الأربعاء، 1 يونيو 2016

القدس ومعركة مصير الأديان

بسم الله الرحمن الرحيم
إستفسار
منذ إعلاني للدعوة في أغسطس1981م في نيالا كنت أقول للناس قولاً صريحا: أنني بعثت لنصرة الإسلام والمسلميـن وقتـل عـدو الإسلام الأول (الدجال) وتطهير الأرض من فساد اليهود، أليس هذان سببان كافيان لإزالة حالة العداء الشديد والحمق الذي ألاقيه من علماء هذه الأمة وحلمائها حتى أنزلوا أنفسهم منزلة السفهاء والحمقى مما جعلني ادفع بهذا السؤال إلى الأمة جميعاً رعاة ورعية:
أليس منكم رجلاً رشيد؟.
أما فيكم حكيم يجعل لسانه وراء عقله ويدبر القول ويفتي برأي سديد؟.
أم أن الأمة تردت إلى درك دون الأنعام فخاطبها الله تعالى بلسانها فقـال: "أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ " النمل 82.
 جبل الناس على التكذيب، وفطروا على الإنكار ورفض كل محدث وجديد يقول تعالى: "مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ " الأنبياء الآية 2-3. وتعرّف الله إلى الناس بما يساير فطرتهم، فقدم النفي على الإثبات فقـال: "لا إله إلا الله".
فكانت مسئولية المبعوثين إلى البشرية شاقة ومضنية، إذ ينكر الناس عليهم بداهة ويخالفونهم سجية فينشط عند ذلك شياطين الإنس والجن، ويقعدون بكل سراط يصدون عن سبيل الله ويتوعدون من آمن، ويغرون من خالف بما يزخرفون من أقوال، وينسجون من خيوط الأباطيل، ويحيكون من حيل ويدبرون من مؤامرات ففريقاً قتلوا، وفريقاً كذبوا، وشردوا فريقاً.
ولكن الله يتـدارك النـاس بعد ذلك ويجلو عنهم غشاوة الباطل، ويريهم نور الحق فيحيطوا الأنبياء بالتقدير بعد الازدراء وبالتوقير والتبجيل بعد الاستهزاء يقول  تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ " الحج الآية 52-53 .
إن الذين يكذبونني اليوم، سيجيئ الوقت الذي يعلمون فيه أني على الحق المبين وأنهم ضلوا وأضلوا، بسبب خطأ بعض السلف غير المتعمد لفهم بعض نصوص الأصول من القرآن والسنة. ونبه الله على ذلك في قوله تعالي : "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا" النساء الآية 83 .
وقال صلى الله عليه وسلم : " نضر الله أمرءاً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" حديث صحيح رواه احمد وابن ماجة ورواه الترمذى.
فالناس اليوم أعلم بواقعهم من السلف الصالح من الصحابة والتابعين. فلا يقتدي بشرحهم لنصوص الكتاب والسنة التي تخاطب واقعنا الذي كان بالنسبة للصحابة غيباً محضاً. ولكن غاية ما يكلفون به، أن ينقلوا لنا هذه النصوص حرفية غير محرفة ولا منقوصة ولا مزيدة. فنحن أولى بفهمها لأن واقعنا يفسر تأويلها فلكل زمن مرشد، ولكل قرن مجدد.
قال صلى الله عليه وسلم : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ". صحيح اخرجه الترمذى وابوداؤود واحمد وابن ماجة.
وعندما يسير الناس بغير هدى من الله، تتفرق بهم السبل عن سبيله، وتتشعب بهم الطرق كما نلاحظ ذلك في تفرق المسلمين اليوم إلي شيعة وسلفيين وأنصار سنة وأنصار حزب الأمة وأخوان مسلمين وأخوان جمهوريين، وصوفيين وبعثيين وناصريين واشتراكيين وحزب الله وحزب التحرير، والإنقاذيين وحماس والجهاد الإسلامي والقاعدة وعدن أبين ... الخ .
وبما أنه لا خلاف بين هذه الطوائف على المجدد المبعوث على رأس كل قـرن فالسـؤال المطروح للإجابة عليه، لهذه الطوائف: من هو مجدد القرن الخامس عشر الهجري والحادي والعشرين الميلادي حتى يتبع ؟.
فإن عدم معرفته جهل، وعدم إتباعه ضلالة وكل ضلالة في النار. فقد غدا أمر التعرف على المجدد أمراً ملحاً تقتضيه الظروف الحالية. فإن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 م حددت بدقة متناهية أن إمام الوقت الذي نعيشه الآن هو عيسى ابن مريم. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  وذكر الهند:" يغزو الهند بكم جيش يفتح الله عليهم حتى يأتوا بملوكهم مغللين في السلاسل يغفر الله ذنوبهم فينصرفون حين ينصرفون فيجـدون  ابن مريم بالشام" أخرجه نعيم – كنز العمال ج 7 حديث 261. هذا الجيش هو الجيش الأمريكي الذي غزا طالبان والقاعدة في أفغانستان. وهي جزء من أرض الهند في التاريخ القديم. وعبـــارة ( يغزو بكم) أي يحملكم مكرهين على الموافقة على قتال الأفغان بحجة محاربة الإرهاب . ( يفتح الله عليهم) على الجيش الأمريكي بنصره في الحرب. ولم يشمل النصـر المسلميــن لأنه لم يقل (يفتح الله عليكم). وتم اسر جنود القاعدة وترحيلهم إلى قاعدة (قوانتنامو) الأمريكية مغللين بالسلاسل. وهذا ما شاهده الناس عبر وسائل الإعلام المختلفة. وقد بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:"يغفـر الله ذنوبهم" لأنهم قاتلوا على الحق و إقامة صرح الدين فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً. وربط الحديث غزو أفغانستان بنزول المسيح فـي الشـام فـي قـولـه: " فينصرفون حين ينصرفون فيجدون ابن مريم بالشام" أي بعد فراغ الأمريكان من طالبان والقاعدة سيتجهون صوب الشام ويصادمون ابن مريم هنـاك. ولكـن بعد أن يجـيئ من المغـرب (السودان الأفريقي) كما يتبين ذلك لاحقاً في هذه النشرة. وهنالك حديث آخر يربط بين حرب الهند هذه وبين عودة ابن مريم. عن ثوبان مولى رسول الله صلـى الله عليـه وسلـم عـن النبي قـال: "عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليه السلام ". أخرجه النسائي وأحمد – الحديث رقم 9 التصريح. والذين غزو الهند هم العرب الأفغان من جنود القاعدة والجهاد الإسلامي لمحاربة الاتحاد السوفيتي الشيوعي وإقامة الإمارة الإسلامية في أفغانستان .
وفي هذه الأحاديث دلالة كافية بأن إمام المسلمين اليوم هو عيسى ابن مريم بدلالة النصوص الصريحة.

الفصل الأول
القدس والملحمة الكبرى
ارتبط إسم (القدس) في عقيدة أهل الأديان السماوية بظهور المسيح ملكاً للعالم في عاصمة الكون المستقبلية (القدس). وحددت النبوءات زمن ظهوره بعلامات أرضية وظواهر كونية وتطابقت هذه الامــارات في كـل من الكتاب المقدس والقرآن بدقة متناهية. يقـول الله تعالـي : "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا " الإسراء الآية 4.
وقد وقع فساد بني إسرائيل الأول بعد تكذيبهم الأنبياء. فسلط الله عليهم بخت نصر فيما يعرف بالأسر البابلي. أو المسلمين في صدر الإسلام .
يقول تعالي: " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا" الإسراء الآية 5 .
فحدث بعد ذلك أن سكنوا الأرض (خارج الأرض المقدسة) فيما يعرف عند بني إسرائيل بأرض الشتات. ثم جاءوا إلى الأرض المقدسة في هجرات جماعية (لفيفاً) بعد وعد (بلفور).
يقول تعالي: "وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا"  الإسراء الآية 104 .
فوعد الآخرة هو فسادهم للمرة الثانية بعد الأولى. وجعل لهذه العودة علامات مميزة جمعها تعالى في قولــه :" ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا" الإسراء الآية 6.
وقد تحقق جميع ذلك فكانت الكرة (الغلبة) لبني إسرائيل على المسلمين في حروبات عام ثمانية وأربعين وسته وخمسين وسبعة وستين، وثلاثة وسبعين واثنين وثمانين من القرن الماضي. وما زالت تتوالى انتصاراتهم في سحقهم للفلسطينيين في الأراضي المحتلة. وأمدهم الله بالأموال من تعويضات الحرب النازية والمعونات الأمريكية السخية بلا حدود، إلى جانب سيطرتهم على رأس المال في العالم أجمع.
وتكاثرت أعداد بني إسرائيل " وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ " وأن العالـم الأول(أمريكا وأوربا) ينفر لنجدتهم في السلم والحرب، كما حدث ذلك في مؤتمر (ديربان) لمكافحة العنصرية. وقد استخدمت أمريكا حق الرفض(الفيتو) عشرات المرات لحمايتهـم عن المساءلـة عـن فسادهـم فـي الأرض المحتلـة (فلسطين) وبعد أن بلغوا هذا الحد من الفساد، حدد العاقبة الحتمية التي تنتظرهم.
يقول تعالى: "إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا"  الإسراء الآية 7. وهو هلاكهم الوشيك على يد المسيح في معركة (اللد) في السُنة ومعركة (هرمجدون ) في الكتاب المقدس.
ذكرت الصحفية (غريس هالسل) في كتابها  النبوءة والسياسة: "الإنجيليون العسكريون في الطريق إلي الحرب النووية" ترجمة محمد السماك، كتبت تقـول: "لقد تعلمت من معلمين مثل فولويل، أن القوانين الوضعية لا تطبق على إسرائيل لقد تعلمت أنه من بين كل شعوب الأرض فإن الإسرائيليين وحدهم لا يمكن تطبيق القوانين التي يشرعها الإنسان عليهم ولكن تطبق عليهم فقط قوانين الله. فإذا كان توجيه من وجهة الإيمان بأن الله يفضل اليهود وليس الفلسطينيين، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، عندئذِ فهي كمسيحية عليها أن تجعل من المواطنيـن المسـيحيين والمسلميــن شيئاً غير موجود، وأن تعتبرهم مجرد مخالب في لعبة شطرنج إلهية) النبوءة والسياسة ص11.
في العشـاء الـذي أقيـم فـي عـام 1971م تحــدث ريــغان عـن (هرمجدون) نووية قادمة  قال ميلز:"إن حديث ريغان بدأ كحديث مثير إلى طالب كلية. قال ريغان لميلز: أن جميع النبوءات التي يجب أن تتحقق قبل "هرمجدون "  قد مرت ففي 38 من حزقيال: إن الله سيأخذ أولاد إسرائيل من بين الوثنيين حيث سيكونون مشتتين ويعودون جميعهم مرة ثانية إلى الأرض الموعودة. لقد تحقق ذلك أخيراً بعد ألفي سنة، ولأول مرة يبدو كل شيئ في مكانه بانتظار معركة هرمجدون والعودة الثانية للمسيح) النبوءة والسياسة ص12.
وفي نفس المصدر جاء: في عام 1845م - (1917) اقترح (إدوارد بتفورد) من مكتب المستعمرات في لندن إقامة دولة يهودية في فلسطين تكون تحت حماية بريطانيا العظمى، على أن ترفع الوصاية عنها بمجرد أن يصبـح اليهود قادرين على الاعتناء بأنفــسهم وقال:"ان دولة يهودية ستضعنا في مركز القيادة في الشرق بحيث نتمكن من مراقبة عملية التوسع والسيطرة على أعدائنا والتصدي لهم عند الحاجة" النبوءة والسياسة ص139.
وفي صفحتي 154 – 155 كتبت تقول:"إن الولايات المتحدة لم تطلب وحتى لم تشجع إسرائيل على الانسحاب من الأراضي التي تسيطر عليها بصورة غير شرعية بل أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بالدعم المالي والمعنوي الكامل حتى تواصل استمرار تجاهلها موجبات الأمم المتحدة في إعادة الأراضي".
ونقلت صحيفـة (الصحافة) السودانية على الصفحة الثالثة عدد الأحد 8 شوال 1422هـ الموافق 23 ديسمبر 2001 م مقتطفات من كتاب (جدلية الأصل والعصر) للصادق المهدي جاء فيه:
(قال بآري يوازن: إن قيام حرب حضارية ضد الإسلام تدعم الهوية الأوربية في ظروف تكوين الاتحاد الأوربي الحالية هو أمر يرحب به كثيرون في الغرب وهم يشجعون العوامل التي تؤجج تلك الحرب الباردة ... وقال الصادق: " هذا الرأي نفسه هو الذي ردده أمين عام حلف الناتو السابق قائلاً: إن الإسلام هو عدو الناتو الاستراتيجي القادم. وذكر لي الرئيس أباسانجو النيجيرى أن هلمت سميث المستشار الألماني السابق ردد نفس هذا الرأي " هذا عن الإعداد للحرب من جانب المسلمين والنصارى، أما عن الجانب اليهودي، قالت غريس هالسل: " قال لنا الدليل وهو يشير إلي قبة الصخرة وإلى المسجد الأقصى: هناك سنبني الهيكل الثالث. لقد أعددنا جميع الخطط لبناء الهيكل حتى أن مواد البناء أصبحت جاهزة. أنها محفوظة في مكان سري) النبوءة والسياسة ص97.
قالت غريس هالسل:"وسألته عما اذا كان مقتنعاً بأن على اليهود بمساعدة المسيحيين تهديم المسجد لبناء الهيكل والتضحية بالحيوان من أجل إرضاء الله؟ فأجاب إن هذا ما يجب عمله) النبوءة والسياسة ص98.
ثم قالت: قال زميل لي في الجولة معلقاً على ذلك:" إنني أعتقد أن الإرهابيين اليهود سوف ينسفون الأماكن الإسلامية المقدسة وأن ذلك سوف يتسبب في إثارة العالم الإسلامي ودفعه لشن حرب مقدسة ضد إسرائيل مما يحمل المسيح على التدخل. إن اليهود يعتقدون أن المسيح سوف يأتي للمرة الأولـى وعـند المسيحيين نعرف أن عودته ستكون الثانية إنني واثق من أنه سيكون هناك هيكل يهودي ثالثا". هذا ما يردده لندسـي في كتابه (آخر أعظم كرة أرضية). فهو يقول:" لم يبق سوي حدث واحد ليكتمل المسرح تماماً أمام دور إسرائيل في المشهد العظيم الأخير من مأساتها التاريخيــة. وهو إعادة بناء الهيكل القديم في موقعه القديم" النبوءة والسياسة ص101.
قالت غريس:"أعود للسؤال هل المسيح نفسه سيوجه الضربة الأولى؟ يجيب كلايد: نعم إن المسيح سيعود إلى هذه الأرض لإعادة حكم الله، ولتحقيق السلام العالمي وسوف يتولى زمام قيادة العالم وسوف يقوم بذلك كله من مركز قيادته في القدس". 
وسألته:  ماذا عن الشعب اليهودي الذي يعيش في إسرائيل؟.
 يجيب كلايد: "إن ثلثي اليهود الذين يعيشون هنا سوف يقتلون. وقد ورد ذلك في زكريا 13 :89" النبوءة والسياسة ص45.
أقول: هذه هي معالم الحرب الوشيكة القادمة بين الأديان حول القدس وتتفق الأديان على تدمير اليهود بقيادة المسيح العائد. أما المسيح اليهودي المنتظر فهو الدجال في المظهر الحضاري ويستشف ذلك من سياق الحديث التالي:
قالت غريس:"تحدث كلايد عن (الوحش) الذي ورد ذكره في سفر الرؤيا ( لسان جون ) فقال أن الوحش يعني أنه سيكون هنالك اتحاد قوي من عشر دول أوربية، أو مجموعات من الأمم سوف تنهض في الأيام الأخيرة. الآن نحن نعرف إننا نعيش في الأيام الأخيرة لأننا رأينا قيام هذا الاتحاد من دول أوربية قوية هو ما ندعوه السوق الأوربية المشتركة، أو المجموعة الأوربية الاقتصادية من خلال دراسة النبوءات يستطيع الواحد منا أن يرى كيف أن الله أخبرنا مسبقاً عن جميع هذه التطورات) المصدر السابق ص43 .
أقول: الوحش عند أهل الكتاب هو (الدجال) عند المسلمين ومن هذا التحليل  أنه هو العالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، كما أشار الصادق المهدي في كتابه (جدلية الأصل والعصر) لعداء الاتحاد الأوربي للإسلام ودعمه لليهود فكل من اليهود والنصارى يعد العدة لاندلاع ملحمة القدس الكبرى بعد اتحاد العملة الأوربية واندماج الاقتصاد.
قال القس صبري واسيلي بطرس  في كتابه (العد التنازلي نحو المجيئ الثاني للمسيح)، قال: "فبعد أن تتحد هذه الدول الغربية اتحاداً كاملاً، حينئذ سيظهر هذا الوحش أو الزعيم السياسي (رؤية 13 : 1) وهذه الدول موصوفة بعشرة قرون الوحش وأيضاً موصوفة في( دانيال ص 2) بعشرة أصابع التمثال وهذا الاتحاد حادث أمام أعيننا الآن بين المجموعة الأوربية وحلف شمال الأطلنطي (الناتو) ونرى في هذا الحلف:
1.    اتحاداً عسكرياً في صورة حلف شمال الأطلنطي العسكري .
2.    اتحاداً اقتصادياً ممثلاً في السوق الأوربية المشتركة.
3.    إتحاداً سياسياً ممثلاً في إتفاق الناتو والاتحاد الأوربي والبرلمان الأوربي .
4.     اتحاداً جغرافياً في طريقه إلى التمام " العد التنازلي نحو المجيئ الثاني للمسيح ص 56.
فاقول للمسلمين: لماذا هذه الغفلة عن عودة المسيح وخروج الدجال؟ أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل؟ ولكن آفة الإسلام علماؤه.

الفصل الثاني
علامـات السـاعة الـكبرى
روي مسلم عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها والدجال والدخان، والدابة ويأجوج ومأجوج وخروج عيسى ابن مريم وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلي المحشر تبيت معهم إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا) رواه مسلم.
وذكر القرطبي في (التذكرة) أن الآيات التي تسبق ظهور عيسى ابن مريم مثل الدجال والخسوفات قد ظهرت واستشهد في ذلك بأقوال العلماء وشهد هو نفسه بعضاً منها ولمن أراد المزيد من التوضيح فليراجع (التذكرة) للقرطبي والذي أريد أن أوضحه أن هذه العلامات من المتشابهات في السنة وأختلف العلماء فيها اختلافاً كثيراً وقد ذكرها الله في المتشابه من القرآن في قوله تعالى في سورة الأنعام : "هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ" الانعام الآية 158.
والمتشابه من القرآن تتعدد فيه مقاصد الآية الواحدة وتحتمل أكثر من معنى وهنالك أناس يسعون في آيات الله معاجزين، يستغلونها للجدل الغير هادف للهروب من مواجهة الحـقائق يقول تـعالي: "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ " آل عمران الآية 7 .
ولدحض حجج المعاجزين يرد المتشابه إلى المحكم والمفصل من الكتاب والسنة لحصارهم بالنصوص الصريحة القطعية ووضعهم أمام خيارين: إما كفر صريح أو إيمان صحيح.
والفيصل في القرآن أن عيسى ابن مريم أكبر علامة دالة على قرب الساعة يقول تعالي :" وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا" الزخرف الآية 61. في قراءتين إحداهما بكسر العين وسكون اللام، والأخرى بتحريكهما. أي أن عيسى أكبر علامات الساعة الواردة في القرآن ومجيئه هو الذي يحدد قرب الساعة لأنه هو مطلوب لذاته، وقدوة يقتدى به وأن آيات سورة الإسراء السابقة المحكمة وحديث ابن ماجة اللاحق أدلة قاطعة على أن هذا هو زمن نزول عيسى ابن مريم فواقع الحال في حصار القدس خير دليل وأقوي برهان .إذ أن عيسى إبن مريم أعلم الناس بالساعة (عِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) بالكسر ، واشهر علاماتها (عَلَم لِلسَّاعَةِ ) بالفتح.
أما الذين ينكرون ذلك ويتعللون بانتظار خروج المهدي والدجال فهم يتبعون ما تشابه من الأحاديث، للهروب من تحدي اليهود السافر للمسلمين في القدس وخوفاً من بأس الدجال  وبطش اليهود فلم يلب أحد نداء المهـدي صدام حسين آخر رمضان الماضي، الذي وجه خطاباً لجماهير الأمة وسادتها لعقد قمة طارئة لإغاثة الشعب الفلسطيني الذي تعمل آلة البطش اليهودي بدعم الأمريكان على أبادته.
 والمهدي من المتشابه في السنة وأختلف العلماء فيه، فكذب بالمهدي فريق، وصدق فريق وحتى الذين صدقوا به، اختلفوا في الجهة التي يخرج منها باختلاف الروايات فمنهم من قال من الغرب ومنهم من قال من مكة ومنهم من قال بالقدس ومنهم من قال بالمنارة البيضاء ومنهم من قال من قبل خراسان وإختلفوا كذلك في إسمه ولمعرفة المزيد من الاختلاف راجع كتاب (المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة) للدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي. والدجال أيضا من المتشابه فقد شك الرسول صلى الله عليه وسلم في ابن صياد هل هو الدجال أم لا؟.
فقد روي عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أكم بني مغالة، وقد قارب ابن الصياد يومئذ الحلم فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم قال رسول الله صلى الله علـيه وسلـم لابن صيـاد : (أتشهد إني رسول الله ؟ فنـظر إليه ابن صياد وقال أشهد إنك رسـول الأميين. وقال ابن صياد لرســول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد إني رسول الله؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله ورسله. ثم قال له رسـول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا ترى؟ قال يأتينى صادق وكاذب. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلط عليك الأمر. ثم قال له رسول الله: إني قد خبأت لك خبأ. فقال ابن الصياد هو الدّخُ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخسأ فلن تعدو قدرك .فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " يا رسول الله أأضرب عنقه؟ . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يكن هو فلن تسلط عليه، وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله". أخرجه مسلم 8/192- الفتن – باب ذكر ابن صياد.
فإذا تشابه أمر الدجال على النبي صلى الله عليه وسلم فأحرى أن يغم ويتشابه على المسلمين. وهذا الحديث دليل قاطع وبرهان ساطع  على أن الدجال إذا خرج في هذا الزمان – وقد فعل – فإن أمره يتشابه على الناس ولا يمكن أن يتفقوا على تحديد شخصيته وعليه فلا تعتبر معرفة المهدي والدجال أصلاً يقيد عودة المسيح عيسى ابن مريم الذي لا خلاف للمسلمين على أنه المهدي. والخلاف بينهم هل هنالك مهدي غير عيسى أم لا ؟.
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى ابن مريم إماماً مهدياً وحكماً عدلاً فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية وتضع الحرب أوزارها " مسند احمد411:2 وإسناده صحيح.
أما أمارة السنة الدالة على قرب الساعة، والتي لا تشابه فيها، ولا اختلاف هي ما رواه مسلم عن عمر بن الخطاب لما جاء جبريل عليه السلام في صورة بشر وسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن إمارات الساعة فاجابه : " أن تلد الأمة ربتها وأن تري الحفاة العراة العـالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان".
فأيكم لا يري اليوم تطاول أهل الجزيرة العربية والمملكة السعودية، وبناء العمارات الشاهقة وقد رأينا على شاشات التلفاز صورة حية في نوفمبر الماضي لافتتاح مجمعات سكنية بأحدث أنواع المعمار في منطقة شمال المملكة السعودية تم بناؤها وتأسيسها على نفقة سلطان بن عبد العزيز أمير المنطقة وذلك لصالح الرعاة العالة.
فقد جاءت كلمة ( ترى) في الحديث  لتكون بالرؤية المحددة فلا يمكن أن نتجاهل هذه العلامة في الواقع المشاهد، لانتظار الغائب المجهول والمختلف فيه أصلاً.

الفصل الثالث
شـهادة أهـل الـكتاب
أدرك بعض اليهود والنصارى، أن دولة إسرائيل الحالية دولة فساد وأن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا هي الدجال وان المسلمين سيقضون حتماً على إسرائيل بقيادة الآشوري (العراقي) الذي يتحالف مع ملك جنوب مصر المستقلـة (السودان) ودول أخرى.
وأقول: إن الآشوري هو المهدي(صدام حسين) فقد ذكر الدكتور رشاد عبد الله الشامي في مؤلفه (القوى الدينية في إسرائيل ما بين تكفير الدولة ولعبة السياسة) كتب صفحة 317 يقول: "إن اتباع الجماعة المنضوية تحت اسم (نطوري كارتا) والتي تقدرهم المصادر الإسرائيلية ببضعة آلاف، فيما يؤكدون هم أن عددهم يبلغ في إسرائيل عشرات الآلاف وأكثر من نصف مليون نسمة في إسرائيل والعالم، وهؤلاء الأتباع يتفقون على فكرة واحدة هي معاداة الحركة الصهيونية والانعزال عن دولة إسرائيل بإعتبارها ثمرة الغطرسة الآثمة لأنها قامت على يد نفر من الكفرة، الــذين تحدوا مشيئة الله وإرادته بإعلانهم إقامة دولة إسرائيل بدلاً من انتظار المسيح المنتظر، المخول وحده بإقامة مملكة إسرائيل).
وقال الدكتور عبد العليم عبد العظيم البسـتوي فــي كتابه (المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة) ص 102 تحت عنوان جانبي، الرجل الآشوري أو المهدي الصهيوني قال: أنه أطلع على كتاب ألفه سعيد أيوب في ذي القعدة 1406 هـ يوليو 1989م. بعنوان (المسيح الدجال قراءات سياسيـة في أصول الديانات الكبـرى) وأورد الدكتـور عبد العليم مقتطفات من هذا الكتاب وآخذ أنا بدوري من مقتطفات الدكتور عبد العليم تحت عناويين من إنشائي الآتي:
أورد دكتور عبد العليم (الرجل الآشوري هو المهدي المنتظر) ذكره من باب النقد ولكني أذكر هنا شيئاً واحداً فقط، هو ما ذكره المؤلف عن الرجل الآشوري الذي عرفه من تفاسير الكتب المقدسة عند اليهود والنصارى وفسره بأنه هو المهدي المنتظر المذكور في كتب المسلمين.
أقـول: وأقتطف مما أورده الدكتور عبد العليم الآتي :
1)   وطن الآشوري وحدود دولته :
(موطن الآشوري  فارس، إيران، تركيا تفسير زكريا / فكري ص 236)  (الفرات هو الحد الطبيعي بين اليهود والآشوري تفسير حزقيال / فكري ص 226).

حلف الآشوري :
(ستكون القوة داخل حلفه مكونة من إيران وسوريا وليبيا والسودان وصور " جنوب لبنان " وشعوب منطقة الشرق الأدنى، وقبائل دول بحر قزوين والبحر الأسود والإسماعيليين والهاجريين حزقيا / فكري دانيال / أيرنسايد 137).
حلف اليهود :
(سيعقد اليهود مع القائد الروماني حلفاً خوفاً من الآشوري – تفسير دانيال ص 191، تفسير حزقيال / فكري ص 341. والقائد الروماني يعني الغرب عند أهل الكتاب وستكون جيوش الآشوري هي الخصم الأكبر للغرب تفسير دانيال / حنا ص 261).
2)  أسباب الـحرب وأرض المعركة:
لقد ذكرت معركة في أصول أهل الكتاب وهذه المعركة لها ملامح في أصول الإسلام معركة يدور رحاها في المستقبل. قال أهل الكتاب عن أطرافها (ستكون هنالك قوتان متضاربتان متنافستان على مركز السيادة على العالم، دول غرب أوربا والآشوري تفسير حزقيال / فكـرى ص 231 تفسير دانيال / حنـا ص 193). (سيكون هنالك تحالف غربي وتحالف شرقي وتـكون فلسطين هي موضوع النزاع دانيال/ ايرنسايد ص 133) .
نتيجة المعركة :
"وسيحتل الآشوري نصف إسرائيل في أول أيامه حزقيال / فكري ص 341 ، دانيال ص 191" "وسيغزو أورشليم في حرب النهاية تفسير زكريا / فكري ص 226" "أنه هو الذي سيستخدمه الرب فـي القضاء على الشـعب اليـهودي أشـعياء / حنا ص 123 / 1".
(وسوف يأتي ملوك الغرب وجيوشهم بقيادة قائد الغرب ويجتمعون لمقاتلته ولكنهم يبادوا، ويتم الله عمل الآشوري على جبل صهيون في أورشليم دانيال حنا ص 192" .
ملك الجنوب:
قالوا في التفسير:" إن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، ستستمر حتى مجيئ المسيح. دانيال/ حنا ص 261" "وإن هنالك شخصية مقدر لها أن تحظى باهتمام بالغ وملحوظ وهي ملك الجنوب وهو رئيس يتولي حكم مصر " المستقلة في المستقبل "). انتهى.
أقول: مصر المستقلة هي السودان الذي استقل عن مصر بعد انتهاء الحكم الثنائي الإنجليزي  المصري للسودان عام 1956م وهو بلا شك ملك اليهود والنصارى وملك المسلمين عندما يهلك الله في زمانه كل الملل ويبقي الإسلام كما صرحت بذلك الأحاديث النبوية.
فإذا أمعنت النظر إلي شرح أهل الكتاب المقدس تجد نظرتهم لنبوءات الكتاب متجددة ومتطورة بتطور الزمن، لأنها نبوءة حقاً  ولو قارنتهم مع الطرف الآخر من المسلمين السلفيين الذين عاشوا عالة على شرح ابن كثير وأمثاله، أدركت مدى التخلف الذهني والجمود الفكري فأنعكس ذلك نقداً على الإسلام حتى وُصف بالتخلف كمنهج في النصوص  أدى إلي تخلف في السلوك والمعاملات فأدى إلى تخلف المسلمين عن مواكبة أهل الكتاب حضارياً وثقافياً فقد كانوا بحق فتنة للذين آمنوا وفتنة أيضاً للذين كفروا فالسلف لا يواكب الحاضر.

الفصل الرابع
حيرة الأمة الإسلامية
سقوط دولة خلافة المهدية في السودان أواخر القرن قبل الماضي  كانت الخطوة الجادة من القوى الصليبية للقضاء على الإسلام الحقيقي الذي يقوم على التربية الأخلاقية النفسية والروحية وتوجيه سلوك الناس في المعاملات العامة، والعادات الخاصة والعبادة الخالصة وتوجيه سياسة الدولة وضبط تصرفات الحكام بالتقيد بتعليمات الكتاب والسنة. فالحاكم والمحكوم سواسية أمام شرع الله .
وكانت الخطوة التالية للقضاء على الإسلام الصوري والرمزي بقضاء الصليبيين على دولة العثمانيين الإسلامية أو ما يسمونه (برجل أوربا المريض) وتقسيم ممتلكاته واسترقاق أقاليمه واستعباد شعوبه بالاسم المستعار للرق الدولي(الانتداب والاستعمار) وفرض النصارى على المسلمين دولة إسرائيل اليهودية في فلسطين ليتم لأهل الأديان البائدة المنسوخة (اليهودية والنصرانية) الاستعلاء على دين الإسلام الفتي المتجدد، مستغلين في ذلك ضعف الأمة الإسلامية التي قبلت الدنية في دينها  ورضوا بالتبعية للنصارى، حتى عندما خرج المستعمر ذهب بقيادها فصار ملوك الأمة وقادتها أذيالاً لأسياد الماضي، فحكموا المسلمين بوصاية الصليبيين .
ولكن أمارة أفغانستان الإسلامية بقيادة حركة طالبان وأميرها (المُلة عمر) والقاعدة الإسلامية بقيادة سيد المجاهدين (أسامة محمد بن لادن) ورفقاء الجهـاد (ايمن الظواهرى وأبو الغيث) ورفقاء الجهاد ممن قضى نحبه أو ينتظر ، وما بدلوا تبديلاً.
هؤلاء لم يغفل عن أمرهم رسـول الله صلى الله عليـه وسـلم فقـد قال: عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار، عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم” النسائى – الجزء 6/42.
ولكن الحال عندنا في فلسطين مختلف فأمريكا التي تدعم إسرائيل بالسلاح والأموال  وتدافع عنها جهرة وتستعمل حق النقض (الفيتو) ضد إرسال قوات السلام لحماية المدنيين العزل من الأطفال والنساء والعجزة في فلسطين لتطلق يد جبار إسرائيل وزبانيته أن يعيثوا في الأرض فساداً ودماراً وتشريداً .
وعندما يرفع هؤلاء شكواهم إلى أولى أمرهم(الملوك والرؤساء) فما كان جوابهم إلا أن حولوا الطلب إلى أمريكا، وحولت امريكا الطلب إلى إسرائيل فأصبحت إسرائيل هي الخصم والحكم، والنتيجة هنا واحدة وهي الاستسلام لليهود فكفى بهذه الأمة مذلة  أن تترحم عدوها  والله يقول : “ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" “ محمد الآية 7. وقال: " وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" “ آل عمران الآية 139. 
لقد حادت الأمة عن جادة الطريق فغوت ووسد أمرها إلى غير أهله واخذ بزمام أمرها شياطين الجن والإنس يقول الله تعالى : “"وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ "“الزخرف الآية 36-37 .
فقد ساد الجهال، وظهر الفساق وسفه الصادق وأؤتمن الخائن. فزينت بطانة السوء للولاة كل فاحش ومستقبح فالأمة لا تعدم الأكفاء ذاخرة بالأقوياء اقصتهم بطانة السوء عن مراكز القيادة للنهوض بالأمة الإسلامية إلى صدارة الأمم لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة اليهود والنصارى والمجوس هي السفلي ، كما أراد الله لهذا الدين أن يكون .
يقول تعالى: “"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ " “ براءة الآية 33.الفتح الآية 28. الصف الآية 9.ولا يخلو زمن من مرشد صالح لهذه الأمة يقول تعــالى: “"وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ" “الرعد الآية 7. ولما اتخذت الأمة كتاب الله وراءها ظهريا وُليِّ عليهم من لا يرحم ضعفهم ولا ينهض لنصرتهم. وما ذاك إلا نتيجة أعمالهم وفى الحديث” كيفما تكونوا يولّ عليكم”.
وان الله لا يغير حال المسلمين هذا إلا بالرجوع إلى كتاب الله الذي يحدد لكل أمة هاديها "وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ" “ وبينت السنة أن لكل قرن مجدد ولكل أوان خليفة راشد  تأتمر الأمة بامره وتنتهي بنهيه وقد كان في قصة موسى عليه السلام وقومـه عبرة لأولى الألباب. فانه لما كتب الله عليه وعلى قومه دخول الأرض المقدسة بقتال الجبابرة، قالــوا لموسى عليه السلام: “"فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ" “ المائدة الآية 24 .
فتوجه موسى عليه السلام إلى ربه وقال لا املك يا ربي إلا نفسي وأخي هارون، وان قومي رفضوا القتال معنا. فما كان من الله إلا أن اسقط القتال عن موسى وعاقب بنى إسرائيل بحبسهم في صحراء التيه أربعين عاماً. قال تعالـى: “"فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ" “ المائدة25.
ولما ضاقت ببني إسرائيل الحياة في التيه رأوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه بإطاعة أوامره واجتناب نواهيه، فطلبوا من نبي لهم بعد موت موسى عليه السلام أن يعين لهم ملكاً يقاتلون تحت إمرته وطاعته فعين لهم طالوت فقاتلوا الجبابرة وانتصروا عليهم، ودخلوا الأرض المقدسة فاتحين.
واليوم يعيد التاريخ نفسه، كما يقول المثل وهاهي الأرض المقدسة تقع في قبضة صهاينة اليهود وجبابرة إسرائيل فلا يدخلها فاتحاً إلا ملك بنى إسرائيل الحقيقي المسيح  مهدى الأمة الإسلامية، وليس ملك اليهود المزعوم (الدجال) فالقدس التي دخلها اليهود بعد العودة لا تخلصها من قبضتهم الفرق الإلحادية ولا الأحزاب الطائفية ولا القوميات العربية فهذه واليهود سواء رجس على رجس ، فالقدس يدخلها قوم صالحون يقول تعالى:” "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ" “  الأنبياء الآية 105- 106.
ولما كان عيسى ابن مريم هو الذي سيدخلها فاتحا في عودته  بعد الكهولة اصبغ الله عليه صفة الصالحين لتتناسب مع مهمته المبعوث من اجلها .
يقول الله تعالى: “"وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ" “ آل عمران 46.

وصف الدجال في القران
قال تعالى في وصف الدجال : “ "وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ" “ القلم 10-16.سنسمه على الخرطوم : يعرض سماته وصفاته المميزة له على قائد الخرطوم.
لقد جمعت للدجال القوى المادية، ولؤم الطباع وسوء الأخلاق فكان بسبب ذلك اكبر فتنة في الأرض من فجر الوجود إلى ميراث الأرض فالدجال  "“هَمَّازٍ"“ يكشف عيوب وأسرار الناس، لابتزازهم للرضوخ له لتحقيق أغراضه الدنيئة وتطلعاته الخسيسـة “"مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ" “ يسعى بالفتنة بين الشعوب والقبائل “"مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ"“ بحصار الدول التي تخالفه وتجميد ارصدتها المالية ومصـادرة ممتلكاتهـا “"مُعْتَدٍ" “ بتدخله في شئون الأقطار الداخلية “"أَثِيمٍ"“ لا يتورع عن رذيلة ولا يرغب إلى فضيلة “"عُتُلٍّ"“غليظ القلب لا تأخذه شفقة على معاناة الآخرين” "بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ" “ لا علاقة له بما يدعيه من أقوال وما يصوغه من مبررات. فهو كذاب يدعى السلام وهو مشعل الحروب في كل مكان.
فإذا كانت هذه الصفات تنطبق على دجال فجر النبوءة فإنها تنطبق على الدجال الأكبر اليوم، فالقرآن نزل متشابهاً مثاني تتكرر مقاصد الآية بتشابه الأحوال فأوصاف الدجال تنطبق تماما على ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم الإسلامي الآن وقد اجمل القول السيد/ اسحق احمد فضل الله في صحيفة (ألوان) التي تصدر بالخرطوم العـدد1998 السبـت 7 شـوال 1422هـ المـوافق 22/ديسمبر 2002م الصفحة الأخيرة كتب يقول: ( ما يحدث اليوم ما بين هاييتي وحتى أفغانستان واليمن هو خطوة حقيقية في مصير العالم ، تعقبها خطوات تبلغ ما رسمة "هيسلى" حيث تصبح أمريكا هي "ربكم الأعلى" في حكومة العالم الوحيدة، التي تحكم حتى أرحام الأمهات تهب لمن تشاء إناثاً و تهب لمن تشاء ذكوراً أو هكذا تقول الخطة التي فرغ منها ، وجفت الأقلام وبدأت مرحلة التنفيذ) انتهى.
وقد جاء ذكر الدجال أيضا في القرآن في سورة المسد يقول تعالى: “"تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ" “
 فالمثاني تنطبق على أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم وتنطبق على الدجال الأكبر اليوم وإذا كان أبو لهب عم النبي اخذ الصفة المعنوية فان الدجال الأكبر في هذا الزمان جمع اللهب الحسي في قنابل(النابالم) الذي أصلى به اليهود جلود المسلمين في حرب عام 1967م واللهب المعنوي بالحرب النفسية وما تلحقه آلة الأمريكان العسكرية وما تثيره من رعب انفجارات القنابل والصواريخ التي تنسف الجبال نسفا فتذرها قاعاً صفصفاً، فلا ترى فيها عوجا ولا أمتا، كما فعلت القاذفات الأمريكية والصواريخ المسماة (نار الجحيم) بكهوف (تورا بورا) .
لقد شاهد العالم في شاشات التلفاز أن الأمريكان يصبون حمم القنابل جحيما من السماء على رؤوس جيوش المسلمين الأفغان  لمخالفتهم أوامر تسليم أسامة بن لادن وجماعة تنظيم القاعدة الإسلامية وتمسكهم بالدين وعزة الإسلام.
وفى الكفة الأخرى  تلقى من السماء بما يشبه المن والسلوى  على حلفاء أمريكا، وأنصار التحالف الشمالي. وهى جنة الدجال  كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم قال: “"يخرج الدجال في خفة من الدين وأدبار من العلم ... ومعه جبال من خبز والناس في جهد إلا من تبعه ومعه نهران، أنا اعلم بهما منه نهر يقول: الجنة ونهر يقول: النار، ومن ادخل الذي يسميه الجنة فهو النار فمن ادخل الذي يسميه النار فهو الجنة . رواه احمد وصححه الحاكم التصريح حديث رقم 31.
فمن قتل بنار الدجال فهو شهيد فله الجنة ومن تبع الدجال ورضى بمتاع الدنيا، فماله إلا النار. لقد منع المسلمون في أفغانستان الطعام وأرسلت المؤن والإغاثة إلى الجيوش المتحالفة مع الأمريكان والناس في جهد إلا من تبعه وهذا كائن في حصار العراق وحصار الشعب الفلسطيني.
لقد وعد الله الأمة الإسلامية بأنه سيبين أمر الدجال لصاحب الخرطوم العاصمة السودانية وقائدها وهو المسيح المهدى قال تعـالى:”"سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ" “ القلم الآية 16. وأمره بالا يطيع الدجال ولا يهاب جبروته ولا يخشى بأسه بقوله تعالى : "“وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ....إلى قوله إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ" “ القلم 10-16. إذاً قائد الخرطوم المرتقب وملك مصر المستقلة هو المسيح المهدي منقذ هذه الأمة.

الفصل الخامس
حصار الدجال للمسلمين
أخرج الإمام أحمد في مسنده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “"يكون للمسلمين ثلاثة أمصار مصر بملتقى البحرين، ومصر بالحيرة، ومـصر بالشـام فيخرج الدجال في أعراض الناس “ .
حدد هذا الحديث أمصار الإسلام في ثلاثة مواقع جغرافية هي:
1)  السودان: ملتقى البحرين(الأبيض والأزرق) ففي اللغة العربية يطلق لفظ بحر على المالح الراكد والعذب المتدفق، أي النهر قال تعالى : “"وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ " “فاطر الآية 12.
2)    العراق: وهو مصر الحيرة، لأن مملكة الحيرة تقع اليوم ضمن الأراضي العراقية.
3)   الشام: وهي سوريا  ولبنان وفلسطين والأردن مجتمعة.
 (1)حصار الدجال للسودان " ملتقي البحرين "
لقد فرضت الولايات المتحدة الأمريكية حصاراً على حكومة الإنقاذ  التي رفعت شعار الإسلام لتجديد الدين والدفع به إلي واجهة العمل الاجتماعي والسياسي، لتكون كلمة الله هي العليا. ولأن أمريكا هي عدو الإسلام الأول، كان همها هو القضاء على الحركة الصحوية التي تنادي بالإسلام كمنهج تطبيقي في الحياة الخاصة والعامة لأن ذلك يتعارض مع مصالحها.
وقد صمدت الإنقاذ في أول عهدها، على تحدي أمريكا  فكانت تهتف في وجهها (لن نذل ولن نهان ولن نطيع الأمريكان). وكان الشعب متحمساً لنصرة الدين والدفاع عن مقدساته وكانت كتائب الدفـاع الشعبي التي أنشأتها الإنقاذ، تمني نفسها بتحرير القدس، وأثارت هذه الشعارات حمية الإسلام في كل مكان وتدفقت سيول المؤمنين على السودان من كل حدب وصوب.
وكنت أنا أخاطب قادة الإنقاذ في ذلك الأوان بكل لين، وألفت انتباههم وأقول لهم إن الشعارات التي ترفعونها مثل تحرير القدس وتطبيق الشريعة الإسلامية فإن ذلك من اختصاصى شخصياً، لأنني مؤيد من قبل الله تعالي وأن كل من يحاول فتح القدس سيصطدم بأمريكا، المظهر الحضاري للدجال ولا ينتصر على الدجال إلا عيسى ابن مريم، وجرت بيني وبينهم عدة مناظرات أثبت من خلال النصوص الشرعية من القرآن والسنة أن سليمان أبا القاسم موسى هو المسيح المهدي، ولكن أبطرتهم المعيشة. وأغوتهم السلطة وأغرتهم قوة السلطان بالاستخفاف أن يدفعوا بسلطانهم إلي شخص مثلي، يسكن في بادية الأرياف النائية.
صحيح أن قادة الإنقاذ كانوا ذوي كفاءات عالية ودرجات علمية عليا من مختلف الجامعات وفي كل المجالات ولكن لم يتوفر لهذه الكوادر الحد الأدنى المطلوب من الاستعداد النفسي والتربية الروحية وصلاح الأخلاق لقيادة طلائع الفتح، فكانت القيادة دون القاعدة في تزكية النفس، وتربية الروح لذا انهارت هذه القيادة مع أول تحرك للأمريكان، ودخلوا السودان فاتحين من دون قتال وأفاء الله عليهم بجبال النوبة، ويطمعون في المزيد وبدءوا في ملاحقة طلائع المجاهدين وتعقبهم للقضاء على دابرهم.
لقد وصل قادة الإنقاذ إلي طريق مسدود وعجزوا عن تحقيق شعاراتهم فاحتاروا وحيروا الشعب السوداني حتى نادى قبـل عامين (من ينقذ الناس من الإنقاذ ؟) ولقد تحول النداء الآن بتحول الحال فأصبح: من ينقذ الناس من الأمريكان ؟
(2) حصار الدجال للعراق " مصر الحيرة "
مملكة الحيرة القديمة، تقع اليوم ضمن حدود القطر العراقي  الحالي. وتم حصار العراق بالعدوان العالمي ( الحرب العالمية الثالثة ) ضد العراق  التي تعرف بحرب الخليج الثانية بقيادة أمريكا مظهر الدجال الحضاري.
وبينت السنة النبوية هذا الحصار في كثير من الأحاديث والآثار الصحيحة فقد روي مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلـم قال:"“منعت العراق درهمها وقفيزها “ وروي الإمام أحمـد عن جابر قال: “يوشك أهل العراق ألا يجيء إليهم دينار ولا مدي قلنا من أين ؟ قال من قبل الروم يمنعون ذلك “ .فالروم هم النصارى والعالم الغربي عنـد المسلمـين يقول تعالي: “"غُلِبَتِ الرُّومُ" “ أي الروم أهل الكنائـس (النصارى) هذا الأثر يشرح الحديث قبله بأن حصار العراق يتم بواسطة الصليبيين الغربيين ، وقد أستمر هذا الحصار منذ عام 1990 م إلي اليوم . وقائد هذا المصر هو (المهدي صدام حسين) الذي أصلحه الله في ليلة كما في الحديث الذي رواه أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ المهدي من أهل البيت يصلحه الله في ليلة “ وقد أثبت ذلك توافد علماء المسلمين من شتي أنحاء العالم الإسلامي وتمت مبايعته على مقاتلة النصارى في المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي المنعقد في بغداد في11 يناير1991م. وقد روي مسلم:قال رســول الله صلى الله عليه وسلم: “ ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فأضربوا عنق الآخر” .. يقول راوي الحديث عبد الله بن عمرو بن العاص: (سمعته أذناى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعاه قلبي) .
فعبارة “ ثمرة قلبه تعني البيعة رغبة بلا إكراه وهذا ما حدث في بيعة صدام إذ بايعته وفود العالم الإسلامي  خارج نفوذه السياسي فأصبحت إمامة صدام ملزمة شرعاً للمسلمين في كل أنحاء العالم بنص الحديث.
وروي مسلم عن النواس بن سمعان قال: "ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال: ... فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفـه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله "“ التصريح حديث رقم (5).
خلاصة الحديث: أن عيسى ابن مريم ينزل في المنارة البيضاء، سواء كانت بغداد أو دمشق ولم تذكر له صلاة في المنارة البيضاء، ولم يذكر لها إمام وكل ما يحدث أن عيسى ابن مريم يفك الحصار عنها بمطاردة الدجال الذي يحاصرها ويقتله بباب لد ..
(3) حصار الدجال للشام
(أ) حصار الدجال لجبل الدخان
عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يخرج الدجال في خفة من الدين وإدبار من العلم ، وله اربعون يوماً يسيحها في الارض اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كايامكم هذه وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه اربعون ذراعاً . فيقول للناس : أنا ربكم . وهو أعور . وان ربكم ليس بأعور . مكتوب بين عينيه كافر ، ك ، ف ، ر ، مهجَّاةً يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب . يرد كل ماء ومنهل الا المدينة ومكة حرمهما الله تعالى عليه ... فيفر المسلمون الى جبل الدخان بالشام فياتيهم ويحاصرهم فيشتد حصارهم ويجهدهم جهداً شديداً . ثم ينزل عيسى ابن مريم من السَّحر فيقول يا ايها الناس ما يمنعكم ان تخرجوا الى الكذاب الخبيث ؟ فيقولون هذا رجل جنّي ، فينطلقون فإذا هم بعيسى ابن مريم عليه السلام فتقام الصلاة ، فيقال له : تقدم يا روح الله ، فيقول : ليتقدم إمامكم فليصلِّ بكم ، فاذا صلّى صلاة الصبح خرجوا اليه . فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء فيمشي اليه فيقتله ، حتى إن الشجر الحجر ينادي يا روح الله هذا اليهودي ، فلا يترك ممن كان يتبعه أحداً الا قتله ) رواه احمد وصححه الحاكم ورجاله ثقات : التصريح حديث رقم (31)

 (ب)حصار الدجال لدمشق
أخرج مسلم عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليـه وسلـم: “ لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذِ فإذا تصافوا قالت الروم : خلـوا بينناً وبيـن الذيـن سبوا منـا نقاتلهم ، فيقول المسلمون : لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم ، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتــل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله ويفتح الثلث لا يفتنون أبداً، فيفتتحون قسطنطينية. فبينما هم يقتسمون الغنـائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون. إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل . فإذا جاءوا الشام، خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم فأمهم. فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته “ رواه مسلم . التصريح حديث رقم (7)
الأعماق ودابق يقعان في الشام، بين مدينتي حلب وانطاكية السوريتين وتجلي هذا الحديث في مظهرين فالأول عند فتح العراق للكويت، وهي القسطنطينية المذكورة في هذا الحديث وشاهد ذلك الحديث الصحيح المخبر عن خروج الدجال في قوله صلى الله عليه وسلم “ وأنه يخرج من خلة بين العراق والشام “ التصريح حديث رقم (13) الخلة نتيجة الخلل الناتج عن انشقاق حزبي البعث العراقي والسوري الشامي رمزي التضامن العربي، واختلافهما شق الصف العربي وأضعفه فأغرى الدجال الأمريكي الصهيوني بغزو جزيرة العرب، والمظهر الثاني لتجلي الحديث هو حصار دمشق باحتلال اليهود لهضبة الجولان السوريـة فاحتلالهـا حصـار لدمشـق وأن مطالبة الروم للسـبايا (الأسري) هي مطالبة الأمريكان للسوريين واللبنانيين لوقف نشاط حزب الله، والجماعات الفلسطينية المناهضة لاتفاقية أوسلو، لتنفيذ هذه الجماعات عمليات اختطاف لجنود الاحتلال والقيام بعمليات في مزارع (شبعا) وداخل إسرائيل ويرفض حزب الله إعادة السبايا الإسرائيليين وتحمي سوريا ولبنان هذه الجماعات بقولهم “ لا نخلي بينكم وبين إخواننا “ .
خلاصة الحديث:أن الدجال يحاصر دمشق وجنوده اليهود يحتلون الجولان وجنوب لبنان وأن عيسى ابن مريم ينزل في الأرض السورية، ولم يذكر لهم إمام وأن عيسى ابن مريم هو الذي يؤم الجيش في الصلاة، وبعدها يفك الحصار عنها بمطاردة قائدهم الدجال فيقتله بحربته، ولم يحدد مكان مصرعه. فالحديث يؤكد أن الروم يتدخلون لحماية اليهود بقيادة الدجال في مواجهة المسلمين .

(ج)حصار الدجال للأردن " عقبة أفيق "
روي الإمام أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنـه قـال :  “ وينحاز المسلمون إلي عقبة أفيق ، فيبعثون سرحاً لهم فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم ويصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد حتى إن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله. فبينما هم كذلك إذ نادي مناد في السحر يا أيها الناس أتاكم الغوث ثلاثاً فيقول بعضهم لبعض إن هذا لصوت رجل شبعان، وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر فيقول له أميرهم: يا روح الله تقدم صلّ فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم علـى بعض فيتقـدم أميرهم فيصلي، فإذا قضي صلاته أخذ حربته فيذهب نحو الدجال. فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص فيضع حربته بين ثندوتيه فيقتله وينهزم أصحابه “ التصريح حديث رقم 16.عقبة أفيق على الضفة الشرقية لنهر الأردن.
خلاصة الحديث :
1) تخلف الأمير ليتقدم عيسى، ولا يؤمه في الصلاة إلا بتفويض من عيسى.
2) اختفي دور الأمير، ولم يذكر بعد الصلاة .
3) يتولي عيسى ابن مريم زمام القيادة ويقضي على الدجال ويهزم أصحابه.
(د)حصار الدجال للقدس
روي  ابن ماجة عن أبى إمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قــال: “ أنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال00- إلي أن قال- العرب يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح . فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذا نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليقدم عيسى يصلي  فيضع عيسى عليه السلام يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصل، فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف قال :عيسى عليه السلام افتحوا الباب فيفتح ووراءه الدجال ومعه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلي وساج، فأذ نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء، وينطلق هارباً ويقول عيسى إن لي فيك ضربة لن تسبقني  بها، فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود “ صححه الحاكم. التصريح حديث رقم 13
  خلاصة الحديث :
1)    الدجال يحاصر المسلمين وإمامهم داخل المسجد الأقصى.    
2)    ينزل عيسى ابن مريم بين إقامة الصلاة وتكبيرة الإحرام، فيتراجع الإمام لعيسى فيعتذر عيسى لحكم شرعي، وهو إن الصلاة أقيمت لذلك الإمام.
3)    سلاح جنود الدجال، السيوف أي سلاح بدائي لا يرقي إلى مستوي السلاح الذي يستعمله اليهود الذين يحاصرون المسلمين داخل المسجد الأقصى اليوم فإذا تقيدنا بالمعني الحرفي للأحاديث فإن اليهود اليوم أشد بطشاً بالمسلمين من الشخصية التي يتوقعونها للدجال.كما أن (السونكى) يمثل السلاح البدائي مثل الحربة.
4)    عيسى ابن مريم هو الذي يقتل الدجال  ويفك حصار بيت المقدس ويهزم اليهود، وليس إمام بيت المقدس.
 مداخلة: شعرت بالنعاس وأنا أعيد نسخ هذه النشرة لاعدادها للنشر فوقعت لي رؤيا وكأني اقرأ في كتاب عن الأئمة الوارد ذكرهم في السنة وكان هنالك شخص واقف أمامي لا أكاد احدد معالمه من شدة شفافية جسمه ولا اعرف من هو وكأنه هو الذي يحرك لساني في القراءة فانطق بنطقه فذكر لي القائد (المقعد) فاستيقظت من النوم على عباراته (القائد المقعد) فكانت ترن في أذنى حتى بعد الاستيقاظ ولم أع من الرؤيا غيرها فعلمت أن المقصود بالمقعد (الشيخ احمد يس) زعـيم حمـاس .ليـلة الاثنين /الثلاثاء 14/15/1 /2002م .
 تعقيب :
يعتقد علماء المسلمين أن نزول عيسى ابن مريم المذكور في هذه المواقع هو نزوله من السماء بعد رفعه في زمن نبوته، واقتدى الناس بعقيدة العلماء ولكن هناك مسائل هامة يجب لفت أنظار الناس والعلماء إليها وهي:
1)    لقد رفع عيسى ابن مريم بلسانه الأعجمي وبكتابه الإنجيل، فإذا رجع إلي الأرض فإنه سيرجع بنفس اللسان الذي رُِفعَ به. فهل يؤم المسلمين بالإنجيل ؟ .
2)    يلاحظ أنه بعد الصلاة مباشرة يفاجئ الدجال واليهود بالقتال. فهل يحق لعيسى أن يقاتل الدجال واليهود دون أن يبلغهم دعوته ويخبر النصارى الذين اتبعوه بالإنجيل بأنه عاد إليهم ولكنه غيرَّ كتابه وتحول من دين النصارى الذي نسخ  بدين الإسلام الناسخ لكل الأديان؟ .. مع ملاحظة أنه لا يمكن أن يتعلم عيسى ابن مريم القرآن واللغة العربية وفقه الصلاة  وحياً في السماء، فإنه بهذه الكيفية يكون هو خاتم الأنبياء  وليس محمد صلى الله عليه وسلم . فهل يقبل بذلك مسلم ؟. وللإجابة على هذه الإشكاليات أصوغ النصوص الآتية من الكتاب والسنة وأناقش على ضوئها كيفية النزول.

الفصل السادس
كيفية نزول عيسى ابن مريم
روي الإمام أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الأنبياء إخوة لعلات أمـهاتهم شتى ودينهم واحد وأنا أولي الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي  وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجلاً مربوعاً إلي الحمرة والبياض عليه ثوبان ممصران، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلي الإسلام ويهلك الله في زمانه الملل كلها الا  الاسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال" و تقع الأمنة على الأرض حتى يرتع الأسود مع الإبل والنمار مع البقر والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم فيمكث أربعين سنة ثم يتوفي ويصلي عليه المسلمين ويدفنونه”. التصريح حديث رقم (1)
وروي مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليـه وسلـم قـال: " يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين، لا أدري يوماً أو أربعين شهراً أو أربعين عاماً فيبعث الله تعالي عيسى ابن مـريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبـع سنين ليس بين إثنين عداوة ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام فلا يبقي على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته”"
عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “"إن عيسى عليه السلام يتزوج في الأرض ويقيم بها تسع عشر سنة “ فتح الباري 6 ص 257 ، وعن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليـه وسلـم: “ ينزل عيسى ابن مريم إلي الأرض فيتزوج ويـولد له ويمـكث خمـساً وأربعون سنة ثم يموت ...المشكاة جزء 3 ص 47.
لقد أشكل على الفقهاء الجمع بين روايات الأحاديث المحددة للآجال الزمانية لمكث المسيح على الأرض. وفي رواية لابي داود (فيمكث في الارض اربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون) التصريح حديث رقم 40 وفي رواية لأحمد (فيمكث سبع سنين) التصريح حديث رقم (6)
وأقول: الجمع بين الأحاديث السابقة يصحح الاعتقاد الخاطئ بأن عيسى ابن مريم رفع جسداً وسيعود جسداً، فلو كان هذا الاعتقاد صحيحاً لما اختلفت الروايات في مدة مكثه في الأرض بعد عودته إليها وتعدد الروايات يفيد بأن عيسى يستأنف عمراً جديداً يشمل الأربعين والسبع والتسعة عشر والخمسة وأربعون سنة وهذا الفهم وحده يحل الإشكال المتبقي في النزولات السابقة،أي أن عيسى ابن مريم يمكث زمناً في الأرض يتعلم فيه اللغة العربية والقرآن من العلماء لأنه مهدي وليس نبياً ، كما نص عليه الحديث السابق  “ إماماً مهدياً وحكماً عدلاً “. ثم بعد ذلك يؤمر بإعلان دعوته للناس كافة، وإلي اليهود والنصارى والمسلمين والمجوس فيؤمن به من يؤمن،  ويكفر به من كفر ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة.
ثمَّ ينزل من السماء بشراً في المنارة البيضاء وفي عسكر المسلمين في عقبة أفيق وفي القدس ويفاجـئ الدجال واليهود في القتال ، بعد أن كذبوا دعوته في فترة مكثـه في الأرض  قـبل نزولـه في المنارة. إذ لا عذر لمن أنذر فيكون النزول المذكور ليس من السماء بعد الغيبة، ولكن للتنقل على ظهر الأرض وقد ينزل من السماء على متن طائرة لأنها تري رأي العين طائرة في السماء وينزل منها على الأرض.
واستئناف العمر يعني بقاء عيسى ابن مريم في فترة رفعه روحاً لا جسداً، ولدى سؤال أسأله للذين يعتقدون ببقاء عيسى ابن مريم بجسده، ما هو النص الصريح من القرآن أو السنة الذي تستندون عليه في أن عيسى ابن مريم في فترة غيبته بقي بجسده بشراً سوياً حتى يعود كذلك ؟ إن العقيدة لا تنبني إلا على أصول ثابتة من القرآن والأحاديث الصحيحة، وليس على الظن والتخمين ولبيان فساد عقيدة هؤلاء الضالين المضلين، أورد الشواهد الأصولية الآتية :
روى البيهقي عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم  قال لأصحابه: “فبينما أنا نائم عشاء في المسجد الحرام إذ أتاني آت فأيقظني فاستيقظت، فلم أر شيئاً، فإذا أنا كهيئة خيال فأتبعته بصري حتى خرجت من المسجد الحرام، فإذا أنا بدابة أدني شبهاً بدوابكم هذه بغالكم هذه غير أنه مضطرب الأذنين يقال له البراق00 قال ثم دخلت أنا وجبريل بيت المقدس فصلي كل واحد منا ركعتين، ثم أوتيت بالمـعراج الـذي كـانت تعرج عليه أرواح الأنبياء...
ملاحظة:
أوتي الرسول صلى الله عليه وسلم بالمعراج الذي كانت تعرج عليه أرواح الأنبياء وليس أجسادهم.
وروي  ابن كثير في تفسيره للآية (1) من سورة الإسراء قال: روي ابن جرير”00 ثم سار حتى أتي بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلي الصخرة ، ثم دخل وصلى مع الملائكة فلما قضيت الصلاة قالوا يا جبريل من معك ؟ قال محمد صلى الله عليه وسلم  قالوا: أوقد أرسل ؟ قال: نعم . قالوا حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء. قال : ثم لقي  أرواح الأنبياء  فأثنوا على ربهم ، فقال: إبراهيم عليه السلام: الحمد لله الذي اتخذني خليلاً ... ثم أن موسى عليه السلام أثني على ربه فقال: الحمد لله الذي كلمني تكليماً 00 ثم أن عيسى عليه السلام أثني على ربه عز وجل فقال الحمد لله الذي جعلني كلمته وجعل مثلي كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون “.
ملاحظة : هذا الحديث صرح بأن عيسى موجود روحاً لا جسداً فأين إدعاء المدعين ؟
قال ابن كثير في تفسيره لآية الإسراء (1) معلقاً على صلاة الأنبياء خلف الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (والصحيح أنه أجتمع بهم في السماوات ثم نزل إلي بيت المقدس ثانية وهم معه وصلى بهم) .
تعقيب :
1)   إن الرسول صلى الله عليه وسلم لقي روح عيسى في السماء وليس جسده لأن الأنبياء تعرج أرواحهم على معراج الروح كما بين حديث البيهقي السابق .
2)    أن عيسى ابن مريم نزل من السماء وصلى خلف الرسول صلى الله عليه وسلم مع جملة الأنبياء فلا ينتظر عودته مرة ثانية ، لأن صلاة الأنبياء خلف النبي كانت بعد عودته من المعراج فالصلاة فرضت في المعراج وليست قبله وهذا مشهور.
3)   أن عيسى ابن مريم وبقية الأنبياء صلوا خلف النبي أرواحاً وليسوا أجساداً، بدليل أن الناس لم يعثروا عليهم ، كما عثروا على أصحاب الكهف.
4)    لم يكن هنالك نص من القرآن  أو السنة يثبت رفع عيسى بعد صلاته خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس أو بعد طوافه روحاً كما ورد في الحديث الذي أخرجه ابن عساكر عن أنس بن مالك قال: كنت أطوف مع الرسول صلى الله عليه وسلم حول الكعبة إذ رأيته صافح شيئاً ولا نراه فقلنا: يا رسول الله لقد رأيناك صافحت شيئاً ولا نراه. قال: “ ذاك أخي عيسى ابن مريم انتظرته حتى قضي طوافه فسلمت عليه “.
هذا الحديث يؤكد أن عيسى ابن مريم لم يرفع إلي السماء بعد عودته إلي الأرض ليلة الإسراء وأنه باقٍ روحاً محضاً، بديل طوافه روحاً فلو كان باقياً بجسده لرآه الصحابة كما رآه الحواريون عندما كان بروحه وجسده في بني إسرائيل .
تلك هي شواهد السنة وإليكم شواهد القرآن الكريم الآتية :
يقول تعالي: “ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ “ الأنبياء 7- 8 .
وقال تعالي: “ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ “ الأنبياء 34 .
فصلت الآية (34) عدم خلود البشر عامة وقيدت ذلك بفترة زمنية محددة وهي قبل بعثته صلى الله عليه وسلم ، والآيتان 7 – 8.  قيدتا عدم خلود الأنبياء بأجسادهـم (بشراً) وربطت الأجسام بأكل الطعام. فإن حكم هذه الآيات الثلاث ينطبق على عيسى ابن مريم ، لأنه بشراً وليس إلهاً وأنه قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه لم يخلد في فترة غيبته بشراً بكامل جسده كما كان حاله في بني إسرائيل قبل (الرفع) فيطابق حكم القرآن حكم السنة بعدم خلود عيسى ابن مريم بشراً في زمن غيبته، أي رجع إلي حالة الروح التي كان عليها قبل أن يولد في بني إسرائيل.

أم المسيح الأولي
قال تعالي: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا      (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهـِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا " مريم الآية 16 – 17 .
قال ابن كثير في شرحه للآية (17) قال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي ابن كعب قال :(إن روح  الله عيسى عليه السلام من جملة الأرواح التي أخذ عليها العهد في زمان آدم عليه السلام ، وهو الذي تمثل لها بشراً سوياً. أي روح عيسى فحملت بالذي خاطبها وحل فيها ) وعلق ابن كثير على هذا الحديث قائلاً (وهذا في غاية الغرابة و النكارة وكأنه إسرائيلي).
تعقيب :
أقول: إذا كان الحديث إسرائيلي – أي من الإسرائيليات – فإنه دليل على صحة أن الذي تمثل لها بشراً سوياً هو عيسى الذي حملت به ووضعته طفلاً لأن من اعتقد هذا الاعتقاد من الإسرائيليين يؤمن قطعاً بنبوة المسيح ولا يرمى مريم بالفاحشة . وأصحاب هذا الاعتقاد هم الفرقة الناجية من اليهود، فقد روي بن أبي الدنيا عن عوف بن مالك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : “افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنة، وسبعون في النار... “ . 
والقرآن يشرح نفسه ، ويؤكد ما جاء في الحديث لقوله تعالي: “ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا “ الانبياء الآية 91. وقال: “ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا”التحريم الآية 12.
ويلاحظ في الآيتين أن النافخ واحد  هو الله سبحانه وتعالي ، وليس جبريل عليه السلام . ويلاحظ أيضاً تطابق المتمثل مع المنفوخ فأرسلنا إليها       “ رُوحِنَا” ونفخنا فيها من “ رُوحِنَا “ .
فنفخنا فيه من “ رُوحِنَا “ أي أن “ رُوحِنَا “ الذي تمثل لها بشراً سوياً هو “ رُوحِنَا “ الذي نفخ ويؤكد هذا المعني قوله تعالي : “ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ “ الزخــرف الآية 57-59.
ومن فصاحة القرآن ودقة تصويره لحصر المعني لم يسم عيسى باسمه ولكن بنسبه (ابن مريم) ليربط بين طرفي التمــثيل “ تَمَثَّلَ لَهَا “ و     “ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ “أي أن ابنها هو الذي تمثل لها فولدت ذلك المتمثل فصار بذلك التمثيل مثلاً لبني إسرائيل.
وهذا المعني يوصلنا إلي حقيقة في غاية من الأهمية ، وهي أن عيسى ابن مريم تشكل بشراً سويا من الروح أي أن مادته الترابية تجسدت من روحه فكانت بشرا سويا قبل أن تحمل به مريم، وتلده طفلا بعد ذلك، وأنه ليس بضعة منها وبهذا الوصف فإنها ليست شرطاً في إظهار بشـريته، وهذا المعني يؤكده قوله تعالي:” إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَـرِينَ   (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ “ آل عمران الآية 59-61.الآية تقول إن مثل عيسى كمثل آدم، ولم تقل خلق عيسى كخلق آدم. وقد كانت الآيات تتحدث عن خلق آدم قبل أن يقارن بعيسى كقوله تعالي: “ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيـهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ “ سورة ص الآية 71-72.وقال تعالي: “ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ “ الحجر الآية 28-29. فآدم خلق من غير أم ولا أب ، وعيسى كذلك خلق من غير أم ولا أب بتمثله لمريم بشراً سويا،ً ثم حملت به آي حملت ووضعت الذي تمثل لها بشراً سويا. فهو ليس بضعة منها فقورن بآدم ولو كان بضعة منها  لقورن بحواء، لأنها بضعة من آدم، ولكان وجه الشبه بينهما أنهما خلقا من أحد الأبوين. فهذه (حواء)  من رجل بلا امرأة ، وذاك (عيسى) من امرأة بلا رجل. ولكن عيسى ليس كذلك فلا صلة له البتة بمريم ابنة عمران من الناحية الرحمية. إنما كان الحمل والولادة مظاهر شكلية ليتماشى مظهره مع الفطرة البشرية، ليكون شخصاً مألوفا للناس ويولد فيهم ولادة طبيعية فتسهل مخالطته وأخذ التشريع عنه، فالحال يختلف لو هبط من السماء بشراً ولظنه الناس جاناً ولهربوا منه. ولما أثبتت النصوص السابقة بقاءه روحا في فترة رفعه كالحالة الأولي قبل ولادته في بني إسرائيل ، فإنه ينزل في العودة ويولد في هذه الأمة كما ولد في بني إسرائيل وأبرهن على ذلك بالنصوص الآتية :

أم المسيح الثانية
قال تعالي عن عيسى ابن مريم: “"وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ" “آل عمران 46.هذا عام ألفين واثنين من ميلاد المسيح الأول وأجمع العلماء على أن عيسى ابن مريم رفع من بني إسرائيل قبل سن الكهولة مستدلين بقولـه صلى الله عليـه وسلم: “ يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعاً بذراع الملك  وعلى حسن يوسف ، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين ، وعلى لسان محمد “ .
وبما أنه لم يكلم الناس كهلاً في بني إسرائيل، لكي يتحقق قوله تعالي فإن ذلك  يحتم عودته في هذه الأمة ليكلمهم في سن الكهولة. واعتبر العلماء هذه الآية هي دليل القرآن القاطع على رجعة عيسى بعد الرفع. ولما كان القرآن غاية في الفصاحة فإنه يستخدم أدق الألفاظ لبيان المقصود. فاستخدم كلمة (وَكَهْلًا) وليس (شيخاً) فالكهولة لها فترة زمنية محددة ببداية ونهاية، فهي محصورة ما بين الأربعين إلي الخمسين سنة . أما الشيخوخة فتبدأ مع نهاية الكهولة إلي ما شاء الله للإنسان أن يعيش . فلو بقي عيسى ابن مريم على ميلاده الأول ورجع بعد النبي صلى الله عليه وسلم  في أمته فإنه يكلمها شيخاً، ولكن القرآن يقول غير ذلك يقول الله تعالى  يكلمها (َكَهْلًا) ولا يتم ذلك إلا بميلاد جديد في هذه الأمة. ومن المؤكد لن تبعث مريم ابنة عمران من الأموات لتلد عيسى مرة ثانية. بـل تكـون لـه أم غيرهـا واستـدل على ذلك بقولـه تعالي: “"وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا " “الكهف الآية 83- 86. إن الذين يعتقدون أن المقصود بهذه الشمس هي الشمس الظاهرة، وهي التي تغرب في عين حمئة من الطـين، أي الأرض ، فإنهم بهذا الفهم والاعتقاد يسفهون القرآن في أعين البشرية  التي غطت مساحة الأرض شرقاً وغرباً ولا يوجد في مغارب الأرض اليوم موقع طين بها تغرب فيه الشمـس .لأن كـلمة(في) وفق هذه الآية تفيد ظرف المكان الذي تغرب فيه الشمس. فالضرورة تحتم صرف هذا المعني الظاهري للتأويل ولا نجد عنتاً في ذلك. فإن هذه الشمس هي عيسى ابن مريم لأنه ينزل روحاً في العين الحمئة، وهي طينة أمه التي تلده في ميلاده الثاني، فإنها مخلوقة من حمئة آدم المذكورة في آية الحجر (28) السابقة. فالشمس أحيانا يقصد بها خليفة الله في القرآن يقول تعالي: "“ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" “  يوسف الآية 4.
وهذه الشمس أولها الله تعالي في القرآن بأن المقصود بها يعقوب عليه السلام يقول تعالي:”"وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا" “  يوسف الآية 100.
وتكرر معني الشمس للرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالي: “"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا “ الأحزاب 45/46 وفسر الله هذا السراج بالشمس بقوله تعالي: “"وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا" “ نوح الآية 16.
وفيصل القول أن عيسى ابن مريم هو الشمس المذكورة في سورة الكهف التي تغرب في عين حمئة والتي هي طينة أمه التي تلده من هذه الأمة. ومن فهم هذا المعني أدرك الحكمة من أن قراءة آيات من سورة الكهف تعصم من فتنة الدجال لأنه لا يخلص الناس من فتنة الدجال إلا عيسى ابن مريم بقتله . وقد دلت على ذلك الأحاديث الواردة في حصار الدجال للمسلمين. فالعين الحمئة في سورة الكهف هي الأم التي منها يخرج المسيح المهدي للقضاء على المسيح الدجال.
روي مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وســلم أنه قال: “ من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال “ وفي رواية للنســائي “ من قرأ عشر آيات من الكهف “ دون تقييد أو تحديد وفي رواية للنسائي أيضاً  “من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف فإنها عصمة له من الدجال “ .
وخلاصة القول في هذا الباب، أن عيسى ابن مريم بقي في حالة الرفع روحاً، وأنه نزل روحاً منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وبقي كذلك وأنه ينزل روحاً في الأرحام وتلده امرأة مرة ثانية غير مريم ابنة عمران، وينشأ نشأة طبيعية، ويتعلم القرآن بالتواتر، ثم يؤمر بتبليغ دعوته وإظهار نفسه إماماً مهدياً على هدي الإسلام  فيؤمن به البعض ويكذبه آخرون. ثم ينتقل في جبهات القتال فينزل في المنارة البيضاء وعقبة أفيق وفي القدس. أي في العراق والشام التي تضم سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وكل هذه المواقع يحاصرها اليوم اليهود بدعم الأمريكان. وهذه الخطوط القتالية لن تتغير أبداً حتى ينزل فيها المسيح سواء على أجنحة ملائكة أو أجنحة طائرة، فإنه سيضع يديه على أجنحة ملكين لأن المسيح مؤيد بالروح القدس (جبريل) في “المهد” في بني إسرائيل”وكهلاً” في هذه الأمة.

ملاحظة مهمة :
نزول عيسى ابن مريم في المنارة البيضاء هو في حد ذاته شاهد على أنه ليس الأول من السماء للأسباب التي ذكرتها في أول الباب. أما عن نزوله على أجنحة ملكين، فإن هذا لن يكون الأول من نوعه بالنسبة لي. وأسرد هذه الأحداث التي تمت لي من قبل :

على أجنحة ملكين
كنت نائماً ، فاستيقظت فوجدت نفسي كأني في حالة احتضار فنزل جبريل ومعه ملك لا أعرفه وحملاني إلي مكان دون السماء الدنيا ، ثم صب جبريل ماء على جبيني وقبلني في موضع الماء وقال لي (إن الله قد طهـرك من ذنوب الأرض) وعادا بي إلي الأرض، ودبت الحياة في جسدي شيئاً فشيئاً حتى عدت إلي حالتي الطبيعية وكان ذلك في مدينة (ميدوقري) النيجيرية  ظهر الخميس الموافق  14 ربيع الأول 1400 هـ .
وفي عام 1983 م كنـت أحـرس زرعـاً لي فـي قريـة (الخشيم) الكائنة بين (الحريكة والميرم) فجاءني ملكان فوضعت فخذي الأيمن على جناح ملك، والأيسر على جناح الآخر، وطافا بي كل بقاع الأرض وكنت لا أميز بين السهل والجبل من سرعتهما الفائقة وكنت أردد في أثناء هذا الطواف بصورة لا إراديـة وأقول: (أنا المسيح في ديار الله أسيح ) وعادا بي ووضعاني في الموقع الذي أخذاني منه وانصرفا.
وفي ليلة الخميس – الجمعة في النصف الثاني  من سبتمبر 1997 م ، كنت في منزلي الكائن بالقرب من قرية (الحريكة ) غرب المحطة، أتاني ملكان ورفعاني من الأرض وسارا بي في ارتفاع منخفض وبلغاني كلاماً من الحق عز وجل ولم أع من قولهما إلا قولهما (إن الله يقول لك 00) ولم أفهم الباقي و قلت لهمـــا :(أرجعا إلي الله وقولا له متى ينصرني؟) فقالا لي: ( أندُع لك الله وأنت صفوة خلق الله ! ) فأعاداني إلي بيتي وانصرفا .
وفي نوفمبر 1997 م رأيت حصاناً أدهماً نـازلاً من السماء، وقد قاربت حوافره الأمامية سطح الأرض وغاب عجزه في السماء الدنيا، وكأنه قد نزل من باب فيها ، وسمعت صوتاً ولم أر المتكلم الذي كان  يقول لي: (إذا أكتمل نزول الحصان سوف يتم لك النصر) وبعد ذلك تكررت رؤيا الحصان، وفي كل مرة يقترب من الأرض أكثر فأكثر. وفي إحدى المرات رأيته أكمل النزول فوضعت رجلي اليمني على صهوته واليسرى على الأرض وكنت أخبر بمراحل هذه الرؤيا من معي من الأصحاب.
والرؤيا التي تلت هذه ، استويت على ظهر هذا الحصان، وسار بي بسرعة فائقة وعلى الرغم من أنه كان يسير قريباً جداً من سطح الأرض إلا أن حوافره لا تقع على الأرض وكأنه يسبح في الفضاء. وسار ملك على منكب الحصان الأيمن وأعداد غفيرة من الملائكة على جنبي الحصان، بنفس سرعة الحصان، ووصل بي الحصان إلي مدرج واختفي وتزاحمت الملائكة حولي كأنهم يتوقعون مني بياناً فقلت لهم:(متي نصر الله ؟) فقالوا كلهم أجمعون وبلسان واحد : (النصر عندك ) وكان ذلك في أغسطس 1998 م . وعلمت من الله أنني انتصر على السلاح الذري وعلى أي عدو مهما كانت قوته وقال لي:(حارب ومن تحارب فقد هلك) ومنذ ذلك الوقت فانى املك من الله التصريف الكامل فى النصر على كل الاعداء متى نهضت للقتال والحرب ولكنى امسكت طواعية لاننى متى تحركت تحرك المسلمون لقتالي حفاظاً على سلطانهم وان مهمتي الدفاع عن المسلمين وليس قتالهم .
أقول: إن الذي يحصل ما بيني وبين ربي “ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ “ قد لا يطلع عليه الناس، وأن الملائكة تصحبني وتحملني وتكلمني وهي مسائل خاصة، لا تقوم لي بها حجة على الناس، ولكن الحكم الفصل هو كتاب الله وسنة المصطفي صلى الله عليه وسلم وقد أوردت في هذه النشرة ونشرات أخري ما فيه الكفاية وزيادة لمن أراد الحق والهدي  ولكن الموتى يبعثهم الله.

الخاتمة
لقد جاء تأويل القرآن وتجسد إلي واقع. ووقع القول وتحققت النبوءات    وانجلى الأمر وظهرت الحقائق، وتمايز الناس وتزايلت الصفوف وافترقت الأمة إلي فسطاط كفر لا إيمان معه، وفسطاط إيمان لا نفاق فيه، كما صرح بذلك رئيس الولايات المتحدة جورج بوش بقوله (فمن ليس معنا فهو مع الإرهاب) وعقب حادث تفجير مبني التجارة العالمية في نيويورك 11 سبتمبر من العام الماضي انقسمت الأمة إلي أصحاب اليمين وأصحاب الشمال،
بلا منزلة بين المنزلتين .
وقد أتبعت الأقطار العربية امريكا إلا فريقاً من المؤمنين عصم الله دينهم، وتبعتها الغالبية العظمـي، فألحقوا بدين النصارى، تحقيقاً لنص آية سورة النسـاء (115)  “ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا”"
لقد تجلت أمريكا بالمظهر الكامل لوصف الدجال، الذي وصـفه الله في سـورة (المسد) “"تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ "“ فاللهب هو صفة سلاح الدجال، والأسلحة النارية هي الغالبة اليوم، فلا تتحرك آلة الدجال العسكرية ولا تنطلق صواريخه ولا تتفجر قنابله إلا عن اللهب.
لقد أصبح الدجال اليوم أحق بوصـف “ أَبِي لَهَبٍ “ من عم النبي صلى الله عليـه وسلـم، وأصبـح مصطلـح (إطلاق النار) و(وقف إطلاق النار) سمات الحرب اليوم وهي النار بحق  التي يصلي بها الدجال من خالفه.
ولما سخر الله للولايات المتحدة الأمريكية المادة، وخرقت العادة وظهرت على الأرض، وتطلعت إلي أقطار السماوات، ظهرت بمظهر الدجال الأكبر ذلك الجبار الأرعن والعملاق الأهبل والسيد الأحمق الذي يحكم كما يشاء ويتصرف بما تمليه رغبته وهواه فسار بلا هدي وانطلق بلا كابح، وعاث في الأرض فساداً ففسد وافسد وضل وأضل ، فملأ الأرض ظلماً وجوراً.
وعندما تضع أمريكا هذه القوة الجبارة تحت تصرف اليهود، وزعماء صهيون، ويتصرف قائدهم بهذه الآلة الحربية الضاربة في القوة ويظهر هذا القائد بالجبروت والبطش فإنه سيكون هو (الدجال المجسم في شخص) وهم كثر.
روي الإمام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: “ أما بعد 00 ففي شأن هذا الرجل الذي قد أكثرتم فيه ،وأنه كذاب من ثلاثين كذاباً يخرجون بين يدي الساعة” .
وصفات الدجال المادية مقسمة بين هؤلاء وإذا اعتقد المسلمون أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تفعل بالمسلمين بما فيه الكفاية في أفغانستان والعراق وفلسطين حتى توصف ولو كحد أدني (بالدجال الأصغر) وانتظر الشيعة رجعة (محمد بن الحسن العسكري الحجة) وانتظر السنة ظهور (محمد بن عبد الله المهدي) الحسني ولو ظهرا جميعاً، و اتخذا مواقعهما، هذا في المنارة البيضاء شرقي دمشق وذاك في المسجد الأقصى في القدس .
فأقول: عند ذلك سيظهر الدجال ويربط حماره على (حائط البراق) عند المسلمين، (وحائط المبكي) عند اليهود ويحاصر حجة الشيعة (ومهدي) السنة ولن يغيرا من خطوط المواجهة اليوم المذكورة ولن يأتيا بجديد يفرج عن المسلمين بليتهم الراهنة. بل إن الحجة والمهدي ينتظران عيسى ابن مريم ليفرج عنهما حصار الدجال. فإذا كان الحجة والمهدي ينتظران المسيح للخلاص ، فلماذا لا يختصر الشيعة والسنة قائمة الانتظار في منتظر واحد ، وهو المسيح عيسى ابن مريم؟.
إن النصوص السابقة من الكتاب والسنة قد أثبتت ميلاد عيسى مرة ثانية في هذه الأمة من أم غير أمه الأولي ، وإن هذا لا يثير استغراباً ولا جدلاً فكرياً، فقد أثبت العلماء ذلك علمياً ، وقد ولد أطفال لأمهات غير أمهاتهم وتكررت الولادة كما هو الحال في أطفال الأنابيب والاستنساخ .
لقد حقق الإعجاز العلمي المعجزة القرآنية في قولـه تعالي : “"وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ "“ الواقعة 60-61.    “"وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ "“ أي لن يسبقنا أحد في الاستنساخ وفي هذا إشارة إلي الميلاد الثاني لعيسى ابن مريم “" نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ"لأنه من أمثالكم كما فـي قوله تعالـي: “"وَجَعَلْنَـاهُ مَثَلًـا لِبَنـِي إِسْـرَائِيـلَ” “ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ “" وقد أثبت العلم أن البقرة يمكنها أن تلد بشراً ... أو ... أو...
فإن ميلاد عيسى ثانية من غير أمه الأولي شيء طبيعي وعادي في ظل تطور العلم في عالم الجينات ولكن المسلمين ليس لديهم استعداد لاستيعاب ذلك، فهم يعانون من التخلف الفكري فهم في القرن الخامس عشر الهجري  يعيشون على فكر السلف الذين غبروا في القرون السالفة، ولا سبيل لإحياء أولئك لتصحيح الخلف اليوم الذين يعتقدون إن فكر الإسلام وئد معهم.
وخاتمة القول إن الجيوش الإسلامية المحاصرة في العراق والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين لن تنتصر أبداً في مواجهتها الحالية، على اليهود، وكل محاولات المفاوضات لإحلال السلام يعلم اليهود قبل المسلمين والنصارى أنها مضيعة للوقت فالحرب آتية لا محالة لأنها حرب مصيرية بين الأديان، والكل يظن أنه هو الذي يكسبها بقيادة المسيح المنتظر وكل يدعيه لنفسه. وأجمعت الكتب السماوية كلها أن قائد المرحلة هو المسيح لا محالة وأن الدين الذي يدين به هو الذي يسود على الأديان الأخرى .
وأورد القرآن ذكر المسيح في قوله تعالى: "“هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ" “ في سورة براءة الآية (33) والفتح الآية (28) والصف الآية(9)  . فإن الرسول المذكور في هذه الآية هو عيسى ابن مريم ، وليس محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو الرسول في بني إسرائيل وأرسل -  أي بعث – بالهدي (مهدياً) لا نبياً ولا رسولاً ليظهره على الدين كله ، وأن ذلك لم يتحقق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه يتحقق على يد عيسى ابن مريم المبعوث مهدياً في هذه الأمة ويشهد على هذا المعني قوله تعـالي : “" وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ “" فعيسى لا يتبع إلي يوم القيامة إلا مهدياً بدين الإسلام لأن القرآن نسخ تشريع الإنجيل ، وبقي الإيمان به من غير إتباع .
وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وصححه ابن حبان وابن حجر في فتح الباري ولفظ أبي داؤود ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ، ويهلك المسيح الدجال”.
إن المسيح المهدي هو رسول بني إسرائيل بالإنجيل ومهدي آخر الزمان  وهو الحاضر في شخصي ولا نصر للمسلمين إلا تحت قيادتي لأن الدجال المسيح قد ساح في الأرض وبسط سيطرته على البر والبحر والجو . ولا ينتصر عليه المسلمون إلا إذا شلت يد اللهب التي يصلى  بنارها المسلمين . أي إذا “ تبت يدا أبي لهب”أي لا تقل يده سيفه ، كما في حديث ابن عساكر الآتي : ولا يحصل هذا إلا إذا تولي قيادة المسلمين المسيح المهدي .
فقد روي عن رسـول الله صلى الله عليـه وســلم أنه قال : “...فينزل عيسى ابن مريم 00 فيقولون من أنت ؟ فيقول أنا عبد الله ورسوله وكلمته عيسى ابن مريم اختاروا بين إحـدى ثلاث بين أن يبعث الله على الدجال وجنوده عذاباً من السماء جسيماً أو يخسف بهم الأرض أو يسلط عليهم سلاحكم ويكف سلاحهم عنكم . فيقولون : هذه يا رسول الله أشفي لصدورنا و أنفسنا فيومئذ تري اليهودي العظيم الطويل الأكول الشروب لا تقل يده سـيفه من الرعب فينزلون إليهم فيسلطون عليهم” تاريخ دمشق1 :615 فجملة “ ويكف ســلاحهم عنكم “ شارحة للآية “ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ “ فلو شلت الآلة النارية وتعطلت بسبب أو لآخر ورجع الناس للسلاح الأبيض ، فإن المسلمين لا محالة سينتصرون على اليهود وليس بالضرورة أن يقع ذلك حرفياً ، إذ المقصود من ذلك أن ينتصر عيسى ابن مريم بالمعجزة الربانية على آلة الدجال النارية ولا يتم ذلك للمسلمين إلا تحت إمرتي فلا بد للمسلمين قيادة وشعباً من تغيير موقفهم من دعوتي ، ودفع رايات القيادة لي وإتباعي ومبايعتي ، فإن النصر في هذه الحرب مكتوب لي في الأزل وتشهد بذلك الكتب السماوية (التوراة والإنجيل والقرآن العظيم) وإن لم تفعلوا فإن معاناتكم من ويلات الحرب ستستمر ويمكث الدجال الزمن الذي ورد في الحديث الصحيح( ... أربعين يوماً أو أربعين شهراً أو أربعين سنة).
وإذا لم تعترف الأمة بان أمريكا هي الدجال وأنها ما زالت تنتظر الدجاال ليلحق بها بلاًء وإذلالاً اكثر مما هي عليه الآن، ستلبث في عذاب الدجال المهين إلى ما شاء الله ثم تنتظر عودة المسيح ليرفع عنها العذاب فإن ذلك من سفه الأحلام!!.

“فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ “

           *****      *****       *****
الملحق (من المنشور رقم (62) كردفان كوفة المهدي)
الملخص
حديث رقم(8) في شرح قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (المائدة 54).
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "سيأتي الله بقوم يحبهم الله ويحبونه، ويملك من هو بينهم غريب، فهو المهدي، أحمر الوجه، بشعره صهبة، يملأ الأرض عدلاً بلا صعوبة يعتزل في صغره عن أمه وأبيه، ويكون عزيزاً في مرباه، فيملك بلاد المسلمين بأمان، ويصفو له الزمان، ويسمع كلامه ويطيعه الشيوخ والفتيان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً "(ينابيع المودة للقندوذي: صفحة 467).
أقـول:
 فأنا عيسى بن مريم المهدي سليمان الغريب الذي جاء من بعيد فيناصرني السودان رعاة الإبل ( ثوار دارفور) بعد أن كفر بدعوتي غيرهم. أما المسيرية أهلي الذين نشات وسطهم ليعلموا أن الفضل بيد الله يهبه لمن يشاء من عباده. وقوله: "يعتزل في صغره عن أمه وأبيه" لا تعني إختفاؤه عن الأنظار كما فهم فقهاء الشيعة وإنما هي حدث وقع لي في صغري فقد كنت أسير مع الرعاة تجاه بحر العرب وأترك خلفي والدي ووالدتي وهما يقومان بحصاد وجمع ما تم زراعته في فصل الخريف. وقد تكرر هذا الحدث كثيراً ليعطي المعنى المراد في الحديث بقول أمير المؤمنين(عليه السلام)" يعتزل في صغره عن أمه وأبيه".
عن يسير بن جابر قال :" هاجت ريح حمراء بالكوفة ... فاذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام ". صحيح مسلم (كتاب الفتن وأشراط الساعة) باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال حديث رقم 2899.
بقية أهل الإسلام هم ثوار دارفور أنصار شخصي المسيح المهدي المحمدي سليمان أبي القاسم موسى ـ وهم السودان رعاة الإبل صفوة ثلة الآخرين يقول تعالى في محكم التنزيل: " {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ *وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" سورة الجمعة الآيات (2- 4) .
الآخرون الذي لم يعاصروا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي، هم أنصاري لله عز وجل، السودان رعاة الإبل ـ ثوار دارفور وشخصي سليمان المسيح المهدي هو هادي ثلة الآخرين كما كان النبي الأمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم هو هادي ثلة الأولين . ومن ثم، فاليوم الرابع هو لحظة مجيئي وبرفقتي السودان رعاة الإبل الأعاجم قادماً من دارفور ـ خراسان الغرب الى كردفان ـ الكوفة دار المسيرية لمواجهة الدجال الأمريكي الصهيوني فتقع المعركة  الموصوفة في الحديث وأهزم الدجال بوعد الصدق الذي لا مراء فيه.
حديث رقم(9) عن جابر الجعفي قال: قال لي محمد بن علي الباقر( عليه السلام): "يا جابر ان لبني العباس راية ولغيرهم رايات فإياك ثم إياك ثلاثاً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (عليه السلام) يبايع له بين الركن والمقام معه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ومغفر رسول الله صلى الله عليه وآله ودرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسيف رسول الله صلى الله عليه وآله". ( معجم أحاديث الامام المهدي - ج -3- حديث رقم 772).
أقول:
 إن الرايات التي تتصارع بالكوفة دار المسيرية اليوم هي رايات بني العباس الثلاثة ثم تعقبها راية السفياني الدجال الأمريكي، ثم تجيئ راية شخصي المهدي سليمان. وهي الراية السوداء القادمة من خراسان الغرب وبرفقتي السود الجعد ثوار دارفور وهذه هي راية الرجل من ولد الحسين(عليه السلام) شخصي الذي يبايع بين الركن والمقام (دارفور مكة القائم) بعد أن يكتمل الصف ببيعة الثوار لشخصي المسيح المهدي سليمان ولله الحمد. وإكتمال الصف الإيماني هو المعبر عنه بالأثر المروي . عن الأمام الباقر(عليه السلام) بقوله: "لا يخرج المهدي حتى يكتمل بيته" (بشارة الأسلام).
 البيت هنا هو طائفة أهل الإيمان السودان رعاة الإبل. ويشير إلى معنى البيت كصف إيماني قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) الصف الآية (4). وأذكر أثناء وجودي بقرية الحريكة مابين عامي (1997م - 1998م) خاطبني الحق عزوجل بقوله:
"سأمسك بالعدو لحين إكتمال الصف ثم أقذف به في جهنم". وسأجئ على قدر وأمر من الله عزوجل من دارفور( مكة القائم) إلى الكوفة لأدفع عن أهلها شر الدجال وبطشه ليتحقق الخبر المروي عن الصحابي حذيفة بن اليمان بقوله: "يا أهل الكوفة أنتم أسعد الناس بالمهدي" ( كنز العمال-ج14) .
جاء عن النبي  صلى الله عليه وسلم في باب اسباب النزول لسورة الواقعة لـلـ(نيسابوري) "... لن تستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان السود الجعد اصحاب الجلاليب رعاة الإبل من شهد أن لا إله إلا الله". المصدر:(النيسابوري- أسباب النزول). فعند وصولي إلى دارفور يجب على أهل دارفور أن يبايعوني على السمع والطاعة متى ما ذهبت إليهم، عند مكة (دارفور).
فقد أثبتُّ أن الكوفة هي ليست كوفة العراق بل هي كردفان وأن مكة هي ليست مكة المكرمة في الجزيرة العربية بل هي دارفور(مكة القائم)

(منقول من كتاب اليماني ) من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني:
"... وهناك في المهجر ستأخذ الدعوة إطاراً أوسع وأكثر انتشاراً مما كانت عليه في السابق
بل ربما يتمكن اليماني وأتباعه من الوصول لحكم تلك البلاد وبالتالي تأسيس جيش بكافة معداته ... وقد بينا إن لدعوة الإمام المهدي (عليه السلام) شبهاً كبيراً بدعوة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، ثم انه ما أن تتاح الفرصة لليماني ويحين الوقت الملائم حتى يبدأ بحركته العسكرية باتجاه الكوفة  فهذا المكان هو الكوفة ( مكة الإمام المهدي وليست مكة المكرمة حسب التأويل ".أهـ.
 المصدر : المصدر : http://noon-52.com/vb/showthread.php?t=7265

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق