الأربعاء، 1 يونيو 2016

ملحمة الروم الكبرى

الـفصل الأول
فـتح الـقسـطنطينية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال) رواه احمد وأبي داود.
         قال يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل في تأليفه (اشرط الساعة): ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (.....لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق .... وقد أشكل قوله في هذا الحديث: (يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق) والروم من بني إسحاق لأنهم من سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السلام ، فكيف يكون فتح القسطنطينية على أيديهم؟).
         قال القاضي عياض: (كذا هو في جميع أصول (صحيح مسلم): من بني اسحق) ثم قال: (قال بعضهم: المعروف المحفوظ : (من بني إسماعيل). وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه، لانه إنما أراد العرب) اهـ. المصدر: أشراط الساعة ليوسف الوابل الفقرة 52 فتح القسطنطينية.
أقـــول:
         القسطنطينية هنا إشارة إلى (الكويت) وقد غزاها الجيش العراقي (بني إسماعيل) بقيادة صدام حسين ، ثم غزاها بني إسحاق (الروم) بتأليب العالم الغربي بقيادة أمريكا لإخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991م لانه جاء في بعض المصادر (لا قسطنطينية لكم) أي انها الكويت وليست قسطنطينية الروم حتى تقاتلوا المسلمين من أجل استعادتها واحتلالها بعد  إخراج القوات العراقية (بني إسماعيل) منها.
         هذا الحديث يفسر لنا الحديث السابق: عمران بيت المقدس خراب يثرب. لان الجيوش الرومية اتخذت من دخول القوات العراقية للكويت ذريعة للقضاء على قوة المسلمين لصالح إسرائيل فعبر عن ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم (عمران بيت المقدس – الذي اتخذه اليهود عاصمة لهم خراب يثرب أي المدينة العاصمة الدينية للمسلمين فصارت القدس عاصمة لإسرائيل هي القوى العظمى في المنطقة . وقال : وخروج الملحمة أي بين المسلمين والروم – فتح القسطنطينية أي احتلال العراق للكويت الذي كان السبب المباشر في الملاحم التي لم تهدأ إلى اليوم – وفتح القسطنطينية أي الكويت – خروج الدجال الأمريكي في أعراض المسلمين.
         قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيكون رجل من بني أمية رجل أخنس بمصر يلي سلطانا يغلب على سلطانه أو ينزع منه فيفر إلى الروم فيأتي الروم إلى أهل الإسلام فذلك أول الملاحم) رواه نعيم بن حماد في الفتن حديث رقم 1333.
         ذلك الرجل هو أمير الكويت الذي استغاث بالغرب الرومي الصليبي فأعادوا له سلطانه بقيادة الدجال الأمريكي . فالحرب في ظاهرها لإعادة السلطان إلى جابر لكن في حقيقتها تدمير قوة المسلمين فتكون الغلبة والقوة لليهود وهو معنى (عمران بيت المقدس خراب يثرب).
         لقد خرج الدجال في إعراض المسلمين وحمى اليهود بأسلحته النارية الحارقة فالمنتظر بعد ذلك المسيح المهدي سليمان أبو القاسم بصفته الإمام لنصرة المسلمين. ومعرفة الإمام لا تتم إلا بالعودة للمنهج الإسلامي بعد أن فارقته الأمة بخروج معاوية ابن أبي سفيان أول الخوارج عن الإسلام.
الفصل الثاني
(لـكل قـوم هـاد)

         منهج الإسلام الذي خرجت  عنه الأمة  سنة كانوا أم شيعة هو حديث (وسيكون خلفاء كثيرون قالوا فما تأمرنا؟ قال فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم ...) متفق عليه.
         فالخلفاء تعاقبوا على طول عمر هذه الأمة منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم لان كلام رسول الله وعد صادق من الله وجاري التنفيذ على الواقع قال تعالى ﴿وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ﴾ إلا أن جمهور العلماء أنكروا على هؤلاء الخلفاء كلما جاء أحد منهم وجهر بأمر خلافته واتبعت الأمة الكبراء والأمراء فضلت الأمة بأسرها إلا فئة قليلة ناجية مستضعفة في الأرض بنص قوله ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ (144) سورة آل عمران.
         فالأمة ضلت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم مع جمهور علمائها وساداتها وأمرائها . وبقيت فئة قليلة ممسكة بمحجة الإسلام بإتباع هؤلاء الخلفاء الذين لا يخلو منهم زمن بنص الحديث (ما مات منهم أحد آل أبدل الله مكانه آخر) وهم الوارد ذكرهم في الآية ﴿ وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ فهم يمثلون الفرقة الناجية الظاهرة على الحق إلى يوم القيامة وإمام هذه الفرقة الناجية هو المهدي الوارد ذكره في القرآن ...﴿ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ (7) سورة الرعد. إن السنة والمتصوفة على اختلاف طوائفهم لازالوا ينتظرون مهدياً واحداً آخر الزمان وهذا اعتراف ضمني بأنهم في ضلال إلى حين إشعار آخر بظهور المهدي ليهديهم إلى سبيل الرشاد بعد أن ظلوا في ضلال مبين وتجاهلوا المهدي الذي لا يخلوا منه زمن بنص الآية ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ (7) سورة الرعد فالآية صريحة بوجود المهدي في كل قوم على امتداد هذه الأمة وما مات منم مهدي إلا أبدل الله مكانه مهدي آخر فكان أول المهديين على بن أبي طالب وقد صرح بمهديته في خطبة البيان فقال: (159) أنا مهدي الأوان، (260) أنا عيسى الزمان، (267) أنا ليث بني غالب، (268) أنا علي بن أبي طالب). المصدر: الإنسان الكامل للدكتور عبد الرحمن بدوي.
         أما خلافة الصديق وعمر وعثمان خلافة صحبة أجازها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم مهديون حكماً أما المهدي شرعاً هو الإمام علي ولذلك ان أبابكر الصديق نهى ان يلقب بخليفة الله وأجاز لقب خليفة رسول الله.
وكان المهدي قبلي هو الشيخ إبراهيم الكولخي وقد أعلن للناس عن مهديته فقال :
حمدت اله العرش حمداً لذاتــه
لما كنت محموداً وحمداً لعرفتي
وخلفني في ملكه بعد غيبتـــي
وصرت أنا الهادي وفزت ببقيتي
ما في حمى الماحي سوائي منادياً
وكل الذي تحت التجاني بفيضتي
ولا عارفاً إلا ببابي واقفــــاً
   أدير واسقي القوم طراً بفيضتي
فأنا حبيب الله والكنز والعـــلا
     وانّ صلاتي في أرض مكـة
ليس مرادي الفخر فيما ذكرتــه
بل الإذن من عند الجليل بقولتــي

         يقول الشيخ الكولخي في البيتين انه بلغ المقام المحمود ومقام الحمد وهو مقام خلافة  الله وخلافة رسوله وصرح بأنه الهادي في ملك الله أي خليفة لله.
         وقد نلت الخلافة بعده مباشرة عند وفاته عام 1975م وقد بين الشيخ إبراهيم الكولخي أن المهدي الذي يخلفه هو المسيح ابن مريم كما جاء في قوله:
واني وان كنت الأخير  زمانــه
لأرجو بشارات الأمين لصحبــه
سيأتي زمان لا يزال وأمتـــي
وما قال في عيسى سلوا لحزبــه
فيارب فاسلك بي وحزبي صراطه
ولو كان قبض الجمر في قفو نهجه

         فالشيخ إبراهيم الكولخي صرح في هذه الأبيات ان المهدي بعده هو عيسى ابن مريم .
والسؤال المطلوب من العلماء الإجابة عليه هومن هو المهدي الآن؟ بنص الآية ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾} (7) سورة الرعد وهي وعد صادق من الله ولن يخلف الله وعده.
         أما الشيعة قد أراحوا أنفسهم وأراحوا الناس عندما أعلنوا ان إمامهم غاب قبل أكثر من الف عام وفي هذا اعتراف ضمني منهم انهم في ضلال وتيه إلى حين عودته.
         وعلى العموم فان الأمة في ضلال وتيه على اختلاف فرقهم (أنصار سنة –  صوفية – طائفية – حزبية – شيعة) بنص الآية ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ﴾(159) سورة الأنعام. لان الانقسام والتفرق سبب تبرؤ الرسول صلى الله عليه وسلم منهم وذلك لان أمة المسلمين واحدة متمثلة في الإمام مثال ذلك قوله عز وجل ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾ (120) سورة النحل. ومن ذلك قوله عز وجل ﴿وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون (53) فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون(53)فذرهم في غمرتهم حتى حين﴾ سورة المؤمنون 52 – 54 . باستثناء أنصار المسيح المهدي سليمان أبو القاسم موسى لأنه الإمام فهو وأنصاره الظاهرين على الحق على من خالفهم وناوأهم ليربطوا آخر هذه الأمة بأولها بنص الآية ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (3) سورة الجمعة. بعد فاصل القطع عن منهاج النبي صلى الله عليه وسلم متمثلاً في الأحزاب والطوائف والفرق المختلفة بنص الآية ﴿لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾
         هذا الخليفة المبعوث من عند الله على بينة من أمر ربه وقد نص عليه القرآن في أكثر من موضع ومن ذلك قوله عز وجلّ ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّه﴾ (14) سورة محمد. وأما جمهور الأمة الذين خالفوه بسبب أتباعهم لهوى أنفسهم فضل سعيهم ويحسبون انهم مهتدون وجاء وصفهم في القرآن ﴿كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ﴾ (14) سورة محمد فجاءت الآية تقارن بين الفئتين ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ﴾ (14) سورة محمد أما فيما يخص عيسى ابن مريم فان قوله عز وجل ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ (34) سورة الأنبياء . .ينفي وجود أي بشر من الأمم السابقة بلحمه ودمه قبل بعثه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
والسؤال الثاني المطلوب من العلماء الإجابة عليه هو:
         ما هي طبيعة المسيح عيسى ابن مريم؟ هل هو – اله – ملك – جان حتى يكون خالداً فيخرج عن حصر الآية ونفيها المطلق لحياة أي بشر من الأمم السابقة قبل الرسول صلى الله عليه وسلم؟
أما السؤال الثالث المطلوب من العلماء الإجابة عليه هو:
         كيف يكلم عيسى ابن مريم الناس في هذه الأمة عندما يعود ليقتل الدجال وهو يومئذ كهل وقد اجمع شراح القرآن من السلف والخلف في شرحهم للآية ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (46) سورة آل عمران. ان عيسى ابن مريم يخرج لقتل الدجال وهو كهل والسؤال المطلوب من العلماء الإجابة عليه:
         كيف يكن عمر عيسى ابن مريم في الأمة كهلاً (40 – 60سنة) مع العلم أن عمره الآن قياساً بميلاده الأول 2006سنة مع العلم أن عمره لن يتوقف بعد رفعه لو بقى حياً بنص الآية ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾ (68) سورة يــس علماً بأن الله قال ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾ (29) سورة ق. أي قدرة الله لا تتدخل لتوقف تنكس خلق عيسى فيخالف قوله في آية يس 68.
         وفئة ﴿الشاكرين﴾ هي التي تتمسك بمنهج الدين وهم مستضعفون في الأرض لقلتهم إلى جانب الكثرة الغالبة في هذه الأمة من أنصار إبليس الذي ذكر القرآن توعده بإضلال الأمة ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾  الأعراف 16 – 17.
         هذه الفئة المستضعفة هي التي يمكِّن الله لها بقيادة سليمان أبو القاسم بنص الآية ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ (5) سورة القصص. وقوله عز وجل ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (55) سورة النور ودينهم الذي ارتضى لهم وفق منهاجه هو بإتباع خليفته الذي بعثه باصطفائه، عن حذيفة قال: قلت يا رسول الله ما العصمة من ذلك، وذكر دعاة الضلالة؟ فقال (إن لقيت لله يومئذ خليفة في الأرض فالذمة وان ضرب ظهرك واخذ مالك وإلا فاهرب في الأرض حتى يأتيك الموت وأنت عاض على أصل شجرة) رواه بن حماد في الفتن رقم 356.
         وأئمة الضلالة هم الذين اتبعوا أهواءهم بغير هدى من الله ونصبوا أنفسهم من عند أنفسهم أو بوصية العهد كما يحدث الآن عند الملوك وأئمة الطوائف والصوفية وجاء وصفهم في كثير من آيات القران ومن ذلك قوله عز وجل ﴿قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ﴾ (71) سورة الأعراف. فعندما أقول للناس أنا خليفة الله اليوم على الأرض يجادلني الناس بهؤلاء الحكام والأمراء الذين اغتصبوا الحكم بغير سلطان أتاهم من الله ولذلك يسلط الله عليهم اليهود والأمريكان فأوردوهم موارد الذل والهوان فسخرت منهم رعاياهم وسلط الله على الشعوب الإسلامية نيران اليهود والأمريكان لما اعرضوا عن دعوتي وهي سنة الله التي خلت من قبل قال تعالى ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ﴾ الأنعام 42 – 44.
الفصل الثالث
دور سوريا وإيران في نصرة الدين
         وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك). متفق عليه واللفظ لمسلم وفي صحيح البخاري (وهم على ذلك)
أقــول:
         إن المخذلين عن دعوتي والمخالفين لما ادعوا الأمة إليه لن ينالوا مني ولا من أصحابي حتى يأتينا من الله النصر والفتح المبين كما نص عليه القران ﴿وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ (55) سورة آل عمران . فان الحديث تفصيل وشرح لنص آية آل عمران ومن بيان حديث الطائفة وآية آل عمران (55) يتأكد أن طائفة المسيح المهدي سليمان أبو القاسم هي التي تدخل بيت المقدس في الحرب الدائرة الآن بين حماس وكتائب الأقصى والمقاومة الفلسطينية وحزب الله في لبنان مع تخاذل حكام وملوك العالم الإسلامي باستثناء سوريا وإيران والسودان وبين اليهود بدعم أمريكي أوروبي صليبي ووثني تسوء وجوه اليهود والذين كفروا بنص الآية : ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا﴾ (7) سورة الإسراء فإذا علمتم ذلك فان كل المهمة التي تقوم بها المقاومة في العراق وحزب الله في لبنان وحماس وكتائب فتح الجهادية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والدعم المعنوي والمادي الذي تقوم به إيران وسوريا هو دور تمهيدي وتحضيري  لمعركة الحسم التي يقودها المسيح المهدي سليمان أبو القاسم.
         وذكرت السنة الدور الذي تلعبه المقاومة في التحضير للحرب الفاصلة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى ان تقوم الساعة) عقد الدرر حديث رقم 185.
وهذا دليل ان خذلان الحكام لن يضر المقاومة الحالية سواء كان في غزة أو في جنوب لبنان والواقع الآن مما يؤكد صحة الحديث. وجاء أيضا دور سوريا في الحديث الذي رواه أبو داود عن أبى الدرداء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام) وقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم : إذا وقعت الملاحم بعث من دمشق من الموالي هم أكرم العرب فرساً وأجوده سلاحاً يؤيد الله بهم الدين) رواه نعيم بن حماد في الفتن حديث رقم 1326.
         أما الدور الإيراني في المعركة الفاصلة فيبرز في الحديث الذي أخرجه الحاكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وانه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريدا في البلاد، حتى ترفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبى، فيملك الأرض فيملؤها قسطا وعدلاً كما ملئت جورا وظلماً).
         الحق الوارد في الحديث هو حق إيران في امتلاك الطاقة النووية والواقع أيضا يؤكد صحة هذا الحديث وإمام أهل البيت هو المسيح المهدي سليمان أبو القاسم ويجتمع بأطراف المقاومة في الشام ولكنه يأتي إليها من السودان – من الغرب لشهادة الحديث الذي رواه احمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ...ثم يجيء عيسى ابن مريم من قبل المغرب مصدقا بمحمد وعلى ملته فيقتل الدجال ثم إنما هو قيام الساعة). فلا مهدي يفتح بيت المقدس إلا عيسى ابن مريم لان بيت المقدس لا يفتح إلا إذا انهزم اليهود ولا ينهزم اليهود إلا إذا قتل الدجال حامي اليهود ولا يقتل الدجال إلا عيسى.
         فعلى أطراف المقاومة على كل الجبهات أن تعي ذلك وتفهمه هذا أولاً وثانياً الإيمان لي وإتباعي ودفع رايات المقاومة لي وانضواء كل المقاومة على اختلاف مواقعها وتباين وجهات نظرها تحت قيادتي بنبذ الفرقة وهي السبيل الوحيد لجمع شمل الأمة الإسلامية والنصرة على الأعداء – اليهود والنصارى والملاحدة العلمانيين.
الفصل الرابع
حـرب السبايا
         روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم : خلو بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا ... فيقاتلونهم .... فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، فيفتتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان أن المسيح قد خلفكم في أهليكم! فيخرجون وذاك باطل. فإذا جاءوا الشام خرج فبينما هم يعدُّون للقتال يسوُّون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام – فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده، ويريهم دمه في حربته). قال الشارح الأعماق ودابق موضعان بالشام بقرب حلب.
أقول: لقد جاء شرح المدينة التي يخرج منها هؤلاء الأخيار من أهل الأرض في الحديث الذي رواه أبي الدرداء. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام) رواه أبو داود.
         حديث مسلم تكلم عن اسر حماس للجندي الإسرائيلي ومقايضته لأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. واسر حزب الله الجنديين الإسرائيليين ومقايضتهما بأسرى لبنانيين في السجون الإسرائيلية والحديث يشير إلى إرسال بعثة جنود من الأمم المتحدة المشار إليهم في الحديث (بالروم) إلى الشريط الحدودي من الأراضي اللبنانية لحماية إسرائيل والدفاع عنها وذلك لأنهم يطالبون في مجلس الأمن بإعادة السبايا الإسرائيليين (الجنديين الإسرائيليين) كشرط مسبق لوقف الحرب على لبنان والحديث يبين الانقسام في الصف العربي الإسلامي -  فينهزم ثلث – هم المتخاذلون أما الثلثان هم الذين يقولون بلسان حالهم ومقالهم – (لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا) منه المقاومين الفلسطينيين وحزب الله في لبنان ومن ناصرهم في المواجهة الحالية في الحرب التي تدور رحاها في فلسطين ولبنان. الحديث أنبأ عن استشهاد نصفهم – الثلث من المجموع الكلي – وينتصر الثلث – ولكن بقيادة المسيح لما صرح بذلك النص – فبينما يعدُّون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم – فأمهم – أما حديث أبي داود يبين قيادة الأمة في المعركة الفاصلة تكون في سوريا بقيادة المسيح ابن مريم.
         إذن المعارك الدائرة الآن في الشام هي التي تفرز المسيح كقائد يقود المسلمين في المعركة الفاصلة من سوريا للنصر الحاسم على اليهود والنصارى والروم.
الفصل الخامس
أدوات النصر على الـروم واليهـود
         عن عمرو بن سفيان الثقفي التابعي قال اخبرني رجل من الأنصار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال: (يأتي سباخ المدينة وهو محرم عليه آن يدخلها فتنتفض المدينة بأهلها نفضة أو نفضتين وهي الزلزلة فيخرج إليه منها كل منافق ومنافقة ثم يأتي الدجال قِبل الشام حتى يأتي بعض جبال الشام فيحاصرهم وبقية المسلمين يومئذ معتصمون بذروة جبل من جبال الشام فيحاصرهم الدجال نازلاً بأصله حتى إذا طال عليهم الحصار قال رجل من المسلمين: يا معشر المسلمين متى وانتم هكذا وعدوكم نازلٌ بأصل جبلكم هذا ؟ّ! هل انتم إلا بين إحدى الحسنيين، بين أن يستشهدكم الله أو يظهركم، فيتبايعون على القتال بيعة يعلم الله انها الصدق من أنفسهم ثم تأخذهم ظلمة لا يبصر احده فيها كفه فينزل عيسى ابن مريم، فتنحسر عن أبصارهم وبين أرجلهم وعليه لامَّة فيقولون: من أنت؟ فيقول: آنا عبد الله ورسوله وروحه وكلمته عيسى ابن مريم. اختاروا بين إحدى ثلاث: بين أن يبعث الله على الدجال وجنوده عذاباً من السماء جسيماً أو يخسف بهم الأرض أو يسلط عليهم سلاحكم ويكفَّ سلاحهم عنكم.
         فيقولون هذه يا رسول الله أشفى لصدورنا وأنفسنا فيومئذ ترى اليهودي العظيم الطويل الأكول الشروب لا تقل يده سيفه من الرعب فينزلون إليهم فيسلطون عليهم ويذوب الدجال حين يرى ابن مريم كما يذوب الرصاص حتى يأتيه عيسى عليه السلام أو يدركه فيقتله) أخرجه مَعْمَر وابن عساكر.
         هذه الخيارات الثلاث هي معجزة عيسى ابن مريم في هذه الأمة وليس إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى فتلك لم تجد نفعاً مع بني إسرائيل عندما كانوا أذلاء يستعمرهم الروم فكيف الحال الآن وهم اليوم يستعلون في الأرض بغير الحق ويستعمرون الروم، أفلا تعقلون؟! ﴿أم على قلوب أقفالها﴾ محمد الاية24.
         بالخسف ينصر المسيح ابن مريم عندما يدخل الكعبة من السودان فيتوجه إليه جيش السفياني تؤازره قوات التحالف في العراق والشام.
         عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم) أخرجه البخاري في صحيحه.
         وبالرعب ينصر المسيح ابن مريم على الدجال وجنوده من اليهود وغيرهم.
         قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإذا جاء الشام خرج – أي الدجال .... فينزل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام – فأمهم فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ...). وبتسليط العذاب الجسيم من الله ينتصر المسيح ابن مريم على يأجوج ومأجوج.
         ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النواس بن سمعان برواية مسلم: (ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خير من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النَّغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ...)
         لقد تنبأ عالم الغيب والشهادة بأسلحة الدمار الشامل والقذائف الموجه بأشعة الليزر والقنابل الفسفورية الحارقة التي يمتلكها الروم واليهود لإرهاب المسلمين وقهرهم وكان الله لهم بالمرصاد لقد كان يعلم بتفوق النصارى الصليبيين واليهود في ميزان القوى على المسلمين وهو القائل ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ? سورة الصافات. فأوحى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يرسم خطة الهجمة الممتدة – كعادة المسلمين لا يقاتلون إلا دفاعاً بقصد دفع الظلم – كما قال تعالى ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (32) سورة التوبة.
         لقد حمل العلماء هذه الخطة ودفعوا بها إلى المسيح المهدي سليمان أبو القاسم القائد المبعوث من قبل الله خليفةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليقوم بالتنفيذ على الميدان ورسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة العمليات بظهر الغيب بتوجيه من الله كما جاء في الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غير الدجال أخوفني عليكم، أن يخرج وأنا فيكم فانا حجيجه دونكم ، وان يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم ...) رواه مسلم.
وخلافة الله على كل مسلم لا تكون بظهور الله لكل مسلم كفاحاً ليتولى إدارة شؤونهم الحربية والسياسية بل يكون ذلك من خلال – خليفته في الأرض سليمان أبو القاسم ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَاد﴾ (7) سورة الرعد.فيغلب على هذه الأسلحة الفتاكة بالحد من مفعولها أو الخسف بأصحابها أو هلاكهم بتسليط الكوارث والأوبئة.
الفصل السادس
صلة عيسى ابن مريم الرحمية بآل البيت
         روى البخاري عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، والأنبياء أولاد علّات ليس بيني وبينه نبي) ولفهم هذا الحديث بمنظار القرآن نتدبر آيات القرآن الآتية:
v   قوله عز وجل ﴿إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ جعلت الآية ولاء إبراهيم هنا بالصلة الدينية لذلك نسبته للذين اتبعوه ونسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الصلة الدينية (النبي) وليس بالصلة الرحمية (محمد) وكذلك مع (والذين امنوا) بصفتهم الدينية وليس الرحمية ومثال الصلة الدينية غير الصلة الرحمية قوله عز وجل: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ﴾ (6) سورة الأحزاب . وقوله عز وجل ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ (5) سورة الأحزاب.
v   ومن قوله عز وجل ﴿مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمين﴾ (78) سورة الحـج أما عندما تكلم القرآن عن الصلة الرحمية فصّل عن ذلك وقال﴿وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ﴾ (75) سورة الأنفال وقال عز وجل ﴿وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ ﴾ (6) سورة الأحزاب وقال عز وجل ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ (40) سورة الأحزاب.
         استخدم القرآن سيغة الاستدراك (ولكن) ليفصل بين الصلة الرحمية ﴿أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ﴾ والصلة الدينية حتى لا يحصل تناقض في الآيات التي تثبت صلته الدينية بالمؤمنين وتنفي صلته الرحمية بهم.
         فلو كانت صلة عيسى ابن مريم بالنبي صلى الله عليه وسلم دينية وليست رحمية في الحديث (أنا أولى الناس بعيسى) لألحق بعيسى الذين اتبعوه في زمن رسالته والذين امنوا به من هذه الأمة لأنهم امنوا بنص القرآن ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ﴾ (285) سورة البقرة. وعيسى ابن مريم احد هؤلاء الرسل.
         واقتصار ولاية عيسى ابن مريم في هذه الأمة على (محمد) صلى الله عليه وسلم واستخدام ضمير التخصيص (أنا) دون غيره من الناس هو آكد دليل على صلة عيسى ابن مريم الرحمية بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند عودته ورجعته في هذه الأمة ويكون ذلك في أسرة تنتمي إلى آل البيت. وهو المهدي البيتي الذي فاضت به الأحاديث وتواترت به الأخبار. ثم جاء بالتعميم بعد ذلك (والأنبياء اخوة لعلات.....).
         هذا الميلاد في آل البيت هو الذي بموجبه يمكن عيسى ابن مريم من أن يكلم الناس كهلاً في هذه الأمة كما نص عليه القرآن ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (46) سورة آل عمران.
         وجاء نسب عيسى ابن مريم إلى آل البيت في حديث فتنة الاحلاس الصحيح (رجل من أهل بيتي يزعم انه مني وليس مني) رواه أبو داود.
         وجاءت كلمة السر في تعريف المسيح من جملة آل البيت في قوله: (يزعم انه مني وليس مني) حتى لا ينتحل شخصيته رجل من آل البيت.
         وسبب (انه مني وليس مني) لان عيسى وان ولده رجل من آل البيت في هذه الأمة إلا انه ليس بضعة من احد شأنه في ذلك شأن ميلاده الأول في بني إسرائيل.
         إن حديث فتنة الاحلاس هذا هو تجلٍ ثانٍ لآيتي آل عمران فالآية ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ (45) سورة آل عمران. بما يماثلها بالحديث (رجل من أهل بيتي) والآية ﴿ِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ (59) سورة آل عمران. يماثلها في الحديث (وليس مني).
الخــاتمة
          إن حرب المقاومة التي يخوضها المسلمون للدفاع عن عقيدتهم وأرضهم وعرضهم وممتلكاتهم غير متكافئة الأطراف. فالعدو يتفوق على المسلمين من حيث العدد والعدة مما يجعل انتصار المسلمين في المعركة مستحيلاً في ميزان العقل.
         إن القياس بمعايير القوى المادية هو الذي أدى إلى تثبيط همة الكثرة الغالبة من هذه الأمة فجنحوا إلى مداهنة العدو ومماراته فاتخذوا  حيلة الإنحناء أمام العاصفة الصليبية الصهيونية حتى لا تقتلع الأمة من جذورها وهي حيلة لا تخفى على الصليبيين واليهود فاستغلوا هذا الانحناء لاجتثاث الأمة من أصولها حتى لا تقوم لهم قائمة.
         إذن الانحناء يمكَّن للعدو لكي يقوِّض مقومات الأمة فهو كخيار (تكتيكي) ضرره على الأمة أكثر من نفعه بل ليس له نفعا في الأساس. قال عز وجل ﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (8) سورة التوبة. فالمقاومة هي الخيار (التكتيكي) في هذه المرحلة من الصراع ريثما يدفعونها إلى مهدي ال البيت سليمان أبو القاسم المسيح المهدي.
         لأن نصر المسلمين لا يحدث إلا بتدخل الإعجاز الرباني وهذا التدخل لا يتم إلا على يد خليفة الله في الأرض سليمان أبو القاسم موسى الذي حددته نصوص الكتاب كقائد يقود المسلمين للنصر في ملحمة الروم الفاصلة وعندها يفرح المسلمون بنصر الله وتضع الحرب أوزارها فتخمد نيران الفتن التي أجج اوارها الدجال الأمريكي بعد أن يبطل الله مفعول آلته العسكرية ويتحول ميزان القوى لصالح الإسلام والمسلمين.
تنـبيه:
         الأمة الآن تمر بمرحلة في غاية الخطورة المطلوب من العلماء إن كانوا ورثة الأنبياء التعاطي مع الظرف بمسئولية ولا يلجوا في الاجتهادات مع وجود النصوص المكتوبة التي أكد عليها الكتاب كشرط على كل من يدعي الإمامة أو القيادة السياسية للأمة أن يأتي بكتاب من عند الله يثبت أحقيته في التصدي للزعامة والرئاسة. قال تعالى ﴿أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ الصافات 156 – 157. ومن ذلك قوله تعالى ﴿قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ (49) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ القصص 49 – 50.
         فالمطلوب من العلماء تجريد الملوك والرؤساء والأمراء من أي غطاء شرعي بوصفهم إنهم أولياء أمور المسلمين.
         إن مداهنة العلماء للملوك والرؤساء وإجازتهم لهم بوصفهم أولياء أمور المسلمين اكبر خطأ يرتكبه العلماء في حق هذه الأمة وقد خصهم الله بهذه الآية ﴿وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾ (187) سورة آل عمران لقد اشترى العلماء ميثاق الله برضاء الملوك والسلاطين فأبطلوا الحق وأحقوا الباطل فتصدى الملوك والأمراء لزعامة الأمة وخلافة المسلمين بغير سلطانٍ أتاهم من الله ﴿هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ (111) سورة البقرة. والحق أبلج فقد انزل الله لنا في القران نورا مبينا حق به الحق وأبطل به الباطل قال تعالى ﴿قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ المائدة الآية 15 – 16.
         فالحق في كل شيء في هذا الدين بيِّن ومنه الإمام الهادي وكفى انه سمي هادي كما جاء في القران ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ (7) سورة الرعد. فالأمة في ضلال ما لم تتبع هذا الهادي ومخالفة هذا الهادي المخصوص المختار من عند الله ضلال وهو المبيَّن بقوله عز وجل ﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (115) سورة التوبة. قال تعالى ﴿وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾ (55) سورة الأنعام.
والسلام على من اتبع الهدى وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

المسيح المهدي المحمدي/ سليمان أبو القاسم موسى
يوليو 2006م
طيبة الأحامدة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق