الخميس، 2 يونيو 2016

حكومة الإنقاذ والخليفة الأخير

الفصل الأول
الـخلافة مـوصولة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وأنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء كثيرون) قالوا فما تأمرنا؟ قال: (فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم).
رواه البخاري حديث رقم 3455
ومسلم حديث رقم 1842
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه). قلنا يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال فمن؟!)
رواه البخاري حديث رقم 3456
ورواه مسلم حديث رقم 2669
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل، لتركبن طريقهم حذو القذّة بالقذة حتى لا يكون فيهم شيء إلا كان فيكم مثله....) رواه الطبراني وأمة بني إسرائيل هي التي خلت والمشار إليها في الآية {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ} (134) سورة البقرة.
 وأما بنو إسرائيل اليوم هم جزء من هذه الأمة لان الرسول صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة قال عز وجل {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (158) سورة الأعراف. وقال عز وجل {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ} (28) سورة سبأ. وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعطيت خمساً لم يعطيهن أحداً قبلي: كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي. وجعلت لي الأرض طيبة طهوراً فأيما رجل أدركته الصلاة صلى. ونصرت بالرعب مسيرة شهر. وأعطيت الشفاعة) أخرجه مسلم رقم (521). وجاء معاني الأحاديث السابقة مطابقة لمحكم القرآن قال تعالى:
{إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } (7) سورة الرعد.
وقوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} (26) سورة النساء. فالخلافة الراشدة سارية في الأمة بنصوص الأحاديث والآيات السابقة لأن الاعتقاد بانقطاعها يعني عدم تحقق نبوءة القرآن والسنة ونزولها إلى أرض الواقع وهذا ينافي جوهر العقيدة وصدق التنزيل.
هذا الاعتقاد بانقطاع الخلفاء والخلافة هو الذي أدى إلى غربة الخلفاء الراشدين بعد أن اعتمدت الأمة أئمة الضلالة عوضاً لها عن أئمة الهدى النبوي والخلافة الربانية وأتبعوا سنة معاوية فقطع الأمة عن الخلافة الراشدة وأخرجها عن ملة الإسلام كما يمرق السهم من الرمية.
عن ثوبان قال صلى الله عليه وسلم:
(لا تزال طائفة مع أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك).
أخرجه مسلم برقم 1920
وروى مسلم: أن عمير بن هاني قال: سمعت معاوية على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس).
أخرجه مسلم حديث رقم 1037
الفصل الثاني
مروق الأمة وخروجها عن الإسلام
قال البخاري: حدثنا محمد بن المثني. حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا الوليد بن جابر: حدثني بُسْرُ بن عبيد الله الحضرمي: أنه سمع أبا إدريس الخَولاني: أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول:
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول الله إنا كنّا في جاهلية وشر وجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال(نعم)
قلت:وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال(نعم وفيه دخن)
قلت: وما دخنه؟ قال:(قوم يهدون بغير هدْيي تعرف منهم وتنكر)
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)
قلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: (هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)
قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)
قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)
رواه البخاري حديث رقم (7084)
 ومسلم حديث رقم (1847).
هذا الحديث يؤكد أن الأمة ستخرج من الإسلام إلى الجاهلية بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم كما نص على ذلك قوله عز وجل {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران.
فالأمة في مجملها انقلبت على أعقابها بإتباع هدى أئمة الضلالة ولكن بقيت فئة قليلة متمسكة بهدى النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج الخلافة متبعة لكل خليفة لله يعلن عن نفسه (إن لقيت لله يومئذ خليفة في الأرض فألزمه إن ضُرِبَ ظهرك وأُخذ مالك وإلاّ فأهرب في الأرض حتى يأتيك الموت وأنت عاض على أصل شجرة). الفتن لنعيم بن حماد حديث رقم (353) وروى البخاري ومسلم مثله.
-6647 حدثنا إسماعيل: حدثني ابن وهب، عن عمرو، عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن جنادة بن أبي أمية قال:
 دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدَّث بحديث ينفعك الله به، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحاً، عندكم من الله فيه برهانرواه البخاري وبرهان كفرهم من الله قوله عز وجل {ومن لم يحكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (44) سورة المائدة
فحكام اليوم لا يحكمون بما أنزل الله وهذا كفر بواح ملزم الخروج عن اعتمادهم كأولياء أمور لهذه الأمة.
فالشاكرون من هذه الأمة هم القلة المتبعة لخليفة كل زمان فالخلافة متصلة من خلافة علي إلى خلافة عيسى ابن مريم قال تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} (26) سورة ص.
وقوله عز وجل {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (13) سورة سبأ. فلو لم يوجد خليفة بين المسلمين اليوم وفي كل زمان سبق لأصبح لزاماً عليهم الهروب في الأرض حتى يدركهم الموت وهم متفرقون في الأحراش عاضين بأصول الأشجار.
الفصل الثالث
خـلفاء الله هم الذين استضعفتهم الأمة
أورد أبو العلاء محمد عزت محمد عارف في تأليفه (المهدي- رجل ينتظره العالم) تحت عنوان غربة الإسلام:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء) مسلم وأحمد وابن ماجة
وفي حديث ابن مسعود عند أحمد وابن ماجة زياده: (قيل يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: النزاع من القبائل).
وعند الإمام أحمد من حديث سعد بن أبي وقاص قال: (فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس).
وعند الآجري صاحب كتاب الشريعة، قيل يا رسول الله، ومن هم؟ قال: (الذين يصلحون إذا فسد الناس).
وعند الإمام أحمد والطبراني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قلنا ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: (قوم قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم). أهـ.
وكون من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم هو سر اضطهادهم في الأرض وتعرضهم للقتل والأسر والتشريد من قبل أئمة الضلالة.
ولمسلم عن زيد بن سلاّم عن أبي سلاّم قال: قال حذيفة بن اليمان: قلت يا رسول الله إنا كنّا بشر فجاءنا الله بخير. فنحن فيه
 فهل من وراء هذا الخير شر قال: (نعم)
 فقلت: فهل من وراء ذلك الشر خير؟ قال: (نعم)
 قلت: فهل من وراء ذلك الخير شر؟ قال: (نعم)
قلت: كيف؟ قال: (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جُثمَانِ انس) قال: كيف أصنع؟ يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: (تسمع وتطع للأمير وإن ضُرِبَ ظهرك. وأُخِذَ مالك. فاسمع وأطع). رواه مسلم برقم 52-(1847).
من سياق الحديث (وإن ضُرِبَ ظهرك. وأُخِذَ مالك) البناء للمجهول ففيه دلالة أن الأمير الذي يطاع هنا هو الخليفة المستضعف وأصحابه هم المستضعفون الذين يضربون وتصادر أموالهم لأنهم اتبعوا رجل يقول انه خليفة لله فيضرب الخليفة وأصحابه أئمة الضلالة العالين في الأرض بغير الحق ولذلك يرخص الله لهم الانزواء واعتزال المجتمع واتخاذ بيوتهم قبلة ومساجداً. لأن هذا الخليفة هو وحده يمثل الأمة.
الفصـل الـرابع
اجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً
جاء في تفسير ابن كثير لقوله عز وجل {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (87) سورة يونس.
(إن الله تعالى أمر موسى وأخاه هارون عليهما السلام أن يتبوءا أي يتخذا لقومهما بمصر بيوتاً، واختلف المفسرون في معنى قوله تعالى (وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) فقال الثوري وغيره عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس (وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) قال أمروا أن يتخذوها مساجد. وقال الثوري أيضاً عن ابن منصور عن إبراهيم (وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) قال كانوا خائفين فأمروا أن يصلوا في بيوتهم.
وكذلك قال مجاهد وأبو مالك والربيع بن أنس والضحاك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وأبوه زيد بن أسلم، وكأن هذا والله أعلم لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون وقومه وضيقوا عليهم أمروا بكثرة الصلاة.
وقال العوفي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية قال: قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام لا نستطيع أن نظهر صلاتنا مع الفراعنة، فأذن الله تعالى لهم أن يصلوا في بيوتهم وأمروا أن يجعلوا بيوتهم قِبَل القبلة.
وقال مجاهد (وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) لما خاف بنو إسرائيل من فرعون أن يقتلوا في الكنائس الجامعة، أمروا أن يجعلوا بيوتهم مساجد مستقبلة الكعبة يصلون فيها سراً وكذلك قال قتادة والضحاك)أهـ.
وبهذا أرد على الذين يعيبون علَّي عدم ذهابي للصلوات وإقامة الجمعات في المساجد فصلاتي في بيتي وأصحابي في بيوتهم وهجر المساجد هو المنهج الصحيح لأني إمام المسلمين وأصحابي هم الجماعة المنصوص عليها في حديث حذيفة (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم).وأكوِّن مع أصحابي الأمة الإسلامية فجعلنا بيوتنا قبلة واتخذناها مساجداً إلى حين يؤيدنا الله بنصره وبالمؤمنين.
وجاء في تفسير ابن كثير لقوله عز وجل {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} (120) سورة النحل.
وقال مجاهد: أمة: أي أمة وحده. وقال مجاهد أيضاً كان إبراهيم أمة أي مؤمناً وحده والناس كلهم إذ ذاك كفار.
فالأمة في مجملها لا يكون خليفة الله فيها إلاّ واحداً في الزمان إن أطاعته اهتدت وإن خالفته كفرت لقوله عز وجل {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ *فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ*أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ *سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ} (23-26) سورة القمر.
وهذا ما يتبين للأمة من حديث افتراقها الذي ضعفه الرواة ولكن معناه صحيح بنصوص القرآن والسنة الصحيحة.
عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام فقال: ألا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا خطيباً وقال: (ألاّ أن قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين اثنان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة). رواه أبو داود بإسناد حسن.
وفي مستدرك الحاكم إنهم لما سألوه عن الفرقة الناجية من هم؟ قال: (ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
وشاهد القرآن على صحة معنى الحديث قوله عز وجل {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} (144) سورة آل عمران.
وقوله عز وجل {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} (103) سورة يوسف.
فإبليس يغري الأمة بإتباع أئمة الضلالة ويغويهم عن إتباع الخليفة الراشد في كل زمان بنص قوله عز وجل على لسان إبليس  {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ *ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} (16-17) سورة الأعراف.
فخليفة الله الآن موجود وهو شخص سليمان أبي القاسم ومن يعاديه اليوم وأصحابه أكثر ممن يطيعهم. {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} (103) سورة يوسف وحجتهم في ذلك {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ} (22) سورة الزخرف.
الفصل الخامس
التمييز بين الخليفة الراشد وخلفاء الضلالة
الشيء الوحيد الذي يعرف به الخليفة والإمام الراشد في كل زمان ومكان ويميزه عن غيره من خلفاء الضلالة هو إعلانه أنه تلقى الخبر الإلهي بالتكليف الرباني بالقيام بمقام خلافة الله على الأرض كما كلِّف بذلك الأنبياء والمرسلين من قبل بنص قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} (30) سورة البقرة.
وعينه بقوله {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } (34) سورة البقرة.
واشترط على ذرية آدم بأن الله سيبعث لهم أنبياء وأئمة هدى من قبله وبتعيينه عز وجل فقال {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (38) سورة البقرة.
وقال: {يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (35) سورة الأعراف.
وقال عز وجل {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} (123) سورة طـه.
كان هذا الوعد الأول عندما أغوى الشيطان آدم وحواء فأخرجهم الله من الجنة وأهبطهم جميعاً إلى الأرض وقد أوفى الله بعهده ونفذ وعده بإبعاث الرسل والأنبياء خلفاءً في الأرض بالتكليف المباشر ومن ذلك قوله عز وجل في تحديد الخليفة {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} (26) سورة ص.
فخلافة الله لا تكون إلاّ بالتكليف بالوسائل التي يخاطب بها الله خلقه والمعلومة شرعاً من الكتاب في قوله عز وجل {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} (51) سورة الشورى.
ودلالة الحديث: عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان يقول:
(قد كان يكون في الأمم قبلكم محدَثّون فإن يكن في أمتي منهم أحدُ فعمرُ فإن عمر بن الخطاب منهم). رواه مسلم حديث رقم (2398). فجملة (فإن عمر بن الخطاب منهم) استدراك لما قبلها أي وجود عدد من المحدثين في هذه الأمة وإن عمر بن الخطاب من جملتهم.
وظاهر الحديث من قوله (فإن عمر بن الخطاب منهم) فيه دلالة بوجود محدثون غيره في هذه الأمة وأخص هؤلاء المحدثين خلفاء الله لأنهم لا يعلمون أمر تكليفهم إلاّ بالخبر الإلهي.
فالخبر يكون من وراء حجاب لأن الرؤية بواسطة الأبصار مستحيلة بدلالة قوله عز وجل {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} (103) سورة الأنعام.
وذلك لأن الأبصار وهي السمع والنظر والذوق والشم واللمس تدرك الأشياء والله غير ذلك قال تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (11) سورة الشورى.
إن محاولة معرفة الناس لله بهذه الحواس هي التي تقودهم إلى المتاهة ويكون مآلهم إلى تأليه أنفسهم بنص قوله عز وجل {مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ *ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ} (3-4) سورة الملك.
من هذه المرحلة يأتي إنكار السابقين بعثة الأنبياء والمرسلين وإنكار الآخرين بعثة الخلفاء المهديين لأنهم لا يرون أي تمييز فيزيائي يميز الأنبياء أو المهديين عن بقية الخلق فكيف يقول هؤلاء الأنبياء أو المهديون أنهم يتلقون من الله ولا يتلقى عامة الناس. ومثال ذلك قولهم {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} (25) سورة القمر. وكذلك قولهم {فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ } (27) سورة هود. {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} (11) سورة الأحقاف. وقولهم {إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا} (10) سورة إبراهيم. وردَّ الأنبياء {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ} (11) سورة إبراهيم.
وكذلك الحال مع المهديين فكل من أعلن للناس أنه خليفة لله بالخبر الإلهي المباشر اتهموه بالدجل. يقول تعالى {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ} (3) سورة القمر.
فالمهدي بشر وكذلك النبي والرسول يصطفيه الله ويوحي إليه بأمر خلافته في الأرض قال تعالى في هذا الشأن {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} (110) سورة الكهف.  هذا الإيحاء هو تدلي من الحق عز وجل إلى مرتبتي البصر والفؤاد الواردة في قوله تعالى {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} (17) سورة النجم. ومرتبة الفؤاد {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} (11) سورة النجم.
أو في مرتبة السمع {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (164) سورة النساء.
ولا يحدث ذلك إلاّ من مرتبة التنّزل المذكورة في قوله عز وجل {فَتَدَلَّى} (8) سورة النجم. فأدرك تعالى خليفته بإبصاره في قوله {وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} (103) سورة الأنعام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله) أخرجه الترمذي. وفي الحديث القدسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاري.
أما الناس عامة يجهلون هذه الخصوصية للمهديين ويعتبرون إن أمر خلافة الله في الأرض وخلافة رسله شيء خاص بهم وليس من شئون الله فيختارون ما يشاءون من الخلفاء بالشورى أو بالفرض القهري أو الحكم الجبري المبين في قوله عز وجل {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ} (23) سورة النجم.
وأما الخليفة الراشد فيكون اختياره من الله بنص محكم وصريح في قوله عز وجل {وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} (23) سورة النجم.
فالمهدي وكل المهديين لا بد أن يتلقوا توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه نائباً عنه في أمته فالمهدي هو الرئيس المباشر لكل قوم من أقوام هذه الأمة فهو يتلقى بعض تعليماته من النبي بعد مماته فمن خصوصية مهدي كل زمان إنه يبصر بنور الله ويسمع بسمع الله فلا يقف سمعه وبصره على المحسوسات فلا يتقيد بالزمان أو المكان أو الحال كعامة الناس، فلا يقال لصاحب التلقي من هذه المرتبة مخبول أو مختل العقل فالتشريع يؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا من اجتهادات العلماء {أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ} (16) سورة الحجرات. {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ} (39) سورة يونس. فلا تفرحوا بما عندكم من علم {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} (24) سورة الأنبياء. وفي هذا التلقي جدل أثاره العلماء نعرضه في الفصل اللاحق.
الفصل السادس
التلقي من رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة بعد مماته
قال الدكتور شوقي بشير الأستاذ بجامعة أم درمان الإسلامية:
(لم يرد في رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة على سبيل الاستقلال حديث صحيح ولا ضعيف ولا موضوع ولا موقوف ولا مرسل وإنما جاءت الأحاديث التي رويت في رؤيته مناماً. وجعل الإمام ابن حجر رحمه الله رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة مستحيلة شرعاً لما يلزم عليها من المستحيل شرعاً.
وجعل القرطبي رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة مستحيلة عقلاً لأنها تستلزم أن يخرج من قبره أي أن القائلين بها يقولون إن فلاناً رآه في محل كذا، وقال القرطبي: ويلزم ذلك من المحالات ما يدرك فساده بدلائل العقول أي لأنه أن رؤى في أماكن متعددة في آن واحد تعلقت نفسه الشريفة بأكثر من بدن ولزم خلو قبره الشريف منه. قال: وملتزم شيء من ذلك مختل أو مخبول.
وقد أول جمهور العلماء مسألة الرؤية في اليقظة بأن ذلك بشارة لمن رآه في المنام بالموت على الإسلام ورؤيته في الجنة، أو بشارة سارة لمن آمن به من معاصريه ورآه في المنام بالصحبة ورؤيته في الدنيا يقظة قبل أن يموت. أو بشارة لمن رآه في المنام بأن الله يجعل رؤياه حقاً ويرى تأويلها ومضمونها صحيحاً. وقالوا: انه لا يقوم دليلاً على ثبوت رؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة لما تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال.
قال الشيخ العالم محمد المبارك عبدالله رحمه الله في كتابه في التصوف:
(وأنا أستريح لما نقله الألوسي في هذه المشكلة الغيبية والخلاف عليها عن إمام الحرمين انه قال:
والذي يغلب عليه الظن إن رؤيته صلى الله عليه وسلم بعد وفاته بالبصر ليس كالرؤية المتعارف عليها بين الناس من رؤية بعضهم لبعض وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجد لا يدرك حقيقته إلاّ من باشره وشده شبه تلك الرؤية بالرؤية البصرية المتعارف عليها يشتبه الأمر على كثير من الرائين فيظن إنه رآه صلى الله عليه وسلم ببصره الرؤية المتعارف عليها وليس كذلك وربما يقال إنها رؤية قلبية ولقوتها تشبه البصرية...).
المصدر: ألوان العدد (3978) الموافق 7سبتمب?م ص (4).
إن الجدل في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته تحسمه أحاديث الإسراء والمعراج والتقاء النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء الأموات فقد أورد ابن كثير في تفسيره لآية المعراج (قال البخاري حدثنا يحيى بن بكير عن يونس عن ابن شهاب عن انس بن مالك قال: أبوذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب مملئ حكمة وإيماناً فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا فلما جئت إلى السماء قال جبريل لخازن السماء أفتح، قال: من هذا؟ قال: جبريل قال: هل معك أحد؟ قال: نعم، معي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: أرسل إليه؟ قال: نعم، فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا رجل قاعد على يمينه أسوده وعلى يساره أسوده إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى فقال مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح – قال: قلت لجبريل من هذا؟ قال: هذا آدم وهذه الأسوده عن يمينه وعن شماله نسم بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسوده عن شماله أهل النار. فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر عن شماله بكى. ثم عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها أفتح، فقال له خازنها مثل ما قال له الأول ففتح) قال أنس فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة قال أنس: فلما مر جبريل والرسول صلى الله عليه وسلم بإدريس قال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح، فقال: من هذا فقال: إدريس. ثم مر بموسى فقال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح، فقال: من هذا؟ قال:هذا موسى ثم مررت بعيسى فقال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح، قلت من هذا؟ قال:هذا عيسى. ثم مررت بإبراهيم فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من هذا؟ قال: هذا إبراهيم. قال الزهري فأخبرني ابن حزام إن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثم عرج بي حتى وصلت مستوى أسمع فيه صريف الأقلام) قال ابن حزام وأنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ففرض الله على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى عليه السلام فقال ما فرض الله على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة، قال موسى فأرجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فرجعت فوضع شطرها فرجعت إلى موسى قلت: وضع شطرها فقال: ارجع إلى ربك فأن أمتك لا تطيق ذلك، فرجعت فوضع شطرها فرجعت إليه فقال أرجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعته فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي، فرجعت إلى موسى فقال أرجع إلى ربك قلت قد استحيت من ربي ثم انطلق بي حتى انتهى إلى سدرة المنتهى..) أهـ.
فالشاهد الشرعي والمهم هو أن تلقي توجيهات الأنبياء الأموات (كتلقي النبي صلى الله عليه وسلم في حياته توجيهات موسى بعد مماته في أخص فرائض التشريع الإسلامي- وأعني به الصلاة التي هي عماد الدين- آكد دليل شرعي على تلقي المهديين في حياتهم توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته والأخذ بها شرعاً ملزماً {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} (26) سورة النساء. ووفاه موسى عليه السلام ثابتة شرعاً بقوله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب (لو كان موسى حياً ما وسعه إلاَّ إتباعي) رواه أحمد والدارمي وحسنه الألباني.
وأنا آخر المهديين أتلقى توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته وإتباعي ملزم للأمة شرعاً. ودأب الناس عندما أثبت لهم بنصوص الكتاب والسنة بان المسيح يولد في السودان في عودته وفي هذا الأوان وهو شخص سليمان أبي القاسم موسى بنصوص لا تقبل الجدل أو التأويل يهرب الناس إلى حيل المتشابهات التي لا يمكن إثباتها بالقطع وأهمها شخصية الدجال التي أثارت جدلاً وانقساماً وسط الصحابة بل حتى الخلفاء الراشدين أنفسهم أي اختلاف الصحابة حول شخصية ابن صياد. ولكن هناك خطوط عريضة يمكن الاتفاق عليها وهي:
إن مهدي المسلمين هو الدجال عند الكافرين وإن الدجال عند المسلمين هو مهدي الكافرين.
وفي كل زمان المهدي يمثل المقام الموسوي ويقابله دجال وطاغية ذلك الزمان يمثل المقام الفرعوني. وقد بين القرآن هذين المقامين في قوله عز وجل {ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} (69) سورة مريم وفي إشارة إلى دجال عصره وأشار إلى مهدي زمانه فقال عز وجل {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} (72) سورة مريم. فالمهدي ومن ناصره هم أصحاب التقوى- وهناك فروقات واضحة تميز الشخصيين:
فالمهدي مستضعف يناصر المستضعفين فأنصاره هم المستضعفون في الأرض.
والدجال جبار يقهر الضعفاء فأتباعه السادات والكبراء.
هذه المعادلة هي التي تجعل المهدي يقاتل دفاعاً والدجال يقاتل عدواناً وهذه المعادلة تفرز أخلاق وصفات الرجلين فالمهدي داعية وهدفه نبيل فهو صادق في دعوته. والدجال داعية وهدفه الحقيقي أثيم فهو يخفيه ويلبسه ثوب الحق ليواري باطله فهو كاذب في دعواه كما تفعل الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي التي تحرك جيوشها على الحدود السودانية التشادية وبعث قوات هجين والهدف المعلن هو حماية (الزرقة من أهل دارفور) من قوات (الجنجويد) والهدف الحقيقي سرقة نفائس أرض دارفور وتشاد على حد سواء وأهل دارفور على علم بذلك فهم على دراية تامة بنهب الغرب لجارتي دارفور(الكنغو وأفريقيا الوسطى) وذهب وجواهر جنوب أفريقيا وتركهم المواطنيين الأفارقة في فقر مذل. ولكنهم مع ذلك يفضلون عدل القرد الذي حكم بين القطتين عندما اختلفتا حول قطعة الجبن فقال لهما هاتوا الجبنة اقسمها بينكم بالعدل فشطرها قطعتين ووازن بينهما بكفيه فوجد إحداهما أكبر من الأخرى فقضم من الكبيرة وأبتلع ما قضمه حتى صارت هي الصغيرة وهكذا فعل في كل مرة حتى بقيت قطعة صغيرة من الجبنة في إحدى كفيه وقال للقتطيين المتنازعتين: هذه لا تقبل القسمة فأكلها وانصرف.
هذا ما سيفعله الغرب بخيرات دارفور المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وأصحاب الأرض.
لقد جاءت القوات الأممية والأوروبية لسرقة خيرات السودان وإذلال المسلمين بصورة عامة وحكومة الإنقاذ خاصة التي كانت يوماً ما تنادي بشعار (لن نذل ولن نهان ولن نطيع الأمريكان)
ولكن الحال تغير والقول تبدل بعد أن كشفت أمريكا عن ساقيها وشمرت للحرب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م. وأشير هنا إلى إنه عند نزولي في قرية الصريو في يوليو 2001م جاءني الملك وقال (سبتمـ....) ولم يكمل تسمية (سبتمبر) وكأنه يخبرني عن حدث قادم فذكرت ذلك لأصحابي في ذلك الحين ولم أتكهن بالحدث القادم ولكني على يقين أنه سيحدث أمر ما قبل نهاية سبتمبر وعندما وقعت الأحداث ذكرني بعض أصحابي بما قال الملك لأن أحداث 11سبتمبر تمت قبل انقضاء الشهر.
الفصل السابع
الإنقاذ والخليفة الأخير يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ
إن سورة {ن وَالْقَلَمِ} من أولها إلى آخرها تتكلم عن المهدي سليمان أبي القاسم موسى والدجال ممثلاً في الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة وشركاء نيفاشا(المؤتمر الوطني والجيش الشعبي وشركاء الإيقاد الأفارقة وأصدقاء الشراكة الغربيين).
لقد تناولت آيات من السورة بالشرح في منشور (شركاء نيفاشا والمهدي في سورة القلم) ومنشور (الدجال الأمريكي) واقتصر في هذا المنشور على بعض آياتها.
قال تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ*خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ } (42-43) سورة القلم.
 جاء في شرح ابن كثير للآية {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} يعني يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال والزلازل والبلاء والامتحان والأمور العظام، وقد قال البخاري: هاهنا حدثنا آدم حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء ابن يسار عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحد).
وقد قال عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس{يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} قال هو يوم القيامة يوم كرب وشدة.
رواه ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا مهران عن سفيان عن المغيرة عن إبراهيم عن ابن مسعود أو ابن عباس – الشك من ابن جرير- {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} قال عن أمر عظيم كقول الشاعر:
شالت الحرب عن ساق أهـ انتهى الاقتباس.
أقول: لقد شالت الحرب عن ساق بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ووجهت أمريكا أصابع اتهامها صوب القاعدة وأفغانستان والسودان. فآية القلم {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} تشير إلى الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة الأمريكية والسودان – حكومة الإنقاذ – لمحاربة الإرهاب والدعوة إلى السجود في الآية هي إشارة إلى دعوة خليفة الله سليمان أبي القاسم لحكومة الإنقاذ لإتباعه وإطاعة أمره فالقرآن يستخدم كلمة (سُّجُودِ) إشارة إلى إتباع خليفته في الأرض. ومن ذلك قوله عز وجل {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } (34) سورة البقرة. وقوله عز وجل: ({فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (72) سورة ص. وقول إبليس في الآية {قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ} (33) سورة الحجر. وقول إبليس في الآية: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} (61) سورة الإسراء.
لقد كان بإمكان حكومة الإنقاذ أن تتبعني وتطيع أمري وهم سالمون مكرمون قبل أحداث 11 سبتمبر ولكنها بعد الأحداث أصبحت مكبلة تمنعهم قيود اتفاقية محاربة الإرهاب عن طاعتي وإتباعي. وترهبهم وترهقهم ذلة فلا يستطيعون إتباعي وقد فات عليهم ذلك وهم سالمون قبل أن تكشف أمريكا عن ساق وتشمر عن ذراع الجدّ لقتال المارقين والإسلاميين الإرهابيين فأرهقت الإنقاذ بكثرة التنازلات المذلة منها دخول القوات الهجين إلى أرض دارفور مما يعني ضمناَ احتلال دارفور من قبل الغرب وخروجها عن سلطة حكومة الإنقاذ المركزية ووضع شعب دارفور تحت الوصايا الأجنبية. لقد انقلبت الإنقاذ على شعاراتها فأطاعت الأمريكان في ذل وإهانة وهو قوله تعالى: {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ}.  
الفصل الثامن
كيف يمكِّن نظام الإنقاذ لدعوة سليمان أبي القاسم
جاء في التذكرة للقرطبي باب في المهدي وذكر من يوطئ له ملكه:
(وخرَّج أبو داود عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث بن حراث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطئ أو يمكِّن لآل محمد صلى الله عليه وسلم كما مكنت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم وجب على كل مؤمن نصرته أو قال إعانته).
لقد مكنت قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم برفض دعوته ومعاداته وسوف تمكن لي الإنقاذ بمعاداتي وتكذيبي ومظاهر هذا العداء وتباشير التمكين والنصر تبدت لي في أثناء اعتقالي في سجن كوبر.
ففي اعتقالي عام 1995م ظهر لي جبريل وقد غطى بأجنحته ما بدأ من قبة السماء فوق أسوار السجن وقال لي: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} (102) سورة هود. فعلمت أنه ستحل بالإنقاذ مصائب وشدائد بسبب سوء معاملتي وفي اعتقالي في سجن كوبر 2004م بعد توقيع اتفاقية سلام نيفاشا المبدئي وفي أثناء فترة المفاوضات حول برتوكول أبيي ظهر لي جبريل من سماء السجن باسطاً أجنحته وقال لي مخاطباً:
{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} (54) سورة سبأ.
وفي أيام السجن هذه وفي فترة المفاوضات حول ملف أبيي وقد أحسست بالضيق وتبرمت من الظلم فنفث روح القدس في روعي: {وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ} (35) سورة الأحقاف.
فقرأت مستقبل السودان المظلم ومآله المؤلم في فترة حكم الإنقاذ من خلال هذه الآيات وأذكرها بتمامها لتوضيح الرؤية قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} (102) سورة هود.
وقال تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ} (54) سورة سبأ.
وقال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} (35) سورة الأحقاف.
إن تمهيد الإنقاذ لدعوتي جاء بالاستدراج الذي تورطت فيه الإنقاذ في فتن أرهقتها ذلة فكلما حاولت أن تجد لها مخرجاً توحلت في فتنة أخرى فأصبح لا مخرج للإنقاذ من هذه الفتن إلاّ بإتباعي وهو معنى قوله عز وجل: {فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} (44) سورة القلم.
لقد مهدت الإنقاذ استدراجاً من الله بلا علم منها ولا قصد أنها تمهد لدعوة سليمان أبي القاسم في الوقت الذي تعاديه فيه وتكذبه فالتمهيد ورد في نص الحديث (على مقدمته رجل يقال له منصور) وهو الرئيس عمر حسن أحمد البشير.
وأما السجود الوارد في قوله عز وجل {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ } (43) سورة القلم. فهو الأمر الموجب لنصرتي وإعانتي في نص الحديث (وجب على كل مؤمن نصرته أو قال إعانته).
ومن لم ير أن مناصرة سليمان أبي القاسم وإعانته واجبة عليه شرعاً فإن ذلك إقرار منه بأنه ليس من المؤمنين.   
الخاتمة والمآل المحتوم
إن الخطر الداهم الذي يهدد اتفاقية السلام بل يعمل على إلغائها هو الخبر الذي نشرته صحيفة الوحدة في عدد الأربعاء 26 سبتمبر 2007م على صفحتها الأولى جاء فيها
قال خبراء النزاع بشأن الحدود بين شمال وجنوب السودان يعتبر من القضايا العالقة التي تهدد بإخراج اتفاق السلام عن مساره. وقال دقلاس جونسون وهو خبير في شئون السودان تعاقدت معه حكومة الجنوب لإجراء بحوث بشأن الحدود إن الوثائق اللازمة لتسوية النزاع غير موجودة لعدم وجود خريطة للحدود لدى استقلال السودان عا?م.
وقال جونسن أن هناك حاجة لوثائق الحكومة المحلية لمعرفة كيفية طرق الترسيم التي استخدمت مع علامات. وأضاف الخبير أن الشهادات الشفهية ستكون حاسمة ،لأن كثيراً من تلك الوثائق أصابها الدمار بسبب الحر والنمل الأبيض و الفيضانات المتكررة والحرائق و الإهمال لذلك ليس من الواضح وجود بقايا منها إلا إذا كانت ضمن أوراق مهملة وغير مرتبة ) أهـ.
هذا التقرير محاولة أخرى للزج بالحكومة في ورطة الحدود كما حدث في تقرير خبراء ترسيم حدود أبيي . فهم يحاولون التظاهر بعدم معرفة الحدود بتجاهل الوثائق المتاحة عندما يريدون أن يدخلوا أرضا َمن الشمال وضمها للجنوب لأسباب غالبا َما تكون لأهميتها الاقتصادية لأن الإنجليز والأمريكان يعتبرون أرض الجنوب مزرعة خاصة بهم ومائدة دسمة لشركاتهم ويسترزق الجنوبيون مما تبقى من فضلاتها.
فأعظم الوثائق أسماء معالم الأرض وأهم الوثائق في الجنوب هي أسماء الأنهار فالأنهار أبرز المعالم وأسماؤها أكبر الوثائق وليس الاعتماد على إدعاء المشافهة لأن كل طرف يدعي لنفسه ما يدعيه الآخر والحكم الفصل هنا هي أسماء الأرض .
وأهم وأبرز هذه المعالم التي تحدد الحدود بين شمال السودان وجنوبه، جاء في تقرير الخبراء:
(الخبراء وصفوا هذه الحجة في تقريرهم( بالعقلانية) بعد خارطة أعدتها إدارة المخابرات عام 1904م استناداَ على ما أورده الميجور ويلكنسون عن رحلته عام 1902م من الأبيض إلى دار جانق كما يقول الخبراء يصبح من المنطقي استخلاص أن العرب الحمر كانوا يعيشون بالقرب من بحر العرب وأن ويلكنسون لم يمر في رحلته تلك بقرى دينكا نقوك إلا بعد أن قطع مسافة (15) ميلأ بعد بحر العرب . يقول التقرير: أنه إذا حاول المرء تحديد الأميال التي ذكرها ويلكنسون لكل مرحلة من مراحل رحلته فسيتوصل إلى أن النهر الذي أطلق عليه نهر العرب كان في الحقيقة رقبة الزراف (نول)).
المصدر: الصحافة بتاريخ 25 يوليو 2005م صفحة (5) بقلم أمير عبد المجيد. فالمعلم واضح على الأرض فرقبة الزراف معلومة وتقع جنوب بحر العرب وشمال نهر كير وأن رقبة الزراف (نول) هي نهر العرب الحمر وأن قرى الدينكا نقوك تقع جنوبه بمسافة(15) ميلاَ .
هذا حد موثق باعتراف خبراء لجنة ترسيم حدود أبيي النهائي والملزم للجميع وهو الحد الفاصل لأي حدود مستقبلية بين شمال و جنوب السودان وهذه المنطقة لا تنسخها الشهادة الشفاهية .ولكن مع كل هذه الشواهد سوف يسعى الغرب لإستغلال ضعف المسلمين للتغول على حقوقهم في هذه المنطقة مستفيدين من قوتهم الضاربة وقواتهم التي تكبدت السودان آملين أن يضربوا الإسلام الضربة القاضية في وطن المسيح المهدي سليمان أبي القاسم موسى ومسقط رأسه وهنا يحق له القتال دفاعاَ عن أرضه الممتدة من جنوب شرق أويل وشمال شرق قوقريال وشرقاَ لتضم نهر(الجور) ومعناه نهر(العرب) بلهجة الدينكا وتضم الأرض شمال جزيرة الزراف فقطع بحر الجبل وبحر الزراف في خط عرضي إلى مشارف التقاء بحر الغزال ببحر السوباط ومن ثم يعبر نهر بحر الغزال شمالاَ إلى حدود جنوب كردفان بالقرب من فشودة.
هذه هي حدود شمال السودان من جنوبه في هذه البقعة من السودان وأي مساس بها
 يعني الحرب والاقتتال وان المسيح مع استضعافه واستضعاف أصحابه سيهزم الجمع ويولون الدبر ببشارة القرآن في قوله عز وجل: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ *وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (5-6) سورة القصص.
وقد سبق الحديث (أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل، لتركبن طريقهم حذو القذّة بالقذّة حتى لا يكون فيهم شيء إلا كان فيكم مثله...) .إن اتباعي اليوم أوجبه الشرع وغداً عندما تتكالب الفتن يكون قد اكتمل نمو هذا الأمر في رحم الأم (السودان) وسيسعى عندها السودانيون لإخراجي بولادة قيصرية حتى تسلم الأم ان لم أخرج بالميلاد الطبيعي وفي الحديث (ان أبيت ضربنا عنقك) الفتن لنعيم بن حماد رقم 937 وبخروجي تسكن الفتن وتسلم الأم (لوطن) 
 فهذه بشرى أزفها للمسلمين في أقطار الأرض ولله عاقبة الأمور.
المسيح المهدي المحمدي/سليمان أبو القاسم موسى
رمضان 1428هـ الموافق  سبتمبر/ أكتوبر 2007م
الإنقاذ والخليفة الأخير يوم يكشف عن ساق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق