الخميس، 2 يونيو 2016

فتح القسطنطينية

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى ا لله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين.
إنكار ظهور المهدي وخروج الدجال وعودة المسيح
ظهرت في الآونة الأخيرة أصوات تنكر ظهور المهد ي وخروج الدجال وعودة المسيح ومرد ذلك لخطأ من العلماء في تحديد ما هي المدينة التي بعد أن يفتحها المهدي يثور الروم ويغزوا جزيرة العرب بقيادة الدجال.
فالحديث الذي يتحدث عن غتح القسطنطينية انما هو سلسة من حروبات الروم مع المسلمين تتخلها هُدَن وسلح فجاءت مجملة في حديث واحد ومفصلة في عدد كبير من الأحاديث فالمطلوب إعادة فراءة هذه الأحاديث وإعادة شرحها.
عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: )لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم لاأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فاذا تصافوا قالت الروم خلّو بيننا وبين الذين سُبوا منا نقاتلهم فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون اذ صاح فيهم الشيطان ان المسيح خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاءوا الشانم خرج ، ‘ فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف ‘إذ اقيمت الصلاة فنزل عيسى اين مريم فأمهم ‘ فإذا رآه  عدوا الله ذاب كما الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريمهم دمه في حربته( أخرجه مسلم 1758.
قال عبد الوهاب عبد السلام طويلة في كتابه (المسيح المنتظر ونهاية العالم) الفصل الأول:
)وقد تم فتح القسطنطينية عام (857هـ ـ 1453م) على يد السلطان العثماني محمد الثاني والمعروف بالفاتح(.
وما يجب أن يفهمه المسلمون من هذا الحديث كحقيقة تأريخية أن القسطنطينية قد فتحها المسلمون بقيادة محمد الفاتح فالدجال لا يخرج بعد فتحها مباشرة بدليل "صراخ الشيطانأن المسيح خلفكم في في أهليكم فيخرجون وذلك باطل(وهنالك فاصل زمني بين فتحالقسطنطينية ... الى قوله (وذلك باطل) يشير الى فتح القسطنطينية عام 1435م ولم يخرج الدجال.
والحديث " لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ... الى قوله لا يفتنون أبداً ، يتحدث عن حرب سبايا اليهود (من حماس وحزب الله) وحرب جنوب لبنان ودور سوريا في حماية المقاومة الإسلامية كافة في العراق ولبنان وفلسطين (كما جاء النص " فيقول المسلمين لا والله لا نخلي بينك وبين اخوانننا " وهي حرب بدأت عام 2006 م والآن تمر بهدنة وسوف تستعر مستقبلاً فتؤدي الى نزول المسيح بالشام قادماً من السودان وليس من السماء.
سبايا اليهود (حرب جنوب لبنان 2006م)
عن جبير بن نفير ان النبي صلى اله عليه وسلم قال: (ان فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة الى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام) رواه أبو داؤد.
ففي حديث أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سمعتم بمدينة جانب منها في البحر؟،قالوا: نعم يا رسول الله قال: (لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون من بني اسحاق فإذا جاؤوها نزلا لم يقاتلوا بسلاح لوم ويرموا بسهم ، قالوا لا إله الله ولله أحبر، فيسقط أحد جانبيها .... ثم يقولوا الثانية لا إله إلا الله والله أحبر فيسشط جانبها الآخر . ثم يقولوا لا إله الله والله أحبر فيفرج لهم فيدخلوها، فيغنموا فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقال: أن الدجال خرج فيتركون كل شئ ويرجعون) صحيح مسلم حديث رقم(2920).
قال القاضي عياض: (كذا في جميع أصول صحيح مسلم (من بني إسحاق) ثم قال: قال بعضهم: المعروق المحوظ: (من بني اسماعيل) وهو الذي يدل الحديث عليه وسياه لأنه انما أراد العرب) أنظر النهاية في الفتن والملاحم (1/58) تحقيق د. طه زيني.
فالملاحظ ان الجدال لم يخرج عند فتح القسطنطينية عام (857هـ ـ 1453م) على يد محمد الفاتح ونص الحديث يدل على ان الدجال لا يخرج بعد فتحها مباشرة وتقسيم غنائمها بالنص الصريح  (فيفتتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم اشيطان ان المسيح خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل)
ولكن خروجه يكون بعد فتح بني اسماعيل لمدينة (جانب منها في البحر) وهي الكويت فقد غزاها العرب (بنو اسماعيل) بقيادة صدام عام 1990م وعندها خرج  بنو اسحاق " وهم الروم وعند ذلك يخرد الدجال بنص صريح  فبنما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقال: (إن الدجال قد خرج فيتركون كل شئ ويرجعون).
فيكون الحديث تحقق بشقيه فقد غزا هذه المدينة (بنو اسماعيل) بقيادة صدام حسينـ وغزاها بعدهم (بنو اسحاق) الذين اتخذوا غزو العراق للكويت ذريعة لتدمير قوة العراق العسكرية لمصلحة اليهود (بني اسحاق) بقيادة جورج بوش الأب عام 1991م وجورج بوش الإبن عام 2003م لقد فصّلت الآثار هذه الأحداث بدقة متناهية التفاصيل ، سمت أسماء القادة في هذه الملاحم وأسماء وأسماء بلدانهم .
وفيهم يخرج الدجال (جاءهم الصريخ فقال ان الدجال قد خرج) لقد غزا بنو اسماعيل الكويت ثم غزاها من بعده بنو اسحاق.
أورد محمد أمين جمال الدين في كتابه: (هرمجون ـ آخر بيان يا أمة الاسلام) الفصل الأول:، قال: روى نُعْيم بن حماد في الفتن بسيده عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سيكون في بني أمية رجل أخنس بمصر (أي ببلد) يلي سلطاناً، يغلب على سلطانه أو ينتزع منه فيفر الى الروم فيأتي بالروم الى أهل الإسلام وذلك أول الملاحم)
وروى بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: (إذا رايتم أو سمعتم برجل من أبناء الجبابرة بمصر له سلطان يغلب على سلطانه ثم يفر الى الروم فذلك أول الملاحم يأتي الروم الى أهل الإسلام).
هذا السلطان هنو أخير دولة الكويت فبعد إستيلاء العراق عليها بقيادة صدام حسين استنجد بأمريكا التي بدورها جمعبت العالم والروم  خاصة واستردت ملكه .
قوات الروم التي ناصرت الكويت:
عن جبير بن نفير، عن ذي مِخْمرَ عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(تصالحون الروم صلحاً آمناً وتغزون أنتم وهم عدواً من ورائهم فتلمون وتغنمون ثم تنزلون برمج ذي تلول فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول الا غلب الصليب فيوم اليه  رجل من المسلمين فيقتله فعند   ذلك تغدر الروم وتكون الملاحم فيجمعون لكم فيأتونكم في ثمانين غاية مع كل غاية عشرة آلاف). أخرجه أحمد في المسند (ج/16826) .
وان عدد هذه القوات التي جمعها الصريخ .. أوردته مجلة (الشاهد) اللندنية الصادرة بالعربية في العد (52) بتاريخ 15/9/1997م صفة (37) جاء فيها: (وفي أعلى مستوى لها ضمت قوت التحالف ما بقرب من 800 الف فرد). وهو نفس العدد الوارد في حديث أحمد: (فعند ذلك تغدر الروم وتكون الملاحم فيجمعون لكم فيأتونكم في ثمانين غاية مع كل غاية عشرة آلاف (80×10,000).
هذا الحديث: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق) جمع بين حرب أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر التي خاضها جورج بوش نيابة عن (80) دولة تأثرت بضرب البرجين في نيويورك عام 2001م فالحروبات هدفها واحد هو القضاء على المسلمين والعرب لمصلحة اليهود (بني اسحاق) والروم النصارى.
تاريخ خروج المهدي:
وجاءت الأسماء صريحة بتواريخها مفصلى، فأورد الأستاذ/ أمين محمد جمال الدين في كتابه (هرمجدون) البيان الثالث:
(في أثر عزيز من مخطوطة نادرة من القرن الثالث الهجري بدار الكتب الاسلامية. بكتابخانة الترك ومما رواه أبو هريرة وكان يكتمه من قبل، واليكم النص كما أورده أمين ممحمج جمال الدين نقلاً عن كتاب (المهدي المنتظر على الأبواب) لمحمد عيسى داؤد:
(حرب آخر الزمن حرب كونية، المرة الثالثة بعد اثنين كبيرتين يموت فيها خلائق كثيرة الأولى أشعلها رجل كنيته السيد الكبير وتنادي الدنيا باسم (هَتْللر) وهذا مما رواه أبو هريرة وابن عباس وعلى بن ابي طالب.
وفي رواية خاف أن يحدث بها أبو هريرة ولمّا أحس الموت خاف أن يكتم علماً فقال لمن حوله:
(في نبأ علمته عما هو كائن في حروب آخر الزمن، فقالوا: أخبرنا جزاك الله خيراً فقال:
(في عقود الهجرة بعد الألف وثالاثمائة واعقد عقوداً يرى ملك الروم ان رب الدنيا كلها يجب ان تكون، فأراد الله له حرباً، ولم يذهب طويل زمن، عَقْدٌ و عَقْدٌ فسلط رجل من بلاد اسمها (جِرْمَن) له اسم الهر َّ، أرده أن يملك الدنيا ويحارب الكل في بلاد ثلج وخير فأمسى في غضب الله بعد سنوت نار، أرداه قتيلاً سر الروش أو الروس، وفي عقود الهجرة بعد الاف وثلاثمائة، عُد خمساً أو ستاً يحكم مصر رجل يكنى (ناصر) يدعوه العرب (شجاع العرب)، وأذله الله في حرب وحرب وما كان منصوراً، ويريد الله لمصر نصراً له في أحب شهوره، وهو له،  فأرضى مصر رب البيت والعرب باسمر سادا، أبوه أنور منه، ولكنه صالح لصوص المسجد الأقصى بالبلد الحزين.
وفي عراق الشام رجل متجبر ... و .... سفياني، في احدى عينيه كسلٌ قليلٌ، واسمه من الصدّام هوه صدام لم عارضه الدنيا جمعت له في (كوت صغير) دخلها وهو مدهون ولا خير في السفياني إلا بالإسلام وهو خير وشر، والويل لخائن المهدي الأمين.
وفي عقود الهجرة الألف وأربعمائة وأعقد اثنين أو ثلاثاً ... يخرج المهدي الأمين ويحارب كل الكون يُجمعون له الضالون والمغضوب عليهم والذي مَرَدوا على النفاق في بلاد الإسراء والمعراج عند جبل مجدّون وتخرج له ملكة الدنيا والمكر زانية إسمها (أمريكا) تراود العالم يومئذ في الضلال والكفر، ويهود الدنيا يومئذ في أعلى عليين يملكون كل القدس والمدينة المقدسة، وكل البلاد تأتي من البحر والجو إلا بلاد الثلج الرهيب وبلاد الحر الرهيب. ورأى المهدي ان كل الدنيا عليه بالمكر السيئ ، ويَرى الله اشذ مكراً، ويرى أن كلّ كون الله له وإليه والمرجع والمصيرُ وكلّ الدنيا شجرةَ له ان يمكلها فرعاً فرعاً وجزراً جزراً ... فيرميهم الله بالكرب ويحرق عليهم الأرض والير والسماء وتمطر السماء مطر السوء، ويلعنُ أهلُ الأرض كلّ كفار الأرض ويأذنُ الله بزوال كلّ الكفر".
وهذا تَجَمُعٌ آخر بقيادة أمريكا الدجال لمهدي آخر الزمان هو المسيح ابن مريم.
فالمهدي الذي يهزم أمريكا في هذا الأثر هو غير صدام حسين وقد سمي في المخطوط بـ(فتى النيل)
والمهدي عيسى ابن مريم والسفياني والدجال بيّنهم الأثر الذي أورده محمد عيسى داؤد في كتابه المهدي المنتظر على الابواب الفصل (18):
(جاء في مخطوط بدار الكتابخانة بتركيا ـ الدار القومية بالعاصمة أنقرة ـ تحت مسمى أو تصنيف (3664/تراث المدينة المنورة) لعالم مدني يقال أنه كان يعيش بالمدينة المنورة في القرن الثالث الهجري.
وهو (كلدة بن زيد بن بركة المدني) بعنوان (أسمى المسالك لأيام المهدي الملك لكل الدنيا لأمر الله المالك)
ومما جاء فيه:
(وتخربُ المدينةُ المنورةُ على يدي أمرئ سوء لا يدانيه سوءُ أمرؤٍ من أهلِ الشهادتين، وهو رجل من حامَ حولَ الحمى وكادَ ان يقع فيه، ولكنّ الله ردّ كيده الى نحره، في زمن خراب الذمة وخراب الدين وولاة ... أحسنوا في الظاهر وأيام فتنٍ عُجبٍ بدخول جزيرة العرب التي نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان يجتمع فيها دينان، يحكمون ستة أو سبعين ولا يبلغون ثمانية ولا تستعين، ويحين زوالهم بخروج فتيّ النيل وخروج صاحب البيت يعوذ به الشجر ... ولكن الله يريد لرجل السوءِ هلاكاً بيد الكريم المهدي بن عبد الله فيقتله بامر ملك الملوك إلهاماً بمنام وكشفاً بأفعال ، يقطع فيه شجرةَ سوءٍ نابتةٍ في عراق الشام وشام العراق إمتلأوا بثمر عقن ومر وكوسج (نوع من أنواع الشوك) حان زواله من أعناق بابل القديم ... ويعود المدينة المنورة سحر الجمال الشجر والنخيل وماء عذب في أنهار آبار، وهذا نذيرٌ وبشيرٌ للقدس، فكما حان خراب وبناء في المدينة حان خرابٌُ ثم بناءٌ في القدس ئز وبلد دُفِن بها نبي الله أيوب أسرع للبيعة من الطير والخيل .... وحرب في بلد أصغر من عجب الذنب يجمع أهل الدنيا لها كأنها أغنى بلد أولم عليها الوالمون وأمير فيها سلّم رايته لزعيمة الشر الآتية من الشواطئ البعيدة الغربية بداية آخر الزمن، فتجمع لها صريخها من كل الدنيا، وترد له عرش الملك ويخرب عراق في ملاحم بداية آخر الزمن ، ويحارب أمير الذنب الصغير جيوش المهدي، وحان خراب البلد مرة أخرى لأن أميرها ... والفساد والمهدي يقتله ويعود الذنب الى الجسد ...).أهـ
وتؤصل لهذه الآثار مرجعية السنة الصحيحة في رواية متفق على صحتها
عن حذيفة قال: (لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلاَّ ذكره علمه من علمه وجهله من جهله، ان كنت لأرى الشئ قد نسيت فأعرفة كما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه) لفظ البخاري (6604) .
قوله: (إن كنت لأرى الشئ قد نسيت ... فرآه فعرفه) دليل على تنزيل النصوص الى أرض الواقع وبعبارة أدق (إن الحديث لا يعرف مجرداً إلاَّ بالحدث الذي يجليّه على أرض الواقع وهو تأويله).
وهذه الآثار يؤصل لها في القرآن قوله: (أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ) في قوله تعالى: )ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( الاحقاف4.
 فالمهدي الذي حارب الذنب الصغير (الكويت) هو صدام حسين أما المهدي المشار إليه )بفتي النيل( هو المسيح المهدي الذي يخرج من الخرطوم على النيل ..
فالمدينة التي (جانب منها في البحر) هي (الكويت)، (كوت صغير) والمهدي هو صدام حسين (اسمه من الصدام) (والويل لخائن المهدي) (صدام حسين) وقد خانه وزير دفاعه (سلطان هاشم) الذي كان عميلاً للأمريكان فسقطت بغداد بسبب خيانته لرئيسه (صدام) وهناك مهدي آخر يأتي من المغرب الأقصى وتحديداً من الخرطوم وبه (يعود الذنب للجسد) بتوحيد الكويت والعراق.
الحكام العرب الذين يعاصرون المهدي
أورد زرق أبو بطة في كتابه (المهدي المنتظر يطرق الأبواب) الفصل الثاني، مقتطفات من الجفر الشريف ...
عن مولانا سيدنا علي كرم الله وجهه:
(أ)(والله لو شئت أن اسمي أعداء المهدي بأسمائهم لسميت وأن أومي إليهم بإعيانهم يوم يبعثه الله فيبعث به الدين لاومات ...)
وفي إشارة الى حكام هذا الزمان قال الإمام علي: (يسيرون وراء كذاب اسرائيل ويكون منهم أئمة الضلالة والدعاة الى جهنم ويركب مركبهم ملوك وأمراء جعلوهم حكماً على رقاب فأكلوا بهم الدنيا والله لو شئت لسميتُهم وآل فلان وآل النون وآل العود والمتبرك والمتعرف والمتيمن والمتمصر والقاذف بالكلام والصادم بالنار والفاتن بالفتن ... في زمنهم يضيع المسجد الأقصى ويعود مع صحابي مصر... لكن إسرائيل تعلو بالفساد والنفير والنار والعرب غثاءٌ كغثاء السيل كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيخرج صاحب مصر من خفاء وصمت طويل وينادي بالثأر الثأر، يمهدي للمهدي، وانما الناس مع الملوك والدنيا والدين مع الغرباء فطوبى لهم حتى يخرج لهم مهدي آل البيت بعدما يزلزل الله أرض الحمر المسروقة ويتمنى الناس العدل ... ولا تتفرق الأرض الجديدة وما هي بجديدة وإنما تعتصم بالمسيح ابن مريم لتنظره
... فقد جاءكم الفَرَجُ يمحوا الله بالمهدي كل الهَرَجِ والمَرَجِ ... تراه الأرضُ في كلّ زواياها في وقتٍ واحدٍ ، ليلٍ أو نهارٍ ..،) أهـ.
وقوله: (يعود مع صحابي مصر) فهذه الجملة لا تطلق الا على عيسى ابن مريم في هذه الأمة (لأنه صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء أو ان هذا الصحابي قائد من أصحاب المسيح كما جاء في الحديث (فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه) رواه مسلم.
وفي كلا الحالتين فإن المهدي الذي يمهدي له صاحب مصر أو صحابيها وسواء كان المراد بـ(مصر) اسم جنس بمعنى (بلد) أو القطر المعلوم إنما يمهد للمسيح.
لقد ربط الجفر خروج مهدي آل البيت (بزلزلة أرضِ الحمر المسروقة) في دارِ المسيرية، في إتفاقية نيفاشا وبروتوكول أبيي وبين المسيح ابن مريم ومن عاصره من الحكام الحاليين (القاذف بالكلام) الزعيم القذافي، (المتبرك) الرئيس المصري مبارك، ومنهم من قضى نحبه (الصادم بالنار) صدام حسين و(المتعرف) ياسر عرفات الزعيم الفلسطيني وكون صدام حسين وياسر عرفات من معاصري المهدي فيه دليل ان المهدي قد ظهر منذ فترة بقائهم على قيد الحياة.
وكانوا أعداء لأنهم سمعوا بدعوته قبل موتهم ولم يستجيبوا له. فلا مهدي بعد (سليمان أبي القاسم ) يُنْتَظَرُ ظُهورُه.
فعودة المسيح في هذه الأمة تكون بالميلاد كما كان ظهوره الأول في بني إسرائيل بالميلاد بدلالة قوله تعلى: (ۚكَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ)
ودليل السنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وأمكم) أخرجه مسلم 345 ـ 155
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (كيف أنتم اذا نزل ابن مريم فأمكم منكم) أخرجه مسلم 246 ـ 155
فعيسى منكم بنص صريح وقول صحيح ولا يكون ذلك إلاَّ بميلاده الثاني منكم وليس من الأمة التي خلت من بني إسرائيل قال تعالى: (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ*تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) البقرة 140 ـ 141.
وليس المراد منكم بـ"منكم" من المسلمين بكتاب (ربكم) فتلك معلومة من الدين بالضرورة فالأحاديث جاءت بالإستفهام للتنبيه على ميلاده الثاني.
فعيسى ابن مريم لا يطاع في هذه الأمة إذا لم يولد فيها بنص قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) النساء59. ولذا جاء الحديث (فامكم منكم) مطابقاً للقرآن.
مكان خروج المهدي (الخرطوم وليس مكة)
فالعجب كل العجب أن تعتقد الأمة في رجل أنه المهدي وهو يرفض ذلك صراحة
فقد جاء في كتاب البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للعلامة على بن حُسام الدين المعروف بالمتفي الهندي: (الباب السادس) في كيفية بيعة المهدي:
أخرج نعيم بن حماد عن ابن مسعود قال : (خرج سبعة علماء من أفق شتى ...حتى يجتمعوا بمكة ... فيقولون جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه وتُفْتَح له القسطنطينية ... فيتفق السبعة على ذلك فيطلبونه فيصيبونه فيقولون: أنت فلان ابن فلان وأمك فلانة بنت فلان ...فمد يدك نبايعك فيقول لست بصاحبكم ... ألخ).
أقول:
لقد أنكر ذلك الرجل دعاوى هؤلاء العلماء فهو من الانصار والمهدي من آل البيت فإن كان كاذباً فإن كان كاذباً في قوله فهو ليس بالمهدي وان كان صادقاً فقد قالها صراحة (لست بصاحبكم) فكيف تصدقون من يقول لست بصاحبكم (أي لست أنا المهدي) بأنه المهدي والذي يقول أنه المهدي تقولون تقولون له: أنت لست بالمهدي وهذا تحقيق لقوله صلى الله عليه وسلم: (يكذب الصادق ويصدق الكاذب).
ويقول قائل انه أنكر ذلك لأنه لم يعلم بمهديته في تلك اللحظة.
فاقول: أنه قال: أنه من الأنصار أي من أحفادهم والمهدي قرشي من أحفاد المهاجرين وان مسكنه المدينة. عن أبي هريرة عن النبي صلى الله  عليه وسلم قال: (لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كافر) أخرجه البخاري (6778)
اسم المـــهدي
عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ أسمه اسمي وخُلْقه خُلْقي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً). أخرجه أبو نعيم في صفة المهدي.
فسليمان أبو القاسم هو المسيح ابن مريم وأبوه أبو القاسم في ميلاده الثاني واسمه في الكتاب عبد الله في قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) مريم30.
والرسول صلى الله عليه وسلم اسمه القاسم بنص الحديث (أنا القاسم) فكنية أبيه/ أبي القاسم، والرسول صلى الله عليه وسلم اسمه عبد الله في قوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ) الجن19.
وهنا يطابق اسم سليمان واسم أبيه (أبو القاسم) إسم الرسول صلى الله عليه وسلم وإسم أبيه الكنية.
عن تميم الداري قال: (قلت يا رسول الله ما رأيت للروم مثل مدينة يقال لها انطاكية ما رأيت أكثر منها مطراً فقال صلى الله عليه وسلم: نعم وذلك أن فيها التوراة وعصى موسى ورضاض الألواح ومائدة سليمان في غار... إلى أن قال: فلا تذهب الليالي حتى يسكنها رجل من عترتي اسمه اسمي واسم أبيه اسم ابي وخُلقه خًلقي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) حديث رقم(9) المهدي الموعود لعبد الحسين دستغيب.
فأسماء المسيح (سليمان، عيسى، عبدالله) وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم (عبدالله، القاسم، محمد).
مكان خروج المهدي
أورد القرطبي في التذكرة (باب منه في المهدي من أين يخرج ...):
(وروُيَّ من حديث معاوية بن أبي سفيان في حديث في طول، عن النبي صلى الله عليه وسم أنه قال:
(ستفتح بعدي جزيرة تسمى بالأندلس فَتَغلَّب عليهم أهلُ الكفر، فيأخذون من أموالهم وأكثرَ بلدِهم ويسبون نساءهم وأولادهم ويهتكون الأستار ويخربون الديار ويرجعُ أكثرُ البلادِ فيافي وقفاراً، وتنجلي أكثر الناس عن ديارهم وأموالهم فيأخذون أكثر الجزيرة ولا يبقى إلا أقلُها ويكونُ في المغرب الهرج والخوف ويستولي عليهم الجوع والغلاء، وتكثر الفتنة ويأكل الناس بعضهم فعند ذلك يخرج رجل من المغرب الأقصى من أهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المهدي القائم آخر الزمان وهو أول أشراط الساعة) أهـ.
يخبر الحديث عن الزمان الممتد من فتح الأندلس إلى خروج المهدي آخر الزمان (أول أشراط الساعة) وان الفتنة التي يخرج فيها هي فتنة دارفور في غرب السودان الحالية لأن المهدي يخرج في ظروف حروبات قبلية.
وقال القرطبي في التذكرة (باب: ما جاء في فتح القسطنطينية).
(فإن المهدي إذا خرج بالمغرب على ما تقدم جاءت اليه أهل الأندلس فيقولون يا ولي الله: انصر جزيرة الأندلس فقد تلفت وتلف أهلها، وتغلب عليها أهل الكفر والشرك من أبناء الروم، فيبعث كتبه الى جميع قبائل المغرب وهم قزولة وخذالة وقذالة وغيرهم من القبائل من أهل المغرب ان انصروا دين الله وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فيأتون اليه من كل مكان ويجيبونه ويقفون عند أمره ويكون على مقمته صاحب الخرطوم وهو صاحب الناقة الغراء وهو صاحب المهدي وناصر دين الإسلام وولي الله حقاً)أهــ.
ومعلوم أن معظم قبائل شمال أفريقيا وتشاد والسودان خرجت من الأندلس بعد أن تغلب عليهم أهل الكفر والشرك وأن صاحب الخرطوم هو نفسه مهدي آل البيت وفي ذات الوقت صاحب المهدي الذي يحاصره الدجال في القدس أو عقبة أفيق أو المنارة البيضاء وهذا المهدي صاحب الخرطوم هو (فتي النيل) الذي ينجد البيت الذي يعوذ به، أي المهدي في الجزيرة العربية ـ فتيّ النيل هذا هو (سليمان) وهو المهدي الذي يخرج بعدما يزلزل الله أرض الحمر المسروقة.
مع ملاحظة أن صاحب البيت تطلق على (فتي النيل) وتطلق على مهدي الجزيرة العربية فكل واحد منهم من آل البيت وجملة (يعوذ به) لأن البيت ركنه الشديد الذي يعوذ أي يأوي إليه كما في قوله تعالى: (آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ) هود80.
وهذا معنى البيعة تكون بين الركن والمقام وهو مأوى المهديين جميعاً .
اسم المهدي: (سليمان): قال محمد عيسى داؤد في كتابه (المفاجأة، بشراك يا قدس) صفحة(378) يقول ابن عربي:
(والأرياح تختلف على اليمين والشمال. يالها من غنيمة ما أكثرها ونعمة ما أغزرها ونقمة على الأعاء الذين لا يتبعون الهدى ولا يسمعون النداء تلك الواقعة سبب تخريب بلاد الصليب وقيام الأطراف على جزيرة القَلِيب ... هول وهول الا في قطر الكنانة فان طالعها قد خص بالصيانة لا يقهرها قاهر ولا يظهر عليها فاجر فهي محفوظة الأركان مخصوصة بالأمن والإيمان حتى تشرف الشمس من عين الروح ...
(وتستمر الكنانة في حصن الصيانة وتقوى الشوكة قطانها حتى لا يدخلها دخيل ولا يتصرف فيها بديل، رجالُها الأعيانُ عِدّةُ الغين الجامدة المتحركة إذ آن أوانهم وتعينت أعيانهم شيدوا أركانها وكشفوا أعوانها بالفرد القائم إذ ذاك هو الميم بن الميم الأول وابن الحاء الأول والحاء الآخر، فيه سليمان، من الأحرار لا  من العبيد ... رجاله رجال النجدة) أهـ.
أود أن الفت النظر الى أن (مصر أرض الكنانة) المراد بها السودان فإسم (مصر) يراد به إسم جنس أي بلد .
ونأخذ من هذا الكلام الصريح غير المرموز وهو (تشرق الشمس من عين الروح) لا ينطبق هذا الوصف إلاَّ على المسيح ابن مريم مهدي آل البيت المنتظر وقوله: (وكشفوا أعوانها بالفرد القائم إذ ذاك) أي لا تعرف هذه الجماعة إلاَّ بالفرد في ذلك الوقت والفرد القائم معروف هو مهدي زمانه وذكر اسم الفرد القائم صراحة فقال: (الفرد القائم ... فيه سليمان) أي سليمان هو المهدي قائم أهل. وقوله: (رجاله رجال النجدة) دليل على أنه هو المسيح الذي ينجد رجاله الأمة الإسلامية المحاصرة بقيادة الرجل الصالح المعروف عندهم بالمهدي بواسطة الروم تحت قيادة الدجال ولذلك يُعرّفُ المسيح بأنه (صاحب المهدي) وأنه (ناصر دين الله) وأنه (ولي الله حقاً) ولذلك جاء وصف أصحابه (رجاله رجال النجدة) وهو من أفريقيا ففي القول المختصر في علامات المهدي المنتظر للهيتمي تحقيق مصطفى عاشور الباب الثالث العلامة السابقة عشرة: (يملك قبله أمير أفريقة أثني عشرة سنة، ثم يملك رجل أسمر يملؤها عدلاً، ثم يسير إلى المهدي يطيعه ويقاتل عنه).
وأورد محمج عيسى داؤد في المغاجأة صفحة(379) قال: (كندي زار مصر سائحاً ... وصارحني الرجل قائلاً: (فقد قرأت مخطوطاً باللغة العربية بإحدى الجامعات الكندية أن مصر ستحارب اليهود ـ لكن ملكاً جديداً يخرج ويحاربهم ويعلن الجهاد المقدس ضدهم ... وأعرف أن هذا الملك سيكون معه قائد من صعيد مصر وأنه به أُدْمَة أي أسمر وأنه حازم لدرجة الفتك بأي عدو للإسلام ولمصر) أهـ .فهو من السودان صعيد مصر الجغرافي.
وكون (سليمان) هو مهدي آل البيت وفي نفس الوقت هو عيسى ابن مريم يكفي فيه قول الإمام علي كرم الله وجهه في خطبة البيان (أنا مهدي الآوان أنا عيسى الزمان) فإذا جاء آوان عيسى المهدي فإنه يقول: (أنا مهدي الآوان أنا عيسى الآوان) ولا مهدي لهذه الأمة إلاَّ وهو من آل البيت حتى عيسى ابن مريم نفسه لا يكون إلاَّ من رحم هذه الأمة (منكم) وذلك لأن مقام المهدي هو مقام عيسى ابن مريم، ينوب عن عيسى بالوكالة أما عيسى فهو المهدي بالأصالة.
قال محمد عيسى داود في كتابه(المهدي المنتظر على الأبواب) عنوان: (ثم أن المهدي... ولا مهدي إلاَّ عيسى) الذي أخرجه ابن ماجة في كتابه البداية والنهاية: المراد من ذلك أن المهدي حق هو عيسى ابن مريم ولا ينفي ذلك أن يكون غيره مهدياً.
وقال البروفسير الدكتور شوقي بشير في صحيفة ألوان (23أبريل2007م): معاصرة المهدي المنتظر للمسيح عليه السلام نصوص تحتاج إلى تحقيق.
أقول: وهذا معناه التشكيك في إلتقاء المهدي وعيسى فيكون خروج عيسى غير مشترط بخروج المهدي.
مهدي آل البيت هو عيسى ابن مريم
عن عثمان بن أبي العاص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(يصير للمسلمين ثلاثة أمصار مصر بملتقى البحرين  ومصر بالحيرة ومصر بالشام فيفزع الناس ثلاث فزعات فيخرج الدجال في أعراض الناس فيهزم من قبل المشرق فأول مصر يرده المصر الذي بملتقى البحرين فيصير أهله ثلاث فرق فرقة تقول نشامه ننظر ما هو؟ وفرقة تلحق بالأعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم ومع الدجال سبعون ألفاً عليهم السيجان وأكثر تبعه اليهود والنساء ثم يأتي المصر الذي يليه فيصير أهله ثلاث فرق فرقة تقول نشامه ننظر ما هو؟ وفرقة تلحق بالأعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم بغربي الشام وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق فيبعثون سرحاً لهم فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد حتى أن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله. فبينما هم كذلك إذ نادى منادٍ في السحر: يا أيها الناس أتاكم الغوث ثلاثاً فيقول بعضهم لبعض: إن هذا لصوت رجل شبعان، وينزل عيسى ابن مريم عند صلاة الفجر فيقول له أميرهم: يا روح الله تقدم صلِ فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض فيتقدم أميرهم فيصلي فإذا قضي صلاته اخذ حربته فذهب نحو الدجال فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص فيضع حربته بين ثنْدوتيه فيقتله وينهزم أصحابه...). أخرجه احمد وأخرجه الحاكم وصححه .
فالمصر الثاني (مصر بالحيرة) هو العراق بعد غزو الدجال لجأ بعض العراقيين إلى الأردن وسوريا (بغربي الشام) أما المصر الأول (بملتقى البحرين) هو السودان وهو أول مصر يَرُدَّ الدجال وينتصر عليه ويلاحقه إلى جزيرة العرب فيحاربه السودانيون من شرق نهر الأردن (أنتم شرقيه) والدجال قائد اليهود الذين يحتلون ضفة الأردن الغربية (وهم غربيه) فتدور هناك المعركة وبعد قتل الدجال يهزم السودانيون ومن أنضم إليهم من جيوش المقاومة اليهود وأشار القران إلى العاصمة السودانية (الخرطوم) التي تذل وتهزمه ووصف الدجال وحصاره للمسلمين ومنعهم من خيرات الأرض ومحاولة زرع الفتنة بينهم لنشر العداوة والفرقة بينهم قال تعالى: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ*مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) القلم (11- 12) فالدجال يمنع توحد العرب بزرع الفتنة بينهم (مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) ويمنع الخير منهم كما فعل في حصار قطاع غزة (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) وذكر نهاية الدجال تكون على يد رجل الخرطوم فقال تعالى:(سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ)القلم(6) أما المصر الثالث (مصر الشام) هو سوريا معقل المقاومة العربية والإسلامية عند خروج الدجال وتعاظم الفتن.
فترة عيسى ابن مريم فترة رخاء ونعيم
أن أوقات عيسى ابن مريم هي أيام الرخاء في عمر هذه الأمة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العرب يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح. فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذا نزل عيسي ابن مريم الصبح فيرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليقدم عيسي يصلي فيضع عيسي عليه السلام يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسي عليه السلام: افتحوا الباب فيفتح ووراءه الدجال ومعه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلي وساج، فأذ نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هارباً ويقول عيسي إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها، فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود...
فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكماً عدلاً وإماماً مقسطا يذبح الخنزير ويضع الجزية ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير وترفع الشحناء وتُنْزَع حُمَةُ كل ذات حُمَة حتى يدخل الوليد يده في فيِّ الحيَّة فلا تضره وتَفرُّ الوليدةُ الأسدُ فلا يضرها، ويكون الذئب مع الغنم كأنه كلبها وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء وتكون الكلمةُ واحدة فلا يعبد إلاَّ اللهوتضع الحرب أوزارها وتَسْلب قريش ملكها وتكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم) التصريح حديث رقم(13) أخرجه ابن ماجة.
فعيسى هو مهدي آل البيت المذكور في الأحاديث الآتية:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج المهدي حكماً عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويطاف بالمال في أهل الحِوَاء فلا يوجد أحد يقبله) أخرجه البيهقي في الدار المنثور.
وجاء صريحاً أن عيسى يفعل ذلك عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والذي نفسي بيده لينزلنَّ عيسى ابن مريم إماماً مقسطاً وحكماً عدلاً فليكسرَّن الصليب وليقتلنَّ الخنزير، وليصلحن ذات البين، وليعرضنّ المال فلا يقبله أحد...) أخرجه الهيتمي وعزاه لأبي يعلي.
وأما المهدي قبل عيسى في زمان الدجال (أن أحدهم ليحرق وتر قوسه فياكله)
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج المهدي في أمتي يبعثه الله غياثاً للناس فتنعم الأمة وتعيش الماشية وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحاً) اخرجه أبو نعيم. وقد نص عليه الحديث صراحة بانه عيسى (أتاكم الغوث... وينزل عيسى).
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط، ترسل السماء عليهم مدراراً ولا تدع الأرض شيئاً من نباتها إلاَّ أخرجته) أخرجه أبو نعيم. وهو زمن عيسى (تنبت نباتها بعهد آدم).
فترة المهدي فترة جفاف وشدة
أما فترة المهدي غير المسيح الذي يسبق خروج الدجال تشهد إمساك السماء ماءها ولا تخرج الأرض نباتها فتهلك الماشية.
فالمهدي الذي يبعث غياثاً للأمة يكون بعد قتل الدجال لأن فترة ما قبل الدجال تشهد أسوا أحوال الأمة على كل الأصعدة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن قبل الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلث نبأتها، ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها فيأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نبأتها كله فلا تنبت خضراء، فلا تبقى ذات ظلف إلاَّ هلكت إلاَّ ما شاء الله) أخرجه ابن ماجة.
فالدجال مناع للخير ويحاصر المسلمين حتى إذا كانوا يعتمدون على خيرات باطن الأرض كالبترول لأنه يحاصر المسلمين ويقطع عنهم الإمدادات كالحصار المفروض على غزة وإيران فمهدي آل البيت الذي يبعثه الله غياثاً للأمة لا يخرج من الجزيرة العربية لأن ذلك المهدي ينتهي به المطاف إلى حصار الدجال له في داخل أسوار المسجد الأقصى الذي يصلي خلفه عيسى ابن مريم. وإنما غياث الأمة هو المسيح ابن مريم نفسه فالإغاثة تكون نصرة على الأعداء في الحرب وطعاماً في أيام الجوع وعيسى يفعل كل ذلك يفعل كل ذلك بعد تخليصه للأمة من الدجال.
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج الدجال في خفة من الدين وإدبار من العلم) رواه أحمد المسند (14959).
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن أمام الدجال سنين خداعة يُصدّق فيها الكاذب ويُكذّب فيها الصادق ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، قيل: ما الرويبضة؟ قال: الفوسيق يتكلم في أمر العامة) أخرجه أحمد بإسناد جيد.
وفي الأثر عن حذيفة بن اليمان قال: (إن الدجال لو خرج في زمانكم لرمته الصبيان بالخذف ولكنه يخرج في نقص من الناس وخفة في الدين وسوء ذات بين) المصدر التصريح حديث رقم (20).
وهذا البين في زمن المهدي الذي يحاصره الدجال، يصلحه عيسى كما جاء في الحديث (ليصلحن ذات البين).
وهذا هو حال الأمة العربية والإسلامية اليوم من الفرقة والشتات وسوء ذات البين ففي الوقت الذي تعقد فيه القمة العربية في دمشق (28- 29/مارس2008م) هناك قمة علابية أخرى في مصر بين مصر والجزائر وتخلف بعضهم، فلا يصلحه إلاَّ (سليمان أبو القاسم) المسيح المهدي.
المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً هو الذي يأتي من المغرب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من يرد الله به خيراً يفقه في الدين والله المعطي وأنا القاسم ولا تزال هذه الأمة ظاهرين على من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرين) رواه البخاري رقم(3116).
عن معاوية وعن عمير بن هاني قال سمعت معاوية على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بامر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس) أخرجه مسلم(1037) وللبخاري مثله رقم(3640).
الأحاديث السابقة لم تحدد جهة هذه الطائفة الظاهرة إلى يوم القيامة وحددها الحديث الآتي أنها من الغرب:
عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة) أخرجه مسلم(1925).
واهل الغرب هم السودانيون عامة وسكان كردفان ودار فور خاصة فأهل السودان هم الذين ينتصرون على العالم بدءاً من الجزيرة العربية إلى الفرس والروم والدجال الذي يسود العالم.
فهم أصحاب المسيح لأنهم يقتلون الدجال
عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: سألت نافع بن عتبة بن أبي وقاص قلت: حدثني هل سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يذكر الدجال؟ فقال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده طائفة من أهل المغرب أتوه يسلموا عليه وعليهم الصوف فلما دنوت منه سمعته يقول: (تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم ثم تغزون فارس فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الروم فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الدجال فيفتحها الله عليكم) رواه ابن حبان ج8 حديث رقم(6637).
ولم يسلط على قتل الدجال إلاَّ عيسى ابن مريم
فقد روى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يسلط على قتل الدجال إلاَّ عيسى ابن مريم) اخرجه أبو داود التصريح(28).
وعودة المسيح لقتل الدجال لا تكون من السماء فقد عاد ليلة الإسراء وصلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الأرض في القدس ولم يوجد نص يفيد رفعه بعد تلك الليلة مما يعني أنه بقى في الأرض منذ ذلك التأريخ فلو بقى بروحه وجسده لقضى عليه الموت بنص الحديث:
عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل ان يموت بشهر: (تسألوني عن الساعة؟ وإنما علمها عند الله وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة تأتي عليها مائة سنة). رواه مسلم(2538)
فلو كان نزول المسيح في ليلة الإسراء بروحه وجسده لقضى نحبه في هذه المائة.
فلم  يكن بقاء المسيح إلاَّ بروحه مما مهد لميلاده الثاني بنص الآية (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) ولو أفلت من حكم الحديث فلن يفلت من حكم الآية (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ) يس68 فلن يكلم الناس كهلاً وعمره(40-60) سنة في القرن الحادي والعشرين الميلادي أو الخامس عشر الهجري (أَفَلَا يَعْقِلُونَ) يس68.
وعيسى يجيئ من المغرب
عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (إن الدجال خارج وهو أعور عين الشمال عليها ظفرة غليظة وإنه يبرئ الأكمه  والأبرص ويحي الموتى ويقول: أنا ربكم فمن قال أنت ربي فقد فتن ومن قال: ربي الله حتى يموت فقد عصم من فتنته ولا فتنة بعده عليه ولا عذاب، فيلبث في الأرض حتى ما شاء الله ثم يجئ عيسى ابن مريم من قبل المغرب مصدقاً بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة) أخرجه أحمد (ج7 /20171).
فعيسى ابن مريم يخرج بالسودانيين ويدخل جزيرة العرب من المغرب وبعد أن يفتح الله عليهم يجئ إلى بطن الأردن من المشرق (من إتجاه فارس) فيقتل الدجال.
مجئ عيسى ابن مريم من قبل المشرق
فالسودانيون بقيادة المسيح يقاتلون الدجال بعد أن يغزوا جزيرة العرب وفارس والروم كما في الحديث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتقاتلن المشركين حتى يقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن أنتم شرقيه وهم غريبه) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ج7 ص349.
عن حبيب عن أبيه عن جده سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (إن المسيح الدجال أعور العين الشمال عليها ظفرة غليظة وإنه يبرئ الأكمه  والأبرص ويحي الموتى ويقول: أنا ربكم فمن اعتصم بالله فقال: ربي الله ثم أبى إلاَّ حتى يموت فلا عذاب عليه ولا فتنة، ومن قال أنت ربي فقد فتن وإنه يلبث في الأرض ما شاء الله أن يلبث ثم يجئ عيسى ابن مريم من المشرق مصدقاً بمحمد صلى وعلى ملته ثم يقتل الدجال) رواه الطبراني.
فالسودانيون بزعامة المسيح ابن مريم هم الذين يجددون الدين بقيادة المسيح وليس مهدي آل البيت الذي يخرج من جزيرة العرب لأنه في فترة ذلك المهدي تشهد الأمة الإسلامية فساد في الدين وسوء ذات بين لم يشهد العالم الإسلامي مثلها وهي الفترة التي تمهد لخروج الدجال ليزيد الأمر سوءاً.
فطائفة أهل المغرب الذين يغزون العالم بدءاً بجزيرة العرب وينتصرون عليهم هم من السودان خاصة بصريح الحديث الآتي:
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا خرجت السودان طلبت العرب ينكشفون حتى يلحقوا ببطن الأرض أو قال ببطن الأردن) أخرجه الإمام أبو عمر المقري في سننه. المصدر: عقد الدرر فصل (في الخسف بالبيداء وحديث السفياني).
وعند بطن الأردن يقاتل السودانيون الدجال، (أنتم شرقيه وهم غربيه).
ووصف السودانيين بصفة (بقيتكم) تعني أنهم آخر من يجدد الدين
فقد أورد ابن كثير في تفسيره لسورة الواقعة:
عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت إذا وقعت الواقعة ذكر فيها ثلة من الأولين وقليل من الأخرين قال عمر يا رسول الله ثلة من الأولين وقليل منا؟ قال فأمسك آخر السورة سنة ثم نزل (ثلة من الأولين وثلة من الأخرين) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عمر تعالى فأسمع ما قد أنزل الله (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) ألاَّ  أن من أدم إليِّ ثلة وأمتي ثلة ولن تستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل ممن شهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له).
أقول: هم أصحاب المسيح بنص الحديث (وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلاَّ الله)
فأهل الفرب والسودان بقيادة المسيح هم الذين يجمعون شمل الأمة العربية بالغزو في الحديث السابق (تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم) أي مؤيدون بنصر الله لأنهم حملة تجديد الدين الإسلامي بزعامة المسيح ابن مريم بعد قتل الدجال مثير الفتن والفرقة والعداوة بين المسلمين.
الفرقة الناجية هي الطائفة الظاهرة على الحق من آدم إلى المسيح المهدي
جاء ذكر الطائفة الظاهرة على عدوها مفصلة في القرآن ومجملة
قال تعالى: (فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ) هود116.
وفي السنة روى ابن كثير في البداية والنهاية صفحة23.
عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام خطيباً فقال: ألاَّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا وقال:
(ألأَّ إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على إثنين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين إثنان وسبعون في النار وواحدة في الجنة هي الجماعة) تفرد به أبو داود.
وإسناده حسن وفي مستدرك الحاكم لما سألوه عن الفرقة الناجية من هم؟ قال: (ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
هذه الفرقة متسلسلة ومتصلة الحلقات من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى نزول عيسى ابن مريم في هذه الأمة.
وأنقسمت الأمة منذ عهد الصحابة إلى طائفة ظاهرة على الحق وطوائف أخرى إرتدت إلى الجاهلية.
(عن حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الخير وكنتأساله عن الشر مخافة أن يدركنى، فقلت يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟
 قال: نعم.
قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟
قال: نعم وفيه دخن.
قلت: وما دخنه؟
فقال: قوم يهدون بغير هَدْى تعرف منهم وتنكر
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟
قال: نعم. دعاة علي أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها
قلت: يا رسول الله صفهم لنا
قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا
قلت: فما تأمرني إن أدركنى ذلك؟
قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم.
قلت: فان لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟.
قال:  فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصـل شجرة حتى يدركك الموت وأنت علي ذلك) أخرجه البخاري رقم3606 ومسلم برقم1847.

مخالفة الأمام ردة عن الإسلام
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية) أخرجه مسلم(1848).
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلاَّ مات ميتة جاهلية) أخرجه البخاري(7054) مثله لمسلم(1849).
وشاهد ذلك من القرآن:
فقوله تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) مريم59. أي بعد كل مهدي تحدث ردة في أتباعه كان ذلك في الأمم السابقة وحدث ذلك في أمة المسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بصريح القرآن قال تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) آل عمران144.
(إن) شرطية في قوله (أفإن) فعل الشرط موته أو قتله صلى الله عليه وسلم أو وفاته وقد توفاه الله فتحقق جواب الشرط بأن ارتدت الأمة منذ عهد الصحابة بشرط الآية وبنص صريح الحيث المتفق عليه
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(تحشرون حفاةً عراةً غرلاً ثم قرأ (كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين) فأول من يكسى إبراهيم ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول: أصحابي. فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. فأقول كما قال العبد الصالح عيسى ابن مريم: (وكنت عليهم شهيداً مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم) اللفظ للبخاري حديث رقم3447. أخرجه مسلم(2860).
ويقدم هذا الحديث حقيقتين:
الأولى: أن الأمة الإسلامية ارتدت على أعقابها بدءاً بالصحابة رضوان الله عليهم (منذ فأرقتهم) مؤكداً ومبيناً لقوله تعالى: (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) إن المراد به الصحابة على وجه الخصوص.
الثانية: إن وفاة عيسى ابن مريم في بني اسرائيل في فترة رفعه كانت كوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أي وفاة موت فنص هذا الحديث يدحض الاعتقاد في أن وفاة المسيح ابن مريم كانت وفاة نوم.
وسبب ارتداد الأمة هو مخالفتها للإمام الذي يختاره الله واعتبارها أن الخلافة شأن خاص بالأمة لا وصاية لأحد من الله بالخلافة وهو معنى قوله تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) يوسف106.
هذه الآية نجد شرحها في حديث افتراق الأمة (واحدة في الجنة) هم أتباع كل خليفة يعلن عن نفسه بتكليف الله والبقية التي في النار هي (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) والمشركون من المؤمنين هم الذين آمنوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم لا يعترفون لأي خليفة من هذه الأمة بأن له وصاية عليهم من الله. فآمنوا بالله ورسوله وكفروا بخلفاء الله وخلفاء رسوله.
إن تعرض الدعاة للتكذيب والأذى من سنن الحياة. ولما ضاق الرسول صلى الله عليه وسلم من مطالبة الكفار له بعجزات ولم يكن بمقدوره الإتيان بها واشتدت حربهم النفسية عليه، خاطبة القرآن مسلياً قال تعالى:
(وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ* وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) الأنعام 34- 35. أخبره الله سبحانه وتعالى إن المعجزات لا تكون سبباً لإيمان المشركين وإقناعهم بصحة دعوتك حتى لو قام الموتى. قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ). الأنعام111.
رهنت دعوتي للكتاب والسنة
أقول للناس جمعياً إن إقناعي لهم بأني المسيح حقاً هو إعلاني على مسامعهم منذ بداية دعوتي (إذا جاء أي إنسان واثبت أن عيسى ابن مريم لا يولد مرة ثانية وفي هذا الزمان وفي السودان تحديداً فإني لن أتردد في التبرؤ من هذه الدعوة لأنني ملتزم بالكتاب والسنة وشاهدي على ذلك قوله تعالى:
(لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ*وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ*وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ*وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ*أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ*إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) النور 46 -51.
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) النساء59.
فالذين ينصرفون عن ما ورد في هذه الآيات للمعجزات الظاهرية أي خوارق العادات هم الظالمون وسليمان الذي يمسك بما جاء في هذه الآيات هو المؤمن، فالسنن جارية منذ عهد النبوة لتشمل فترة المهديين.
المرجعية للكتاب وليس لخوارق العادات
وأبرز ما يميز المهدي عن سواه من المدعين انه يجد من كتب السلف ما يستدل به على صدق دعوته كما كان الأنبياء، بدليل قوله عز وجل: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) هود17.
يخنس المجادل عندما يجد أدلة الكتاب والسنة ترد عليه فيسعى معاجزاً بطلب أدلة مادية خارج نطاق الكتاب والآثار، قال تعالى: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) البقرة101.
في حين أن الحجة النقلية هي الحجة دائماً وأبداً، قال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ۖ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) الأحقاف4. لأن المعجزات الحسية عادة ما تكون عرضة للسخرية على خلاف الأدلة النقلية العقلية فقد جاء في قصة موسى عليه السلام:
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ*وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا ۖ وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ*وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ* فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ) الزخرف46-50. فكل ما جاء به موسى اعتبره الناس سحراً فقالوا (وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) والأدلة النقلية تضعهم في مواجهة النص وجهاً لوجه (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) الأنعام33. فالحجة لمن شهد له نص القرآن والحديث قال تعالى: (أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ) الزخرف21.
فكل الذي لاقاه الأنبياء والرسل وأقوامهم سيلاقيه المهديون من هذه الأمة من أقوامهم فالآية ذكرت (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) أي من هذه الأمة وكان هادي الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم هو الإمام على وخرج عليه قوم من الأمة في زمانه.
عن علي بن أبي طالب قال: أيها الناس أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما  يمرق السهم من الرمية) صحيح مسلم1066.
فالأمة على إمتدادها من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة منسوبة إليه صلى الله عليه وسلم ولكل قوم إمام من هذه الأمة قوم خاصون به في زمانه كما جاء في قوله تعالى: (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) الرعد7.
وتكذيب كل قوم من هذه الأمة لإمام زمانهم يخرجهم من الإسلام فلا تشفع لهم عبادتهم فـ(يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية).
فالإمام على بن أبي طالب هو المهدي الحق بين الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وذلك لأن الخليفة يختاره الله والخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان تم اختيارهم بتفويض فرد أو أفراد أو مجموعة قليلة من الأمة خلافاً لمنهج الدين الحنيف الذي فيه اختيار الإمام شأن إلهي بحت في الملة الإبراهيمية بنص قوله عز وجل:
(وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة124.
فإبراهيم عليه السلام النبي الرسول جعله الله إماماً للناس والإقتداء بعد انقضاء النبوة بملته أي أن أسلوب اختيار الإمام إلى يوم القيامة يكون من عند الله والخطاب موجه لهذه الأمة خاصة التي انقطع منها بعث الرسل والأنبياء وبقى بعث الأئمة والمهديين. فجاءت وصية الله لهذه الأمة خاصة في قوله تعالى:
(قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران95.
فاختيار الإمام في الملة الإبراهيمية يكون بإصطفاء الله لا بتعيين الناس أو شوراهم ومن عين إماماً بالشورى أو بولاية العهد أو بفرض سلطانه بالقوة هذا هو الحق الرباني الذي لم تعترف به الأمة فهذا شرك تبرأ منه إبراهيم عليه السلام ومن اتبع ملته من هذه الأمة إلى يوم الدين لأن من فعل ذلك شرع من الدين ما لم يأذن به الله بل يخالف ما أمر به الله فصار المؤمن مشركاً في قوله تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)  وقوله تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) الشورى21. والظالمون هنا هم المؤمنون الذين لا يستجيبون لحكم الله ورسوله في الآية (أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) النور50.
الخليفة يعلن عن نفسه بتكليف مباشر من الله
وإن ما يميز    خلفاء الله في الأرض هو إعلانهم على الملأ أنهم تلقوا تكليفهم بالإمامة من الله أو بواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منهم أئمة الصوفية أمثال الشيخ عبد الله الجيلاني والشيخ احمد التيجاني والشيخ إبراهيم الكولخي
جاء في كتاب بغية المستفيد لشرح منية المريد تاليف سيدي محمد السائح الشرقي العمري التجاني: جاء فيه صفحة(214).
(فقد نقل في تنوير الحلك عن الشيخ سراج الدين بن الملقن انه ذكر في كتابه (طبقات الأولياء) عن الشيخ عبد القادر الجيلاني أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الظهر فقال لي: يا بني ألا تتكلم فقلت يا ابتاه أنا رجل اعمى فكيف أتكلم على فصحاء بغداد؟ فقال: أفتح فاك ففتحه فتفل فيه سبعاً وقال تكلم على الناس..)
وعن سند الشيخ التجاني قال صفحة(271).
(وأما إن سألت عن سند سيدنا رضي الله عنه هذا الورد المحمدي الأسمى فقد أخذه رضي الله عنه عن سيد الوجود صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة..) أهـ.
وحجة هؤلاء إذ طالبهم الناس بالدليل (هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ) الأنبياء24. يقولوا (أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ) هود17. أي شهادة الكتاب والسنة لا خوارق الظواهر الكونية والدليل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (والله المعطي وأنا القاسم) فكل ما يؤخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عطاء الله فنصوص الكتاب والسنة ليست جوفاء أو خرقاء وإنما متصلة باعيان يظهر كل منهم في حينه (لا يجليها لوقتها إلا هو) بالأمر الرباني (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) الحجر94. فلا مجال للملك أو الرئاسة أو الخلاقة بالإجتهاد والشورى.
نقل عمر الفوتي في كتابه (الرماح) الفصل(18) قول الشيخ الجيلاني: من إدعى الإذن الخاص من الله تعالى وانبسط للخلق بالدعوة فإنه يوت كافراً إلى أن يتوب.
فكل الأئمة في هذه الأمة من قريس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقى من الناس إثنان) اخرجه مسلم(1820).
وروى البخاري (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقى منهم إثنان) اخرجه البخاري(3501).
وعنه صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة... قال: كلهم من قريش) اخرجه مسلم(1821) ورواية للبخاري (يكون إثنا عشر أميراً... كلهم من قريش) البخاري(7222، 7223).
وقريش هي ذرية إبراهيم عليه السلام والإمامة فيهم تجري بمقتضى الآية (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة124. أي خلفاء هذه الأمة يختارهم الله ودور الرسول صلى الله عليه وسلم توصيل الأمر إليهم من الله المعطي. وفي الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ومن كذب عليِّ متعمد فليتبؤا مقعده من النار) اخرجه البخاري(110).
وهذا يفسر ما جاء في الحديث (هداة بغير هدي... ودعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها... هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)
والدعوة المذمومة هي دعوى الإمامة وليس المراد بها دعوة التبليغ المحمودة كما جاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب عليِّ  متعمدأ فليتبؤا مقعده من النار) أخرجه البخاري(3461).
وطابع الكفر هذا ينطبق على مشايخ الطوائف الصوفية اليوم- القادرية- السمانية- التجانية إلى آخرهم لأن صحة المشيخة أن ياتيه التكليف من الله وبشرط أن يكون هذا المكلف على قيد الحياة لقد إنقطع مدد عبد القادر الجيلاني لتلاميذه الذين صحبوه في حياته بموته وكذلك التجاني فقد جاء في كتاب الرماح لعمر الفوتي الفصل(13): (وقال شيحنا(يعني التجاني): فمن فزع إلى أهل عصره الأحياء من ذوي الخاصية العليا أي اصحاب التكليف المباشر من الله بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناماً) وصحبهم واقتدى بهم واستمد منهم فاز بنيل المدد الفائض من الله ومن أعراض عن اهل عصره مستغنياً بكلام من تقدمه من الأموات كالشيخ عبد القدر الجيلاني أو التجاني بعد موتهم طبع عليه بطابع الحرمان وكان مثله كمن أعرض عن نبي زمانه وتشريعه مستغنياً بشرائع النبيين الذين خلوا قبله فيسجل عليه بطابع الكفر)أهـ.
الفرقة الناجية في السنة (خلافة على منهاج النبوة)
وهذا يفسر لنا تعريف الفرقة الناجية في الحديث (ما أنا عليه اليوم وأصحابي) فالتركيز في تعريف الفرقة الناجية في كلمة (اليوم) فلا نبي بعده ولكن خلفاء كثيرون كما في الحديث (كانت بنوا اسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي فستكون خلفاء فتكثر قالوا فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم) أخرجه مسلم1842.
فالضمير الفاعل في (استرعاهم) يعود إلى الله. والضمير المفعول به (هم) يعود إلى الخلفاء أي الخليفة يأتيه التكليف المباشر من الله.
ومن هؤلاء الخلفاء المجدد الذي يبعثه الله على كل رأس قرن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) رواه أبو داود. وهذا المجدد يبعثه الله بالتكليف المباشر (إن الله يبعث)
وهو الفرد القائم المكلف من الله لهداية الناس ومن خالفه من أهل زمانه طبع عليه بطابع الكفر بنص الأحاديث (فمن فارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية) وبكلام الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ أحمد التجاني رضي الله عنهما (فيسجل عليه بطابع الكفر) فلا صوفية بعد اليوم إلاَّ بإتباع سليمان ولا أنصار سنة ولا جماعة الدعوة والإرشاد ولا جماعة الإخوان المسلمين ولا الجماعة الوسطية ولا شيعة ولا سلفية كل هؤلاء (دعاة على أبواب جهنم من اجابهم إليها قذفوه فيها) إلاَّ من اتبع سليمان أبا القاسم موسى. هذا حكم كتاب الله وسنة رسوله ومن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون قال تعالى: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا) الأنعام114.
تكليف المهدي بالأمر المباشر من الله
ودليل هؤلاء من الكتاب قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) الشورى51.
والسنة قوله صلى الله عليه وسلم: (قد كان يكون في الأمم قبلكم مُحَدَّثون فإ يكن في أمتي منهم أحد فعمر بن الخطاب منهم) اخرجه مسلم برقم(2398).
وهي دلالة قوله (والله المعطي وأنا القاسم) البخاري مسلم رقم(2398).
على بن أبي طالب هو المهدي بين الخلفاء الراشدين
كان المهدي من بين الخلفاء الصحابة الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي هو علي بن أبي طالب لأنه الوحيد الذي نال خلافته من الله على علم منه بذلك على عكس البقية الذين اعتمدوا توليه الناس لهم. فهي حالة خاصة بالصحابة ولا تعمم على الأمة.
وذلك لأن الإسلام تعامل مع بعض الصحابة والخلفاء الراشدين والبدريين والمبشرين بالجنة معاملة خاصة لا تعمم على غيرهم من الصحابة فقد ذكر ابن كثير فى تفسير لقوله تعالى: (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) الاحقاف16.
قال ابن ابى حاتم حدثنا أبي حدثنا سليمان ابن معبد حدثنا عمر ابن عاصم الكلائي حدثنا أبو عوانه عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن يوسف بن سعد عن محمد بن حاطب قال ونزل فى داري حيث ظهر  علي رضي الله علي أهل البصرة فقال يوماً لقد شهدت أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه  وعنده عمار وصعصعة والأشتر ومحمد بن أبي بكر رضي الله عنهم فذكروا عثمان رضي الله عنه فنالوا منه فكان رضي الله عنه على السرير ومعه عود في يده فقال قائل منهم غن عندكم من يفصل بينكم فسألوه فقال علي رضي الله عنه: (كان عثمان رضي الله عنه من الذين قال تعالى: أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) أهـ.
ومن امثلة ذلك قوله تعالى: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ*لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ*لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) الزمر(33-35). فالصديق أولى الصحابة بدلالة الآية فالرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالصدق من عند الله وأبو بكر صدق به فسمي الصديق.
وشاهد السنة ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في رسالة حاطب بن ابي بلتعة التي بعثها مع جرادة يفشي فيها سر تقدم جيش النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فقال فيما معناه: (نظر إليهم الحق جلَّ وعلا فقال: (أفعلوا ما شئتم أهل بدر فقد غفرت لكم ما تقدم من ذنبكم وما تأخر).
واعتمدت السنة خلافتهم جمعياً التي تواصلت إلى ثلاثين سنة
عن سفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً) رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمزي.
أما علي بن أبي طالب فهو الوحيد من بين الخلفاء الأربعة الذي يعلم أنَّ إمامته بالتكليف الرباني دل على ذلك قوله في خطبة البيان (أنا مهدي الآوان، (أنا عيسى الزمان) أنا الذي قيل في شانه أنت مني بمنزلة هارون من موسى النبي) المصدر: الإنسان الكامل في الإسلام للدكتور عبد الرحمن بدوي صفحة142.
المسيح ابن مريم آخر الخلفاء الراشدين المهديين
وآخر الخلفاء الراشدين هو الذي يقيم الخلافة الأخيرة على منهاج النبوة:
إن معاوية بن أبي سفيان أخرج الأمة من الخلافة الراشدة وسنَّ خلافة الضلالة إلى اليوم فقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم برنامج الأمة إلى يوم القيامة فقال: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها،ثم تكون ملكاً عاضاً ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها،ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت) رواه أحمد وصححه الألباني.
فالخلافة على منهاج النبوة انتهت بعلي بن أبي طالب وقطعها معاوية بالملك العاض فافترق السلطان والقرآن إلى اليوم وسيجمعهما المسيح مستقبلاً في قوله (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).
المسيح يقيم دولة الإسلام المدنية
دولة الإسلام المدنية:
فشر الأمة هو عهد معاوية بن أبي سفيان ومن جرى على سنته إلى اليوم (الملك العاض والملك الجبري) بعد خيرها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين الأربعة هو ردة الأمة إلى الجاهلية الأولى- بسبب مخالفة الإمام وهو في ذلك الوقت على بن أبي طالب- على عهد معاوية بن أبي سفيان وعلماء السوء الذين شرعوا لصحة خلافته بعد قتل علي وإنفراد معاوية بالسلطان و(دعاة الجاهلية) وإن خلف هؤلاء هم الذين سيعارضون خلافة المهدي عند ظهوره لأن الأمة تثق بهؤلاء العلماء على نظرية (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) فأشركوا سلفهم في حكم الله. وهم العلماء السلفيون والمهدي يأتي بفهم جديد للنصوص لم تألفه الأمة ولم يكن في حسبان العلماء وهذا سبب معارضتهم. فالمسيح المهدي هو الذي يسير على هدى النبي صلى الله عليه وسلم وأما العماء الذين وصفهم بقوله (هداة بغير هدي تعرف منهم وتنكر) ووصفهم آخر الحديث (هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا) يخاطبون الناس بالكتاب والسنة ومع ذلك هم (دعاة على أبواب جهنم). لأنه بعد موت آخر إمام في هذه الأمة وهو المسيح ابن مريم يقفل باب الإيمان قال تعالى: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) النساء59. فالإيمان بالله لا يصح إلاَّ مقترناً بخليفته في الأرض ففي فترة إتباع الأمة ومبايعتها لملوك بني أمية وبني العباس و الأتراك إلى ملوك اليوم في الملك العاض والملك الجبري بالإنقلابات العسكرية في العالم الإسلامي والإستماع إلى علماء سلطانهم. كانت الخلافة الراشدة تنتقل من خليفة إلى آخر (فوا ببيعة الأول فالأول) في معزل عن السلطان وهم الذين عرفوا بالصوفية الذين انصرفت عنهم الأمة إلى الدنيا والملوك وبايعهم المستضعفون في الأرض بعد أن فارق السلطان القرآن إلى أن يقوم قائم أهل البيت فينهض بالمستضعفين في ثورة دينية تجمع بين السلطان والقرآن لإقامة دولة الكفاية والعدل دولة الإسلام العالمية المدنية التي يتساوى فيها المسلم مع مواطنه غير المسلم في الحقوق والواجبات (يسقط الزكاة عن المسلمين ويسقط الجزية عن غيرهم فينسخ حكم آيات محكمات مثل قوله في الزكاة: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) التوبة103. وقوله تعالى في الجزية: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) التوبة29.
في حين يحرم ذلك على الأمة خلاف عيسى ابن مريم بدءاً من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى آخر مهدي غير المسيح وبهذا يكون باب الحكم بالإسلام قد وصد أمام الجماعات الإسلامية السياسية إلاَّ على عيسى ابن مريم المهدي وأتباعه من بعده (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ) آل عمران55.
عيسى ابن مريم لم يكن خالداً بروحه وجسده ولذلك عودته تكون بالميلاد الثاني:
قال تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا*بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) النساء(157-158).
وبما أن القرآن يشرح بعضه بعضاً فإن ما أجمل في أي ما تحتمل جملة معاني يُفصَّل في آية أخرى من القرآن لمعرفة المراد المخوص دون غيره، قال تعالى: (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف52. وقال عز وجل: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ۖفَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) الأنعام114.
وأن الله توفى عيسى ابن مريم قبل رفعه قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) عمران55.
وقد تفصيل القرآن في الفرق بين وفاة الموت ووفاة النوم فقال تعالى:
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الزمر42. فوفاة الموت يمسك الله صاحبها فلا يعيش ياكل ويشرب ويمشي بين الناس وهذا حال عيسى ابن مريم بعد وفاته في بني اسرائيل.
أما وفاة النوم فإن صاحبها يقوم بعدها ليزاول كسبه بين الناس وإشارة التبيه في الآية (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) للذين يعلمون نص الآية إن وفاة عيسى ابن مريم كانت وفاة موت واستثنت الآية الغافلين الذين يعتقدون أن وفاة عيسى كانت وفاة نوم وجاء تفصيلهم في آيات أخرى كثيرة منها قوله تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) الأعراف179.
وذكر العالمين بتفصيل الكتاب وبيانه في قوله عز وجل:
(وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) الأنعام105.
والنتيجة النهائية لتفصيل القرآن في مسألة وفاة عيسى ابن مريم قوله تعالى:
(وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ*وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ) الأنبياء(7-8).
وقوله عز وجل: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) الأنبياء34.
فأهل الذكر يعلمون من تفصيل القرآن: أن عيسى ابن مريم كان بشراً وليس إلاهاً ولا ملكاً ولا جاناً وكان قبل النبي صلى الله عليه وسلم فهو لم يكن خالداً بروحه وجسده أي بهيئته البشرية الكاملة كما كان عليه قبل الرفع.
جاء في كتاب نزول عيسى ابن مريم آخر الزمان للسيوطي تحقيق محمد عبد القادر عطا صفحة42. أخرجه ابن عساكر عن أنس قال: (كنت أطوف مع الرسول صلى الله عليه وسلم حول الكعبة إذ رايته صافح شيئا لا نراه قلنا يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيناك صافحت شيئا لا نراه؟. قال: ذاك أخي عيسى ابن مريم انتظرته حتى قضى طوافه فسلمت عليه).
روى ابن عدي في الكامل عن أنس قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأينا بُرداً ويداً فقلنا يا رسول الله: (ما هذا البُرد الذي رأينا واليد؟ قال: قد رأيتموه؟ قلنا نعم قال: ذاك أخي عيسى ابن مريم سلم علِّي).
أي لا يُرى إلاَّ رداؤه فالحديث بصيغتيه يشرح الآيات السابقة ويستمد سنده من هذه الآيات. فلا اجتهاد مع النص إن كان ضعيفاً وله شاهد من القرآن يقويه.
أما ضلال الأمة كان في اعتقادهم المخالف لما جاء مفصلاً في القرآن العظيم وإتباعهم الأعمى لعقيدة النصارى التي تقول ان المسيح ابن مريم قام من قبره بعد موته على الصليب ثم صعد إلى السماء بروحه وجسده مخالفين بذلك ما نص عليه الكتاب.
صمت العلماء عن مناصرتي خيانة لميثاق الله
فحق عليهم قوله تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) الأعراف169.
وجاء ذكر الميثاق في قوله تعالى:
(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ*لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) آل عمران(187-188).
(يفرحوا بما أوتوا) بالقيام ببعض أعمال الخير ولا يبالون بكل التزامات التشريع فلا اجتهاد مع النص الصريح والصحيح. فأيتي الأنبياء(7،8، 34). شرح تفصيلي- شرح القرآن بالقرآن- لوفاة عيسى ابن مريم وتفصيل الحديث الصحيح كانت وفاة المسيح كوفاة النبي صلى الله عليه وسلم (فأقول كما قال العبد الصالح عيسى ابن مريم... فلما توفيتني) فلم يعد هناك مجال إلتباس في نوعية وفاة عيسى ابن مريم (نوم أم موت) يجتهد فيه العلماء. بعد تفصيل القرآن والسنة أنها كانت وفاة موت.
عودة المسيح في القرآن
كثير من العلماء يعلمون أن وفاته كانت وفاة موت فادى ذلك إلى اعتقاد بعضهم بعدم عودته وهذا خطأ.
قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) آل عمران55.
فالآية: (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ) قضت بعودته في هذه الأمة ليكون إتباعه إلى يوم القيام بالقرآن الذي نسخ إتباعه بالإنجيل إلى يوم القيامة.
دليل ميلاده الثاني في القرآن
كلامه في سن الكهولة في هذه الأمة:
قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا) المائدة110.
فكهولة عيسى ابن مريم في ميلاده الأول مضت عام (40- 60) وكهولته في هذه الأمة تكون بميلاده الثاني في آل البيت وهو مهدي آل البيت المنتظر الذي تتحدث عنه الأحاديث أنه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً وتفيض في زمنه النعمة على الأمة. وذكر الميلاد الثاني في كتاب الرماح لعمر الفوتي الفصل(18) جاء فيه: (والشيخ من جنود الله تعالى يرشد به المريدين ويهدي به الطالبين- قال تعالى: (أؤلئك الذين.... اقتده.. فبذلك يكون المريد كالجزء من الشيخ كما أن الولد جزء من الوالد في الولادة الطبيعية وتصير هذه الولادة الثانية ولادة معنوية كما ورد عن عيسى ابن مريم عليه السلام: لن يلج ملكوت السماء من لم يولد مرتين))أهـ. فعيسى هو الذي يولد مرتين بهذا النص الصريح ومن صرفه إلى غير ذلك فهو من باب يحرفون الكلم عن مواضعه.
وولوج ملكوت الله يعني الخلود في نعيمه ولن يدخل المسيح إلاَّ أن يولد ولادة ثانية وسبب عودته هو لتكملة الولادة الثانية ثم يموت موتاً لا رجعة فيه إلى يوم الخروج.
تحديد نسب المهدي وتعيين شخصه
جاء في الباب الأول من (القول المختصر) ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من علامات في الفصل الأول: الأولى: أنه من أهل البيت. الثانية: من ولد الحسن بن علي.
العلامة الثانية: أنه من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما ولا ينافيه حديث أنه قال صلى الله عليه وسلم لفاطمة: (والذي بعثني بالحق نبياً إن منهما (يعني من الحسن والحسين) مهدي هذه الأمة).
الحديث لا مكان حمله على أنه من مجموعهما أو أن أباه حسين وأمه حسنية ولعل هذا أقرب.
أقول: هذا المهدي منسوب لأمه الحسنية وليس إلى أبيه الحسيني ولا ينطبق هذا الوصف بأي حال من الأحوال على مولود إلاَّ أن يكون هذا المولود عيسى ابن مريم إذا كانت أمه متزوجة برجل من آل البيت. وهو المهدي المذكور في فتنة الأحلاس:
عن عمير بن هاني سمعت عبد الله بن عمر يقول: كنا قعودا عند رسول الله r فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الاحلاس؟ قال:
)هي حرب وهرب، ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس علي رجل كورك علي ضلع، ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلاَّ لطمته حتى إذا قيل انقضت عادت يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً حتى يصير الناس، إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده) ووفقه الذهبي. ومن التصريح بذكر الدجال في الحديث يتبين من السياق أن الآخرين هما المهدي المنتظر والمسيح ابن مريم ومن السياق أيضاً (يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع) ينطبق على المهدي غير المسيح الذي يحاصره الدجال وان اختياره يتم بإتفاق الناس (يصطلح الناس) فالمسيح لا يكون بإصطلاح الناس عليه فيكون من المعلوم من الحديث بالضرورة أن المسيح هو (رجل من آل البيت يزعم أنه مني وليس مني) وما يميزه من أهل جميعاً هو زعمه (أنه مني وليس مني) والذي يزعم هذا الزعم هو سليمان أبو القاسم موسى وكنت أقول ذلك عندما يقول لي الناس نحن نعرف آباك وأمك فكيف تكون أنت عيسى ابن مريم الذي ليس له أب فأقول: (أنا لست بضعة من أحد) وهذا يفسر ما جاء في الحديث (رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني) وهذا النسب الوارد في الحديث الذي لا ينطبق على أحد من آل البيت إلاَّ سليمان أبي القاسم. ورد أيضاً في القرآن في قوله تعالى: (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ*وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) البلد(2-3). أي الرسول صلى الله عليه وسلم والد لسليمان وفي نفس الوقت (مَا وَلَدَ) بالنفي ولا ينطبق هذا الميلاد على أحد من المهديين إلاَّ على المسيح ابن مريم عندما يولد للمرة الثانية في هذه الأمة وهو شخص سليمان أبي القاسم موسى لا غير، وهو سبب نسبته لأمه الحسنية وليس إلى ابيه الحسيني في القول المختصر وهذا الحديث يثبت الحكم الآتي:
1/ أن سليمان أبا القاسم هو مهدي آل البيت المنتظر
2/ وأنه أي: سليمان هو المسيح المنتظر في ميلاده الثاني في عودته
وجاء في القول المختصر للهيتمي الباب الثاني مما جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم: العلامة الثانية والعشرون: (في كتفه علامة النبي صلى الله عليه وسلم)أهـ.
وهذه آكد الدلائل على أن هذا المهدي جسمه جسم نبي لأنه يحمل الخاتم وهذا دليل على أن مهدي آل البيت هو المسيح ابن مريم لا غير.
أثبت العلم الحديث أن ماء تكاثر الرجل مخنث (XY) يحمل عنصر الذكورة (Y) وعنصر الأنوثة (X) وأن ماء تكاثر الأنثى مؤنث أي يحمل عنصر الأنوثة فقط (XX) وهنا يصح من ناحية علمية قوله تعالى: (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) هي آدم (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) حواء سورة النساء(1). لأن عنصر نشأتها موجود في آدم وليس العكس والمسيح ابن مريم ذكر فعناصر نشأته (XY) لا يمكن أن تكون من مريم (XX) لأنها فاقدة للعنصر (Y) فلا يمكن أن يكون المسيح بضعة منها ففاقد الشئ لا يعطيه. وهنا يصح أصل نشأته في قوله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) فتكون مريم أم عيسى بالحضانة لأن نشأته مستقلة عن مائها. وإذا عاد وولدته إمراءة متزوجة فإن نشأته الثانية تكون مستقلة أيضاً عن ماء والدته الثانية (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) وقوله (كما بدأكم تعودون) وبالتالي فميلاده في هذه الأمة لا يكون مرتبطاً بنتيجة هذا الزواج وأن بدأ للناس أن ميلاده كان نتيجة لهذا الزواج وهو التفسير الشرعي لقوله تعالى: (وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) وفي الحديث: (رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني) فإثبات النسب لزواج أمه ونفيه لإستقلالية نشأته عنها. وهو مهدي آل البيت الذي يحمل علامة النبي ولو حملها أي رجل غيره من آل البيت لكان سبب إنقالها إليه عن طريق الجينات الوراثية وإنتقالها بهذه الكيفية يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد ورث هذه العلامة بالصفات الوراثية الطبيعية عن أجداده غير الأنبياء وهذا يفرغ العلامة من دلالتها على النبوة وخاتم النبوة علامة خاصة بالأنبياء لا تنتقل بالوراثة فيكون الرجل البيتي الذي يحمل خاتم النبوة هو في الأصل نبي.
قفل باب الإيمان بموت آخر خليفة لله في الأرض
جمع القرآن بين النبيين والمهديين في قوله تعالى:
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ۗ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) الرعد الآية7.
عن أبي حازم قال قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كانت بنوا اسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي فستكون خلفاء فتكثر قالوا فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم) أخرجه مسلم بلفظه رقم(1842).
وآخرهم هو عيسى ابن مريم من قريش:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال هذا الأمر قريش ما بقى من الناس إثنان) أخرجه مسلم(1820) مثله للبخاري(3501).
وإذا خلت الأرض من هؤلاء الخلفاء تسقط البيعة الشرعية تلقائياً ويقفل باب الإيمان لأنه لا يوجد وسيط الإيمان بين الله والخلق وهو الخليفة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عُمَّية يغضب لعصبة أو يدعوا إلى عَصَبَةِ أو ينصر عَصبة فقُتل فقِتْلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب بَرها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا ولا يفي لذي عهدِ عهدةُ فليس مني ولست منه) أخرجه مسلم(1848).
فلا جماعة بعد موت عيسى ابن مريم إلاَّ الذين إتبعوه.
وجاء قفل باب الإيمان في قوله تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) الأنعام158.
فعيسى ابن مريم من هذه الآيات وهو المراد منها لأنه المخصوص بالإيمان والإتباع والطاعة.
قال تعالى: (ولنجعله آية للناس) مريم21. وقال تعالى: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) النساء159.
وقال تعالى: (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ) آل عمران55.
وإتباع عيسى في هذه الآية هو المبين في كتاب القول المختصر للهيتمي الباب الأول: (المهدي وسط الأمة) العلامة الثانية والأربعون: (أنه وسط الأمة وعيسى آخرها وأريد بالوسط قريب آخرها حتى لا ينافي بقية الروايات المصرحة بأنه آخرها، ولتقدمه يسيراً على عيسى وصف بأنه وسط الأمة، وعيسى بأنه الآخر، ولا ينافي ذلك قول ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: يكون بعد الجبارين الجابر يجبر الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم المهدي ثم المنصور ثم السلام ثم ابن العصب...)أهـ.
فعيسى لا وجود له في هذه القائمة لأنه مهدي آل البيت المتبع وأتباعه هم المنصورون بعده على الذين كفروا إلى يوم القيامة فمحكم القرآن يضبط السنة والسنة تشرحه.
وهو أحد الآيات العشر قبل يوم القيامة في حديث حذيفة بن أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات، طلوع الشمس من مغربها والدابة وخروج يأجوج ومأجوج وخروج عيسى ابن مريم، والدجال وثلاثة خسوق خسفاً بالمشرق وخسفاً بالمغرب وخسفاً بجزيرة العرب وناراً تخرج من قعر عدن تسوق أو تحشر الناس) أخرجه أحمد ومسلم وغيرهم.
ومن علامات الساعة قوله صلى الله عليه وسلم:
(أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان) أخرجه مسلم.
متمثلاً في بناء العمارات المشاهدة اليوم في سائر البلدان التي كان سكانها يوم نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث (رعاة شاء) فهو زمان إمامة عيسى في هذه الأمة من باب الإستدلال على المجهول بقرائنه المعلومة كتقييد المتشابه بالمحكم فعيسى علامة الساعة. (وأنه لعلم للساعة) الزخرف61. والتطاول في البنيان علامة الساعة وهي ظاهرة ومعلومة فمن قال أنا المسيح فهو حق فالقرائن تدل عليه.
ومتى خلت الأرض من أتباع المسيح صار كل علماء هذه الأمة دعاة على أبواب جهنم بسبب قفل باب الإيمان بموت خليفة لله في الأرض وهو المسيح المهدي. ومن أنكر وجود هذه الخلافة الربانية فقد وصد بنفسه باب الإيمان في وجهه مبكراً.
هذا بلاغ للناس ولينذروا به
ربيع الثاني 1429هـ أبريل 2008م



  




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق