكد أن عيسى هو الشمس المذكورة في هذه الآيات،  وهو الدابة أيضا لأن بموته يقفل باب الإيمان، كما يحدث عند طلوع الشمس من مغربها، وأنه يشهد للمسلم بالإيمان بدليل قوله تعالى :” وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدا “. وكما جاء في حديث النواس بن سمعان أن الدابة تفعل ذلك، وهذا هو الثابت ومما يؤكد ان الدابة والشمس وصفان للمسيح لاقترانها بالدجال في حديث مسلم الاثران المرويان عن عبد الله بن عمر فقد جاء في (كتاب التصريح) حديث رقم (54) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : لاتقوم الساعة حتى تعبد العرب ما كان يعبد آباؤها عشرين ومائة عام بعد نزول المسيح ) رواه ابو نعيم في الفتن . وجاء شرحه بالهامش، قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) 11 : 305 اخرج عبدُ بن حُميد في (تفسيره) بسند جيد :
عن عبد الله بن عمرو موقوفاً قال: تبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة) .
حكم الاثر حكم المرفوع فعبد الله بن عمرو صحابي فلا يمكن ان يتكلم في المسائل الغيبية مالم يتلقى ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالاثران في حديث ابن عمرو (نزول المسيح والدجال) يقابل (طلوع الشمس واالدابة والدجال) في حديث مسلم وبعد اخراج الدجال من المعادلة يكون المسيح = الشمس والدابة وهذا هو التفسير الصحيح المستنبط من القرآن والسنة فإن المسيح هو الشمس وايضاً هو الدابة وهذا  لا ينفي أن يكون للشمس الظاهرية خروجاً من مغربها ، لأن  إختلال النظام الكوني وارد عند نهاية الكون وشاهد ذلك من القـران قوله تعالـى: “ إِذَا السَّمَآءُ انفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ”الانفطار 1-2.
وقال تعالى: “ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ” القيامة 7-9 . فالقرآن يتكلم عن مغربين ومشرقين قال تعالى {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} (17) سورة الرحمن فاحد المغربين غروب شمس عيسى في طينة أمه وأحد المشرقين خروج عيسى بالميلاد الثاني وخروجه باعلان الدعوة آية اخرى وهي (دابة من الأرض تكلمهم) ولا ينزل من السماء كما يظن من لا علم له . وقد استبق القرآن الرد على هذا الإعتقاد الفاسد للعلماء ووفاة عيسى طلوع للشمس من مغربها.
3-  الدخان:
وفي حديث حذيفة قال صلى الله عليه وسلم: “أولها طلوع الشمس من مغربها ثم الدخان ثم الدابة “.
إن الدخان المنبعث من المصانع في العالم أحدث ما يعرف في العالم بظاهرة (الإحتباس الحرارى) التي أصبحت ظاهرة خطيرة تهدد الحياة البيئية على الأرض، وفطن العلماء إلى خطورة هذا الدخان، وعقدت بسبب هذا الدخان معاهدة (كيوتو) الشهيرة ولكن المسلمين أجهل الأمم بدينهم، يقول تعالى: “وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ”يوسف الآية105.
أما باقى الآيات أتركها لفهم القارئ . يقول تعالى: “وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِين” الذاريات 20.
وأعود لأفصل زمن عودة عيسى، لأنه هو آكد آيات الساعة يقول تعالى:   “وَإِنَّهُ لَعِلَمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ”. (الزخرف:61).
في رواية (لَعِلْمٌ) أن عيسى ابن مريم أدرى الناس بحقيقة قرب الساعة، لذا أمر الناس بإتباعه لأنه أدرى بها وبأماراتها وفي رواية (لَعَلَمٌ) أن ظهوره آكد علامات الساعة. فهل ظهر المسيح حقيقه ؟
فتنة تمهد لخروج المسيح المهدى :
قال امين محمد جمال الدين في كتابه (آخر بيان يا امة الإسلام) ص 20-21 نقلًا عن الكاتب محمد عيسي داوود من كتابه(المهدي المنتظر على الأبواب)عن أثر لعالم مدني هو (كلدة بن زيد  بن بركة المدني) ما نصه:
وحرب في بلد أصغر من عجب الذنب، يجمع أهل الدنيا لها كأنها أغنى بلد أولم عليها الوالمون، وأمير فيها سلم رايته لزعيمة الشر الآتية من الشواطئ البعيدة الغربية بداية آخر الزمن، فتجمع له صريخها من كل الدنيا، وترد له عرش الملك، ويخرب عراق في ملاحم بداية آخر الزمن، ويحارب أمير الذنب الصغير جيوش المهدى، وحان خراب البلد مرة أخرى لأن أميرها سر الفساد .. المهدى يقتله و يعود الذنب للجسد “.
التحـليل :
يتحدث الأثر بصورة واضحة عن غزو العراق بـقيادة صـدام لـلكويـت(بلد أصغر من عجب الذنب) وأميرها جابر استنجد بامريكا في فترة رئاسة بـوش الأب(وأميرها سلم رايته لزعيمة الشر الآتية من الشواطئ البعيدة الغربية) التي ألبت العالم على العراق، وإشتركت في الحرب على العراق ثمانية وعشرون دولة وكان عدد الجيوش ثمانمائة ألف جندياً فقد روى الإمام احمد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “تصالحون الروم صلحاً آمناً، وتغزون انتم وهم عدواً وتكون الملاحم فيجمعون لكم فيأتونكم في ثمانين غاية مع كل غاية عشرة ألف “. وهذا حدث ودمرت العراق آنذاك في حرب الخليج الثانية عاما1991م ، ورد الحلفاء بقيادة أمريكا سلطان الكويت للأمير جابر. والأثر يشهد على حقيقتين الاولى أن دخول العراق للكويت عام1991م بداية آخر الزمن. والـثانية هـي أن ( صدام حسين ) هو أحد المهديين الوارد ذكرهم في السنة بدليل قوله:”ويحارب أمير الذنب الصغير جيوش المهدى “ وقد ذكر إسمه صريحاً فى نفس المصدر من آخر بيان يا أمة الإسلام ص 22، جاء فيه : “ وفى عراق الشام رجل متجبر و  سفيانى في إحدى عينيه كسل قليل وإسمه من الصدام وهو صدام لمن عارضه، الدنيا جمعت له في كوت صغير دخلها وهو مدهون، ولا خير في السفيانى إلا بالإسلام، وهو خير وشر والويل لخائن المهدى الأمين وفى عقود الهجرة الألف واربعمائة وأعقد اثنين أو ثلاثاً ... يخرج المهدى الأمين ويحارب كل الكون يجمعون له الضالون والمغضوب عليهم والذين مردوا على النفاق في بلاد الإسراء والمعراج عند جبل مجدُّون وتخرج له ملكة الدنيا والمكر زانية اسمها أمريكا تراود العالم يومئذ فى الضلال والكفر ويهود الدنيا يومئذ في أعلى عليين يملكون كل القدس والمدينة المقدسة وكل البلاد تأتي من البحر والجو إلا بلاد الثلج الرهيب وبلاد الحر الرهيب ويرى المهدي ان كل الدنيا عليه بالمكر السيئ ويرى الله أشد مكراً  ويرى أن كل كون الله له إليه المرجع والمصير وكل الدنيا شجرة له أن يملكها فرعاً وجذراً(....) فيرميهم الله بأكرب رميٍ ويحرق عليهم الأرض والبحر والسماء وتمطر السماء مطر السوء ويلعن أهل الأرض كل كفار الأرض وبإذن الله يزول كـل الكفر”. آخر بيان ص 39-40.
الشــرح:
سفياني ... واسمه من الصدام وهو صدام لمن عارضه ... والويل لخائن المهدي الأمين”: ذكر صراحة أن صداماً مهدياً. أما المهدي الآخر في باقي الحديث هو عيسـى ابن مريـم للأتـي: “يجمعون له الضالـون والمغضوب عليهم”: وهم اليهود والنصارى. في بلاد الإسراء والمعراج”:الأرض المقدسة. “عند جبل مجدون” :هي معركة اللد عند المسلمين وقائد المسلمين يومئذ المسيح المهدي. ويأذن الله بزوال الكفر”: لأن الله يهلك في زمانه كل الملل ويبقى الإسلام. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “...فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعوا الناس للإسلام فيهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال وتقع الأمنة علي الأرض..  رواه احمد. 
تنبــيه:
ينبغي أن ينتبه الناس إلى وجود أكثر من مهدي في الأمة الإسلامية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم :” عليكـم بسنتـى وسنة  الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى “. أخرجـه أبـو داؤد وابن ماجة واحمد والترمذى وقال حسن صحيح. المرجع عقد الدرر الطبعة الثانية 1410هـ  1989م ص24 .
ورد في إستدراك التصريح  في الأثر خمسة عن الوليد بن مسلم قال سمعت رجلاً يحدث قوماً فقـال: المهديـون ثلاثـة “ مهدى الخيـر: عمر بن عبد العزيز. ومهدى الدم: وهو الذي تسكن عليه الدماء. ومهدى الدين: عيسى ابن مريم تسلم امته في زمانه “ أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن.
فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم المهديين بصيغة الجمع، وكون صدام سفيانى لا ينفى كونه أحد المهديين، فهو المهدى الذي يصلحه الله في ليلة وإن كان قبل ذلك سفياني والشاهد على ذلك “لا خير في السفيانى إلا بالإسلام “ وقوله “ وهو خيـر وشر “ وهو المهدى الوارد في ذيل الحديث في قوله:
“والويل لخائن المهدى الأمين “. وقد حدثت خيانة في الجيش العراقى أثناء القتال. ولمزيد من الإيضاح أورد ما جاء في عقد الدرر الأثر 93 - عن كعب الأحبار قال : “وعلامة خروج المهدى ألوية تقبل من قبل المغرب على مصر، فبطن الأرض يومــئذ خير لأهل الشام “. وهــذا تحقق بعبور الأساطيل الأمريكية قناة السويس بمصر لضرب العراق في حــرب بوش الابن، وإحتلال العراق في9/4/2003م، وتدميره  للمرة الثانية بعد حدوث الخيانـة هو. قولـه في الأثـر “وحان خراب البلد مرة أخرى” بعد أن كان أبوه قد دمرها في حرب الخليج الثانية عام1991م . وقوله “ فبطن الأرض يومئذ خير لأهل الشام” وبطن الأرض هي الملاجئ المحفورة التي صنعها صدام حسين لحماية شعبه من القنابل والقصف الصاروخى الأمريكي والإنجليزي.
ولما عايشنا كل ذلك في الحرب الأخيرة على العراق فان الحديث ينبئ بأن هذا هو زمن خروج المهدى الثاني وهو المسيح المهدى عيسى ابن مريم قائم أهل البيت.
حال الأمة ينبئ بظهور المسيح المهدى :
روى صاحب عقد الدرر في الأثر 92. عن أبي جعفر محمد بن على عليهما السلام قال: “لا يظهر المهدى حتى تشمل الناس بالشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه ويكون قتل بين الكوفة والحيرة “.  هذا الحديث يتحدث عن الحرب الأخيرة لاحتلال العراق والتي انحازت فيها الدول العربية كلها إلى جانب الغزاة بإستثناء سوريا حسب علمي، وفي ذلك شاهد من السنة .
أورد أمين محمد جمال الدين  في آخر بيان ص 23 قال: روى نعيم بن حماد في الفتن ص296 عن كعب الأحبار وهو يتحدث عـن الـروم قال: “ فتصالحونهم ثم تغزون انتم وهم الكوفة فتعركونها عرك الأديم “.وعرض لنا القرآن موالاة  ملوك وأمراء ورؤساء هذه الأمة في هذه الحرب  للنصاري واليهود لضرب العراق في قوله تعالى: “ يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَآ أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ “ المائدة 51-52 .
إن هذه الآية تخاطب بصورة مباشرة الملوك والرؤساء الذين سمحوا للأمريكان باستغلال الموانئ العربية والمطارات والممرات المائية لضرب العراق وكل ذلك بسبب خوفهم من سطوة الأمريكان وهو ما عبّرت عنه الآية: “ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ” وأن هذه الموالاة كانت سبباً لوصمهـم بالنفـاق بقولـه تعالى: “ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ “ وهذا شرح لما جاء في فتنـة الدهيماء، فقد روى أبو داؤد: “... ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة حتى إذا قيل انقضت عادت، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسى كافراً، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا أيمان فيه “ فوصفهم بالنفاق يطابق إعلان الحكام معارضة الحرب على  العراق أمام الجماهير، وفى الخفاء يدعمون الأمريكان، وهو ما عبرت عنه الآية “ عَلَى مَآ أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ “.
إن هذا أوان ظهور المهدى، وتدل على ذلك حال أهل الشام اليوم المطابقة لنص الحديث “ حتى تشمل الناس بالشام فتنه يطلبون المخرج منها فلا يجدونه ويكون قتل بين الكوفة والحيرة”. ووقع ذلك جميعاً الآن بتدمير القوات الامريكية الصهيونية والإنجليزية الغازية للعراق، واحتلالها أراضيه وتضييقها على أهل الشام في العراق وسوريا وفلسطين فلا يجدون لهم مخرجاً .وقد ذكر الله المخرج في آية المائدة “ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ “. وهذا الفتح هو أمره للمهدى بالخروج لنجدة أهل الشام الوارد في الحديث، ولما أثبتت النصوص أن صداماً هو مهدي الشام المحاصر، فان المهدي المنتظر خروجه لنجدته ونجدة أهل الشام هو المسيح عيسـي ابن مريم وهـو قائـد طائفـة المغـرب (السودان) التي ورد ذكرها في حديث بن حبان عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم لطائفة أهل المغرب: “تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم، ثم تغزون فارس فيفتحها الله عليكم، ثم تغزون الروم فيفتحها الله عليكم، ثم تغزون الدجال فيفتحها الله عليكم “. إبن حبان الجزء 8– حديث رقم 6637 .
وفي هذا الحديث دلالة واضحة على أن قائد هذه الفرقة هو عيسي ابن مريم لقوله صلي الله عليه وسلم “ تغزون الدجال فيفتحه الله عليكم “ وقوله في حديث آخر : “لم يسلط على الدجال إلا عيسي ابن مريم “ التصريح حديث (28). كما أن في الحديث دلالة أخرى على الجهة التي يأتي منها عيسي إذ أن الحديث كان لطائفة من أهل المغرب. فقد روي الإمام أحمد عن الرسول صلي الله عليه وسلم: “ يجيئ عيسي ابن مريم من قبل المغرب مصدقاً بمحمد وعلى ملته “.
احتلال أمريكا لبغداد :
روى مسلم عن النواس بن سـمعان أنه قـال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ غير الدجال اخوفنى عليكم  ويمر بالخربة فيقول لها اخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل  ثم يدعوه فيقبل يهلل وجهه وهو يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقى دمشق  فيطلبه حتى يدركه بباب لُدٍّ فيقتله “ .وفى هذا الحديث تجسيد لحال العراق بعد الاحتلال الامريكي إذ يجد المسيح عند نزوله  المنارة البيضاء تحت احتلال الدجال الامريكى مستغلاً لخيراتها بقوله للخـربة: وهى العراق كمـا جـاء فى صفحـة 13”ويخرب عراق فى ملاحم بداية آخـر الزمان” اخرجـي كنـوزك ( بترول وغيره) ومستبيحاً لارواح المواطنين ولا يجد المسيح إماما يصلى خلفه، بل يجد الدجال والجيوش الامريكية فيها، فيهزمها ويتابع فلولها حتى يقضي على بقيتها في اللد بفلسطين .
لقد خرج الدجال وجمع حوله الضالين وهم النصارى والمغضوب عليهم فهم اليهود فلا بد أن يتوحد المسلمون تحت راية واحدة بقيادة المسيح المهدي (سليمان ابوالقاسم) حتى يتم لهم النصر علي الدجال وجنوده من اليهود والنصارى وقد بدأ المغفور له الشيخ ابن باز الخطوة الأولى وعلى علماء المسلمين اكمال الباقي.
فتوي الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي الديار السعودية سابقاً:
اوردت صحيفة (ألوان) عدد الجمعة يوم 7/2/2003م العدد 2392 في صفحة (ألوان الإجتماعي) اشراف طارق عبد الله- مَىْ علي آدم:
(امتداد لسلسلة ادعاء النبوة واصل مواطن دعوته بأنه النبي(عيسى ابن مريم) عليه الصلاة والسلام أصبح يخاطب الناس بمناطق بحري وشرق النيل بالمساجد والأماكن العامة واستطاع اقناع بعض الشباب بهذه الدعوة التي يقصد منها تخليص البشرية من الجهل والفساد وان يملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً ويقول في دفاعه عن الدعوة بأن المسيح رفع للسماء روحاً وليس جسداً كما يعتقد البعض وأن هذه الروح ستنزل داخل رحم فيولد من جديد بمناطق الغرب والمسيح الدجال الذي يسبق ظهوره سيدنا عيسي قال بانها أمريكا لأن الصورة التي رسمت للمسيح الدجال كبشر لا يمكن تصديقها وهل يتخيل شخص يركب حماراً عرضه ما يقارب 14 متراً ويحمل معه الجنة والنار والمسيح الدجال في الواقع ما هي إلا أمريكا وخرجت عن غضبتها بعد أحداث 11 سبتمبر وهذا يؤكد أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم  كما أنها حالياً التي تحمل الجنة والنار والدابه(حمار الدجال) ما هي إلا الطائرة التي تحلق وبها ضربت افغانستان وغيرها من الدول الإسلامية. أما بداية دعوته يقول بأنه بدأ منذ عام 1975م بكردفان واستطاع اقناع عدد من علماء المسلمين بحجته مستنداً على القرآن والسنة كما بعث برسالته للعالم الإسلامي (ابن باز) ورد عليها بـ(أن لا يعادوا صاحبها ولا يضروه) وقال بأنه على استعداد لاقناع أي شخص لأنه على حق ومع ذلك التفت مجموعة كبيرة من الشباب حول الرجل الذي تجاوز الـ40 من عمره وقال بأنه سن الجهر بالدعوة. ألوان الاجتماعي تطرح هذه الظاهرة الخطيرة لعلماء الدين وأهل التأصيل للادلاء بارائهم؟.أهـ.     
الخـاتمة
    اخرج الطبرانى في الكبير والأوسط عن على الهلالى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة : “والذي بعثنى بالحق نبياً ان منهما (الحسن والحسين) مهدى هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطعت  السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر كبيراً فيبعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً يهدمها هدماً ويقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به أول الزمان يملأ الدنيا عدلا كما ملئت جوراً “. لقد تجسدت معاني هذا الحديث في واقعنا اليومي الذي نعيشه الآن وملأت أمريكا الدنيا جوراً باحتلال العراق فوقعت الحرب رغم أنف الأمم المتحدة التي وقفت مكتوفة الأيدي بعد ان قامت بتدمير الاسلحة الدفاعية العراقية  فخالفت  القانون الدولي وكل الأعراف والأخلاق والفطرة الإنسانية. ولم يبق إلا خروج عيسى عليه السلام المهدي الفاطمي وأنه غير محمد بن الحسن العسكري الذي ينتظره الشيعة ويكفي رأي الشيعة انفسهم في ذلك. فقد ورد في كتاب (سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته)  تاليف مؤسسة البلاغ الطبعة الاولى 1414هـ تحت عنوان الموقف بعد وفاة الإمام الحسن العسكرى (ع) ص 684 اوجز منه النقاط الاتية :
“ فافترق أصحابه بعده أربع عشرة فرقة :
* ففرقة منها قالت: أن (الحسن بن علي) حي لم يمت وإنما غاب وهو القائم ولا يجوز أن يموت ولا ولد له ظاهر لأن الأرض لا تخلو من إمام .
* وقالت الفرقة الثانية : أن الحسن بن علي مات وعاش بعد موته وهو القائم المهدى .
* وقالت الفرقة الحادية عشرة: أن الحسن بن على كان إمام وقد توفى وان الأرض لا تخلو من حجة ونتوقف و لا نقدم على شيئ حتى يصح لنا الأمر ويتبين.
* وقالت الفرقة الرابعة عشرة :أن الإمام بعد الحسن إبنه محمد وهو المنتظر، غير انه قد مات وسيحيا ويقوم بالسيف فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجوراً 
* وقالت الفرقة الثامنة: انه لا ولد للحسن أصلا” . المصدر سيرة النبي (ص) و أهل بيته. مؤسسة البلاغ ص 685- 686.
 اقول : إن القول الحكيم هو ما قالته الفرقة الحادية عشرة  وإن الأمر قد تبين الآن  بان قائم أهل البيت هو عيسى ابن مريم بميلاده الثاني فيهم، وكل آراء الفرق الشيعية تحوم حول حمى الميلاد الثاني للمسيح، فإذا أدركوا ذلك زال الشقاق بين الشيعة و السنة، كما زال الشقاق بين فريقي السنة (أنصار السنة والصوفية) برد المغفور له الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة العربية السعودية السابق على الرسالة التي أرسلتها إليه في أواخر القرن الماضي، وذكرت له فيها بأنني   :(تجانى الطريقة، ومولود لأبوين، معروفين بنسبهما لأهل البيت، وإني ذات المسيح عيسى ابن مريم رسول الله في بنى إسرائيل بعثني الله مهدياً لهذه الأمة وان المسيح ابن مريم في عودته يحمل الجنسية السودانية بالميلاد لا بالتجنس) وهذا مضمون الرسالة ولا اذكر نصها حرفياً لأنني لم أحتفظ منها بنسخة وطال على ذاكرتى العهد فمعذرة إن وقع اختلاف، فكان رده على رسالتى “ لا تعادوا صاحبها ولا تضروه “ حسبما ورد في صحيفة الوان إن فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز قد وحدت طوائف السنة حول المسيح المهدى سليمان ابوالقاسم وارجو أن يتبين للشيعة الحق لتصطف الأمة الإسلامية وتتحد كلمتها تحت قائد واحد هو (المسيح المهدى ).
     إن هذا المبتغى هو الحال الذي أعايشه الآن مع مجموعة قليلة العدد، آمنت وأخلصت دينها لله ولم تخش في ذلك لومة لائم، لتقتدي بهم الأمة حتى تتحقق الخطوة الحاسمة في جمع شمل الأمة، ولكن هل  يتحرك المثقفون من هذه الأمة لدفع هذه الخطوة للأمام لتلتف الأمة حول المسيح المهدى ليرفع راية الإسلام ويرد للامة كرامتها؟ أم يتخاذلون بحجج خوفهم من سلطان الملوك والرؤساء فنبقى عند ذلك معزولين عن جسد الأمة الكبير فلا نجد على الخير أعواناً، ولا يعود الضرر في ذلك إلا على جسد الأمة بمزيد من التشريد والذل والهوان، وهاهي أمريكا قد جدولت لفتنة الدهيماء دولاً إسلامية تأخذها تباعاً.
لحظات حاسمة :
هذه الأبيات للشيخ محي الدين ابن عربي رضي الله عنه في القرن السابع الهجرى560-638 من كتاب الشجرة العانية :
إذا اتحد اليهود مع النصـارى***  وطاروا بالحـديد على البروج
وصار المسجد الأقصى أسيراً  ***  وأضحى الحكم مع ذات الفروج
ونار بالخليج لها ســــعير *** وحكم بالحجاز مع العـــلوج
ففي حرب الكواكب سوف تفنى***  عواصمهم وفى زيت الخـليج
ويأجوج ومأجوج فقـــالوا *** وصاحوا يا بحار الدم مـوجي
فقل للأعور الدجـــال هيا  ***   فقد آن الأوان إلى الخــروج
 هذه الأبيات تتحدث عن فتن آخر الزمان بدقة متناهية وهى فتن عشناها وما زالت وقائعها تتوالي أمام أنظارنا .
لقد اتحد اليهود مع النصارى ضد الإسلام والمسلمين وطاروا بالحديـد (الطائرات والأقمار الاصطناعية والمركبات الفضائية) علي البروج وصار المسجد الأقصى أسيراً باحتلاله عام 1967م واضحى الحكم مع ذات الفروج (امراة هي قولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل التي حكمت القدس) .(ونار بالخليج لها سعير) – هي حربي الخليج الثانية عام 1991م والثالثة عام 2003م وفي الحربين وقف حكام الحجاز – الملك فهد بن عبد العزيز – مع العلوج – اليهود والأمريكان والإنجليز وهو اللفظ المميز الذي أطلقه – محمد سعيد الصحاف – وزير الإعلام العراقي على المعتدين . ففي حرب الكواكب – هي القذائف والصواريخ الموجهة بالأقمار الاصطناعية وأشعة الليزر – سوف تفنى مدائنهم – لقد دمرت وستدمر في الحرب اللاحقة المتوقعة باقي عواصمهم بسبب زيت الخليج – لان أحد أسباب الحرب هو رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة على نفط الخليج – زيت الخليج – ويأجوج ومأجوج هي الأمم الأوربية التي ستخرج بعد قتل المسيح المهدي للمسيح الدجال الأعور الكذاب قائد اليهود، وانتصار المسلمين عليهم في الحرب الفاصلة الوشيكة. فقل للأعور الدجال هيا فقد آن الأوان للخروج – وقد خرج بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر فعلى الأمة أن تعلم يقيناً بأننا الآن نعايش وقائع آخر الزمان .
وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ “ يوسف الآية 105.
                     
هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَمَوْعِظَة لِلْمُتَّقِينَ.

 الملحق (من المنشور رقم (62) كردفان كوفة المهدي)
الملخص
حديث رقم(8) في شرح قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (المائدة 54).
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "سيأتي الله بقوم يحبهم الله ويحبونه، ويملك من هو بينهم غريب، فهو المهدي، أحمر الوجه، بشعره صهبة، يملأ الأرض عدلاً بلا صعوبة يعتزل في صغره عن أمه وأبيه، ويكون عزيزاً في مرباه، فيملك بلاد المسلمين بأمان، ويصفو له الزمان، ويسمع كلامه ويطيعه الشيوخ والفتيان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً "(ينابيع المودة للقندوذي: صفحة 467).
أقـول:
 فأنا عيسى بن مريم المهدي سليمان الغريب الذي جاء من بعيد فيناصرني السودان رعاة الإبل ( ثوار دارفور) بعد أن كفر بدعوتي غيرهم. أما المسيرية أهلي الذين نشات وسطهم ليعلموا أن الفضل بيد الله يهبه لمن يشاء من عباده. وقوله: "يعتزل في صغره عن أمه وأبيه" لا تعني إختفاؤه عن الأنظار كما فهم فقهاء الشيعة وإنما هي حدث وقع لي في صغري فقد كنت أسير مع الرعاة تجاه بحر العرب وأترك خلفي والدي ووالدتي وهما يقومان بحصاد وجمع ما تم زراعته في فصل الخريف. وقد تكرر هذا الحدث كثيراً ليعطي المعنى المراد في الحديث بقول أمير المؤمنين(عليه السلام)" يعتزل في صغره عن أمه وأبيه".
عن يسير بن جابر قال :" هاجت ريح حمراء بالكوفة ... فاذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام ". صحيح مسلم (كتاب الفتن وأشراط الساعة) باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال حديث رقم 2899.
بقية أهل الإسلام هم ثوار دارفور أنصار شخصي المسيح المهدي المحمدي سليمان أبي القاسم موسى ـ وهم السودان رعاة الإبل صفوة ثلة الآخرين يقول تعالى في محكم التنزيل: " {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ *وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" سورة الجمعة الآيات (2- 4) .
الآخرون الذي لم يعاصروا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي، هم أنصاري لله عز وجل، السودان رعاة الإبل ـ ثوار دارفور وشخصي سليمان المسيح المهدي هو هادي ثلة الآخرين كما كان النبي الأمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم هو هادي ثلة الأولين . ومن ثم، فاليوم الرابع هو لحظة مجيئي وبرفقتي السودان رعاة الإبل الأعاجم قادماً من دارفور ـ خراسان الغرب الى كردفان ـ الكوفة دار المسيرية لمواجهة الدجال الأمريكي الصهيوني فتقع المعركة  الموصوفة في الحديث وأهزم الدجال بوعد الصدق الذي لا مراء فيه.
حديث رقم(9) عن جابر الجعفي قال: قال لي محمد بن علي الباقر( عليه السلام): "يا جابر ان لبني العباس راية ولغيرهم رايات فإياك ثم إياك ثلاثاً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (عليه السلام) يبايع له بين الركن والمقام معه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ومغفر رسول الله صلى الله عليه وآله ودرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسيف رسول الله صلى الله عليه وآله". ( معجم أحاديث الامام المهدي - ج -3- حديث رقم 772).
أقول:
 إن الرايات التي تتصارع بالكوفة دار المسيرية اليوم هي رايات بني العباس الثلاثة ثم تعقبها راية السفياني الدجال الأمريكي، ثم تجيئ راية شخصي المهدي سليمان. وهي الراية السوداء القادمة من خراسان الغرب وبرفقتي السود الجعد ثوار دارفور وهذه هي راية الرجل من ولد الحسين(عليه السلام) شخصي الذي يبايع بين الركن والمقام (دارفور مكة القائم) بعد أن يكتمل الصف ببيعة الثوار لشخصي المسيح المهدي سليمان ولله الحمد. وإكتمال الصف الإيماني هو المعبر عنه بالأثر المروي . عن الأمام الباقر(عليه السلام) بقوله: "لا يخرج المهدي حتى يكتمل بيته" (بشارة الأسلام).
 البيت هنا هو طائفة أهل الإيمان السودان رعاة الإبل. ويشير إلى معنى البيت كصف إيماني قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) الصف الآية (4). وأذكر أثناء وجودي بقرية الحريكة مابين عامي (1997م - 1998م) خاطبني الحق عزوجل بقوله:
"سأمسك بالعدو لحين إكتمال الصف ثم أقذف به في جهنم". وسأجئ على قدر وأمر من الله عزوجل من دارفور( مكة القائم) إلى الكوفة لأدفع عن أهلها شر الدجال وبطشه ليتحقق الخبر المروي عن الصحابي حذيفة بن اليمان بقوله: "يا أهل الكوفة أنتم أسعد الناس بالمهدي" ( كنز العمال-ج14) .
جاء عن النبي  صلى الله عليه وسلم في باب اسباب النزول لسورة الواقعة لـلـ(نيسابوري) "... لن تستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان السود الجعد اصحاب الجلاليب رعاة الإبل من شهد أن لا إله إلا الله". المصدر:(النيسابوري- أسباب النزول). فعند وصولي إلى دارفور يجب على أهل دارفور أن يبايعوني على السمع والطاعة متى ما ذهبت إليهم، عند مكة (دارفور).
فقد أثبتُّ أن الكوفة هي ليست كوفة العراق بل هي كردفان وأن مكة هي ليست مكة المكرمة في الجزيرة العربية بل هي دارفور(مكة القائم)
(منقول من كتاب اليماني ) من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني:
"... وهناك في المهجر ستأخذ الدعوة إطاراً أوسع وأكثر انتشاراً مما كانت عليه في السابق
بل ربما يتمكن اليماني وأتباعه من الوصول لحكم تلك البلاد وبالتالي تأسيس جيش بكافة معداته ... وقد بينا إن لدعوة الإمام المهدي (عليه السلام) شبهاً كبيراً بدعوة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، ثم انه ما أن تتاح الفرصة لليماني ويحين الوقت الملائم حتى يبدأ بحركته العسكرية باتجاه الكوفة  فهذا المكان هو الكوفة ( مكة الإمام المهدي وليست مكة المكرمة حسب التأويل ".أهـ.
 المصدر : المصدر : http://noon-52.com/vb/showthread.php?t=7265

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق